هيئة الحوار على محك التسوية اليوم: الأولوية للرئيس أو الإنتخابات النيابية؟
حماس جنبلاطي لمبادرة نصر الله.. وكشف خيوط جديدة في شبكة البرج
الشقة التي استأجرها الرأس المدبر لعملية تفجير برج البراجنة عبد الكريم الشيخ في شارع لبنان في الأشرفية..
فيما تكشف التحقيقات الأمنية الجارية حول العناصر الإرهابية المتورطة تخطيطاً وتمويلاً وتنفيذاً، ومن الناحية اللوجستية والأمنية والتنقل والانتقال والاقامة والتفخيخ، فصولاً تلو الفصول، ومعلومات اثر معلومات، إلى درجة توحي ان الشبكة الاخطبوطية المرتبطة بمقر العمليات في «الرقة» السورية قد وقعت في شباك الدولة اللبنانية واجهزتها، تحضر هذه القضية إلى جانب التقارب الإيجابي بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» على طاولة الجلسة العاشرة للحوار التي تعقد في عين التينة اليوم، بدل ساحة النجمة على خلفية اعتبارات أمنية وصعوبات التنقل بالنسبة لرؤساء التيارات والكتل النيابية المشاركة، على ان يتناول المشاركون طعام الغداء إلى مائدة الرئيس نبيه برّي، الأمر الذي يوحي بعقد جلستين بدل جلسة واحدة في مقاربة جديدة لجدول الأعمال الذي اقترحه الرئيس برّي، وزاد عليه الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله في مبادرته التي أطلقها الأربعاء مناقشة رئاسة الحكومة وقانون الانتخاب وانتخاب رئيس الجمهورية كسلة واحدة.
وكشف مصدر نيابي لـ«اللواء» ان طاولة الحوار اليوم، ستركز على موضوع رئاسة الجمهورية بشكل رئيسي بعد ان تمّ الانتهاء من عدد من النقاط المدرجة على الجدول الذي وزعه الرئيس برّي عندما دعا إلى انعقاد هيئة الحوار الوطني في 9 أيلول الماضي.
وأضاف المصدر ان المجلس النيابي استعاد عمله وقانون استعادة الجنسية أقرّ في جلسة الخميس الماضي، والرئيس تمام سلام يُكثّف اتصالاته للتفاهم على حل لقضية النفايات ترحيلاً أو خلاف ذلك، لعقد جلسة لمجلس الوزراء، في إطار الإفراج عن عمل مؤسسات الدولة، لا سيما مؤسسات الشرعية، فضلاً عن القوانين التي أقرّت لتعزيز الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى.
وقال المصدر ان انتخابات الرئاسة الأولى تبقى البند الاكثر حيوية على جدول الجلسة، وان كانت الجلسة العاشرة ستبدأ بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء تفجيري برج البراجنة الخميس الماضي، على ان يتلوها كلمة للرئيس برّي يتوقف فيها عند مخاطر الإرهاب الذي ضرب في بيروت وباريس، وضرورة تحصين الاستقرار اللبناني بالوحدة الوطنية، وتوفير ما يلزم لدعم الجيش والأجهزة الأمنية في مواجهة هذا الخطر، والإشادة بالسرعة القياسية التي تمكن فيها فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في كشف أفراد الشبكة الإرهابية واماكن تواجد عناصرها، بالإضافة إلى إلقاء الأمن العام اللبناني القبض على عناصر الشبكة المسؤولة عن التفجير تمويلاً وتخطيطاً.
وفي معلومات «اللواء» ان النائب وليد جنبلاط سيشدد على ضرورة تثمير مبادرة السيّد نصر الله على ان يبقى انتخاب رئيس جديد للجمهورية أولوية ضمن التراتبية المقترحة للتسوية.
على ان الفريق العوني، سواء كان ممثلاً برئيس التيار النائب ميشال عون أو النائب إبراهيم كنعان، حيث سيغيب عن الجلسة وزير التيار وزير الخارجية جبران باسيل بسبب سفره إلى موسكو اليوم، سيشدد على أهمية المبادرة، لكنه يعتبر ان الأولوية لإنجاز قانون الانتخاب واجراء الانتخابات النيابية قبل أي شيء آخر، أو على أقل تقدير التفاهم على قانون انتخاب يضمن التوازن بين السلطات ووحدة اللبنانيين.
ويعتبر مصدر مطلع ومشارك في طاولة الحوار من كتلة «المستقبل» ان الأولوية تبقى لانتخاب الرئيس ولا يجوز القفز إلى إطار تسوية واسعة من الصعب الاتفاق على نقطة البدء فيها، وهو الموقف نفسه لحزب الكتائب، سواء شارك في الجلسة أو غاب عنها.
14 آذار
وعشية طاولة الحوار، عقدت قوى 14 آذار اجتماعاً مساء أمس في بيت الوسط، خصص لتنسيق الموقف على الطاولة وكيفية التعاطي مع جدول الأعمال.
وخلص المجتمعون إلى ان موقف 14 آذار ما زال هو ذاته، حيث سيشدد ممثلو هذا الفريق على ان الحوار يجب ان يتركز على موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، اما قانون الانتخاب فليس مكانه الحوار، بعد ان قرّر الرئيس برّي احالته إلى لجنة نيابية مهمتها إعادة درس مشاريع القوانين المتعلقة بهذا الشأن، خاصة وأن الرئيس برّي دعا هيئة مكتب المجلس إلى اجتماع يعقد يوم الأربعاء المقبل لتسمية أعضاء هذه اللجنة.
وبالنسبة إلى التقارب الحاصل في المواقف بين الرئيس الحريري والسيّد نصر الله حول التسوية الكاملة لاحظ عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت لـ«اللواء» ان كلام نائب حزب الله نوار الساحلي، بأن الحزب لا يزال لديه مرشّح واحد هو العماد ميشال عون، وأن الحزب مستعد للنقاش حول آلية إيصال هذا المرشح، لا يُشجّع إطلاقاً وأنا شخصياً اعتبره انه ألغى عملياً انفتاح نصر الله.
وشدّد فتفت على ضرورة إعادة بناء ثقة حقيقية بين الطرفين، خصوصاً وأن التجارب السابقة لا تشجّع سواء في حوار 2006 أو حوار الدوحة.
وعندما قيل له ان حزب الله بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم تحدث أمس عن تسوية فيها تنازلات ومكاسب، معرباً عن استعداد الحزب للتنازل مقابل ما نربح، ردّ النائب فتفت: اذن ليعلن الحزب استعداده للتوافق على مرشّح توافقي لرئاسة الجمهورية، معتبراً ان ذلك هو المدخل الحقيقي لإعادة بناء الثقة معه.
في المقابل، أبلغ عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب سليم سلهب «اللواء» ان العماد عون ليس في جو ما يحكي عن تنازل حزب الله عن ترشيحه في حال سار في التسوية التي يُؤكّد عليها، مشيراً إلى ان التحالف بين عون والحزب لا يزال متيناً لا يزعزعه شيء.
لا جلسة للحكومة
في هذا الوقت، اكدت مصادر السراي «للواء» ان لا دعوة لجلسة لمجلس الوزراء حتى الساعة مشيرة الى ان لا جديد في ملف النفايات رغم ان البحث الحثيث مستمر لحل هذا الملف وبناء عليه يتحدد مصير الجلسة، وكان الملف موضع بحث تمّ بعيداً عن الإعلام بين الرئيس سلام والوزير اكرم شهيب.
وكشف وزير الإعلام رمزي جريج انه سيزور الرئيس سلام في اليومين المقبلين لمطالبته بعقد جلسة لمجلس الوزراء، معرباً عن اعتقاده ان ما من أحد من الوزراء سيجرأ على مقاطعة الجلسة إذا وجه سلام الدعوة إليها، خصوصاً في أعقاب كارثة برج البراجنة.
ورأى جريج ان الرئيس سلام يفكر بترحيل النفايات ويدرس الموضوع لكن القرار النهائي لم يتخذ بعد، داعياً إلى الاستفادة من كلام الرئيس الحريري والسيّد نصر الله وبذل الجهود لإيجاد حل للأزمة اللبنانية والانصراف نحو انتخاب رئيس جديد للبلاد كمقدمة لذلك.
قضية العسكريين
في مجال آخر، قالت مصادر معينة بملف العسكريين المخطوفين لـ»للواء» ان لقاء الرئيس سلام مع اهالي المخطوفين لم يحمل اي جديد رغم ان الاهالي يتعرضون لضغوط كبرى من الجهات الخاطفة لا سيما جبهة النصرة الذين يبعثون برسائل متعددة يؤكدون فيها انهم يريدون التفاوض دون تحديد كيفية التفاوض والجهة التي يريدون التفاوض معها.
واكد سلام للوفد اهتمامه الشخصي واهتمام الحكومة بهذا الملف الذي هو اولوية رغم كل الملفات التي تضغط حاليا، وشدد على ان العسكريين هم ابناء الوطن الشرفاء الذين كانوا يدافعون عنه ساعة اختطافهم املا بحل هذه المسألة قريبا، ولفتت المصادر ان مصير العسكريين المختطفين من قبل «داعش» لا يزال مصيرهم مجهولاً.
وكشف حسين يوسف والد الجندي المحتجز لدى «داعش» محمّد يوسف ان أمير «النصرة» في القلمون السورية، أبو مالك التلي طالب بتسليمه قريتي المعرة وفليطة السوريتين، الحدوديتين مع لبنان، مقابل إطلاق سراح العسكريين المختطفين لدى الجبهة.
وأوضح يوسف ان الأهالي ابلغوا الرئيس سلام بهذا الطلب، خلال اجتماعهم معه.وقد أبدى سلام تجاوباً مع مطالب الأهالي مؤكداً ان الأزمات التي يُعاني منها لبنان لن توقف اللجنة المعنية بمتابعة ملف المخطوفين عن عملها.
تفجيرات الضاحية
وعلى صعيد تفجيرات الضاحية الجنوبية، كشفت مصادر الهيئة العليا للاغاثة لـ«للواء» عن انتهاء المسح الاولي للاضرار التي نتجت عن تفجيري برج البراجنة وقدرت الاضرار بحوالي ٢ مليار ليرة لبنانية بما فيها التعويضات لاهالي الشهداء حيث سيدفع ٣٠ مليون عن كل شهيد، وتوقعت المصادر ان يصدر التقرير النهائي يوم السبت المقبل كحد اقصى.
واشارت المصادر الى ان الهيئة بانتظار تحويل الاموال لها من قبل وزارة المالية لتباشر الدفع، وأملت ان تتمكن من دفع كل المستحقات المطلوبة لكل المتضررين من الاحداث والتفجيرات الماضية لا سيما للمتضررين من التفجير الذي وقع في جبل محسن في طرابلس منذ قرابة العام.
في هذا الوقت كشفت مصادر التحقيقات الجارية مع أفراد الشبكة التي كشف عنها وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس الأوّل، ان الانتحاريين الخمسة الذين كان من المفترض ان ينفذوا التفجيرات يوم الخميس الفائت، هم اللبناني ابراهيم الجمل الذي كان سينفذ تفجيراً في جبل محسن، وانتحاريان كانا سيفجران نفسيهما في برج البراجنة في وقت الذروة على ان يقوم انتحاريان آخران بتفجير نفسيهما على باب مستشفى الرسول الاعظم في وقت تجمع المواطنين وسيارة الاسعاف التي تنقل ضحايا تفجيري البرج.
واوضحت ان ما منع تنفيذ الخطة هو انه تم توقيف الانتحاري اللبناني في طرابلس وهو على دراجة نارية مزنراً بحزام ناسف، مشيرة الى ان التحقيقات وداتا الاتصالات أوصلت الى شقة في مخيم برج البراجنة، قامت شعبة المعلومات بدهمها، حيث تم توقيف3 سوريين، الذين كشفوا عن شقة في الاشرفية، تم دهمها واوقف فيها رأس الشبكة الارهابية مع أحزمة ناسفة ومواد متفجرة، ويدعى عبدالكريم الشيخ.
ولفتت الى انه في الوقت نفسه، كان الامن العام يقوم بتتبع اللبناني ابراهيم رايد والسوري مصطفى الجرف وهما من ضمن الشبكة الارهابية.
وأفادت المصادر ان تبديل الخطة وقرار التفجير في برج البراجنة يعود الى ان اثنين من الانتحاريين الاربعة لم يصلوا الى لبنان، الى جانب التشديدات الامنية في مستشفى الرسول الاعظم.
يُشار إلى ان قوة من الجيش دهمت ليل أمس الأوّل عدداً من الأشخاص المشبوهين داخل أحد المباني في وطى المصيطبة واوقفت 4 سوريين وضبطت منهم أسلحة وقذائف واعتدة حربية.