Site icon IMLebanon

لقاءات الحريري الباريسية: فرنجية يتقدّم..

لقاءات الحريري الباريسية: فرنجية يتقدّم..

سلام يرحِّب .. وقلق عوني ـــ قواتي .. وترحيل النفايات على النار «السنغالية»

احدثت اللقاءات التي افتتحها الرئيس سعد الحريري في باريس مع رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية حراكاً جدياً إزاء وضع ملف الرئاسة الأولى على الطاولة، بالتزامن مع مرور سنة ثانية على الشغور الرئاسي لمناسبة عيد الاستقلال، الذي احيت الاحتفال به منظمات مدنية، وأقامت اللجان الوطنية لمئوية لبنان الكبير حفلاً في قصر الصنوبر، كرمت خلاله 90 لبنانية هن من ضباط وعناصر يعملن في المؤسسات العسكرية والأمنية ومع قوات «اليونيفل» رعاه الرئيس تمام سلام ممثلاً بعقيلته لمى سلام، ومثلت الرئيس ميشال سليمان الوزيرة أليس شبطيني في حضور النائب بهية الحريري رئيسة لجنة المئوية والقائم بالأعمال الفرنسي ارنو بيشو وممثلي شخصيات سياسية وعسكرية وروحية.

وأشارت النائب الحريري إلى ان هول الجريمة التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس فرضت هذا الاحتفال التضامني مع فرنسا في مواجهة الإرهاب، ولتكريم اللبنانيات اللواتي يتفانين من أجل دولتهم ولصناعة الاستقرار، موجهة تحية للرئيس سلام الذي أثبت جدارة في تحمل المسؤولية الوطنية في لبنان الكبير، كما انها وجهت رسالة تقدير للمنسق العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ (راجع ص 4).

وبعد لقاء باريس الذي أكدته «اللواء» في عددها السبت الماضي، ثم أكده أمس عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت واصفاً اياه بأنه «استطلاعي»، كرت سبحة اللقاءات الباريسية، فيما احدثت قلقاً على جبهة فريقي «اعلان النوايا» المسيحيين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» في ما يشبه الرفض المباشر لأي تسوية سياسية تأتي بالنائب فرنجية رئيساً للجمهورية:

1- التقى الرئيس الحريري السبت في الرياض وفد «المستقبل» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وعضوية الوزير نهاد المشنوق ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ونادر الحريري والنائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري وهاني حمود، حيث اطلعه على تفاصيل اللقاء مع النائب فرنجية.

وكشف النائب فتفت لـ«اللواء» ان المحادثات تركزت بصورة خاصة (مع النائب فرنجية) على موضوع الشغور الرئاسي.

وأكّد انه ليس بالإمكان البوح في التفاصيل الآن، الا ان لا شيء يمنع عقد لقاء مع النائب فرنجية واي طرف سياسي آخر، ما دام «المستقبل» يلتقي مع «حزب الله» بشكل مباشر، كاشفاً ان جولة الحوار الـ21 بين الطرفين ما تزال في موعدها اليوم الثلاثاء في عين التينة.

2- وأمس الأوّل الأحد، استقبل الرئيس الحريري في مقر اقامته في باريس رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط يرافقه وزير الصحة وائل أبو فاعور، في حضور السبع وخوري ونادر الحريري.

ووفقاً للبيان الصادر عن المكتب الإعلامي للحريري، فإن البحث تركز على ثلاث نقاط:

الاولى: الأزمة السياسية المتمثلة بالشغور الرئاسي وتعطيل الحكومة وصعوبة عقد جلسات التشريع في ظل الأوضاع المؤلمة في المنطقة العربية، وتداعيات هذه الأزمة على الميثاق والاستقرار والاقتصاد.

والثانية: اتفاق على ضرورة بذل الجهود للتوصل إلى تسوية وطنية جامعة تُكرّس مرجعية اتفاق الطائف وتعالج أزمة الشغور الرئاسي وتطلق عمل المؤسسات وتحمي لبنان وتؤدي للنهوض الاقتصادي الوطني.

والثالثة: اعتبار ان إنجاز التسوية الوطنية في أسرع ما يمكن من الوقت يحتاج إلى توسيع دائرة الاتصالات لتشمل كافة المكونات الوطنية المشاركة في طاولة الحوار.

3-  وعلى هذا الأساس، ينتظر ان يعقد لقاء اليوم (ما لم يكن التقاه ليلاً) بين الرئيس الحريري ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الموجود في العاصمة الفرنسية.

وفي معلومات «اللواء» ان حركة الرئيس الحريري تعكس رغبة عربية بإنهاء الشغور في الرئاسة الأولى، وإطلاق عملية سياسية واسعة، مستفيداً من الأجواء التي أعقبت مبادرة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.

وأشارت مصادر مطلعة إلى ان مؤشرات التقدم بالنسبة للنائب فرنجية تتوقف على تطورين اثنين:

الاول: إعلان حزب الله ان فترة السماح بالنسبة لترشيح النائب ميشال عون شارفت على نهايتها، فالتمسك بترشيحه يعني استمرار الشغور في الرئاسة الأولى، وهذا يتعارض مع مبادرة أمين عام الحزب.

والثاني: اقتراب النائب فرنجية أكثر فأكثر من أن يكون مرشحاً توافقياً، أي مغادرة موقعه الاصطفافي إلى جانب قوى 8 آذار.

ولاحظت المصادر أن إعلان فرنجية بعد عودته إلى بنشعي ومقابلته السفير البريطاني هيوغو شورتر ووفد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة النقيب سمير أبي اللمع أن أي رئيس للجمهورية الذي سيكون له الحظ في أن يتبوأ هذا المركز يجب أن يكون ضامناً لجميع الفئات الحزبية والسياسية والدينية والمجتمع المدني، هو بمثابة تقديم أوراق اعتماد، وإعلان ترشيح مباشر للرئاسة الأولى.

ووفقاً لمصادر تيّار «المردة» فإن فرنجية يُدرك قبل سواه أن لا مجال لوصوله إلى الرئاسة الأولى إلا بشبه توافق وطني عليه، وليس بانتخاب ديموقراطي يفوز عبره بصوت واحد أو أكثر كما حصل مع جده الرئيس الراحل سليمان فرنجية في العام 1970.

طاولة الحوار غداً

وحسب مصادر عين التينة، فإن اللقاءات الباريسية التي يعقدها الرئيس الحريري تشكّل الدعم المباشر للمحادثات الجارية بين المتحاورين، حيث أنه ما زال موضوع رئيس الجمهورية البند الأول على طاولة الحوار الوطني.

ومن المتوقع أن يضع النائب جنبلاط الرئيس نبيه برّي في أجواء اللقاء مع الرئيس الحريري والمعطيات التي على أساسها باشر رئيس تيّار «المستقبل» لقاءاته في العاصمة الفرنسية، من دون أن يعرف مباشرة أن تطرح هذه اللقاءات على الطاولة، سواء من جانب فرنجية أو من قبل الرئيس السنيورة، علماً أن حزب الكتائب سيغيب مجدداً عن الحوار التزاماً بموقفه من عدم المشاركة قبل انعقاد جلسة لمجلس الوزراء بخصوص مشكلة النفايات.

ونفى مصدر نيابي علمه باحتمال أن يعرض «حزب الله» موضوع قرار الكونغرس الأميركي على الطاولة، وإن كان الحزب لم يتأخر في الردّ على التشريعات الصارمة التي أقرّها الكونغرس بالإجماع، والتي تهدف إلى منع وصول الدعم اللوجستي والأموال إليه، وفرض عقوبات على كل المصارف التي تتعاون عن قصد مع الحزب، فضلاً عن شركات الإنترنت والاتصالات التي تتعامل مع محطة «المنار».

واعتبر الحزب في ردّه أن قرار الكونغرس الذي يحتاج إلى تصديق مجلس النواب يعبّر عن نزعة السيطرة التي تحكم القيادات في أميركا.

سلام

حكومياً، لا يُخفي زوّار السراي الأجواء الإيجابية التي يعبّر عنها الرئيس سلام، معتبراً أن اللقاءات التي تجري بين القيادات في باريس «جيدة»، مؤكداً أن انتخاب رئيس الجمهورية هو أهم مصلحة للبنان، لتحصينه واستكمال الدورة الديموقراطية.

وشدّد الرئيس سلام الذي كان يتحدث أمام زواره الأحد في المصيطبة على أن لا حل للأزمة خارج التوافق، لافتاً إلى أن مستلزمات هذا التوافق تكمن بعدم التمسك بالمطالب والخصوصيات والمصالح الشخصية.

وعن جديد ملف النفايات أكد سلام العمل بكافة الوسائل لإنهاء هذا الملف، مشيراً إلى أن التركيز الآن هو على التصدير وإن كان الأمر ليس سهلا وهو يتطلب بذل الكثير من الجهود والمتابعة والتواصل مع الشركات التي تقدمت بعروض، مستدركاً بأن الكلام بهذا الملف لا يفيد حالياً إذا لم تكن هناك نتيجة، إلا أنه شدّد على أنه سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء فور الوصول إلى أي نتيجة لعرضها على الوزراء، آملاً بإنجاز هذا الملف بأسرع وقت ممكن، لأن الموضوع لم يعد يُحتمل وأضراره أصبحت معروفة وكبيرة.

وفيما لفت وزير الاقتصاد آلان حكيم لـ«اللواء» إلى أن ملف النفايات غير جامد، لكن المشكلة أن الرأي لم يستقر بعد على وجهة محددة للترحيل، أكد مصدر وزاري أن الأيام الماضية شهدت غربلة العروض المقدمة من 4 شركات أجنبية، وأن اتصالات السراي تركزت على تثبيت الموافقة المبدئية على عروض هذه الشركات، معتبرة أن عروض الشركات الأفريقية بدت مقبولة أكثر من سواها، حيث أن المفاضلة تجري بين 70 دولاراً للطن إلى سوريا وبعض الدول الأفريقية وأبرزها السنغال و200 دولار للطن إلى بلدان أخرى.

وأشار المصدر إلى أن المفاوضات مع الوسطاء السوريين تواجه صعوبات في ظل عدم استقرار الوضع في هذا البلد ومعرفة المنطقة التي ستُرحّل إليها النفايات اللبنانية، فضلاً عن الصعوبات السياسية المتعلقة باعتماد لبنان سياسة النأي عن النفس إزاء الأزمة السياسية.

وكشف المصدر أن هناك نقطة أخرى هي موضع أخذ وردّ تتعلق بمصدر تمويل الترحيل، هل خزينة الدولة أم الصندوق البلدي المستقل.