الحريري يُطلِع حلفاءه على طبيعة لقائه مع فرنجية
سلام السبت إلى باريس .. وأوباما يؤكّد دعم الجيش والقوى الأمنية
إسقاط تركيا طائرة «سوخوي 24» داخل الأراضي السورية، شغل الأوساط الرسمية والسياسية، وكاد يطغى على أجواء الانفراج التي انتجتها في البلاد اللقاءات التي عقدها الرئيس سعد الحريري مع شخصيات لبنانية استهلها مع النائب سليمان فرنجية، واختتمها مع رئيس الكتائب النائب سامي الجميل، وشملت كما هو معروف، الرئيس فؤاد السنيورة والوزير نهاد المشنوق عن تيّار «المستقبل» ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يرافقه الوزير وائل أبو فاعور، وتمحورت حول الخيارات المتاحة لانتخاب رئيس للجمهورية، كمدخل لمعالجة الأزمة السياسية، في ظل إجماع لبناني غير مسبوق على حماية أمن لبنان واستقراره، والابتعاد عن الأوضاع المتفجرة في المنطقة، في ضوء تجدد «الحرب الباردة» على الأراضي السورية بين محور موسكو – طهران، ومحور أنقرة – الحلف الأطلسي، في خضم المواجهة الجارية مع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» والمتمثلة بالضربات الجوية التي وجهتها طائرات «سوخوي» الروسية، فضلاً عن البحرية الروسية والقاذفات البعيدة المدى التي أصابت الرقة ومواقع التنظيم شمال سوريا، وفي ارياف حلب ودمشق وحمص.
وفيما تعود هيئة الحوار إلى الاجتماع اليوم في عين التينة في الجلسة الحادية عشرة، لمواصلة المشاورات في جدول الأعمال، انطلاقاً من الأجواء الانفراجية التي تسببت بها لقاءات الحريري في باريس، عكست رسالة التهنئة بعيد الاستقلال التي بعث بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الرئيس تمام سلام استمرار الالتزام الدولي بتوفير كل ما يلزم من مساعدات للجيش اللبناني والقوى الأمنية لمواجهة المخططات التي تستهدف الاستقرار، سواء عبر التفجيرات في الداخل، أو عبر تهديد سيادة الحدود اللبنانية من الجهة الشرقية.
وأكّد الرئيس أوباما في رسالته، ان ادارته ملتزمة باستقرار لبنان، وتوفير ما يلزم من حاجات لمعالجة الآثار الجانبية للصراع السوري، معتبراً ان حلول يوم الاستقلال الوطني، وهو الثاني على التوالي من دون انتخاب رئيس الجمهورية يجعل الوقت مناسباً للقيادات اللبنانية للعمل على المصلحة الوطنية وانتخاب رئيس.
وعلمت «اللواء» ان التطورات الدراماتيكية في المنطقة فرضت حراكاً مدعوماً إقليمياً وعربياً ودولياً، للسير في اتجاه التسوية، إذ شكلت لقاءات باريس دينامية جديدة لنقل هيئة الحوار من «النقاش التأملي» إلى «النقاش الاجرائي»، وجوجلة نقاط الاتفاق والاختلاف لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ضمن «تسوية تسلسلية» ومتلازمة تجمع ما بين الحكومة الجديدة والانتخابات النيابية والبلدية.
وفي معلومات «اللواء» ايضاً ان الرئيس الحريري أجرى، قبل ان يعود إلى الرياض أمس، سلسلة اتصالات هاتفية شملت كلا من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والوزير بطرس حرب والنائب مروان حمادة ومنسق قوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد ووضعهم جميعاً في أجواء لقاءاته الباريسية، فيما عقدت قيادات 14 آذار اجتماعاً مساء أمس في بيت الوسط، بمشاركة الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان عن «القوات اللبنانية» والوزير حرب عن المسيحيين المستقلين، ولم يتمكن رئيس الكتائب من حضوره فناب عنه مستشاره سيرج داغر، خصص لتنسيق المواقف عشية اجتماع هيئة الحوار اليوم.
وشدّد المجتمعون على التعاون لتمرير المرحلة رغم أن الأمور على صعيد موضوع رئاسة الجمهورية ليست واضحة بعد، وإن تمّ التأكيد مجدداً على أولوية انتخاب الرئيس في الحوار.
وكانت كتلة «المستقبل» النيابية عرضت في اجتماعها الأسبوعي أمس ما يقوم به الرئيس الحريري من اتصالات مع أكثر من جهة سياسية لبنانية، في ضوء ما يجري في المنطقة من تطورات وتحولات ومواجهات خطيرة بعيدة الأثر، ولفتت في بيانها إلى أن «مجمل هذه التطورات تستدعي المبادرة لاتخاذ خطوات إنقاذية من أجل التوصّل إلى تسوية وطنية جامعة، تُكرّس مرجعية الطائف وتعالج بداية أزمة الشغور الرئاسي».
وفيما أوضحت معلومات بأن الرئيس السنيورة وضع نواب الكتلة في صورة لقاءات باريس، بحسب ما هو معروف، قال مصدر نيابي أن الكتلة ليست مخوّلة تأكيد أو نفي لقاء الحريري بالنائب فرنجية، وإنما ما يمكن قوله أن التواصل مفيد لأنه يمكن أن نبني عليه أجواء إيجابية، من دون أن يكون هناك أكثر من ذلك.
وأوضح مستدركاً: «حتى لو حصل اللقاء، فما يمكن قوله أنه ليس هناك من صفقة، فقط هناك أجواء إيجابية».
ولفت إلى أن لا شيء ملموساً في اليد بعد، على اعتبار أن موضوع الرئاسة ليس سهلاً، وإن كان ثمّة تقدير لمواقف النائب فرنجية الأخيرة، حيث تصرف الرجل بعيداً عن الغرائز الطائفية، ولم يدخل في المزايدات المسيحية التي لاحظناها مؤخراً.
سلام في باريس
من ناحية ثانية، علمت «اللواء» أن الرئيس سلام سيتوجه السبت المقبل إلى العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في مؤتمر المناخ الذي سيفتتح أعماله في دورته الـ21 يوم الاثنين في 30 من الشهر الجاري على أن يعود إلى بيروت في الأول من كانون الأوّل المقبل، أي في اليوم التالي.
وبشأن تصدير النفايات أكدت مصادر السراي الحكومي أن لا جديد سوى مواصلة الاتصالات والمشاورات للوصول إلى حل مقبول لعرضه على مجلس الوزراء لاتخاذ المقتضى حول هذا الملف، مشيرة إلى أنه حتى الساعة ليس هناك موعد محدد للدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء.