800 شخصية مالية في بيروت.. و«التسوية» أمام الحوار الثنائي الثلاثاء
موجة شائعات تحطُّ بالنبطية.. و23 موقوفاً لدى «المعلومات» بتفجيري البرج
كادت تفاصيل المبادرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، من أجل تسوية سياسية متكاملة تخرج لبنان من دائرة الارتباط بالصراعات الدائرة في المنطقة، وتحصن الاستقرار بابعاده المالية والأمنية والسياسية، أن تستأثر بكامل الاهتمام السياسي اليوم، وحضرت على هامش المؤتمر المصرفي العربي الذي انعقد في فندق «فينيسيا» أمس بعنوان: «خارطة طريق الشمول المالي»، وبمشاركة أكثر من 800 شخصية عربية ودولية من وزراء ومحافظي بنوك مركزية ورؤساء ومؤسسات مالية من 26 دولة، وفي كلام الرئيس نبيه برّي امام زواره، من خلال تأكيده على بروز مناخات إيجابية في البلاد يمكن ان يترجم عنها بـ«تضميد» الاستحقاق الرئاسي بعيداً عن الانشغال الإقليمي والدولي بلبنان، وفي ظل الدعوة لتسوية سياسية شاملة.
وبصرف النظر عن النفي الذي صدر عن رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية، واعتبار زيارته إلى فرنسا تندرج في إطار مناسبة اجتماعية وليس للقاء الرئيس سعد الحريري، فإن مصادر نيابية مسيحية أكدت لـ«اللواء» ان المرشح الجدي الذي تدعمه قوى 8 آذار هو النائب فرنجية، وهي تتقاطع في ذلك مع النائب وليد جنبلاط الذي أظهر استعداداً في غير مناسبة للتصويت له، إذا كان ذلك يؤدي إلى إنهاء الشغور الرئاسي، ودخول البلد في مرحلة سياسية جديدة، وهو الموقف الذي أبلغه لبعض اصدقائه من قدامى الحركة الوطنية، في الغداء الذي أقامه على شرفهم توفيق سلطان قبل اقل من شهر.
ولاحظت مصادر سياسية مواكبة ان زيارة بعض الشخصيات المحسوبة على فريق 8 آذار والصديقة لحزب الله إلى الرابية في اليومين الماضيين، أتت على خلفية إرسال رسائل تطمين للنائب ميشال عون إزاء الهواجس التي بدأت تنتاب فريقه من اعداد «طبخة» رئاسية وحكومية ونيابية وميثاقية تتجاوز ما هو قائم، وتؤسس لمرحلة جديدة من التفاهمات الداخلية، في موازاة الجهود القائمة لتوظيف التطورات الميدانية في سوريا لإيجاد حل لهذه الحرب التي يُهدّد استمرارها لسنوات جديدة مستقبل الاستقرار الدولي، لا سيما بعد ضربات تنظيم «داعش» ضد المصالح الروسية والفرنسية، وبطريقة مباشرة، سواء عبر إسقاط طائرة الركاب الروسية فوق سيناء، أو استهداف باريس بمقاهيها ومسارحها ومطاعمها وشوارعها لعمليات غيّرت وجه العاصمة الفرنسية واحلت إجراءات الأمن والطوارئ والملاحقات مكان قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وعلى هذا الصعيد، أوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت تعليقاً على ما ورد في «اللواء» أمس حول تسوية نصر الله، بأن «المستقبل» لم يتبلغ أي شيء رسمي بهذا الخصوص، مشيراً إلى ان ما نشر حول ان يكون الرئيس من 8 آذار ورئيس الحكومة من 14 آذار «كلام غير وارد، أولاً لأن رئيس الجمهورية هو راعي الدستور وجامع اللبنانيين ولا يجوز ان يكون طرفاً، وثانياً لأن رئيس الحكومة يمكن اسقاطه بموجب الدستور وسبق ان حصل ذلك مع تجربة الرئيس سعد الحريري، اما النقطة الثالثة فأين هو رئيس المجلس من هذه المعادلة؟
ولفت فتفت إلى ان «حزب الله» يريد من طرح هذه التسوية تأمين إيصال النائب عون لرئاسة الجمهورية في مقابل قانون الانتخاب، وهذا الأمر لا يعنينا، ونحن بصراحة نعتبر انفسنا غير معنيين بأن هناك مبادرة باستثناء النقطة الإيجابية الوحيدة في حديث نصر الله، وهي انه لم يعد يتمسك لا بالمؤتمر التأسيسي ولا بالمثالثة.
وختم فتفت: هناك نقطتان تحتاجان إلى جلاء:
الأولى: هل أن حزب الله جدّي وهل يريد بالفعل إعادة بناء الثقة مع «المستقبل»، فإذا كان جدّياً فليعلن إذن موافقته على الرئيس التوافقي، والنقطة الثانية: ما مصير سرايا المقاومة؟
وكشف بأن هذه النقاط وغيرها يمكن أن تُطرح في جلسة الحوار المؤجّلة من الخميس في 12 تشرين الثاني الحالي والتي تحدّد موعدها مبدئياً يوم الثلاثاء المقبل.
سلام للقتلة: فشلتم
وفي غمرة هذه الأجواء الإنفراجية، بعد أسبوع على التفجيرين المؤلمين في برج البراجنة، والإندفاعة الأمنية الكبيرة للقوى الأمنية في ملاحقة الخلايا المشاركة في هذا العمل الإجرامي، حيث باعتقال عنصر إرهابي إضافي أمس، أصبح عدد الموقوفين لدى فرع المعلومات 23 شخصاً، جاء انعقاد المصرفي العربي، وفي بيروت بالذات، بمثابة شهادة عربية ودولية من رجال المال والأعمال، بأن الأمن في لبنان تحت السيطرة، وأن البلد تجاوز قطوع الأزمة السياسية بإقرار مجموعة من القوانين تتعلق بمكافحة تبييض ونقل الأموال وتمويل الإرهاب، فضلاً عن الهبات والقروض والإتفاقيات لتمويل مشاريع البنية التحتية، الأمر الذي جعل الرئيس سلام يخاطب القتلة العاملين للفتنة قائلاً: «فشلتم»، مؤكداً التزام السلطة التنفيذية القيام بواجباتها، لأن الاستحقاقات الداخلية داهمة، والمخاطر الخارجية حقيقية وخطيرة.
ومن لائحة القرارات الضرورة تبنّي خطة معالجة النفايات وتطبيقها، بحسب الرئيس سلام الذي دعا القوى السياسية للتواضع والتواصل، والسماح بتسيير العمل الحكومي، بانتظار التسوية السياسية الكبرى التي يكون مدخلها انتخاب رئيس الجمهورية.
في حين أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن الليرة اللبنانية ستبقى مستقرة، ولا قيمة للشائعات في الأسواق المالية، معتبراً أن القوانين الأربعة التي أشار إليها الرئيس سلام سمحت ببقاء لبنان منخرطاً بالعولمة المالية، وبعيداً عن أن يكون على لائحة الدول غير المتعاونة (راجع ص 7).
ترحيل النفايات
وفي غضون ذلك، واستكمالا للاجتماعات التي يعقدها الرئيس سلام للوصول الى حل لأزمة النفايات وموضوع ترحيلها، اجتمع سلام مساء أمس مع وزير الزراعة أكرم شهيّب في حضور رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، ورفض شهيّب بعد الاجتماع اعطاء اي تفاصيل عن فحوى الاجتماع بناء على طلب الرئيس سلام كما قال.
اضاف: «المهم الوصول الى النتائج الايجابية والعمل يسير بشكل جدي وجيد، ونحن نبحث عن أرخص الاسعار وافضل الشروط وبأسرع وقت».
قانون الإنتخاب
اما في ما يتعلق باللجنة النيابية التي شكلت لإعداد قانون جديد للانتخابات فإن الرئيس برّي جدد القول أمس أمام زواره بأن المهم في هذه اللجنة التوافق، وأن روح القانون الانتخابي هي نظام الاقتراع والدوائر الانتخابية، وأن مهمة هذه اللجنة التي ستبدأ اجتماعاتها أوائل الشهر المقبل هي تقنية فقط وليست تقريرية، مشدداً على ان نظام الاقتراع والدوائر الانتخابية يساهمان في تكوين السلطة، مشدداً على انه سيتابع عمل هذه اللجنة بشكل دائم ولن يتوانى عن حضور جلساتها إذا اقتضى الأمر.
وكشفت مصادر نيابية لـ«اللواء» أن هناك اتفاقاً بين أعضاء اللجنة المصغّرة المكلّفة درس قانون الانتخاب النيابية على عدم تناول أعمال اللجنة وعلى السرية التامة بعيداً عن الإعلام، معتبرة أن هناك اقتناعاً لدى الغالبية النيابية بأن القانون المختلط هو القانون الذي يؤمّن صحة التمثيل، مؤكدة أن التركيز سينصبّ على هذا القانون الذي لا يزال يتمتع بتأييد شريحة واسعة من الكتل النيابية.
وقالت أن هناك سعياً دؤوباً لتكون النقاشات الدائرة بعيدة عن منطق التعطيل، مؤكدة أن من يريد العرقلة ستتضح بصمته سريعاً.
شائعات ومداهمات
وبينما ينصرف لبنان إلى الاحتفال بعيد الاستقلال وبعيد العلم غداً، بسلسلة نشاطات أبرزها احتفال يقام صباح السبت، بمبادرة من الوزير بطرس حرب لرفع علم لبناني ضخم يبلغ طوله 32 متراً ومساحته 10452 متراً، في إشارة رمزية إلى مساحة لبنان، على مقربة من فنادق «السان جورج» و«فينيسيا» و«مونرو»، بقي الوضع الأمني صدارة الاهتمام، لا سيما في ضوء شائعات عن احتمال تعرض عدد من المناطق لعمليات تخريب إرهابية، كان أبرزها ما حصل أمس في مدينة النبطية، حيث اتخذت إجراءات أمنية مشددة في محيط مدرسة «المصطفى»، وجرى إخراج باصات الطلاب تدريجياً بهدف عدم حصول تجمعات كبيرة للمواطنين، في إطار تخوف من حصول ما يشبه «السيناريو الباريسي»، وكذلك ما تردّد عن الاشتباه بسيارة امام مبنى سنتر «فردان 730»، تبين لاحقاً انها خالية من أي مواد متفجرة، تزامن مع إخبار عن وجود شخص في حوزته حزام ناسف في أحد المراكز التجارية في ضبيه، سارعت قوى الأمن الداخلي الى نفيها.
الا ان الثابت، وسط هذه الموجة من الشائعات تأكيد قوى الأمن العثور على حزام ناسف يحتوي على مواد متفجرة كان ضمن كمية من النفايات التي دخلت على خط الفرز في معمل معالجة النفايات في سينيق جنوب صيدا، وإعلان قيادة الجيش عن توقيف سيّارة من نوع رينو عند مدخل مخيم البرج الشمالي ضبط بداخلها كمية من المتفجرات بلغت زنتها كيلوغرامان مع شريط لاصق يستعمل للتفجير، وأوقف مع السيّارة ثلاثة أشخاص لبنانيين وفلسطيني.
وأوضحت قيادة الجيش في بيان «ملابسات توقيف القاصر عثمان إسماعيل المعروف بعثمان التكريتي (15 سنة) فأكدت انه واحد من مجموعة مرتبطة بالارهابي الموقوف عبد الرحمن الكيلاني التي كانت تخطط لاستهداف مراكز عسكرية وعسكريين والقيام بعمليات إرهابية بواسطة انتحاريين من بينهم العديد من القاصرين».