Site icon IMLebanon

برّي إلى السعودية .. وجونز على خط معالجة «الإعتراض الماروني»

برّي إلى السعودية .. وجونز على خط معالجة «الإعتراض الماروني»

صدمة لدى حزب الله من «خيبة الرابية».. وإتصالات «المردة» لتسويق المبادرة

هل عاد ملف انتخاب رئيس الجمهورية إلى «المربع الأوّل»؟ أو ان المبادرة تجمدت فقط؟ وماذا عن الخطوات المقبلة؟

من المؤكد ان النتائج غير الإيجابية التي أسفر عنها لقاء النائبين المرشحين ميشال عون وسليمان فرنجية فتح شهية «المتضررين»، والتحليلات غير المستندة إلى قاعدة معلومات ثابتة، إلى «الضرب بالمندل» والجنوح إلى تقديم التصورات التي تتصل بالمبادرة الحريرية التي تؤكد مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» ثباتها وجديتها، باعتبارها المخرج الملائم للخروج من الشغور الرئاسي، وعدم انتظار ما يطبخ للحرب في سوريا من حلول.

وقالت هذه المصادر ان الكرة الآن لم تعد في ملعب «المستقبل»، بل هي في ملعب الفريق الآخر، لا سيما «حزب الله» بعدما قام النائب فرنجية بطلب دعم النائب عون ورجع من الرابية خائباً، معتبرة ان صمت الحزب غير مبرر وهو مطالب الآن بموقف.

ودعت هذه المصادر إلى تتبع مسار التطورات الإقليمية، لاسيما الموقف الإيراني الذي يستند إليه حزب الله في رسم موقفه من مضي حليفيه عون وفرنجية في الترشيح، على الرغم من اعتقادها بأن الحزب مربك، وعليه ان يقتنع بان ليس في إمكانه ان يربح على طول الخط، بل يمكنه ان يربح في مكان ويخسر في مكان آخر.

على انه في مقلب الحراك الدبلوماسي، تبدو الصورة مختلفة، فالمملكة العربية السعودية التي تضع في أولوية اهتماماتها في هذه المرحلة المساهمة في دفع عجلة إيجاد الحلول للازمات المتفاعلة في كل من سوريا واليمن وعموم المنطقة، ما تزال تولي اهتماماً قوياً لمساعدة الأطراف اللبنانية في تعزيز دعائم الاستقرار في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وانعاش العمل الحكومي وإعادة العافية إلى مؤسسات الدولة، فضلاً عن التحرّك الذي يقوم به القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز على الساحة المسيحية لمناقشة المواقف ذات الصلة بترشيح فرنجية.

1- فعلى الصعيد الدبلوماسي الأوّل نقل السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري دعوة إلى الرئيس نبيه برّي من رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمّد بن إبراهيم آل الشيخ لزيارة المملكة، والذي وعد (أي بري) بتلبيتها في الأيام القليلة المقبلة.

وربطت أوساط سياسية بين المبادرة الرئاسية وتوقيت دعوة برّي، حيث ان زيارته إلى الرياض لا بدّ ان تشمل لقاء الرئيس سعد الحريري، حيث ستحضر مبادرة ترشيح فرنجية على الطاولة سواء حصلت الزيارة قبل جلسة هيئة الحوار الوطني يوم الاثنين المقبل، أو بعد هذا التاريخ.

وهذا التطور، ان دل على شيء فإنه يدل على ان تحريك الملف الرئاسي وإنهاء الشغور بات موضوعاً بقوة على الطاولة، بصرف النظر عن اسم الرئيس بحد ذاته.

2- اما بالنسبة لتحرك السفير جونز، فالمعلومات تُشير إلى انه، بعد ان زار البطريرك بشارة الراعي استفسر منه عن أسباب عدم دعوته القيادات المارونية الأربعة (الرئيس أمين الجميل، والدكتور سمير جعجع، وعون وفرنجية)، زار الرئيس الجميل في بكفيا الذي شرح له مقاربة حزب الكتائب بترشيح فرنجية من زاوية استعجال الحزب إنهاء الشغور الرئاسي، على قاعدة مواصفات ومعايير تتصل بالبرنامج وقدرة المرشح على احداث خرق إيجابي يجمع العائلة اللبنانية، ولا يُفاقم الانقسامات القائمة في البلاد.

وفي معراب التي زارها جونز أيضاً، فقد استمع الدبلوماسي الأميركي إلى وجهة نظر رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع وابلغه موقف الإدارة الأميركية من انه من غير الجائز تفويت الفرصة السانحة لانتخاب رئيس الجمهورية، وأن ادارته تدعم اختيار اللبنانيين لرئيسهم وتشجع على تذليل العقبات التي تحول دون ذلك اليوم قبل الغد.

وعلى جبهة المسيحيين المستقلين في 14 آذار، كشف مصدر وزاري أن التسوية المطروحة مستمرة ولم تسقط، إلا أن الأفق القريب لا يؤشر إلى نجاحها، وهي تحتاج إلى مزيد من الجهد الإقليمي والدولي وإدارة لقاءات واتصالات مثمرة لا تملأ الفراغ ولا تستهلك الوقت.

وغمز المصدر من قناة بكركي، حيث أن على البطريرك الراعي ألا يكتفي بالإستماع إلى القيادات الأربعة، بل عليه أن يوسّع دعوة التشاور إلى شخصيات نيابية ووزارية مارونية مستقلة للإستماع إلى رأيها وأن يبني على الشيء مقتضاه، لأن الشلل لا يجوز أن يستمر، وأن المخرج الممكن يتوقف على إنهاء الشغور الرئاسي والخروج من سياسة شلّ مؤسسة مجلس الوزراء «فالوضع يتدحرج مأساوياً، والأمور لم تعد تحتمل المماطلة».

وعلى هذا الصعيد، أكد وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» أن اجتماع الأقطاب الأربعة في بكركي ضروري، ولفت إلى أن حزب الكتائب يكرر تأكيده بشأن دعم المشروع أولاً والشخصية ثانياً، معلناً أن القرار قائم لانتخاب الرئيس ولا بدّ منّا كلبنانيين الاستفادة من الفرصة السانحة.

وأشار الوزير حكيم إلى أن تكريس الفراغ الرئاسي لمدة أطول يهدّد الأمن الاقتصادي وتنشيط كل القطاعات، لافتاً إلى أنه منذ الحديث عن تحرك في ملف الانتخابات الرئاسية تمّ تغيير المؤشرات، مذكّراً بأن انتخاب الرئيس يشكّل مدخلاً للاستقرار الاقتصادي.

«المردة»

من جانبه، أطلق المرشح فرنجية دينامية لحركة الاتصالات مع القيادات المسيحية النيابية والسياسية في مرحلة أولى، على أن تشمل القيادات الإسلامية في مرحلة ثانية، لشرح التسوية الرئاسية المطروحة ورؤيته لهذه التسوية، من دون أن يوفّر في هذه المرحلة لقاء الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الذي تردّد أنه التقاه أمس الأول الأربعاء في أعقاب لقاء الرابية.

وفُهم أن لقاءات على مستوى قيادات من «المردة» تعقد بشكل يومي لتنشيط العمل باتجاه انتخاب فرنجية، وأن ما أعلنه نائب زغرتا لجهة التلاقي مع الجميع في منتصف الطريق يُشكّل قاعدة تحرك «المردة» في هذه المرحلة.

وشملت جولة وفد «المردة» الذي تألف من وزير الثقافة روني عريجي ونجل النائب فرنجية طوني أمس كلاً من رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، فيما كان طوني فرنجية الإبن التقى رئيس حركة الاستقلال ميشال معوّض قبل يومين.

8 آذار ولقاء الرابية

كيف بدت الصورة على جبهة 8 آذار؟

قطب بارز في هذا الفريق (راجع ص3) قال لـ«اللواء» أن التسوية الرئاسية مجمّدة حالياً، وأن الاعتماد على لقاء الرابية لإحداث نقلة إيجابية في موقف الجنرال عون لقبول ترشيح فرنجية لم يكن في محلّه، «فالسلّة طلعت فاضية والجنرال ما زال مرشحاً»، ولم يمض على بياض لفرنجية، أحد مكونات تكتل «الاصلاح والتغيير».

وتلاقى موقف هذا القطب مع «المعزوفة الإعلامية العونية»، من أن لقاء الرابية أحبط خطة لضرب الحليفين، وأن ترشيح الحريري لفرنجية لا يعدو أن يكون مناورة، معتبراً (القطب) أن الحريري يطمح لإحياء الترويكا القديمة، لأن عنوان المرحلة المقبلة سيكون نفط لبنان، والذي كان على طاولة عين التينة أمس بين الرئيس برّي ووزير الطاقة آرتور نظريان ورئيس لجنة الأشغال النيابية محمّد قباني في حضور نواب وأعضاء هيئة إدارة قطاع النفط من أجل تحريك مرسومي النفط الموجودين في مجلس الوزراء، وسيكون الموضوع نفسه مطروحاً اليوم أيضاً على طاولة الرئيس تمام سلام في السراي.