IMLebanon

هجوم عوني على بكركي .. وتجميد المبادرة ينعش مناخات التجاذب

هجوم عوني على بكركي .. وتجميد المبادرة ينعش مناخات التجاذب

السنيورة يرفض طروحات حزب الله.. ونصر الله: سنرّد على إغتيال القنطار مهما كانت التبعات

حفل «الويك أند» الأخير من هذا العام بأكثر من موقف ومحطة، إلا أنها التقت جميعها على نقل «أثقال» هذا العام إلى العام المقبل، وسط خشية من أن يؤدي تعطيل التسوية الرئاسية مجدداً إلى مزيد من التآكل في بنية الدولة ومؤسساتها، وعودة الاستقطاب إلى الساحة السياسية، من دون أن تتمكّن القوى الوسطية الرافضة للاستقطاب بين 8 و14 آذار، مدعومة من مرجعية بكركي، من تثبيت مسار المبادرة الرئاسية التي تبنّاها الرئيس سعد الحريري ودعمها كل من الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط، وأيّدها سرّاً وعلانية البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي تعرّض لهذا السبب لحملة مقاطعة لقدّاس عيد الميلاد والتهاني به من قِبَل الأقطاب الأربعة، وحملة من «التيار الوطني الحر» وصلت الى حدّ وصفه بالإصابة «بالزهايمر الروحي» الأمر الذي اضطّره إلى إصدار توضيح يقول فيه أنه يميّز ما بين المبادرة والشخص المرشّح للرئاسة، أي النائب سليمان فرنجية.

وفي ظل هذا الجو الرمادي، دخلت البلاد فعلياً في عطلة رأس السنة، وغادر الرئيس تمام سلام وعدد من الوزراء والنواب بيروت إلى الخارج، في ما يشبه إجازة تفرض استمرار الشلل، ما خلا إجراءات أمنية تتخذها القوى الأمنية لحفظ الأمن في رأس السنة الجديدة.

ويشهد مطار بيروت اليوم محطة، حيث ينتقل إليه، في إطار تنفيذ إتفاق الزبداني، 123 جريحاً من المسلّحين والمدنيين السوريين من الزبداني، في الطريق إلى تركيا، كما أن مجموعة أخرى تقدّر بحوالى 300 مدني ستنتقل من كفريا والفوعا إلى تركيا، ومنها إلى مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنه تنتقل برّاً إلى سوريا مجدداً، حيث ستقيم في أماكن وفّرها لها النظام و«حزب الله».

أما المحطات – المواقف، فتمثّلت في الآتي:

1- إعادة اللُحمة إلى قوى 14 آذار التي رأى فيها الرئيس فؤاد السنيورة أن سقوط مشروعها يقضي على الأمل بقيام وطن الاعتدال والتسامح.

وأكد السنيورة في كلمة له في الذكرى الثانية لاستشهاد الوزير محمّد شطح أن تحالف قوى 14 آذار سيبقى قائماً ومستمراً ومتماسكاً، فهو لا يعبّر عن قضية عابرة بل ضرورية لحياة الشعب اللبناني.

وأشار إلى أننا لن نقتنع أو نوافق على انزلاق وتورّط حزب الله في الآتون السوري، لافتاً إلى أن التصدي للإرهاب لا يكون هكذا، وهو الذي يشكّل مع أنظمة الاستبداد وجهين لعملة واحدة، واصفاً «عودة شبّان حزب الله» في نعوش من سوريا بالمشكلة الكارثية التي قد تُطيح بالسلم الأهلي في لبنان والمدمّرة للعلاقات الأخوية التي يجب أن تسود بين الشعب اللبناني بكل مكوّناته والشعوب العربية الشقيقة الأخرى.

وأكد السنيورة، في الحفل الذي حضره رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في مسجد محمّد الأمين، أن المدخل الرئيسي والصحيح هو المسارعة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، داعياً الأمانة العامة لقوى 14 آذار إلى تفعيل دورها في الحفاظ على الوحدة الإسلامية – المسيحية، منتقداً عدم حصول تقدّم في ملف التحقيقات في اغتيال الشهيد شطح.

2- المخاوف التي برزت مع خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في أسبوع استشهاد سمير القنطار، بأن الردّ على اغتياله قائم لا محالة، وتأكيده «أقول للصديق والعدو، أياً تكن التبعات والتهديدات التي لا نخافها، نحن لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا وأخواننا من قِبَل الصهاينة في أي مكان في هذا العالم»، لافتاً إلى أن المسألة أصبحت في يد «المؤتمنين على دماء الشهداء».

يُذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون حذّر السبت الماضي «حزب الله» من الردّ، متهماً إيران بمحاولة فتح جبهة في مرتفعات الجولان.

وردّ نصر الله على هذه التهديدات، مؤكداً «أن التهويل علينا لن يُجدي نفعاً، وإذا كان هناك أحد أخطأ بالتقدير فهو الإسرائيلي وليس نحن».

وتوجّه إلى الإسرائيليين قائلاً: «إذا كان تقديركم وقراءتكم للمقاومة وانشغالاتها وأولوياتها قراءة صحيحة فلماذا أنتم مرتعبون إلى هذا الحدّ?». ولاحظ أنه من واجب الاسرائيليين أن يقلقوا كما هم قلقون الآن عند الحدود وفي الداخل وفي الخارج، ويجب عليهم أن يقلقوا عند الحدود وفي الداخل والخارج.

وزار نصر الله، بعد انتهاء الكلمة التي ألقاها في مجمع شاهد على طريق المطار، ضريح الشهيد القنطار يرافقه رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي الذي شارك في ذكرى الأسبوع، كما زارا سوية ضريح الشهيد عماد مغنية في الضاحية الجنوبية.

3 – وإذا كان البطريرك الماروني شدّد في عظة الأحد على واجب الكتل السياسية والنيابية مقاربة المبادرة الجدية والفعلية الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية بموجب الدستور، فتلتقي حول هذه المبادرة المدعومة دولياً، لتدارسها والوصول إلى قرار وطني بشأنها، مشيراً إلى انه يُميّز بين المبادرة بحد ذاتها والاسم المطروح، فان وزير الصحة وائل ابو فاعور حذر من أن تكون التسوية مستعصية بسبب بعض من امزجة وحسابات ومنطق «أنا ومن بعدي الطوفان»، ملاحظاً ان المشكلة ليست في الخيار ولا في الاسم، وليست في اسم سليمان فرنجية، بل المشكلة في غياب الإرادة السياسية بالتسوية، متسائلا: كل هذا إلى أين يقود؟ وأجاب انه يقود إلى محصلة واحدة وهي المزيد من التداعي في المؤسسات والانهيار.

وجدّد أبو فاعور، باسم النائب جنبلاط، دعوة الرئيس تمام سلام إلى أن يدعو عاجلاً إلى جلسة لمجلس الوزراء بعد الأعياد، فلا يجوز أن نستمر في منطق التعطيل والتشظي.

عودة إلى الحكومة

وفي هذا السياق، أوضحت مصادر وزارية لـ «اللواء» انه بعد استئخار الحل في الملف الرئاسي لتشابك عوامل داخلية وإقليمية، لا يجوز أن تبقى الأمور مجمدة، لا سيما بالنسبة إلى عمل المؤسسات الدستورية، اي الحكومة والمجلس النيابي.

ولفتت هذه المصادر إلى أن هناك نوعاً من التفاؤل بإمكانية انعقاد جلسات للحكومة في الفترة المقبلة وان المعترضين مضطرون إلى أن يبدوا رغبة بالمشاركة كي لا يُشكّل ملف الفراغ الرئاسي ضغطاً عليهم.

ورجحت المصادر نفسها أن تنعقد الجلسات بعد فترة الأعياد وأن يوجه الرئيس سلام دعوة للمجلس على أن يتحمل المعطلون مسؤولية التعطيل، مؤكدة انه راغب في أن يسود التوافق لكنه لا يمكن الانتظار إلى ما لا نهاية من دون انعقاد الحكومة.

وحدة 14 آذار

وأوضح مصدر نيابي في تيّار «المستقبل» أن الداعي لإحياء ذكرى الشهيد شطح كان 14 آذار، وبالتالي فان جميع مكونات قوى 14 آذار كانت حاضرة في الاحتفال، لكن مشاركة جعجع شخصياً، وإن كان امراً طبيعياً، فانه كرّس عملياً وحدة هذه القوى، وهو ما اراد جعجع ان يقوله، وهو انه قرر الحفاظ على 14 آذار، من دون التضحية بها.

ونفى المصدر أن يكون تغييب المبادرة الرئاسية في خطاب الرئيس السنيورة بقصد إرضاء جعجع، إذ أن الهدف من الاحتفال كان تأكيد لحمة 14 آذار، وليس رئاسة الجمهورية في هذه المرحلة، علماً أن «المستقبل» لم يقل بعد إن هناك مبادرة.

ولفت المصدر إلى الحضور الشعبي لتيار «المستقبل»، والذي استقبل جعجع بتصفيق على الواقف، وكذلك عندما ذكر اسم

الرئيس سعد الحريري، وكأن هذا الجمهور كان يقول ان خلافاتكما لا تعنيني، على حدّ تعبير المصدر الذي أرجح صمت «حزب الله» المبادرة الرئاسية، والذي تحتل بغياب الشق السياسي عن خطاب السيّد نصر الله في أسبوع الشهيد سمير القنطار، إلى كونه أولاً مربك، وثانياً لأنه ليس عنده معطيات ولأنه لا يريد الدخول في الملف الرئاسي حالياً، لأنه عندما سيعلن موقفاً سيخسر واحدا من المرشحين الاثنين عون أو فرنجية.

أما التوضيح الذي أعلنه البطريرك الماروني بالتمييز بين المبادرة وبين المرشح، فلا يعتبرر في نظر لمصدر بأن الراعي تراجع عن دعم المبادرة المؤيدة عملياً من المجتمع الدولي والفاتيكان، وإن كان غياب الأقطاب الموارنة الأربعة عن قدّاس الميلاد قد أرخى بثقله على العيد، وكشف عن سوء تفاهم مع بكركي تجاه المبادرة الرئاسية، علماً ان الراعي لم يترك شخصاً على حساب آخرين، وهو سبق ان طلب لقاء الأربعة، وإنهم لم يلبوا الدعوة.

ومع ذلك، فإن مصادر تيّار «المردة» ولكتائب و«القوات» نفست أن يتكون في وارد مقاطعة بكري، وتحدثت عن لقاءات قريبة ستقد بين لنائب فرنجية والبطريرك، وكذلك مع الكتائب التي أد وزير الإقتصاد آلان حكيم انه سيزور الراعي شخصياً خلال اليومين المقبلين، نافياً بحزم أن يكون الحزب في وارد المقاطعة، مشرعاً على ان الحزب يعتبر البطريركية المارونية في مقام رئاسة الجمهورية.

الرئيس سعد الحريري، وكأن هذا الجمهور كان يقول ان خلافاتكما لا تعنيني، على حدّ تعبير المصدر الذي أرجع صمت «حزب الله» تجاه المبادرة الرئاسية، والذي تمثل بغياب الشق السياسي عن خطاب السيّد نصر الله في أسبوع الشهيد سمير القنطار، إلى كونه أولاً مربك، وثانياً لأنه ليس عنده معطيات ولأنه لا يريد الدخول في الملف الرئاسي حالياً، لأنه عندما سيعلن موقفاً سيخسر واحدا من المرشحين الاثنين عون أو فرنجية.

أما التوضيح الذي أعلنه البطريرك الماروني بالتمييز بين المبادرة وبين المرشح، فلا يعتبر في نظر المصدر بأن الراعي تراجع عن دعم المبادرة المؤيدة عملياً من المجتمع الدولي والفاتيكان، وإن كان غياب الأقطاب الموارنة الأربعة عن قدّاس الميلاد قد أرخى بثقله على العيد، وكشف عن سوء تفاهم مع بكركي تجاه المبادرة الرئاسية، علماً ان الراعي لم يزكِ شخصاً على حساب آخرين، وهو سبق ان طلب لقاء الأربعة، إلا أنهم لم يلبوا الدعوة.

ومع ذلك، فإن مصادر تيّار «المردة» والكتائب و«القوات» نفت أن تكون في وارد مقاطعة بكركي، وتحدثت عن لقاءات قريبة ستعقد بين النائب فرنجية والبطريرك، وكذلك مع الكتائب التي أكد وزير الإقتصاد آلان حكيم انه سيزور الراعي شخصياً خلال اليومين المقبلين، نافياً بحزم أن يكون الحزب في وارد المقاطعة، مشدّداً على ان الحزب يعتبر البطريركية المارونية في مقام رئاسة الجمهورية.