Site icon IMLebanon

ترشيح فرنجية: «اللــواء» تكشف نقاشات الكتل والآليات المقترحة

ترشيح فرنجية: «اللــواء» تكشف نقاشات الكتل والآليات المقترحة

حزب الله يحتمي «بحوارات عين التينة» .. وعون يمترس وراء قانون الإنتخاب

بقلم المحرر السياسي

على مدى ما يقرب من أسبوع، موضوع واحد يشغل الأوساط الرسمية والحزبية والنيابية ويتعلق ليس بترشيح رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية للرئاسة، ولا بجدية هذا الترشيح، بل بالخلفية التي استدعت هذا التطور، والآلية التي يتعين سلوكها لنقل التصورات إلى أرض الواقع، والفترة الزمنية المتوقعة وآفاق التسوية التي سترسو عليها خطوة إيصال فرنجية إلى قصر بعبدا.

وإذا كانت هذه النقاط محصورة في نطاق البحث في الكواليس والحلقات الضيقة في الداخل والخارج، فإن ما يستدعي الاهتمام هو الحراك داخل الكتل المعنية بالذهاب إلى مجلس النواب، والاقتراع في الصندوقة عندما يحين التوقيت المناسب.

وتكشف المواقف المعلنة و«الوشوشات» في الغرف المغلقة عن فرز ألوان في المواقف يُعيد خلط الأوراق على جبهتي 8 و14 آذار، على غرار الخطوة التي تمثلت بلقاء باريس بين الرئيس سعد الحريري والنائب فرنجية:

1- بانتظار تفاعل الحراك، يتريث الرئيس الحريري من دون ان يوقف مروحة الاتصالات الواسعة التي يجريها، اما بهدف التوضيح أو الإقناع أو الوقوف على الرأي الآخر.

الا ان مصادر مطلعة تُشير لـ«اللواء» ان خطوة إعلان الترشيح يتوقع ان تأتي من فريق 8 آذار وحزب الله على وجه التحديد، في خطوة متكاملة تقضي بسحب النائب ميشال عون ترشيحه، وإعلان «حزب الله» تبني ترشيح النائب فرنجية، ثم يأتي موقف فريق 14 آذار، وفي مقدمة تيّار «المستقبل».

وتستبعد المصادر ان تكون الخطوة قريبة، معتبرة ان هذه العملية تحتاج إلى تحضير وانضاج «الصفقة المتكاملة» التي تشمل السلطات العامة كافة، وكيفية إدارة سياسة البلاد في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى ان تظهير عملية الترشيح ربما تكون في الشهر الأوّل من السنة المقبلة، وليس كما تتحدث مصادر أخرى عن انه لن ينقضي شهر كانون الأوّل الا يكون للبنان رئيس للجمهورية.

2- وفي بنشعي، يدرس النائب فرنجية مع حلقة صغيرة من المقربين، خطواته ساعة بساعة ويوم بيوم، منتظراً الترشيح الرسمي من الرئيس الحريري، على خلفية النقاشات التي دارت في باريس بعنوان: «مصلحة اللبنانيين هي الأهم في هذه المرحلة»، وأن المطلوب «ادارة توازن» سواء في السياسات الداخلية اللبنانية أو في السياسات العربية.

وتكتمت أوساط فرنجية عمّا يشاع عن زيارة قريبة إلى الرابية وعقد لقاء مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وإن كان مثل هذين الاحتمالين واردان لكنهما ينتظران التوقيت المناسب.

3- في الرابية، لا يعبر الحنق العوني عن نفسه وراء الجدران، فالنائب ميشال عون يراهن على تمسك حليفه حزب الله بترشيحه ما دام هو مرشحه، الا انه طلب من نواب التكتل عدم مهاجمة النائب فرنجية، فضلاً عن محطة O.T.V التي أعطيت تعليمات واضحة بعدم فتح النار على فرنجية قبل تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

وفي تقدير مطلعين على الأوراق التي يمكن ان تلعبها الرابية في وجه بنشعي هي التنسيق مع «القوات اللبنانية» على إعطاء الأولوية لقانون الانتخاب والانتخابات النيابية قبل انتخاب الرئيس، على ان يعبر الموقف عن نفسه إذا ما طرأ تطوّر رسمي في اتجاه تبني ترشيح فرنجية من قبل تيّار «المستقبل».

4- في معراب صورة الموقف محبوسة في دائرة الانتظار، في ظل إشارات ارسلت مفادها ان «القوات اللبنانية» لن تطلق النار على «توافق كبير» يؤدي إلى إنهاء الشغورالرئاسي، ولان القضية لا تزال في أوّلها فهناك متسع من الوقت لدرس الموقف واستيضاحه، سواء مع الرئيس الحريري أو مع النائب عون.

5- كتائبياً، حضر هذا الموضوع في لقاء رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مع وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي شارك في لقاء الرئيس الحريري مع النائب وليد جنبلاط في باريس، وسيحضر اليوم في لقاء نائب رئيس المجلس فريد مكاري مع النائب الجميل.

وأشارت مصادر كتائبية لـ«اللواء» إلى ان ما يهم الحزب إنهاء الشغور الرئاسي وبرنامج الرئيس وطريقة ادائه.

وأكّد وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» ان الكتائب لا تضع أي فيتو على أي اسم مطروح للرئاسة، وأن الرئيس العتيد هومن يستند في برنامجه السياسي على مصلحة الدولة اللبنانية وعلى السيادة والاستقلال.

وعلمت «اللواء» من مصدر وزاري آخر، ان القرار المناسب هو في دائرة اهتمام الحزب، وربما يكون مختلفاً عن موقف النائب عون وجعجع.

6- مسيحياً أيضاً، ستشهد بكركي في الأيام القليلة المقبلة حركة نشطة من الاتصالات.

وفي تقدير مصادر وزارية مسيحية أن المشهد الرئاسي لا يمكن أن يتوضح قبل شهرين على الأقل.

ومن السراي الكبير، قال وزير الدفاع سمير مقبل لـ«اللواء» أن إسم النائب فرنجية من الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية، وأن المهم الاتفاق على رئيس وضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي.

7- في عين التينة، لا يتداول الرئيس نبيه برّي مع زواره بما لديه من معلومات، لكنه لا يُخفي ارتياحه لتطور المشهد الرئاسي، وتقدم اسم النائب فرنجية الذي سبق وطرحه بصورة جدية رئيساً لست سنوات، قبل التمديد للرئيس السابق إميل لحود في العام 2004.

وفي ما يجري تداوله أن طاولة الحوار معنية بتظهير التسوية عندما تنضج في الكواليس، وأن هناك عرضاً مغرياً للنائب عون للخروج من السباق الرئاسي، ويقضي بإعادة توزير رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير الحالي جبران باسيل، وربما توزير العميد شامل روكز أيضاً، والوقوف بقوة على خاطر عون في ما خص قانون الانتخاب، عبر الإيحاء للجنة العشرية التي تدرسه، وقد يتولى رئاستها النائب جورج عدوان في أو لاجتماع تقرر لها يوم الاثنين المقبل، بالسير والأخذ بعدد من الاقتراحات العونية والقواتية.

8- أما بالنسبة لـ«حزب الله» فلا مراء أنه في غاية الإحراج، فكتلة «الوفاء للمقاومة» في اجتماعها أمس، تجاهلت ترشيح فرنجية في بيانها، وتحدثت عن أّهمية مواصلة حوارات عين التينة وإنضاج العديد من المقترحات والأفكار ذات الصلة بجدول الأعمال، مشددة على أن المهم سلّة سياسية شاملة ومكتملة لا تقبل اجتزاء أو إهمالاً لأي منها.

وكشفت مصادر معنية لـ«اللواء» أن النائب فرنجية قبل لقاء الحريري في باريس التقى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله ووضعه في حيثيات اللقاء المزمع عقده.

لكن مصادر الحزب ما انفكت تردّد أن لا بحث في انتخاب فرنجية للرئاسة ما دام عون مرشحاً، وهذا يعني أمراً واحداً أن لا تبنّي تلقائي لترشيح فرنجية، وأن الالتزام بترشيح عون ما زال ثابتاً، وهذا ما أكده لـ«اللواء» قيادي سابق في «التيار الوطني الحر» الذي كشف أن نائباً في الحزب أبلغه بأنه كان في صورة الاتصالات التي تجري للتحضير للتسوية التي تحدث عنها السيّد نصر الله.

وفي معلومات «اللواء» أن المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل زار فرنجية وتمنى عليه التريّث في إعلان ترشيحه رسمياً في انتظار استكمال المشاورات مع عون والتخفيف من حدة معارضته لهذا الترشيح.

مواقف هامّة لسلام اليوم

كل هذه التطورات المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية، والحوار، إلى جانب الإرهاب، وأوضاع النازحين السوريين، الذي نبّه قائد الجيش العماد جان قهوجي من مخاطر اختباء الإرهابيين في مخيمات النزوح، إلى جانب قضية النفايات، ستحضر اليوم في الكلمة التي سيلقيها الرئيس تمام سلام خلال افتتاحه معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الذي يقام في «البيال» اليوم حيث سيطلق سلسلة مواقف هامة يتناول اخر المستجدات السياسية والامنية الراهنة.

 وحسب مصادر السراي الحكومي سيركز سلام في كلمته على اهمية الحوار الوطني الذي يرعاه الرئيس بري، وسيشدد على اهميته في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان للوصول الى توافق حول مشكلاته، لا سيما انتخاب رئيس للجمهورية.

وأكدت مصادر السراي لـ «اللواء» على ان موضوع الارهاب لا سيما التفجيرات الاخيرة التي حصلت في برج البراجنة وباريس لن تغيب عن كلمة سلام الذي سيشدد على ضرورة تضافر الجهود لمواجهتها.

وعلمت « اللواء» ان اجتماعا مطولا عقد عصر أمس في السراي بين سلام ووزير الزراعة اكرم شهيب حضره رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر خصص لمتابعة ملف ترحيل النفايات وابلغت مصادر السراي «اللواء» ان تقدما ملحوظا جرى على صعيد هذا الملف دون حسمه وهو لا يزال يحتاج الى مزيد من الوقت قبل عرضه على مجلس الوزراء.

اما على الصعيد السياسي فقد شهد السراي أمس حركة وزارية ناشطة حيث عاودت اللجنة الوزارية المكلفة متابعة شؤون اللاجئين اجتماعاتها بعد انقطاع طويل، وهي اتخذت قرارات عدة، وبينها التأكيد على أن يكون الدعم الدولي أكثر كرماً للبنان، على حد تعبير وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس.

واختتم رئيس الحكومة لقاءاته الوزارية بلقاء مسائي مع وزير الصحة وائل ابو فاعور الذي اطلع سلام على اخر المستجدات السياسية والاتصالات الجارية على صعيد التسوية السياسية ونتائج اللقاء الذي جمع الرئيس الحريري مع النائب جنبلاط في حضوره في باريس.

وفي هذا الاطار لفتت مصادر وزارية الى ان الاتصالات والمشاورات ورغم سرعة وتيرتها على صعيد التسوية السياسية وطرح اسم النائب فرنجية لرئاسة الجمهورية والرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة فان لا شيء محسوم بعد في هذا الاطار خصوصا ان الامر بحاجة الى مزيد من استطلاع اراء القيادات السياسية وانتظار مواقف هذه القيادات من الطرح السياسي الذي يعمل عليه.