IMLebanon

«الأمن المالي» يَفُكّ أسر التشريع.. والمشنوق لمحرقة نفايات في بيروت

«الأمن المالي» يَفُكّ أسر التشريع.. والمشنوق لمحرقة نفايات في بيروت

9 قتلى بانفجار عرسال.. وقهوجي يُؤكِّد على جهوزية الجيش للتعامل مع التطوّرات السورية

في الوقت الذي كانت فيه الجلسة التشريعية تخطو التحضيرات لعقدها قُدماً إلى الأمام، في ظل إصرار المجتمعين الاقتصادي والسياسي على عقدها لحماية البلد من «الانتحار المالي»، وفقاً لما رأته المصادر في جمعية المصارف، كانت الاتصالات في السراي الكبير تركز على ترحيل النفايات الداخلة في نطاق عمل شركة «سوكلين»، عبر انتظار الشركة الانكليزية التي ستتولى نقلها من الشواطئ اللبنانية، بما يساوي كلفة 200 دولار للطن الواحد، وبزيادة مالية عن العقد المعمول به حالياً مع «سوكلين» بـ100 مليون دولار سنوياً، مع الإشارة إلى أن مجمل ما سيُرحّل يومياً هو حوالى 3500 طن.

وبانتظار اكتمال التحضيرات لترحيل النفايات، فإن الرئيس تمام سلام سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب، لا سيما وأن كل الكتل تؤيّد مثل هذا الخيار، بعدما عجزت القوى السياسية عن تأمين مطامر إضافية في الجنوب أو البقاع أو في الشويفات باستثناء التقدّم الجزئي الذي حصل على صعيد مطمر سرار في عكار، وفقاً لما كشفه مصدر وزاري معني لـ«اللواء».

وفي السياق، كشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ«اللواء» أنه يعتزم العمل على إقامة محرقة لنفايات بيروت تُنتج الكهرباء، مشيراً إلى أن دراسة هذا المشروع ستبدأ في وقت قريب، بحيث لا يستغرق إنجازه أكثر من سنة ونصف السنة أو سنتين، ويكون بإمكانه تصريف حوالى 1500 طن يومياً.

ولفت إلى أن المشروع سيكون أحد عناوين مؤتمر إنماء بيروت الذي سيجتمع الأربعاء المقبل.

أما على صعيد الجلسة التشريعية، فقد أكدت مصادر نيابية أن الجلسة ستسلك طريقها، وأن المخاطر المالية المحدقة بالبلاد تستدعي عقد هذه الجلسة التي سيترتب عليها إقرار قانون مكافحة تبييض الأموال الذي انضمت إليه معظم الدول وسلك طريقه في اللجان النيابية، بعد اعتماد نص المادة المتعلقة بالإرهاب التي تبنّتها جامعة الدول العربية ويؤيّدها «حزب الله».

وقالت المصادر أنه ما لم يقرّ هذا القانون الذي يُعتبر ضرورياً جداً، فإنه سيتعذر على لبنان التعامل المالي مع الخارج لجهة تحويل الأموال، كاشفة عن أن ما يتم تحويله سنوياً بين لبنان والخارج وبالعكس يتجاوز 7.5 مليارات دولار.

وحذرت هذه المصادر من المضي في سياسة الانتحار التي تنتهجها بعض الكتل المسيحية لحسابات غير واقعية ومضرّة بسمعة لبنان واستقراره المالي وعلاقاته الدولية ومع المؤسسات المالية.

وسُجّل أمس على هذا الصعيد، تحرّك لافت لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لحثّ الرئيسين نبيه برّي وسلام على ضرورة إقرار القوانين المتعلقة بقروض التنمية وإصدار الديون، إضافة إلى تشريعات مصرفية تتصل بحركة الأموال عبر الحدود ومكافحة التهرّب الضريبي وتعديلات على قانون مكافحة غسل الأموال.

وفيما كان سلامة يدعو السياسيين إلى كسر الجمود السياسي الذي يُلحق ضرراً بالاقتصاد اللبناني، كان وفد من جمعية المصارف برئاسة جوزف طربيه يطلب همّة الرئيس برّي لجمع المجلس وإقرار القوانين ذات الطابع المالي، معرباَ عن اعتقاده بأن المجلس النيابي سيصوّت على هذه القوانين في أقرب فرصة عاجلة.

سقوط الميثاقية

واستناداً إلى هذه الأصوات التحذيرية، باتت معظم الكتل النيابية مدركة للأخطار التي تواجه البلد، وبالتالي سقطت، بفعل هذا الإدراك مسألتان:

الأولى أن النصاب بات مؤمّناً للجلسة بالكامل، ولم يعد هناك شك بانعقادها في موعدها.

والثانية أن نظرية ميثاقية الجلسة لم تعد مطروحة تحت وطأة الخوف من إنهيار البلد، أو إدراجه تحت صفة «الدولة الفاشلة»، وبالتالي، فإنه سواء شاركت الكتل المسيحية الثلاث: «التيار الوطني الحر» والكتائب و«القوات اللبنانية» أو لم تشارك، فإن الجلسة ستتم وبتغطية نصف عدد النواب المسيحيين، على الرغم من أن ثمة اعتقاداً أن كتلتي عون و«القوات» ستعيد النظر بحساباتها لجهة المشاركة، استناداً إلى الاتصالات الجارية معها، سواء على صعيد «القوات» والحلفاء في قوى 14 آذار، أو بين عون والدكتور سمير جعجع، في حين حسمت كتلة «المستقبل» قرارها بحضور الجلسة مهما كانت الاحتمالات وموقف الحلفاء، وبالذات «القوات»، وهي تعوّل على أن تتفهم هذه الأخيرة الموقف، وتحاول بالتالي إقناع الطرف الثاني في «إعلان النوايا»، بالمشاركة مهما كانت المبررات التي يتمسك بها الطرفان.

تجدر الإشارة إلى أن جعجع أرجأ أمس مؤتمراً صحفياً كان سيعقده لإعلان الموقف النهائي لحزب «القوات» مفسحاً في المجال أمام حركة الاتصالات والمشاورات الجارية مع الحلفاء في 14 آذار من جهة، و«التيار الوطني الحر» من جهة ثانية، وهو التقى مساءً النائب إبراهيم كنعان موفداً من عون في إطار تنسيق المواقف.

وأوضح كنعان بعد اللقاء الذي استغرق ساعتين «أن الموقف النهائي ينتظر أجوبة على بعض الطروحات، معتبراً أن ما وصفه بالأولويات الوطنية المطروحة اليوم نقرّرها سوياً كشركاء في الوطن، من دون أن يفرضها أحد على الآخر».

ولفتت مصادر في تكتل «الاصلاح والتغيير» لـ«اللواء» إلى أن المجال ما يزال مفتوحاً للتفاهم إذا كانت هناك رغبة في إدراج بند قانون الانتخابات على جدول الأعمال، مشيرة إلى أنه لا مانع من أن يتم البحث في هذا الأمر خلال الجلسة النيابية نفسها.

وتوقّع النائب ناجي غاريوس لـ«اللواء» أن يزور موفد من جعجع النائب عون قريباً ضمن الخطوط المفتوحة بين معراب والرابية، مؤكداً أنه إذا كان التيار سيشارك في الجلسة التشريعية، فإن ذلك سيتم بالاتفاق مع «القوات»، موضحاً أنه ليس وارداً عند التيار ترك «القوات» في آخر الطريق.

«المستقبل»

ومن جهته، أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمّار حوري لـ«اللواء» أن موقف الكتلة من مسألة حضور الجلسة التشريعية الخميس المقبل واضح منذ الآن، وهو أن مصلحة البلد أهم من كل طائفة ومن كل مذهب ومن كل طرف أو فريق، لافتاً إلى أن الأمور لم تعد تحتمل المغامرة بالذهاب إلى المزيد من المجهول، نافياً أن يكون الرئيس فؤاد السنيورة أبلغ الرئيس برّي مقاطعة المستقبل للجلسة في حال غابت كتلة «القوات اللبنانية»، مشيراً إلى أن الاتصالات مع «القوات» مستمرة لإقناعها بحضور الجلسة.

وقال: على الأكيد هناك مشكل في حال سجّل غياب مسيحي كامل عن الجلسة، لكن لا أتصوّر أن يحصل ذلك، لأن هناك نواباً مسيحيين آخرين خارج الكتل الرئيسية الثلاث يمكن أن يوفروا ميثاقية الجلسة، يمكن أن يتجاوز عددهم أكثر من نصف عدد النواب المسيحيين.

انفجار عرسال

أمنياً، انشغلت الأوساط الأمنية والسياسية بالتفجير الذي وقع في أحد أحياء بلدة عرسال وأدى إلى مقتل رئيس هيئة علماء القلمون الشيخ عثمان منصور ونائبه الشيخ عمر عبد الحلبي، وثلاثة آخرين من الهيئة هم: علي بكور، علي رشق، وفوزي العرابي.

وعلمت «اللــواء» ان بين القتلى فتاة تدعى عبير دكور مع شقيقها، صادف وجودهما مع الانفجار، وكانت تعقد قرانها.

وكشف مصدر أمني واسع الاطلاع لـ«اللــواء» ان من بين الجرحى 6 أشخاص وجميع المصابين سوريون .

وتنعى هيئة علماء القلمون في التوسط مع السلطات اللبنانية لمعالجة قضايا اللاجئين، وفهم ان الاجتماع كان يضم 15 شخصاً على الأقل في حيّ السبيل في عرسال.

ولم تعرف بالضبط، كيفية حصول الانفجار، هل من خلال عبوة ناسفة، أم أن انتحارياً هاجم الاجتماع، مما أدى إلى تطاير شظايا أحد القتلى في مكان الانفجار.

ولن وكالة «فرانس برس» نسبت إلى مصدر أمني روايته ان شخصاً يحمل حزاماً ناسفاً دخل اجتماع هيئة علماء القلمون وفجر نفسه.

وأشارت وكالة «رويترز» إلى ان التفجير حصل من خلال سيارة ملغومة وأدى إلى 9 قتلى وإصابة 4 بجروح، مشيرة إلى أن الانفجار وقع في منطقة تجارية في حيّ السبيل، وتلاه مباشرة سقوط قتيلين (قد تكون الفتاة وشقيقها).

الخطة الأمنية إلى اليرزة

وعلى الصعيد الأمني أيضاً، استبعدت مصادر مطلعة أن يكون للانفجار في عرسال تداعيات داخلية من الناحية الأمنية، باعتباره يتعلق بحسابات سورية بين أطراف سوريين.

وكشفت المصادر ان «حزب الله» وتيار «المستقبل» يحضران ملفيهما الأمنيين للاجتماع إذ سيعقد في اليرزة بين الوفدين الذي يمثلهما وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الصناعة حسين الحاج حسن بمشاركة وزير المال علي حسن خليل، مع وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي للبحث في تفعيل الخطة الأمنية في البقاع بعد تزايد عصابات السرقة والقتل والخطف وارتفاع نقمة الأهالي من جرّاء الفلتان الأمني، وإزالة العقبات التي تعترض تنفيذ هذه الخطة.

ولم تشأ مصادر وزارية معنية، تأكيد موعد الاجتماع، لكنها اشارت إلى انه قريب جداً.

ونقل زوّار اليرزة من العماد قهوجي ارتياحه بقدرة الجيش اللبناني على الإمساك بالوضع الأمني، على الرغم من الحرائق المشتعلة حول لبنان، بفعل الأزمة السورية وتداعياتها على الداخل والتحريات التي نشأت مع الأعداد الكبيرة للنازحين للسوريين المنتشرة على مساحة جغرافية واسعة تصعب من امكانات مراقبتها وضبطها.

وتأتي تأكيدات قهوجي بعد عودته من اجتماع القادة العسكريين لدول التحالف الذي عقد الأسبوع الماضي للبحث في مكافحة الإرهاب، وبعد تجاوز أزمة رواتب العسكريين التي رفض قائد الجيش أن تكون مادة ابتزاز في اللعبة السياسية الداخلية بين الأفرقاء المتنازعين، في وقت كانت الولايات المتحدة تقدّم كميات جديدة من الأسلحة الأميركية للجيش لمكافحة الإرهاب، في إشارة إلى الأهمية التي يوليها الأميركيون بنجاحه في التصدي التنظيمات المسلحة المصنفة إرهابية والمنتشرة على الحدود مع سوريا.

وأكد قهوجي ان مستوى جهوزية الجيش اللبناني ممتازة، ولبنان يطمح إلى تعزيز قدرات سلاح الجو، على مستوى المروحيات، كاشفاً ان صفقة الأسلحة الفرنسية الممولة من الهبة السعودية أعيد إحياؤها.