Site icon IMLebanon

الحريري في اليرزة: الهِبَة ودعم الجيش بوجه الإرهاب

الحريري في اليرزة: الهِبَة ودعم الجيش بوجه الإرهاب

الإنسحاب الروسي يخلط أوراق حزب الله وجلسة حوار غداً مع «المستقبل»

السؤال: كيف ستنعكس المفاوضات حول الانتقال السياسي في سوريا، ومع ما أعلنه الكرملين من أمر أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمر بسحب القوات الروسية من سوريا، وتلويح الوسيط الأممي استيفان دي ميستورا من ان المسألة قد ترفع إلى مجلس الامن الدولي إذا فشل جنيف -3، على الوضع في لبنان واستقراره، ومستقبل نظامه السياسي، بما في ذلك انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أو الدخول في جولة جديدة من الاشتباك السياسي، لوح بها النائب ميشال عون مساء أمس، في العشاء السنوي «للتيار الوطني الحر»، باعلانه ان «الابواب تشرعت لكل أنواع الحلول، ولن نسمح بالتمديد للوضع المستمر منذ العام 1990 حتى الساعة»، داعياً أنصاره إلى «تجهيز سواعدهم» واستخدام كل الوسائل للتغيير، وعدم اليأس، من دون ان يُحدّد ما هي الحلول التي شرعت لها الأبواب، لكنه أوحى بأنه عاد إلى نقطة الصفر، بالتأكيد على ان لا شرعية لهذا المجلس الذي انتهت ولايته عام 2013 بعدم انتخاب رئيس شرعي للجمهورية، بدءاً من العام 2014 واستمرار الشغور إلى اليوم، أي ما يقرب من عامين.

ويأتي هذا التصعيد، في وقت بدأت فيه دول الخليج إجراءات ابعاد اللبنانيين المرتبطين أو الذين يشتبه بعلاقات لهم مع حزب الله، في ضوء ارتياح مجلس الوزراء السعودي لقرار مجلس وزراء الخارجية العرب باعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية.

وفي موازاة عناصر الضغط هذه على الوضع السياسي، يستأنف غداً تيّار «المستقبل» و«حزب الله» الحوار الثنائي بينهما بنسخته الـ27 للبحث في بندين أساسيين هما تنفيس الاحتقان المذهبي وإيجاد حل لأزمة رئاسة الجمهورية.

ولم تستبعد مصادر مواكبة ان يبحث الحوار في مجمل التطورات الأخيرة، وخصوصاً الإجراءات الأخيرة من قبل المملكة العربية السعودية وقرارات مجلس التعاون ووزراء الخارجية والداخلية العرب باعتبار حزب الله منظمة إرهابية.

وعلمت «اللواء» ان موعد الجلسة اتفق عليه في اللقاء الأخير بين الرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري، حيث سيشارك فيها طاقم الحوار نفسه، عن «المستقبل» الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، وعن «حزب الله» الوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله والمساعد السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، فضلاً عن وزير المال علي حسن خليل.

وفي معلومات وردت لموقع «جنوبية» أن المئات من عناصر حزب الله الذين يقاتلون في سوريا بدأوا منذ عصر أمس بالعودة إلى منازلهم بالضاحية الجنوبية بشكل مفاجئ، بالتزامن مع المفاجأة التي فجّرها الرئيس بوتين الليلة بإعلانه عن بدء سحب القوة الرئيسية لجيشه في سوريا من أجل تسهيل العملية السياسية لاحقاً تطبيقاً لاتفاق اميركي – روسي.

الحريري في اليرزة

وكان الرئيس الحريري، قبل سفره مساء أمس إلى باريس في زيارة خاصة، بحسب مكتبه الإعلامي، نقل رسالة دعم إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي زاره في اليرزة مثنياً على العملية النوعية الأخيرة التي نفذها الجيش في منطقة رأس بعلبك ضد المجموعات الإرهابية، وفقاً للبيان الصادر عن مديرية التوجيه في الجيش، والتي كشفت ان الرئيس الحريري انتقل مع وزير الدفاع سمير مقبل والعماد قهوجي إلى غرفة عمليات القيادة حيث استمعوا إلى احاطة قدمها مدير العمليات العميد الركن زياد الحمصي حول وضع الجيش عند الحدود الشرقية والجنوبية والشمالية، ثم استمع الرئيس الحريري إلى احتياجات الجيش، في ضوء المهام العسكرية والأمنية التي ينفذها.

وبعد ذلك تحدث الرئيس الحريري في مؤتمر صحفي، في حضور الوزير مقبل والعماد قهوجي عن الأوضاع العامة في البلاد، مشيراً إلى أن الهبة السعودية جُمِّدت، وأن علينا أن نسعى ونعمل ونؤكد أننا مع الجيش اللبناني، معرباً عن ثقته «بأن الأخوان العرب لن يتركوا لبنان»، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية ستتصدّى لداعش، واصفاً هؤلاء، في ضوء الشريط المسجل لإثنين منها، بأنهم «يبتدعون الأديان والقصص التي تخدم مشاريعهم وسنكون خلف الجيش في التصدّي لهم».

وقال أنه أراد المجيء في 14 آذار إلى اليرزة للتذكير بأن الجيش بجنوده وضباطه وقيادته حمى الثورة ودافع عن النّاس في 14 آذار، ولم يفتح النار على المواطنين، رافضاً أوامر صدرت لهم.

وإذ أشار إلى أنه لا يرغب بالإنقسامات، أكد أن «حزب الله» «مكوّن في هذا البلد، وهناك وقع سياسي على الأرض، وكلنا نتعامل معه، والجيش أيضاً يتعامل معه، لكن لديه مشكلة مع الدول العربية خصوصاً مع دول مجلس التعاون الخليجي».

خطة النفايات

حكومياً وميدانياً، ترأس الرئيس تمام سلام إجتماعاً أمنياً في السراي الكبير، في حضور الوزيرين مقبل والمشنوق وقادة الأجهزة الأمنية ومدّعي عام التمييز سمير حمود، حيث جرى عرض الأوضاع الأمنية في البلاد.

وطلب الرئيس سلام من القوى الأمنية المساعدة في تطبيق قرارات الحكومة والقانون وتنفيذ قرارات السلطة السياسية في ما يتعلق بتطبيق خطة النفايات، فضلاً عن التنويه بالإنجازات الأمنية في الكشف عن المجرمين والتصدي للإرهابيين في منطقة رأس بعلبك.

إلا أن مصادر المجتمعين رفضت الخوض في تحديد الساعة صفر لتنفيذ خطة النفايات، لكنها قالت أن التنفيذ قريب، في حين توقعت مصادر وزارية أن يبدأ التطبيق في غضون ثلاثة أيام، كاشفة بأن العراقيل الوحيدة الموجودة تتعلق بالحوافز المالية.

وقالت المصادر لـ«اللواء» أنه إذا تمّ التوصّل إلى حل لهذا الموضوع، فإن الخطة ستباشر عملها قريباً جداً، من دون مؤازرة أمنية، بل مواكبة للتدخّل عند الضرورة، مشيرة إلى أن هناك سعياً للوصول إلى صيغة وسطية بين القانون رقم 34 وذلك الصادر في العام 2010 والذي ينص على حوافز توازي عشرة أضعاف البلديات التي لا تحوي مطامر ومعامل فرز البلديات.

وأكد وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللــواء» ان هناك مشاورات تجري بين بلديتي برج حمود والدكوانة يُشارك فيها حزبا الكتائب و«الطاشناق» للوصول إلى حل، معتبراً ان معالجة موضوع الحوافز يُشكّل بداية الحل، وأن هناك أموراً تستدعي التحقق منها في ما خص معالجة مطمر برج حمود وإزالة جبل النفايات والساحات الأرضية و«الباركينغ».

واعتبر انه يجب ألا يقف أي عائق في وجه الخطة، وأن مطلب النائب طلال أرسلان بشأن المراقبة في العمل بمطمر «الكوستا برافا» محق.

توازياً، أعلنت حملة «طلعت ريحتكم» انسحابها من الشارع، بعدما أخفق ناشطوها في اقفال مداخل العاصمة في النقاط الثلاث التي حددتها، وهي خلدة جنوباً، والحازمية شرقاً، والدورة شمالاً، وساهمت  الأمطار التي هطلت صباحاً في «التواطؤ» على المواطنين الذين عاشوا في ساحة الذروة «كابوساً» سجنوا خلاله قي سيارتهم ومنعوا من بلوغ اشغالهم ومدارسهم، متسائلين عن سبب تدفيعهم ثمن رفض خطة النفايات والمطالبة بحل بيئي مستدام لملف النفايات، إلا ان الحركة عادت كالمعتاد بعد ان تدخلت القوى الأمنية وعملت على إقناع الناشطين بالانسحاب من الشارع.