IMLebanon

سلام يرحِّب بـ«حلف الرياض» إنسجاماً مع «البيان الوزاري»

سلام يرحِّب بـ«حلف الرياض» إنسجاماً مع «البيان الوزاري»

عون وحزب الله يتحفَّظان.. والرابية تعارض ترحيل النفايات وبوادر خلخلة داخل التيار الوطني

عشية الجلسة 33 لانتخاب رئيس الجمهورية، والمتوقع أن تلقى مصير سابقاتها لجهة النصاب، شهد يوم أمس عودة إلى التجاذبات الداخلية، بعد أن كادت مبادرة التسوية الرئاسية تدخل في غياهب التأزمات الداخلية والإقليمية التي من الصعب أن يتبيّن خيطها الأبيض من خيطها الأسود، قبل الإطلالة الإعلامية المطوّلة للمرشح الرئاسي سليمان فرنجية غداً، والتي يحرص تيّار «المردة» على حماية البريق المتوقع أن تحدثه في الساحة المحلية، لا سيما بعد زيارة رئيس المردة إلى دمشق واجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد.

أولى هذه التجاذبات بروز تحديات جديدة تواجه لبنان أبرزها: رفض «التيار الوطني الحر» خيار الحكومة بترحيل النفايات وهو تحدّي استبقه الرئيس تمام سلام بالتأكيد أن «الحكومة ماضية في تحمّل مسؤولياتها، ولن نتوقف مهما واجهنا من عقبات وهي كثيرة»، كاشفاً «أننا في الأيام المقبلة سنكون أمام محاولة جديدة للإنتهاء من ملف كبير يضغط علينا جميعاً هو ملف النفايات»، معتبراً أن إنجاز هذا الملف هو بمثابة عيدية للبنانيين، محمّلاً من يعرقله المسؤولية، ومشيراً في الآن نفسه، إلى أن حكومة من دون مجلس وزراء لا لزوم لبقائها، والحكومة عليها أن تفعل وأن تعمل بما هي سلطة إجرائية، محذّراً من أن «الاستمرار في التعطيل سيدفع لبنان أثماناً غالية وسنذهب إلى الإنهيار».

وإزاء الموقف العوني، أكدت مصادر السراي لـ«اللواء» أنه ما زال يؤمل أن يكون اجتماع اللجنة الوزارية الذي سيعقد اليوم هو الاجتماع الختامي، مشيرة إلى أن لا عودة عن دعوة مجلس الوزراء إلى الاجتماع لاتخاذ القرارات المناسبة، محمّلة الجهة أو الجهات التي عرقلت، ومن بينها «التيار العوني» من دون أن تسميه مسؤولية خيار الترحيل، وأن ارتفاع الأسعار على الرغم من التخفيض الذي أدخلته اللجنة الوزارية المعنية سببه عرقلة الخطة، فالكلفة تسبّب بها من عرقل الطمر وليس من يسعى إلى حل الأزمة.

التحالف الإسلامي ضد الإرهاب

أما التجاذب الثاني الذي طفا على السطح فيتصل بالإعتراض العوني أيضاً، الذي عبّر عنه الوزير جبران باسيل مدعوماً من حزب الله إزاء الترحيب اللبناني بإعلان المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف إسلامي من 34 دولة لمحاربة الإرهاب، والذي من شأنه أن يأخذ ويعطي في الأيام المقبلة، وإن كان الموقف الرسمي إزاء مكافحة الإرهاب ثابتاً، ويمارسه لبنان على الأرض، سواء عبر ملاحقة وتفكيك الشبكات الإرهابية أو عبر التصدّي لتحركات المسلحين المدرجين ضمن «المجموعات الإرهابية» في جرود القاع وعرسال ورأس بعلبك، ناهيك عن معركة نهر البارد والشهداء الذين قدّمهم الجيش في مواجهة «الإرهاب التكفيري»، والخلايا الإرهابية الإسرائيلية.

واعتبرت مصادر حكومية أن التحالف المعلن عنه هو ليس بمعاهدة، حتى إذا ما انضمّ لبنان إليه أو فكّر بالإنضمام إليها، يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء، أو إلى تصديق في مجلس النواب.

وأوضح المكتب الإعلامي للرئيس سلام أن رئيس مجلس الوزراء تلقى اتصالاً من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في شأن انضمام لبنان إلى تحالف عربي وإسلامي واسع لمحاربة الإرهاب.

وأشار بيان المكتب الإعلامي إلى أن الرئيس سلام رحّب بالمبادرة السعودية، شاكراً المملكة على هذه الخطوة «التي تصبّ في صالح جميع الشعوب الإسلامية التي تتحمّل المسؤولية التاريخية في التصدّي للإرهاب الذي يتوسّل الإسلام لتغطية جرائمه والإسلام منه براء».

وذكّر الرئيس سلام منتقديه بأن «البيان الوزاري لحكومة المصلحة الوطنية الذي على أساسه نالت الثقة شدّد على الأهمية الاستثنائية التي توليها الحكومة لمواجهة الأعمال الإرهابية بمختلف أشكالها واستهدافاتها بكل الوسائل المتاحة للدولة».

أما في ما خصّ أية خطوات تنفيذية تترتّب على لبنان في إطار التحالف الجديد فسيتم درسها والتعامل معها من ضمن الأطر الدستورية والقانونية اللبنانية.

بدورها أشارت مصادر حكومية إلى أن موقف الرئيس سلام الذي أبلغه إلى الرياض هو من ضمن صلاحياته الطبيعية كرئيس لمجلس الوزراء، والذي فيه تأكيد لمواقف مبدئية في إطار السياسة العامة للحكومة.

أما القرارات المصيرية التي يمكن أن تترتّب عن ترحيب لبنان بالتحالف الإسلامي الوليد فهي تحتاج إلى موافقة الحكومة عليها، كما تؤكد المصادر الحكومية.

وجاءت هذه التأكيدات بعد بيان وزارة الخارجية التي على رأسها الوزير باسيل، حيث أشار إلى أن ما حصل يمس بصلاحيات الوزارة بصفتها موقعاً دستورياً قائماً في موضوع السياسة الخارجية، لكنها عادت وأشارت إلى أن الوزارة مع أي جهد حقيقي وفعلي ولأي تحالف يهدف إلى محاربة «الارهاب التكفيري»، في حين أشار وزير العمل سجعان قزي إلى ان الانضمام إلى حلف خارجي وعسكري يتطلب قراراً من مجلس الوزراء في غياب رئيس الجمهورية.

وعلى صعيد مواقف الأطراف، كان الرئيس سعد الحريري أوّل المرحبين بانضمام لبنان إلى الحلف الجديد، قائلاً أن «السعودية تعلن باسم الأكثرية الساحقة من العرب والمسلمين، وأن مسؤولية مكافحة الإرهاب الذي يتخذ من الإسلام وسيلة للطعن بالاسلام، تقع على المسلمين وقياداتهم ودولهم، وعلى العرب بالدرجة الأولى، الذين يتعرضون لأبشع الحملات العنصرية، التي لا وظيفة لها سوى الإساءة لدورهم ومكانتهم في العالم».

بدورها، اشادت كتلة «المستقبل» بمبادرة الرياض، معتبرة انها تشكّل جهداً جيداً وعملياً من قبل العالم الإسلامي للتصدي لظاهرة تحاول استخدام الدين الإسلامي لأهداف اول ما تُسيء إلى الإسلام والمسلمين.

اما «حزب الله» الذي يعارض انضمام لبنان إلى الحلف الجديد، فتساءلت قناة «المنار» الناطقة باسمه: وفق أي قائمة للارهاب سيعمل «الحلف المزعوم»؟ هل وفق محاضر الاجتماعات والمؤتمرات الدولية؟ أم وفق القوائم الأميركية؟

وفي تساؤل آخر، قالت «المنار»: ماذا عن أفذاذ لبنان، هل هم مستعدون لاستيراد المزيد من الأزمات؟

وعلى صعيد آخر، اعتبر مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» أن الشق المقتضب في بيان الكتلة حول التسوية الرئاسية، والذي اقتصر على «تثمين استمرار التواصل الذي يجريه الرئيس الحريري للعمل على إنهاء الشغور الرئاسي» هو بمثابة تأكيد موقف، باعتبار أن لا جديد فعلياً على هذا الصعيد.

وكشف بأن الكتلة لم تتوقف عند المعلومات التي ذكرت بأن النائب فرنجية زار دمشق والتقى الرئيس بشار الأسد الأحد الماضي، متسائلاً عن الغرابة في الموضوع، فالعلاقة بين الرجلين ليس فيها جديد، داعياً إلى انتظار ما سيقوله فرنجية غداً.

في السياق ذاته، أسرّ مصدر نيابي لزملائه بأنه لمس بأن عدداً من نواب تكتل «التغيير والاصلاح» (بين 3 أو 4 نواب) يدرسون جدياً الخروج من التكتل، لا سيما إذا ما استمر الشغور الرئاسي.

ولاحظ هذا المصدر أن التيار العوني يتعرّض لخلخلة داخلية في الوقت الفاصل عن الانتخابات الرئاسية.

تجدر الإشارة إلى أن النائب ميشال عون قدّم أمس واجب التعزية للرئيس نبيه برّي بوفاة شقيقته مريم، قبل انتهاء التعازي ببضع ساعات، كذلك زار الرئيس ميشال سليمان عين التينة معزياً، ضمن الوفود الكثيفة التي قدمت واجب العزاء، فيما تلقى الرئيس برّي اتصالات عديدة من لبنان والخارج، أبرزها من الرئيس الحريري ومن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. (راجع ص3)

من جهة ثانية، كشف مصدر مطلع أن النائب فرنجية سيطرح في مقابلته التلفزيونية غداً برنامجه الرئاسي، والذي كان أحد الشروط التي طرحها كل من حزبي الكتائب و«القوات» لتأييد ترشيحه أو الاعتراض عليه، مشيراً إلى أن نائب زغرتا سينتقد المعارضة المارونية لترشيحه، لكن من دون ان يكسر الجرة مع النائب عون، أو مع اي مكوّن آخر.

استهداف «داعش»

أمنياً، سدّد الجيش اللبناني ضربة قوية لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، في جرود رأس بعلبك، عندما استهدف آلية لهذا التنظيم بصاروخ موجه في منطقة خربة داود، مما أدى إلى تدمير الآلية وقتل أربعة مسلحين من بينهم القائد الميداني أبو جاسم فليطه.

وتزامنت هذه الضربة مع عملية نوعية لحزب الله في جرود رأس بعلبك أيضاً ضد «داعش»، حيث استهدف خلالها مجموعة مسلحة بعبوة ناسفة تمّ تفجيرها على طريق معبر مرطبيا، ما أدى إلى مقتل القاضي الشرعي للتنظيم في القلمون ابو عبدالله عامر وجرح مسؤول معبر الروميات في الجرود ضرغام.