تسوية «فرنجية» تراجعت ولم تسقط ونهاية 8 و14 آذار
لأول مرة الطائرات الروسية تقصف ما بعد جرود عرسال
التسوية السياسية بانتخاب سليمان فرنجية تراجعت لكنها لم تسقط، ولم تتوقف بل تم «تخفيف» سرعة اندفاعتها، وبدلا من ان يكون الانتخاب في 16 كانون الاول، لا مشكلة اذا تأجل الى ما بعد الاعياد حسب مرجع سياسي مشيراً الى ان ردود الفعل على التسوية، لم تخرج بعد عن الاطار المتوقع والمعقول، نظراً لما شكله ترشيح فرنجية من صدمة للجميع، حيث يعترف «المرجع» بأن «الاعلان» عن التسوية شابتها اخطاء، وبأن الجهة التي سربت خبر لقاء الحريري – فرنجية والتسوية نجحت في الحد من اندفاعتها والتشويش عليها ومنع «انضاج الطبخة» بهدوء، بعيداً عن الاعلام وعبر اتصالات ثنائية وثلاثية. رغم ان المرجع يؤكد أن حظوظ نجاح التسوية لا ترتقي الى 100% وهناك عقبات امامها لكنها ستذلل بعد ان «يهضم» الجميع ترشيح فرنجية وتحديدا الاقطاب الموارنة الثلاثة.
وتشير المعلومات المؤكدة الى ان بري والحريري وجنبلاط والمردة مع المستقلين من 14 آذار يشكلون الاكثرية النيابية والنصاب القانوني لانتخاب فرنجية، لكنهم يفضلون ان تأتي التسوية جامعة وبغطاء مسيحي شامل و«بنصاب سياسي» ولذلك فان بري – الحريري – جنبلاط ليسوا مستعجلين وسيعطون النائب سليمان فرنجية كل الوقت لتذليل العقد، لكنهم متأكدون من عدم سقوطها جراء الغطاء الدولي والاقليمي لها.
وفي المعلومات، ان الذين يراهنون على فشل التسوية جراء تصاعد الخلاف الايراني – السعودي فان على هؤلاء ان يدركوا ان تسمية فرنجية حليف حزب الله والرئيس الاسد جاءت ايضاً في عز الخلاف بين الدولتين، حيث السجالات لم تتوقف مطلقاً، وانتقادات السيد نصرالله للسعودية واضحة في كل خطاباته الاخيرة وكذلك هجوم الشيخ نعيم قاسم امس على خلفية وقف بث المنار على «عربسات» ورغم ذلك تمت تسمية فرنجية، وهذا ما يؤثر ربما على توافق بين الدولتين على تحييد لبنان عن الخلافات الاساسية لكن السجالات لن تتوقف بوجود رئيس أو عدمه.
ولذلك وحسب المعلومات، ان المدخل الحقيقي لانجاح التسوية هو محلي ويتمثل بلقاء عون – فرنجية، وان بري، الحريري وجنبلاط لن يذهبوا الى التسوية من دون حزب الله اولاً، وبعدها الاطراف المسيحية، وبري والحريري وجنبلاط يدركون «حراجة» موقف حزب الله والتزاماته السياسية والاخلاقية والميدانية مع عون وعدم التراجع عن دعمه، وبالتالي اذا بارك عون التسوية فان سبل نجاحها تصبح 100%، ولذلك فان بري والحريري وجنبلاط يعطون فرنجية كل الوقت والمهل لتذليل «عقبة» عون و«بنفَس طويل» وليسوا مستعجلين على حرق المراحل، وبالتالي فان موقف عون سيحدد كل الخيارات.
وفي المعلومات ان عون لن يتحدث شخصياً الا بعد لقائه فرنجية والاستماع منه الى ما دار في لقاء باريس مع الحريري، وعلى ضوء ذلك سيحدد مسار الاستحقاق لجهة انتخاب فرنجية او دخول البلاد في فراغ طويل، اذا رفض عون تسوية فرنجية لرئاسة الجمهورية.
وفي المعلومات انه رغم نفي المكتب الاعلامي للعماد عون حصول لقاء بين فرنجية وعون امس، فان اللقاء سيعقد في الساعات المقبلة، واشارت المعلومات الى ان الاتصالات بين نواب الطرفين مستمرة وهناك تأكيد على حصول اللقاء في وقت قريب. كما ان اصدقاء مشتركين يعملون على حصوله وتقريب المسافات مع تأكيد الطرفين ان العلاقة بينهما يشوبها «التوتر» على خلفية ترشيح فرنجية ورفض التيار الوطني لهذا الترشيح. ولذلك لا تعلق مصادر الطرفين آمالا كبيرة على اللقاء.
لقاء عون – ميقاتي
وفي ظل الاتصالات المتعلقة بالشأن الرئاسي استقبل العماد عون الرئيس نجيب ميقاتي وكان نقاش في الاستحقاق الرئاسي وكيفية الخروج من الازمة الراهنة في لبنان، ودعا ميقاتي بعد نهاية اللقاء الى ان «يقدم الله الخير للبنان».
ـ الاقطاب الموارنة ـ
وفي المقلب الاخر، وحسب المعلومات ايضا، فان الاقطاب الموارنة الثلاثة اي عون والجميل وجعجع رغم عدم اعلانهم موقفاً رسمياً من ترشيح فرنجية، لكنهم اتفقوا على اسقاط التسوية وان لقاءات دورية تعقد بين النائب ابراهيم كنعان ومستشار جعجع الاعلامي ملحم رياشي لتنسيق المواقف ويقومان باتصالات مع الوزير الكتائبي السابق سليم الصايغ.
علماً ان تسوية فرنجية شكلت نهاية 8 آذار و14 آذار، وفي موازاة حرب التواصل الاجتماعي بين «المستقبل» والقوات اللبنانية فان حرباً اخرى بين أنصار عون وفرنجية على هذه المواقع ولم تنجح كل الاتصالات بوقفها. وكان لافتا كلام النائب القواتي انطوان زهرا انه «اذا انتخب سليمان فرنجية رئيسا سنعيد النظر بخلافاتنا وتحديداً مع تيار المستقبل، كما ان التيار الوطني الحر لم يقتنع بعد، بأن حزب الله لم يكن على علم مسبق بزيارة فرنجية الى الحريري في باريس رغم كل توضيحات الحزب الى عون، وبالتالي فان صورة التحالفات ستتبدل كلها اذا نجحت التسوية او فشلت. «حوار الثقة» اهتز كليا، ولم يتوقع الدكتور جعجع ان يقدم الحريري على تبني ترشيح فرنجية وكذلك العماد عون.
ـ لقاء المستقبل – القوات ـ
وكشفت معلومات عن لقاء عقد في بيت الوسط بين مسؤولين في القوات والمستقبل، ساده خلاف كبير في وجهات النظر لجهة تفرد الحريري بقرار دعم فرنجية والتأكيدبأن القوات لن «تمشي» بالتسوية وانه بين فرنجية وعون فهم مع عون، مع الايحاء بأن ترشيح جعجع لعون لم يتم البحث فيه داخل القوات اللبنانية.
ورغم هذه المواقف فان اجواء بري والحريري وجنبلاط تؤكد «ان التسوية ماشية» وان عودة الحريري اذا تأخرت لا تعني التراجع عنها بل الهدف اجراء المزيد من الاتصالات لتأمين فرص النجاح لها، وان عوامل الرفض ستتراجع وان التسوية لم تجمد ولم تدخل في مرحلة الكوما بعد. اما حزب الله فما زال على صمته، ولن يتحدث وما زال على موقفه بأن فرنجية فرصة لكنه لن يترك عون وما زال مرشحه الرئاسي.
ـ لقاء حزب الله – المستقبل ـ
وعلم ان الجولة الثانية والعشرين للحوار بين حزب الله والمستقبل ستعقد في 14 كانون الاول وستناقش الملف الرئاسي والتسوية السياسية. وعلم ان الاجتماعات ستستمر بين الفريقين حتى لو تم انتخاب رئيس للجمهورية خلال الاسابيع المقبلة.
ـ الطائرات الروسية تقصف في جرود عرسال ـ
لأول مرة منذ مجيء الطائرات الروسية الى قاعدة اللاذقية الجوية قامت 4 طائرات من طراز سوخوي ـ24 بقصف جرود القلمون في منطقة قريبة من جرود عرسال، وبما ان الحدود غير مرسومة بين لبنان وسوريا، تبدو الغارة وقعت في المنطقة المحاذية لجرود عرسال، وهذه اول مرة تبدأ الطائرات الروسية بقصف مناطق على الحدود اللبنانية ـ السورية في جرود عرسال. واستطاعت الطائرات تحقيق إصابات بالغة الدقة في مراكز داعش وجبهة النصرة، حيث القت قنابل ثقيلة ثم وجهت صواريخها نحو المغاور والحفريات تحت الأرض التي تلجأ اليها عناصر داعش وجبهة النصرة.
وقد وقع عدد كبير من القتلى من عناصر داعش وجبهة النصرة، يفوق الثلاثين قتيلا، مع تدمير الآليات الموجودة من مدرّعات وسيارات رباعية الدفع، وملالات عسكرية. وشوهدت النيران تتصاعد مع دخان كثيف بعد الغارة الجوية الروسية، وذلك نتيجة احتراق الاليات العسكرية المدرّعة والسيارات الرباعية الدفع.
واذا بدأت روسيا بضرب منطقة الحدود السورية مع جرود عرسال فمعنى ذلك انها ستقطع الطريق بين جرود عرسال وجرود القلمون وربما ستقطع الطريق بين عرسال وجرود عرسال. وهذا الامر يحصل لأول مرة ان تقوم طائرات روسية مقاتلة بضرب مراكز قرب عرسال على مسافة كيلومترات في هذه المنطقة.