Site icon IMLebanon

سلام يُدافع عن صلاحياته.. والعودة إلى التعيينات في المجلس العسكري

سلام يُدافع عن صلاحياته.. والعودة إلى التعيينات في المجلس العسكري

الحريري يرفض استرضاء إيران عبر باسيل.. ويلتقي فرنجية في باريس؟

مشاورة بين الرئيسين برّي وسلام في مستهل جلسة الحوار الوطني 13، وبدا الرئيسان السنيورة وميقاتي والوزير خليل (تصوير: طلال سلمان)

تنفست عين التينة، ومعها أركان هيئة الحوار الوطني، الصعداء، ما ان انعقدت الجلسة 13 للحوار، والتي مهدت لجلسة المساء بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله».

وأكّد مصدر مطلع ان أهم ما في الجلستين غسيل القلوب، على خلفية اندلاع الأزمة الراهنة بين الرياض وطهران، وتقييم الموقف اللبناني الذي ورط وزير الخارجية جبران باسيل البلد فيه، عندما امتنع عن التصويت لصالح القرار الذي اتخذته جامعة الدول العربية دعماً للمملكة العربية السعودية في وجه التدخلات الإيرانية واستنكاراً لاحراق سفارتها وقنصليتها في طهران ومشهد.

وأضاف المصدر ان جلستي الحوار مهدتا الطريق امام عقد جلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس، ليس فقط لبحث جدول الأعمال العادي، بل لمناقشة القضايا الملحة والتفاهم عليها، وفقاً لما طالب به الرئيس تمام سلام على طاولة الحوار، بما في ذلك ملء الشغور في المجلس العسكري وتوضيح الغموض حول ملابسات ترحيل النفايات.

وبين الحوار المتعدد والثنائي، انشغلت الساحة المحلية بتطورين على ترابط سياسي مباشر:

الأوّل يتعلق بتداعيات موقف الوزير باسيل الذي سجل أوّل سابقة في تاريخ الدبلوماسية اللبنانية عندما اعترض على الإجماع العربي، الأمر الذي وصفه الرئيس سعد الحريري بأنه «امتناع لا يعبر عن رأي غالبية اللبنانيين، الذين يعانون من التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية، ويبادلون المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً مشاعر المحبة والتضامن، لما لها من ايادٍ بيضاء وتاريخ مشهود بالوقوف إلى جانب لبنان في الأزمات، كما في مسيرة إعادة الاعمار والتنمية بعد كل أزمة وعدوان اسرائيلي»، معتبراً ان «التذرع بذكر تدخل حزب الله في البحرين لا يُبرّر التهرب من الإجماع العربي»، رافضاً ادراج موقف باسيل في «خانة تعبر عن موقف الدولة اللبنانية، فموقفه لا وظيفة له سوى إرضاء إيران والاساءة لتاريخ لبنان مع أشقائه العرب».

اما التطور الثاني، فيتعلق بالزوبعة السياسية التي حركتها المعلومات عن نية لدى «القوات اللبنانية» لتبني ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة الأولى، وهو الموضوع الذي لم تؤكده أوساط «القوات، وإن كانت أوساط «التيارالوطني الحر» تنتظره بفارغ الصبر عله يُعيد خلط الأوراق من جديد، ويسقط ذرائع أطراف داخلية في ما خص الرئاسة الأولى، وينهي مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية التي اقترحها الرئيس الحريري.

وبالتزامن مع هذين التطورين، ترددت معلومات ليلاً ان النائب فرنجية الذي لم يُشارك في جلسة الحوار 13 أمس، توجه إلى العاصمة الفرنسية للقاء الرئيس الحريري.

وأوضحت مصادر في قوى 14 آذار لـ«اللواء» ان نائب «القوات» جورج عدوان لم يبلغ هذه القوى في اجتماعها أمس الأوّل ان القوات اتخذت قراراً بتبني ترشيح النائب عون، لكنه ألمح إلى ان أجواء «القوات» تميل إلى ذلك.

ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الموضوع مطروح لدى «القوات» لكنها لم تحسم قرارها بعد، وأنه ما يزال قيد البحث.

وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب محمّد الحجّار لـ«اللواء» أن هذه هي حقيقة ما حصل، مؤكداً الحرص على وحدة قوى 14 آذار.

لكن المعلومات كشفت عن سجال حصل بين النائب عدوان والنائب السابق سمير فرنجية الذي حمل بعنف على خيار القوات.

ومن جهتها، أكدت مصادر في تكتل «الاصلاح والتغيير» لـ«اللواء» أن هناك تقدماً في البحث بين «التيار الوطني الحر» و«القوات» حول رئاسة الجمهورية.

واعتبر عضو التكتل النائب سليم سلهب أن ما حُكي عن تفضيل عون عدم ترشيحه من قبل «القوات» غير صحيح، ولفت إلى أن الأجواء إيجابية في ما خص المشاركة في الحكومة والبحث الحاصل بين «التيار» و«القوات»، وأن اجتماع التكتل اليوم سيبحث في هذين الموضوعين.

الجولة 13

ولعلّ الاستحقاق الرئاسي كان الغائب الأكبر عن جلسة الحوار 13 التي استمرت ثلاث ساعات في عين التينة، وغاب عنها إلى فرنجية النائب عون، ورفعت إلى 27 من الشهر الجاري.

وعملاً بالقناعة الراسخة لديه، من أن الرئاسة الأولى وضعت في الثلاجة، وبعد تكرار الإشارة إلى ذلك، دعا الرئيس برّي إلى تفعيل عمل الحكومة بمعزل عن الاستحقاق الذي سواء جرى اليوم أو غداً أو في أي وقت، لأن تفعيلها يتعلق بمصالح النّاس وضرورة إنجاز المصالح الحيوية للمواطنين.

وأيّد دعوة الرئيس سلام إلى جلسة لمجلس الوزراء حتى ولو جاءت من دون استشارته مسبقاً.

ثم تحدث الرئيس سلام، فاعتبر أن الدعوة إلى مجلس الوزراء هي من صلاحياته ولا حاجة لإجراء استشارات قبل ذلك مع أحد، «وأنا استخدمت صلاحياتي الدستورية».

وقال الرئيس سلام أنه على استعداد للسير في أي اتفاق يتم الاتفاق عليه بين الأفرقاء في ما خص عمل الحكومة، مصرّاً على ترك الأمور الخلافية جانباً، موضحاً أنه وجّه الدعوة بعد الانتهاء من موضوع النفايات.

وهنا تدخّل النائب سامي الجميّل الذي وجّه كلامه لرئيس الحكومة بالقول: «أنت مسؤول ويجب ألا تخضع لاعتبارات من هنا وهناك وليتحمّل كل مسؤول مسؤوليته».

وتساءل الجميْل عن الأسرار التي صاحبت قرار الحكومة بترحيل النفايات قائلاً: «هل يجوز أن يكون هناك سر على مجلس الوزراء، وليس في مجلس الوزراء»، معرباً عن عدم ارتياحه لا إلى القرار ولا إلى الملف ولا إلى النتائج التي وصلنا إليها.

وسجّل الجميّل إعتراضه أيضاً على بعض القرارات التي اتخذها سلام بمعزل عن مجلس الوزراء، متمثلاً بالموقف من الحلف الإسلامي ومن عملية التبادل عبر مطار بيروت بين المسلحين في الزبداني وكفريا والفوعة، متسائلاً عن الأصول في ذلك؟

وردّ الرئيس سلام موضحاً بأن هناك أشياء اضطرته للموافقة لأنها لا تحتمل التأجيل، كالموافقة على الحلف الإسلامي التي كانت مبدئية، في حين أن اتفاق الزبداني كان القرار دولياً، وكان رأي الأمم المتحدة أن تبقى الأمور سرّية.

أضاف: أما في موضوع النفايات فقد اتصل بك الوزير أكرم شهيّب ووضعك في صورة الحل، وبمعزل عن ذلك فإن أي وزير يستطيع طرح هواجسه وملاحظاته في جلسة مجلس الوزراء الخميس.

وبحسب قطب شارك في الحوار فإن استمرار هذا الحوار، رغم أنه حاد عن مواضيع جدول أعماله، يعتبر ضرورة في هذا الظرف بالذات لتخفيف التوتر في البلد وكسر الجليد بين الأطراف.

وفي تقديره أن العتاب الذي جرى بين الرئيس السنيورة والنائب محمّد رعد كان ضرورياً وفي محله لتخفيف التشنج بين الطرفين.

وأوضح أن الرئيس السنيورة سأل رعد عن التصريح الذي أدلى به وغمز فيه من قناة الرئيس سعد الحريري، فأجابه: «نعم أنا ردّيت على ما سمعناه من قيادي في «المستقبل» (في إشارة إلى الوزير اشرف ريفي)، مضيفاً بأننا انتظرنا يومين الا ان أي توضيح لم يصدر من قيادة التيار، فاضطررنا إلى الرد».

فأجابه الرئيس السنيورة: «نحن ضد كل الكلام المسيء من أي جهة أتى».

وحسب هذا القطب، فإن العتاب انتهى عند هذا الحد، علماً ان الرئيس برّي تدخل أثناء العتاب طالباً تأجيل هذا البحث إلى الحوار الثنائي بين الطرفين مساءً.

اما بالنسبة لموقف وزير الخارجية جبران باسيل في القاهرة أمس الأوّل، فقد اشارت مصادر سلام إلى ان باسيل شرح خلال جلسة الحوار الأسباب التي أدّت إلى اتخاذ لبنان هذا الموقف.

وكان الرئيس السنيورة سجل اعتراضاً وملاحظات على هذا الموقف نظراً إلى ان لبنان لم يخرج مرّة عن الإجماع العربي.

وفي المعلومات ان الرئيس سلام أوضح للرئيس السنيورة ان باسيل كان على تشاور معه في الموقف، لكن وزير خارجية البحرين أصرّ على إدخال العبارة التي يتناول فيها «حزب الله» في البيان الختامي، فكان الموقف بالامتناع عن التصويت والاعتراض على العبارة.

وتحدث النائب وليد جنباط فأبدى تفهمه لخطوة باسيل، وكذلك فعل العدد الأكبر من المتحاورين، في حين قال السنيورة خاتماً الجدل بأنه كان في إمكان وزير الخارجية تدوير الزوايا لكي لا نخرج عن الإجماع العربي بصياغة أفضل.

الحوار الثنائي

اما الحوار الثنائي بين «المستقبل» و«حزب الله» الذي انعقد في جولته 22 مساءً، بحسب مصادر عين التينة، فقد انتهى إلى بيان أوضح فيه المتحاورون انه «جرى نقاش حول تطورات الأوضاع الراهنة وعرض للمواقف من القضايا المطروحة.

وأكد المجتمعون انه على الرغم من التباينات في الموقف حول عدد من القضايا الخارجية فأنهم يجددون الحرص على استمرار الحوار وتفعيله وتجنيب لبنان أي تداعيات تؤثر على استقراره الداخلي.

وتناول البحث ايضاً تكثيف الاتصالات من اجل تفعيل عمل الحكومة».

وفي هذا السياق، توقعت مصادر الرئيس سلام ان يحضر جميع الوزراء جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس، مبدية ارتياحها لتركيز جلسة الحوار في القسم الأكبر منه على ضرورة تفعيل العمل الحكومي، وألمحت عن اتفاق جرى خلال الجلسة لحضور الجميع مجلس الوزراء المقبل.

وعلمت «اللواء» ان الرئيس سلام سيشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في «دافوس» نهاية الشهر الحالي.