تمسُّك عون بترشيحه يفرمل مبادرة تبنِّي فرنجية
إمتعاض في بكركي من عدم تجاوب الأربعة مع الدعوة للإجتماع.. والسراي تطلق خارطة التفاوض مع «داعش»
أكدت مصادر سياسية رفيعة لـ«اللواء» ان الاندفاعة الرئاسية تراخت سرعتها، مع مطلع هذا الأسبوع، في ضوء تفاعل التأزم داخل فريقي 8 و14 آذار، وإن كانت قيادات الطرفين تعمل على احتواء تظهير الخلافات، سواء في اللقاءات أو على الشاشات، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما قضت التعليمات المعلنة لمناصري كل من تيّار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» بالابتعاد عن السجالات وتجنب الانجرار بالتعرض لقيادات 14 آذار.
وعلمت «اللواء» ان النائب ميشال عون الذي ما يزال يستقبل في الرابية القيادات السياسية التي تعزيه بوفاة شقيقه الأصغر، ما يزال ايضاً مرشحاً للرئاسة.
وهو يلتقي اليوم تباعاً النائب محمّد الصفدي، والرئيس أمين الجميل عند الظهر، على ان يترأس الاجتماع الأسبوعي لتكتل «الاصلاح والتغيير» عند الثالثة والنصف بعد الظهر، مما يعني ان لا موعد اليوم للنائب سليمان فرنجية في الرابية، بعد ان كان، وفي سابقة إعلامية، أشار المكتب الإعلامي للعماد عون ان لا موعد لزيارة فرنجية أمس، وأن لا إلغاء لأي من المواعيد المقررة، من دون ان يُشير إلى موعد غداً أو في أي وقت آخر.
وكان من أبرز زوّار الرابية أمس، الرئيس نجيب ميقاتي الذي قدم واجب العزاء، وكانت مناسبة جرى فيها التطرق إلى الأوضاع العامة في البلاد.
ووفقاً لقطب سياسي فإن الأجواء المحيطة بالمبادرة الرئاسية تعطي انطباعاً ان لا رئيس للجمهورية في المدى المنظور لا في جلسة 16 كانون الحالي، ولا قبل نهاية هذه السنة.
وهذه الأجواء المتشائمة في الرابية، لم تكن مشابهة للأجواء في بنشعي، حيث ما يزال الزوار الذين يذهبون للقاء المرشح فرنجية يعودون بانطباع يتضمن المشهد التالي:
1- ان النائب فرنجية لا يزال يُبدي ارتياحاً لمبادرة الرئيس سعد الحريري، ويعتبر ان ترشيحه له جدي ومستمر.
2- ان عودة الرئيس الحريري إلى بيروت قائمة، وقد تكون قريبة لاستكمال المشاورات مع الكتل كافة ومع رؤسائها تمهيداً للاعلان رسمياً عن نتائج هذه المشاورات.
3- ان هذه الاتصالات والمشاورات لا بد ان تأخذ وقتاً، وأن الاتصالات قائمة بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية، وأن التعجل قد ينعكس سلباً على الخطوات المدروسة التي يمكن ان تسير المبادرة عليها.
4- ان مبادرة الانقاذ الرئاسية لم تنطلق من فراغ، فهي مبنية على تناغم عربي ودولي، واتفاق سعودي – إيراني ضمني على حماية الاستقرار اللبناني وعدم تعريض البلد للانفجار.
وكان من أبرز زوّار بنشعي أمس وزير الزراعة اكرم شهيب الذي، ولئن كانت زيارته جاءت اساساً لتفقد محمية حرج اهدن، والتي زرع فيها 70 ازرة لمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس «الميدل ايست»، فإن الغداء الذي أقامه النائب فرنجية على شرفه كان مناسبة للتداول في مبادرة الرئيس الحريري التي يدعمها «اللقاء الديمقراطي» الذي ينتمي إليه وزير الزراعة، وأن لا بديل لهذه المبادرة لملء الشغور في الرئاسة الأولى، معرباً عن أمله (أي شهيّب) في أن تصل إلى خواتيمها السعيدة في أقرب وقت (راجع ص2).
بكركي غير مرتاحة
مسيحياً، أعربت أوساط مقرّبة من بكركي عن عدم ارتياحها لتأخر إجابات القادة الموارنة الأربعة، أو على الأقل إجابات كل من الرئيس الجميّل والنائب عون والدكتور سمير جعجع في ما خصّ الدعوة لاجتماع في بكركي لتقريب المواقف من الفرصة المتاحة لإنهاء الشغور في الرئاسة الأولى والتي وفّرتها مبادرة الرئيس الحريري.
وكان البطريرك بشارة الراعي الذي يعود إلى بكركي الأربعاء من زيارته الراعوية إلى كل من طرطوس واللاذقية، قد دعا «جميع الكتل السياسية إلى أخذ المبادرة الرئاسية بجدية خصوصاً وأن وراء هذه المبادرة دولاً خارجية»، معتبراً انه «على القوى السياسية والمسيحية الاجتماع إلى طاولة والتشاور للخروج بقرار وطني داخلي بالشخص الذي يريدون تشريحه لموقف الرئاسة»، كاشفاً انه دعا «الاقطاب الموارنة الأربعة إلى اجتماع في بكركي وانه لا يزال في انتظار الجواب».
وفسّرت أوساط على خط المتابعة اليومية استنكاف القادة الثلاثة عن إبداء الاستعداد للمشاركة في اللقاء، بأنه يعبّر عن عدم استعداد هؤلاء لتوفير الغطاء الذي تريده بكركي لترشيح النائب فرنجية، علماً أن جعجع كشف عن رفض مبطّن لهذا الترشيح خلال العشاء السنوي لمصلحة القطاع العام في القوات، حيث أعلن أن «أي خطوة تخدم مشروعنا السياسي نسير بها، والعكس صحيح»، مؤكداً أنه «رغم كل ما يُطرح لن نسير إلا بما نحن مقتنعون به، وفي شكل يخدم قضيتنا والمشروع الذي نؤمن به».
ومع أن جعجع طمأن إلى أنه مهما حصل فـ14 آذار باقية مع أن البعض نعاها منذ الآن»، فإن عضو كتلة «القوات» النائب أنطوان زهرا قال أنه إذا انتخب فرنجية رئيساً فإننا سنعيد النظر في أهداف تحالف 14 آذار، مشيراً إلى أننا ننتظر التوضيحات التي بناء عليها نعلن تأييدها أو رفضنا لفرنجية.
مخطوفو داعش
أما في السراي، فتركز الاهتمام على ثلاثة مواضيع أبرزها، وضع خارطة طريق لإطلاق المفاوضات بشأن استعادة العسكريين التسعة المخطوفين لدى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، والمعلومات المتوافرة، لدى خلية الأزمة الوزارية عن استعداد أطراف إقليمية للمساعدة في هذا الملف، فضلاً عن المعلومات عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم عن أماكن تواجد هؤلاء العسكريين، بالإضافة إلى معلومات وزير الصحة وائل أبو فاعور التي تلقاها من نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي الذي أجرى اتصالات أو لقاءات مع وسطاء أو قنوات لها علاقة مع تنظيم «داعش».
وتعهدت خلية الأزمة متابعة الجهود في كل الاتجاهات للافراج عن العسكريين التسعة الذين ما زالوا محتجزين، مشيرة إلى ان «الانجاز الوطني الذي تمثل بتحرير العسكريين الـ16 الذين كانوا محتجزين لدى أحد التنظيمات الإرهابية (النصرة) ما كان ليتم لولا تضافر جميع الجهود الوطنية، ولولا صلابة وحنكة الجانب اللبناني في المفاوضات التي أدّت إلى إطلاق سراح العسكريين إضافة إلى التعاون الرفيع المستوى بين جميع الأجهزة الامنية».
إشارة إلى ان جرود عرسال التي تأوي تجمعات ومراكز المسلحين تعرّضت أمس إلى غارات شنّها الطيران الحربي الروسي للمرة الأولى، واستهدف القصف الجوي مناطق وادي الخيل ووادي العويني والزمراني والعجرم على الحدود اللبنانية – السورية.
وقبل اجتماع خلية الأزمة، التقى الرئيس تمام سلام الوزيرين محمّد فنيش وجبران باسيل اللذين نقلا له موقفاً مشتركاً من قضية عقود الخليوي بعد قرار مجلس شورى الدولة برد المناقصات التي أجراها وزير الاتصالات بطرس حرب.
اما الأمر الثالث الذي استحوذ على اهتمام الرئيس سلام فكان بمتابعة قضية النفايات استناداً إلى الأجوبة التي تلقتها السلطات المعنية من الشركات التي أعربت عن استعدادها لترحيل النفايات، وفي ضوء الدراسة التي يعكف عليها الوزير شهيب مع الخبراء البيئيين، سيُصار إلى عقد اجتماع وزاري ربما يعقد اليوم لتقييم أجوبة الشركات واتخاذ الموقف المناسب منها، تمهيداً لعقد الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء.