IMLebanon

الحوار 16: خطّة النفايات وتطويق الأزمة مع العرب

الحوار 16: خطّة النفايات وتطويق الأزمة مع العرب

تأييد أميركي لاعتبار حزب الله «منظمة إرهابية» وقلق من وقف المساعدات للجيش.. وتصعيد عوني الإثنين

 إذا صدقت النيّات، فإن طاولة الحوار «ستوقع» اليوم على اتفاق يفترض ان يكون أنجز بين المساء والصباح ليغدو على الطاولة من أجل إنهاء أشهر ثقيلة شغلت البلاد والعباد، وكادت تُهدّد الحكومة والمجتمع والتحالفات والروابط السياسية، تحت عنوان أزمة النفايات وأزمة المطامر وأزمة الترحيل والسمسرات والسرقات والاختلافات، وكل الموبقات التي كشف هذا الملف، بدءاً من الحراك المدني في الشارع في 17 تموز الماضي، إلى لحظة عقد الجلسة 16 لهيئة الحوار الوطني في عين التينة ظهر اليوم، حيث يغيب عن الجلسة النائبان وليد جنبلاط وميشال عون ووزير السياحة ميشال فرعون باعتباره الممثل الكاثوليكي في طاولة الحوار، الأوّل بسبب وجوده في باريس للقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والثاني للاعتبارات نفسها التي أملت عليه غيابه عن الحوار في الجلسات السابقة.

والاتفاق بصورته التي حصلت عليها «اللواء» وكانت اشارت إليه أمس، هو على الشكل الآتي:

1- مطمر سرار في عكار، حيث كان للرئيس سعد الحريري الدور الأكبر في معالجة الاعتراضات البلدية والاختيارية والبيئية على استحداثه في المنطقة، وإدخال ما يلزم من مواصلات صحية وتجهيزات تساهم في إنجاح عملية التفكيك الحراري وانتاج الطاقة والاسمدة.

2- مطمر «الكوستا برافا» إذ تفيد المعلومات ان وزير المال علي حسن خليل بمساعدة من «حزب الله» تمكن من إقناع الأمير طلال أرسلان بوقف اعتراضه القوي على استخدام المطمر وتلبية بعض مطالبه سواء لجهة المدة أو العوادم والروادم التي يمكن ألا تؤثر لا على حركة الطيران ولا على التلويث البيئي بما في ذلك شاطئ خلدة.

3- مطمر برج حمود بعد الوقوف على مطالب حزب الطاشناق والفريق الأرمني، والأخذ باقتراحات النائب ميشال المرّ.

4- إعادة فتح مطمر الناعمة لمدة أسبوع فقط بمساعدة من النائب وليد جنبلاط، بعد ان اعترض على فتح أي مطمر في الإقليم بين برجا وبعاصير، وفي ضوء المواصفات التي اقترحها في تقريره وزير الزراعة اكرم شهيب قبل تنحيه عن ملف البيئة.

اما مسيحياً، فبالاضافة إلى مطمر برج حمود، فإن وزيري «التيار الوطني الحر» اعربا عن استعدادهما البحث في استحداث مطمر في كسروان أو المتن، الا ان لا رابط بين الاستحداث وإطلاق العمل في المطامر الأربعة المذكورة.

وعليه، أكّد مصدر وزاري موثوق به لـ«اللواء» ليل أمس، ان هيئة الحوار ستخرج باتفاق ينهي الازمة ما لم تبرز عقبات جديدة لم تكن بالحسبان.

وحسب صيغة التسوية، فإن مجرّد التفاهم على المطامر سيعود الرئيس تمام سلام عن قراره بتعليق جلسات مجلس الوزراء ويدعو المجلس إلى الانعقاد للتصديق على الخطة وإطلاق صفارة التنفيذ.

ومع طي صفحة تعليق الجلسات أو الاستقالة، تستأنف الحركة الحكومية، لا سيما بعد ان وجه الرئيس سلام الدعوة إلى اللجنة الوزارية بشأن النازحين للاجتماع الأسبوع المقبل.

وعشية الجلسة، أكّد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج، والذي كان زار الرئيس الحريري أمس انه لا يمكن إبقاء النفايات في الشوارع ريثما تنضج الحلول المثالية، كقيام المصانع أو إرسال البلديات مشاريعها، لا سيما وأن هناك ثلاثة آلاف طن من النفايات يومياً في الشارع.

وكشف دو فريج لـ«اللواء» ان هم الرئيس سلام «أكل العنب لا قتل الناطور»، لكنه لن يبقى مكتوف اليدين والأزمة تتفاعل في الشارع، مشيراً إلى دور الرئيس الحريري في إزالة العقد من امام هذا الملف.

وإذا كان الوزير شهيب اعتصم بالصمت، مشيراً إلى انه مهتم فقط بشؤون وزارة الزراعة، فإن الوزير خليل استهل يومه بالتغريد عبر «تويتر» كاشفاً عن مسودة يجري وضع الرتوش عليها لمعالجة ملف النفايات، بالتزامن مع معلومات اشارت إلى ان الأمور ليست مغلقة تماماً، وأن ارتفاع وتيرة الاتصالات واللقاءات بين القوى السياسية دليل على الوصول إلى حل يرضي الجميع بمن فيهم الرئيس سلام، علماً ان مصادر اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الملف أفادت بأن لا معلومات لديها تُشير إلى ان أزمة النفايات ذاهبة إلى الحل، رغم اقرارها بأن دور اللجنة في هذه المرحلة ليس دوراً اساسياً، خصوصاً في هذه المرحلة المفصلية.

خطة إنقاذية

على صعيد سياسي، أعربت مصادر وزارية واسعة الاطلاع عن اعتقادها بأن الرئيس نبيه برّي سيقترح على طاولة الحوار اليوم خطة سياسية إنقاذية تقضي بالآتي:

1- تثبيت الهدوء السياسي والابتعاد عن الحملات.

2- حماية الاستقرار الأمني والاقتصادي.

3- مواصلة الجهود لتطويق الأزمة بين المملكة العربية السعودية ولبنان، وتثبيت سياسة النأي بالنفس.

وفي هذا السياق، فإن الرئيس سلام مدعوماً من هيئة الحوار، سيستأنف اتصالاته مع الرياض لتطويق الأزمة على قاعدة الفصل بين القرارات الرسمية وبعض المواقف السياسية والحزبية، وإن كان أطرافها مشاركون في الحكومة، وفق توجه قوم على مرتكزين: إلتزام الإجماع العربي وصون الوحدة الوطنية اللبنانية.

الحريري

وقبيل الجلسة، جدد الرئيس الحريري أمام الهيئات الإدارية لـ40 جمعية بيروتية، الاستمرار في بذل الجهود لتجنيب لبنان الانجرار إلى أي مشكلة أو فتنة، ومنع وصول الحرائق المشتعلة في سوريا والعراق وغيرها إلى لبنان، مشدداً على أن بيروت التي تحتضن الجميع ستبقى عاصمة الثقافة والعلم. لكنه أشار إلى أننا «لسنا على استعداد للمساومة على مبادئنا وثوابتنا الوطنية»، مذكّراً بأنه طرح مبادرة انتخاب رئيس للجمهورية بهدف «إنهاء الفراغ» الذي وصفه بأنه «قاتل ومدمّر للدولة والوطن»، مؤكداً بأنه مع ثورة الشعب السوري وضد النظام، وضد تدخل إيران في لبنان أو في أي دولة عربية ونرفض «سرايا المقاومة» وممارساتها.

وفي سياق متصل، أخذت كتلة المستقبل على الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله تماديه في التهجم والإفتراء على المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وباقي الدول العربية.

وأشارت الكتلة إلى أن السيّد نصر الله و«حزب الله» يستمران بالإضرار بلبنان واللبنانيين وضرب مصالحهم، داعية إياه إلى مراجعة جدّية وعميقة لانحرافه عن مواجهة العدو الإسرائيلي والعودة إلى كنف الوطن.

وتأتي هذه التأكيدات، سواء من الرئيس الحريري أو كتلة «المستقبل» بالتزامن مع قرار إضافي صدر عن وزراء الإعلام في مجلس التعاون الخليجي، في سياق الإجراءات العربية، بعد تصنيف حزب الله وقياداته منظمة إرهابية، حيث اتفق الوزراء على «اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمنع التعامل مع أي قنوات محسوبة على ميليشيا «حزب الله»، على أن تسري الإجراءات القانونية على كافة شركات الإنتاج والمنتجين وقطاع المحتوى الإعلامي وكل ما يندرج تحت مظلة الإعلام» (الخبر في مكان آخر).

وهذا القرار سبقه أمر بعثت به الخطوط الجوية السعودية إلى مكاتبها في الكويت لإيقاف حجز تذاكر السفر على متن طائراتها إلى لبنان حتى إشعار آخر، وفقاً لما ذكرته صحيفة «القبس» الكويتية.

وهذان التطوران سيستأثران بالإهتمام اللبناني بالنظر لانعكاساتهما على الاتصالات بين لبنان ودول الخليج أو مع المؤسسات الإعلامية اللبنانية، بما فيها المؤسسات الرسمية، في حين استبعدت مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة أن يدرج موضوع «حزب الله» كمنظمة إرهابية على اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم وغداً في القاهرة، نظراً لاعتراض كل من الجزائر وتونس، ثم لبنان عليه.

في هذا الوقت، وفيما واصلت محطة «المنار» حملتها على السعودية، ضمن محطات المواقف المعروفة، سواء في ما خصّ اليمن، أو الخلافات مع إيران أو غير ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان الولايات المتحدة أبلغت حليفتها السعودية «قلقها» حيال قرار المملكة الرجوع عن تقديم مساعدة عسكرية للبنان كانت عبارة عن برنامج تجهيز دفاعي بقيمة ثلاثة مليارات دولار يشمل اسلحة فرنسية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي خلال مؤتمر صحافي ان واشنطن اعربت للرياض عن «قلقها حيال قطع المساعدة العسكرية» السعودية عن لبنان، من دون مزيد من التفاصيل عن فحوى «المحادثة الدبلوماسية». واشار كيربي الى ان «دعم القوات المسلحة اللبنانية امر مهم لايجاد توازن مع حزب الله ورعاته في الخارج» في اشارة الى ايران. وشدد المتحدث الاميركي على ان «القوات المسلحة اللبنانية تستحق من الاسرة الدولية الاستمرار في دعمها».

عون

وقبل أيام قليلة، أطلقت الماكينة الإعلامية، بما في ذلك نواب تكتل «الاصلاح والتغيير» نفير الإعلان عن مواقف غير مسبوقة للنائب عون لمناسبة 14 آذار، قال عنها الوزير السابق سليم جريصاتي الذي تلا مقررات التكتل بعد اجتماعه أمس بأنها «ستحدد مساراً للتعاطي مع الوضع الراهن واستحقاقاتنا الوطنية، بما في ذلك وضع شبكات أمان ميثاقية بامتياز».

واقترح البيان، مع إصراره على إجراء الانتخابات البلدية في موعدها، مثلما أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس بأن إجراء هذه الانتخابات قرار وليس اتجاهاً، بإجراء إنتخابات نيابية موازية كما في فرعية جزّين، والمقصود بهذا الاقتراح وضع صندوق اقتراع إضافي رابع في الأقلام ذاتها.

ودعا سلام والحكومة إلى تحمّل المسؤوليات كاملة في إيجاد حل ناجع ونهائي وشفاف لملف النفايات، مشدداً على أن المسؤولية تقضي برفع التحدي، وليس بسياسة النعامة أو الاعتكاف أو نفض الأيدي، أي الإستقالة.