IMLebanon

برّي لباسيل: ترشيح معراب غير كافٍ للوصول إلى بعبدا .. و«المستقبل» للإحتكام للديمقراطية

برّي لباسيل: ترشيح معراب غير كافٍ للوصول إلى بعبدا .. و«المستقبل» للإحتكام للديمقراطية

إستياء في 14 آذار من تفرّد جعجع .. وموفد جنبلاط يلتقي الحريري في الرياض

خارج التصورات التي اغدق بها طرفا اتفاق معراب: «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» على دعم ترشيح النائب ميشال عون للوصول إلى رئاسة الجمهورية، من ان المواقف من هذه الخطوة لن تكون سلبية ولا ضرورة لأن تكون سلبية، كرست معادلة ترشيح عون على لسان رئيس حزب «القوات» سمير جعجع وقائع سياسية جديدة، اغرقت البلاد بدورها في مخاض من الحسابات السياسية والرقمية، وما يتصل منها بالنصاب، وآلية المشاركة وعدمها، وما يتعين فعله في ما خص جلسة 8 شباط المقررة سابقاً لانتخاب رئيس الجمهورية.

طغت الليونة السياسية على مواقف رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب عون ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، في اليوم الأوّل بعد «احتفالية» الاعلان عن الاتفاق في معراب مساء الاثنين الماضي، وبدت سياسة مد اليد هي المعتمدة لتطمين الحلفاء قبل الخصوم، على ان لا تموضعات سياسية من هذا الترشيح، وأن الإطار السياسي هو ما سبق وورد في بيان «اعلان النيات»، وفقاً لما أبلغه الوزير باسيل للرئيس نبيه برّي، ولما أعلنه عون في مقابلته التلفزيونية مساءً، والتي يبدو انها اعدت «لتبييض» صفحته لدى خصومه السياسيين.

لكن الوقائع السياسية الصريحة والضمنية لا تُشير إلى ان الأمور بالسهولة التي ينشدها التيار العوني الذي أطلق ورشة سياسية واعلامية وتعبوية لإنجاح الاتفاق.

باسيل في عين التينة

الزيارة السياسية الأولى، كانت لرئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة، تولى خلالها الوزير باسيل اطلاع الرئيس برّي على خلفيات وابعاد ما جرى في معراب ببعديه المسيحي والرئاسي. وأكد في تصريح له الحرص على الحلفاء وحفظ الحلفاء واستيعاب الجميع والخروج من الماضي، من دون ان يحصل على جواب شافٍ من رئيس المجلس الذي تولى معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل من الصيفي حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الإعلان عن انه لا بدّ من متسع من الوقت لدراسة الوضع المستجد.

وعلمت «اللواء» ان الرئيس برّي قال لباسيل ان ما جرى في معراب خطوة مهمة لكنها ليست كافية للوصول إلى بعبدا.

وفي معلومات «اللواء» أيضاً ان رئيس المجلس متمسك بترشيح النائب سليمان فرنجية، وأن اتصالاته ستتركز على تثبيت الاستقرار والسعي لإنهاء الشغور الرئاسي، ضمن مروحة أوسع من التفاهمات.

وبحسب أوساط عين التينة، فإن تفاهم معراب خطوة مهمة ومتقدمة في السياسة على الصعيد المسيحي من شأنها ان تريح البلد، لكنها ليست كافية بالنسبة لرئاسة الجمهورية والوصول إلى بعبدا.

وأوضحت ان الرئيس برّي سيجري اتصالات مع كل الفرقاء قبل إعلان موقفه النهائي.

كتلة المستقبل

سياسياً، بدا موقف كتلة «المستقبل» هو الأكثر تقريراً بين سلسلة المواقف، سواء المحجوبة أو المرغوبة، نظراً للثقل النيابي والسياسي الذي يمثله تيّار المستقبل.

رحّبت الكتلة التي أجتمعت برئاسة النائب عاطف مجدلاني بسبب وجود رئيسها الرئيس فؤاد السنيورة في الرياض، حيث التقى الرئيس سعد الحريري وعاد مساءً إلى بيروت، بالمصالحة التي تمت في معراب بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، مؤكدة في ما خص الرئاسة الأولى انها مع الإسراع في إنهاء الشغور وإعلان النائب فرنجية عزمه على الاستمرار بالترشح للرئاسة، اما موقفها النهائي فهو التزام توجهات الرئيس سعد الحريري، انطلاقاً من أن الكلمة الفصل تبقى للمجلس النيابي في ظل النظام الديموقراطي وتحت سقف الدستور.

وعلمت «اللواء» أن بيان كتلة المستقبل تمت صياغته خلال اجتماعات التشاور والتقييم التي عقدها الرئيس الحريري مع الوفد الذاهب إليه من بيروت برئاسة الرئيس السنيورة.

وفي تقدير مصدر نيابي في الكتلة أن البيان عبارة عن ثلاث نقاط:

الأولى: الترحيب بمصالحة معراب، لأن الكتلة لا تستطيع إلا أن ترحّب بأي مصالحة بين فريقين.

الثانية: بات واضحاً أن هناك مرشحين للرئاسة، والكتلة ملتزمة بتوجهات الرئيس الحريري.

والثالثة: أن الكلمة الفصل تبقى للمجلس النيابي، أي أن الحل يكون بالذهاب إلى المجلس.

لكن المصدر رأى أنه من المبكر القول أن جلسة 8 شباط سيتوفر فيها النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية.

جنبلاط والكتائب

وبانتظار انعقاد اللقاء الديموقراطي غداً الخميس بعد عودة وزير الصحة وائل أبو فاعور من السعودية موفداً من النائب وليد جنبلاط حيث التقى هناك الرئيس الحريري، وجرى التداول في الموقف، بعد أن رشّح جعجع عون.

وكشف مصدر قريب من «اللقاء الديموقراطي» أن جنبلاط الذي رحّب بترشيح فرنجية على تقاطع في القراءة مع كل من الرئيسين برّي والحريري.

وليس بعيداً من هذا الموقف، موقف حزب الكتائب الذي يميل إلى تأييد ترشيح فرنجية، في حال انحصر الصراع بينه وبين عون.

ورجّح مصدر نيابي كتائبي لـ«اللواء» أن يتحدد موقف الحزب في اجتماع المكتب السياسي الذي سيعقد ظهر اليوم.

أما حزب «الوطنيين الأحرار» فله موقف متميّز، بحسب ما قال رئيس الحزب النائب دوري شمعون الذي يميل إلى أن يكون هناك موقف موحّد داخل قوى 14 آذار من الترشيح، مشيراً إلى أنه لم يعتد على اتخاذ موقف إلا ضمن الفريق الذي أنتمي إليه، مرجحاً أن يعقد اجتماع لقوى 14 آذار غداً الخميس لاتخاذ هذا الموقف الموحّد من الترشيح.

إستياء من جعجع

على صعيد تداعيات المواقف، وفيما كشف عون في مقابلة مع محطة O.T.V ليل أمس أنه وضع حليفه «حزب الله» في التفاصيل غير المملة لما حصل في معراب قبل حصوله، وكذلك بالنسبة للنائب فرنجية، كشفت أوساط في 14 آذار لـ«اللواء» أن جعجع لم يستشر أحداً من حلفائه مسبقاً، واكتفى بإبلاغ بعض الأطراف الخارجية، التي أعربت عن معارضتها لهذه الخطوة، لكن جعجع لم يردّ ولم يتجاوب مع الاعتراضات.

يُذكر أن جعجع زار بكركي وأعلن بعد لقاء البطريرك الراعي أن ما يجمعه بالرئيس الحريري أكبر من كل الخطوات السياسية الصغيرة والكبيرة، معرباً أنه وفق المنطق لا يجد سبباً لردود سلبية على خطوته، وهو لا يتصوّر أن حزب الكتائب سيكون له موقف سلبي، وأن النائب فرنجية عند كلامه بأنه إذا كانت للنائب عون حظوظ للرئاسة الأولى فهو معه.

أما بالنسبة لحزب الله فأشار جعجع إلى أن موقف الحزب واضح في ما يتعلق برئاسة الجمهورية، فالحزب يسير خلف الجنرال في السرّاء والضرّاء، وبالتالي لا أعتقد أن هناك لغطاً حول الموضوع، معرباً عن أمله بالتوجّه في وقت غير بعد إلى جلسة برلمانية لانتخاب عون رئيساً للجمهورية.

جلسة 8 شباط

على ان السؤال الذي استحوذ على اهتمام كافة الأوساط السياسية، هو: هل تعقد الجلسة المقررة في 8 شباط المقبل لانتخاب رئيس الجمهورية، وبالتالي هل يتوفر فيها النصاب القانوني، وهو أكثرية الثلثين أي 86 نائباً؟

في هذا السياق، لم يشأ النائب عون حيث سئل مساء أمس عن هذا الموضوع أن يكشف أوراقه، ولم يحسم ما إذا كانت الجلسة ستعقد أم لا، لكنه تحدث  عن مفاجآت قد تكون إيجابية أو سلبية بالنسبة إلى حظوظه بالوصول إلى رئاسة الجمهورية، وإن بدا ميالاً إلى المفاجآت الإيجابية.

وبطبيعة الحال، فإن الكفة التي يفترض أن ترجح انعقاد الجلسة هي موقف «حزب الله» وحلفائه، في حال لمسوا أن حظوظ عون باتت قوية إلى درجة السعي إلى تأمين النصاب لهذه الجلسة، على الرغم من أن «البوانتاج» النيابي لم يكن حتى مساء أمس يرجح كفة عون على فرنجية.

وبحسب تقديرات مصادر نيابية فإن أصوات عون لن تتجاوز 52 أو 54 نائباً، موزعة بين نواب «التيار الوطني الحر» (21 نائباً) والقوات اللبنانية (8 نواب)، حزب الله (13 نائباً) وحزب الطاشناق (نائبان) إلى جانب أصوات النواب نقولا فتوش ومحمّد الصفدي وميشال المرّ الذي زاره ليلاً وزير التربية الياس بوصعب والنائب نبيل نقولا موفدين من عون لاقناعه بتأييده، يضاف إليهم نواب حزبي «القومي» و«البعث» وطلال أرسلان.

في المقابل، يتوقع أن يحصل فرنجية على عدد من الأصوات يتراوح بين 70 و75 صوتاً في حال استمر متمسكاً بترشحه، وستكون أصواته موزعة على نواب: «المستقبل» (36 صوتاً)، حركة «أمل» (13 صوتاً)، «اللقاء الديمقراطي» (11 صوتاً)، «المردة» (3 أصوات)، و«مستقلون» (8 أصوات) وحزب الكتائب (5 أصوات).