IMLebanon

برّي والحريري: التعرُّض للصحابة جهالة ومواجهة الفتنة حرصاً على لبنان

برّي والحريري: التعرُّض للصحابة جهالة ومواجهة الفتنة حرصاً على لبنان

خلط أوراق بعد جلسة الغد.. والنفايات أمام مفصل المطامر اليوم

ما أعلن رسمياً عن اللقاء والعشاء في عين التينة بين الرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري، تطرق، عبر بيان تفصيلي من ست فقرات، إلى محاولات إلحاق لبنان باستراتيجية تعميم الفوضى في المنطقة، ودعوة قادة الرأي والقيادات الدينية والسياسية ومختلف المؤسسات الإعلامية والثقافية في لبنان للتصدي لمحاولات تشويه الدين الإسلامي، و«مواجهة كل محاولة لإشعال نار الفتنة حرصاً على لبنان واللبنانيين».

ومع ان الاجتماع بين الرئيسين برّي والحريري تطرق إلى الجلسة النيابية التي تنعقد غداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لجهة الحاجة لإنهاء الشغور، ولكن على قاعدة اتفاق وطني على أساس «لا غالب ولا مغلوب»، مع توقع مسبق للنتائج التي يمكن ان تسفر عنها الجلسة، إضافة إلى ضرورة الانتهاء من ملف النفايات، سواء عبر اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة وضع خطة وطنية متوازنة للمطامر على أساس المحافظات الخمس أو السبع، أو عبر جلسة مجلس الوزراء التي عليها ان تتخذ قرارات على غاية من الأهمية لإنهاء ملف النفايات، وبت مصير إحالة قضية ميشال سماحة امام المجلس العدلي، وإصدار مرسوم تعيين الناجحين في السلك الدبلوماسي، فإن قضية الأحداث التي حصلت في الشارع ليل السبت – الأحد الماضي وفي الساعات الأولى وحتى بعد ظهر يوم الأحد، سواء في احياء الضاحية الجنوبية والبقاع وصور ومناطق أخرى، كان لها حصة الأسد، نظراً للمخاطر التي يمكن ان تترتب عليها، وسط معلومات عن مخططات مشبوهة للاطاحة بالاستقرار، وإقحام لبنان واللبنانيين بالفتنة «السنية – الشيعية».

وعلمت «اللواء» من مصادر المجتمعين ان الرئيسين تناولا التطورات في الشارع، بعد بث شرط تمثيلي يستحضر فيه الشخص شخصية الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، الأمر الذي شكل مثيراً لمشاعر واحاسيس مجموعات من الشبان من سكان الضاحية ومناطق أخرى متعاطفين مع حزب الله أو منتمين إليه، من زاوية معلومات لديهما ان «جهات مشبوهة» تعمل لبث بذور الفتنة وتسعيرها، «ووضعنا على محاور التقاتل الداخلي واعادتنا عقوداً إلى الوراء»، على حدّ ما جاء في البيان الذي عكس بعناية ما دار في الاجتماع.

وفي المعلومات أيضاً، ان الرئيس برّي أصر على إدخال عبارات بعينها في البيان الذي صدر عن الاجتماع، تأكيداً على وحدة فهم ما يجري، وضرورة فصل ملف الأمن والاستقرار في لبنان عمّا يجري في سوريا سواء لجهة تثبيت الهدنة أو الانتقال إلى الخطة «ب» التي قد تستدعي حرباً برية تشترك فيها دول عربية ضمن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لإخراج الرئيس بشار الأسد من السلطة.

ووصف البيان الممارسات التي حدثت في الأيام الأخيرة بأنها «بعيدة عن الإسلام وتهدف لتحريض المواطنين بعضهم على بعض»، متوقفاً عند ما وصفه بالتطاول على مقام الدين الحنيف، رافضاً التعرّض لصحابة الرسول محمّد (#) والخلفاء الراشدين (رضى الله عنهم) وهم من عملوا على نشر الإسلام واعلاء كلمته، محذراً من «ادوات تتحرك لنشر الفوضى متجاهلة عدونا إسرائيل وتقسيم دول المنطقة لمحو فلسطين من الذاكرة، وايقاظ الفتنة».

وفي تقدير مصادر نيابية ان لقاء الرئيسين برّي والحريري مساء أمس، كان إلى جانب موضوع الفتنة جولة أفق في كثير من المواضيع والاستحقاقات المطروحة، وان كان البحث تركز على نقطتين.

الأولى: جلسة انتخاب الرئيس غداً الأربعاء في ضوء احتمالات حصول خلط أوراق جديدة بعد هذه الجلسة.

والثانية: مصير الحوار الثنائي بين المستقبل و«حزب الله» وضرورة تفعيله، بعد ان كاد يترنح في الجلسة الأخيرة التي انعقدت الأربعاء الماضي، بضغط من الرئيس برّي، واقتصر حضوره على نادر الحريري والحاج حسين الخليل والوزير علي حسين خليل.

وأوضحت المصادر ان البحث في هذه النقطة ما زال معلقاً.

الحريري

وسبق لقاء عين التينة وبيانه المهم، سلسلة من اللقاءات والمواقف للرئيس الحريري، سواء مع فعاليات ومخاتير بيروت، حيث أكد على وحدة الموقف من المحافظة على معادلة الانتخابات البلدية في العاصمة على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وعدم التراجع عنها، واصفاً العراضات والممارسات المسيئة بأنها وصمة عار لمرتكبيها وأن بيروت التي دافعت عن عروبتها خلال الحرب تدافع اليوم عن هويتها، رافضاً أن «يستدرجنا أحد إلى الفتنة بأي وسيلة من الوسائل».

وفي لقاء أمام وفد من منطقة الجومة – الشفت في عكار، اعتبر الرئيس الحريري أن انتخاب رئيس يحل 50 في المائة من المشكلة، وكل شيء بالنهاية يحلّ من ضمن المؤسسات ، مؤكداً على دعم اجراء الانتخابات البلدية، مشدداً على أهمية أن تكون كلمة عكار مسموعة في الانتخابات البلدية، واصفاً الخلاف السياسي في لبنان بأنه على دور لبنان في محيطه العربي.

وقال أن المملكة العربية السعودية لم تقدّم إلينا إلّا الخير، ووقفت إلى جانبنا على الدوام، وكانت تسعى دائماً إلى جمع اللبنانيين في كل مرّة اختلفوا فيها.

وفي موازاة القرار السياسي بمنع الفتنة، كشفت مصادر متابعة أن حزب الله عمّم على مناصريه عدم التجمع في الشوارع، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يثير الحساسيات.

وقالت هذه المصادر أن شتم الصحابة والخلفاء الراشدين تركت صدى سلبياً لدى حلفاء الحزب من العلماء والشخصيات السنّية، ونُسب إلى إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود قوله لقيادات «حزب الله» «أضبطوا الشارع، الأمور قد تخرج عن السيطرة، ليس بإمكان أحد أن يُقنع الشارع السنّي بالسكوت عن شتم الصحابة والخلفاء».

وفي الإطار نفسه، رأت هيئة العلماء المسلمين في لبنان أن «لغة السباب والشتائم التي نالت من صحابة الرسول (ص) لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان والانفجار»، داعية «شباب أهل السنّة والمشايخ التابعين إلى سرايا المقاومة إلى أن يعودوا إلى حيث يجب أن يكونوا».

جلسة الإنتخاب

وبالنسبة لجلسة انتخاب الرئيس غداً، أكدت المعلومات أن الاجتماع الرباعي الذي شارك فيه تيّار «المردة» تطرق إلى موضوع النصاب، وضرورة مشاركة كتلة «المردة» في الجلسة، باعتبار أن رئيسها مرشّح للرئاسة ومدعوم من أكثر من 77 نائباً، لأنه آن الأوان لإنهاء الشغور في الرئاسة الأولى، وترددت معلومات ان تيّار «المردة» يدرس إمكان تمثيل رئيسه في جلسة الانتخاب بنائب أو نائبين من الكتلة، فيما تأكد ان النائب سليمان فرنجية لن يحضر جلسة الأربعاء، اسوة بالمرشح الآخر النائب ميشال عون، علماً ان الزخم السياسي لها سيتمثل بمشاركة الرئيس الحريري، فيما المواقف ستتركز على ضرورة التضامن حول الإجماع العربي، في ضوء الإجراءات السعودية الأخيرة.

وفي السياق، أكّد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح في مؤتمر صحافي بعد توقيعه اتفاقية «العبور» مع حلف شمالي الأطلسي «ناتو» ان «المساعدات الكويتية للشعب اللبناني الشقيق مستمرة»، مشيراً إلى «ان المطلوب من لبنان ان يكون في أجواء محيطه العربي وهمومه ومشاكله».

لجنة النفايات

اما بالنسبة لازمة النفايات، في ضوء الاجتماع الذي ستعقده اللجنة الوزارية مساء غد، فقد أوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان النقاشات داخل اللجنة لا تزال في إطار النوايا، وأن أي حلول نهائية أو حاسمة لم تعرض خلال الاجتماعات الثلاثة التي عقدتها حتى الآن، وهناك ترقب لما سيحمله اجتماعها المرتقب غداً، والذي يريده بعض الوزراء ان يكون مفصلياً لمعالجة مشكلة تُهدّد صحة لبنان وبيئته ومواطنيه.

وقالت المصادر ان لا اقتراحات ملموسة، وأن الوزراء اكتفوا بسماع تمنيات وكلام عن اقتراح من هنا وهناك، وهو ما دفع بوزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج إلى توجيه كلام واضح لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام مفاده انه إذا لم يصدر أي شيء عن اجتماع اللجنة، فلا داع لبقاء اجتماعاتها ولا داع بالتالي لبقاء الحكومة.

ورأت ان الوضع بات دقيقاً، وأن امام اللجنة هوامش ضيقة وهو ما بات يدركه الرئيس سلام الذي سمع نداءات وزارية بضرورة بحث الموضوع في جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع، خصوصاً انه لم يعد ينتظر أي تأخير.

وادرجت المصادر لقاءه أمس مع وزير الزراعة اكرم شهيب في إطار بذل المساعي للقيام بخطوات عاجلة بشأنه.

وفي اتصال مع «اللواء» قال الوزير دو فريج ان أي قرار بشأن استقالته من الحكومة يأخذه بالتنسيق مع تيّار «المستقبل» الذي ينتمي إليه.

ومن ناحيته وصف وزير السياحة ميشال فرعون لـ«للواء» ملف النفايات بأنه «كابوس الدراما»، مشدداً على ضرورة الضغط لحله، واشار الى ان حضوره إجتماعات اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الملف هو من اجل بحث «باركينغ» النفايات في الكرنتينا والذي اصبح يحتوي على 70 الف طن من النفايات التي كانت تنتظر الترحيل ولكن بعد فشل خطة الترحيل فقد أصبح من الضروري حسب فرعون إيجاد حل لها عبر الطمر  بإنتظار خطة النفايات المستدامة.

ولفت فرعون الى ان موقفه اصبح معروفا وهو الحرص على صحة جميع المواطنين من خلال انشاء المطامر الصحية لانهاء الازمة الراهنة لانه من غير المقبول استمرار تكديس النفايات في هذه الطريقة في الكرنتينا، آملاً ان تتمكن اللجنة  من الانتهاء من هذا الملف الذي هو مسؤولية جميع الافرقاء.

وفي حديث لـ«اللواء» ايضاً اكد وزير الشباب والرياضة  عبد المطلب حناوي ان لا خوف على الحكومة، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة حل ملف النفايات في اسرع وقت ممكن، متمنيا انتهاء اللجنة الوزارية المكلفة بحث الملف من عملها قبل جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل لدرسه واقراره بصيغته النهائية.

واعتبر حناوي وجوب توافر ثلاثة شروط لحل هذا الملف وذلك من خلال القرار السياسي اولا، وتوفر الاموال ثانيا، وتطبيق القانون ثالثا.