طلاق عون – فرنجية يشغل حزب الله .. ولا إنتخابات في 8 شباط؟
تفرُّد باسيل يهدّد مجلس الوزراء الخميس .. والعاصفة القطبية تُقفِل المدارس اليوم
إستجاب وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب لنداءات «وأغاني» الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي، وأصدر القرار بإقفال المدارس الرسمية والخاصة والتي أعلنت بمعظمها إستحابتها للقرار، نظراً لاشتداد العاصفة الثلجية القطبية Thalassa التي قطعت الطرقات بالثلوج، وتحوّل معها طقس لبنان إلى عاصف وممطر وجليدي، حيث بلغت درجات الحرارة فيه ما دون الصفر في بعض المناطق الجبلية.
وحافظت البرودة السياسية على مستوى من «العلاقات الجليدية» بين القوى السياسية، فإن لم يكن عبر المواقف والبيانات، كان عبر محطات التلفزة «ووشوشات» المصادر، والإمعان في التحليلات والرهانات والانتظارات، وفي مقدمها أن يخرج الضوء الأخضر من قمّة الرئيسين الإيراني حسن روحاني والفرنسي فرنسوا هولاند في باريس بعد غد الأربعاء، إذ تؤكد مصادر مسيحية أن الجانب الفرنسي سيثير هذا الموضوع مع الرئيس الإيراني إلى جانب محادثات اقتصادية وسياسية في ضوء التقرير الذي رفعه السفير الفرنسي في بيروت إيمانويل بون عن تطورات الموقف الرئاسي بعد ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للنائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، في إشارة إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه «حزب الله» في وضع ثقله السياسي والانتخابي لمصلحة إجراء الانتخابات في 8 شباط المقبل.
أما محلياً، فلم تسجّل الوقائع أيّ تقدّم في ما خصّ الملف الرئاسي: فبعد الاتصال الذي أجراه المرشح الرئاسي النائب عون بالرئيس سعد الحريري الموجود في الرياض، في بادرة حُسن نيّة، وفي إطار ما يصفه الفريق العوني بأنه «محاولة لتشكيل إجماع لبناني حول ترشيحه»، إتصل الرئيس الحريري بالنائب سليمان فرنجية المرشح الرئاسي الثاني من قوى 8 آذار ووضعه في أجواء الإتصال، مؤكداً على استمرار التشاور والإتصال بينهما، في وقت ما تزال أوساط 8 آذار تتحدث عن جهود يبذلها «حزب الله» لتحقيق تفاهم بين المرشحين، وكان آخرها ما أعلنه رئيس حزب الكتائب السابق كريم بقرادوني من أن معلوماته تُشير إلى تحضيرات لاجتماع ثلاثي يضمّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مع المرشحين عون وفرنجية.
إلا أن اللافت ما نسبته صحيفة «العرب» القطرية إلى النائب فرنجية من أنه لن يتنازل لمصلحة عون حتى لو هاتفه (الرئيس السوري) بشّار الأسد والسيّد نصر الله!
أضاف: «فلننزل إلى انتخابات، وليتنازل صاحب الأصوات الأقل لمصلحة صاحب الأصوات الأكثر».
ولاحظت مصادر مراقبة، أنه لم يُكشف عن أي اتصال أو لقاء بين الرابية وبنشعي، بعد مضيّ أسبوع على «إعلان معراب»، وإن كان النائب إبراهيم كنعان المفاوض العوني مع «القوات» أشار إلى أن لقاءً سيحصل في ما بين «التيار الوطن الحر» وتيار «المردة»، داعياً «أهل البيت المسيحي للإبتعاد عن المزايدات».
ووفقاً لمعلومات «اللواء»، فإن رئيس تيّار «المردة» قرّر السير في معركة الرئاسة كمن يلعب «الصولد»، معتمداً على جبهة من الكتل وأعداد من أصوات النواب تجعله مطمئناً لفوزه، لا سيما بعد لقاء معراب، إذا ما جرت الإنتخابات الرئاسية والتنافس الديموقراطي كما حصل في معركة 1970 مع جدّه الراحل الرئيس سليمان فرنجية.
وحسب ما هو مقرّر اليوم، فإن الجلسة 23 من الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» التي يُفترض أن تنعقد في عين التينة، ومثلها جولة الحوار الوطني 14 في عين التينة أيضاً، في ظل هذا الفرز الجديد في المواقف، وعلى خلفية ما نُسب إلى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمّد رعد من أن «الخطر الرئيسي الذي يهدّد السياسات الأميركية والهيمنة الأميركية على العالم كلّه، وليس في لبنان والمنطقة فقط هي الصواريخ الباليستية الإيرانية وقوّة حزب الله»، في إشارة إلى استمرار تورّط حزب الله في الصراعات الإقليمية.
مجلس الوزراء
وسط هذه الأجواء المتأثرة بنأي وزير الخارجية جبران باسيل بلبنان عن البيان الذي أدان إيران، حيث من المتوقع أن يثير بعض الوزراء هذا الموقف الذي يرتد سلباً على لبنان واللبنانيين، ويزيد من شرخ علاقات لبنان بدول الخليج، وعودة المطالبة بإبعاد اللبنانيين من تلك البلدان العربية، يتمسك الرئيس تمام سلام بالدعوة لانعقاد مجلس الوزراء في الموعد الذي دعا إليه الخميس المقبل، لمناقشة وإقرار جدول اعمال من 379 بنداً، من بينها إحالة قضية ميشال سماحة أمام المجلس العدلي، وربما إثارة بند التعيينات العسكرية من خارج جدول الأعمال.
ولاحظ مصدر وزاري أن التطورات الدبلوماسية سترخي بثقلها على الجلسة بالرغم من بيان الخارجية اللبنانية حول الإيعاز لبعثة لبنان في البحرين بالموافقة على البيان العربي – الهندي الذي حصر الموضوع الإيراني – السعودي بإدانة الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران وعدم تدخل ايران في الشؤون الداخلية العربية فلم تنأى الخارجية بلبنان عن هذا الموضوع في محاولة لتبييض صفحتها.
وكشف المصدر أن الاتصالات لم تؤد لغاية الساعات الأولى من الليلة الماضية إلى أي شيء ملموس على صعيد ترطيب الأجواء، في وقت تعتبر فيه الأوساط القريبة من الرابية، أن الحكومة أصبحت «رميماً».
وتخوّف المصدر من أن تنعكس قضية إحالة سماحة إلى المجلس العدلي سجالاً داخل الجلسة، تؤثر سلباً على الأجواء التي يسعى الرئيس سلام لإشاعتها في إطار تفعيل عمل الحكومة.
ولم يخف الرئيس سلام، بعد عودته من مؤتمر «دافوس» السبت انزعاجه وأسفه من الموقف الذي اتخذه الوزير باسيل في المؤتمر الإسلامي للتضامن مع المملكة العربية السعودية الذي انعقد في جدّة، مؤكداً أن باسيل اتخذ هذا الموقف من دون أن يتشاور وينسّق معه، مشيراً أمام زواره أمس في المصيطبة، الى ان باسيل كان تشاور في الموقف اللبناني في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة، حيث نأى لبنان بنفسه بسبب ذكر البيان للموضوع السوري وتضمينه فقرة تتعلق بحزب الله، في حين ان القرارات التي صدرت عن مؤتمر جدة تختلف عن اجتماع القاهرة، خصوصاً وانه لم يكن أي ذكر لسوريا او أي امر يمس لبنان.
وشدّد سلام على استعداده لبحث الموضوع في حال طرح من قبل الوزراء في جلسة الخميس.
وفي ما يخص ملف ملء الشواغر في المجلس العسكري، أوضح سلام أن الجلسة قائمة بمن حضر، ونحن نتمنى حضور جميع مكونات الحكومة، لافتاً إلى انه قد يتم التوافق على هذا الملف قبل يوم الخميس، وبالتالي يحضر جميع الوزراء، كاشفاً بأن الوزير المعني وزير الدفاع سمير مقبل قد يطرح الموضوع من خارج جدول الاعمال ويحق له ذلك، مؤكداً استعداده لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، سواء داخل الجلسة أو خارجها، مشيراً الى انها ليست المرة الأولى التي يطرح فيها وزير بنداً يختص بوزارته من خارج جدول الأعمال.
(راجع التفاصيل ص2)
العاصفة
في هذا الوقت، تتواصل العاصفة الثلجية الواردة من شرق أوروبا اليوم، لتبدأ غداً بالهدوء، اعتباراً من يوم الأربعاء، بعدما غطت الثلوج لبنان على مدى اليومين الماضيين، وتصل أثارها إلى ما دون الـ400 متر اليوم، لكن اللافت ان العاصفة التي حاصرت المواطنين في منازلهم في عطلة الاسبوع وأسفرت عن انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق مع خسائر في المزروعات، لم تعطل الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وبقيت الرحلات الجوية تسير بشكل طبيعي.
وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني أن يكون الطقس اليوم غائماً جزئياً مع أمطار وثلوج متفرقة وخفيفة مع درجات حرارة متدنية ينخفض معها مستوى تساقط الثلوج الخفيفة لتلامس ارتفاع 400 متر في شمال البلاد، وتكوّن الجليد على الطرقات فوق 600 متر.