الإجتماع الوزاري: القمح لم يعد مسرطناً… والنصاب لجلسة الغد يبقى مصادراً
نصر الله: القوات تحاول دق إسفين بيننا وبين عون.. ونحن لن نضغط على برّي
فيما يدخل مجلس النواب اليوم في دورة عقده العادي، ويستمر لغاية نهاية شهر أيّار، بما يفتح احتمالات إعادة تفعيل عمل المجلس، بعدما نجحت هيئة الحوار الوطني في إعادة تفعيل الحكومة، بدت الاجندات السياسية اللبنانية مقفلة، بحسب التعبير الذي استخدمه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في «حوار العام» مع قناة «الميادين»، وحدد فيه هذه الملفات المقفلة بثلاثة هي: رئاسة الجمهورية، قانون الانتخاب وعملية تكوين السلطة، من خلال ما وصفه بالشراكة الحقيقية.
وأعطت الرؤية المقفلة التي استخدمها نصر الله انطباعاً بأن الاستحقاق الذي يفترض ان يشهده مجلس النواب غداً من خلال جلسة انتخاب الرئيس ذات الرقم 37، سيكون مثل الجلسات السابقة، بمعنى ان الجلسة لن تلامس لا النصاب السياسي ولا الدستوري، وإن كانت ثمة رغبة أو نية لدى الفريق الذي يريد انتخاب رئيس بتأمين حشد نيابي يماثل أو يفوق الحشد الذي تمكن الرئيس سعد الحريري من تأمينه في الجلسة 36، في حين ان الجدل حول قانون الانتخاب ما زال يدور ضمن الحلقة المفرغة بين أعضاء اللجنة العشرية والتي لم تتمكن من تأمين شبه إجماع حول القانون المختلف عليه بين النسبي والاكثري، واقتصر عملها على توصيف ما تمّ التداول به خلال الشهور الماضية، وهو التوصيف الذي سيعرضه النائب جورج عدوان على الرئيس نبيه برّي عندما يلتقيه في غضون الساعات المقبلة.
وبحسب المعلومات فإن الرئيس برّي بعد أن يتسلم تقرير عدوان سيطرحه بنداً رئيسياً على طاولة الحوار المقبلة في 30 الشهر الحالي، علّها تتمكن من الاتفاق على إحدى الصيغ المطروحة للقانون، بعدما عجز ممثلو رؤساء الكتل البرلمانية عن بلوغ هذا الهدف، وستكون للرئيس برّي كلمة اليوم في احتفال إدارة الريجي الذي سيقام في عين التينة، قد يتطرق فيها إلى الشأن السياسي.
القمح المسرطن
في موازاة هذه الاجندات المقفلة، طرأ تطوران أو ربما ثلاثة:
الاول: التأكيد على ان القمح الموجود في اهراءات مرفأ بيروت لم يعد مسرطناً، بحسب ما طمأن وزيرا الزراعة اكرم شهيب والصحة وائل أبو فاعور، بعد الاجتماع الذي جمعهما بوزير الاقتصاد آلان حكيم.
وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان خطوة المؤتمر الصحفي للوزراء الثلاثة حول «القمح المسرطن» اتت في محلها، وساهمت في فض الاشتباك الذي كان قائماً لا سيما بين الوزيرين أبو فاعور وحكيم على خلفية هذا الملف.
وأشارت المصادر إلى ان الاجتماع الثلاثي اوقف الامور التي كانت متجهة إلى الأسوأ، ولكانت انعكاسات هذه المسألة خيمت على التضامن الحكومي، وعلى أجواء جلسات الحكومة، كاشفة عن اتصالات جرت قبيل انعقاد الاجتماع لتأمين مناخ سليم، وتظهير صورة التضامن امام الشعب اللبناني، وانخراط المسؤولين في مكافحة الخلل ومواجهة هذه الأزمة التي تطاول المواطنين بكل شرائحهم.
وإذ أكّدت ان العبرة تبقى في التنفيذ على اعتبار ان الأمن الغذائي مسؤولية مشتركة، توقعت ان تؤدي الخطوة ارتياحاً في التعاطي داخل مجلس الوزراء.
الانترنت
والثاني: وضع فضيحة شبكات الانترنت غير الشرعي في عهدة القضاء في ظل الدعوتين المقدمتين من وزير الاتصالات بطرس حرب ووزير المال علي حسن خليل.
وكشف اجتماع لجنة الإعلام والاتصالات الذي غاب عنه وزراء الداخلية نهاد المشنوق الموجود في لندن، والمال علي حسن خليل الموجود في واشنطن، والدفاع سمير مقبل، أن هناك خطاً بحرياً غير شرعي يمتد من نهر الكلب إلى نهر إبراهيم. وناشدت اللجنة رئيس الحكومة دعوة مجلس الوزراء إلى اجتماع طارئ لبحث الموضوع ودعوة المجلس الأعلى للدفاع لمناقشة خرق شبكة الإنترنيت نظراً لخطورة الموضوع، كما قررت دعوة وزارة المال لمعرفة حجم هدر المال العام، واستكمال هذا الملف إلى النهاية، بناء لتوجيهات من رئيس المجلس، بحسب ما أكد الوزير حرب الذي أبدى كامل استعداده للتعاون مع اللجنة.
النفايات
أما الأمر الثالث، فهو إعلان الوزير شهيّب بأن مطمريّ برج حمود و«الكوستا برافا» سيبدآن اليوم باستقبال كميات النفايات التي يجري رفعها من الشوارع لطمرها في الأماكن المحددة لها وفق الخطة، والتي يجري تنفيذها بسلاسة وهدوء ومن دون اعتراضات تُذكر، باستثناء حادث حصل أمام شركة «سوكلين» في الكرنتينا ومع مجموعة من حملة «بدنا نحاسب» التي نفذت اعتصاماً أمام الشركة احتجاجاً على تجديد العقد معها رغم وجود قرار قضائي.
وحصل أثناء الاعتصام تضارب بين المعتصمين وعدد من الموظفين وحراس الشركة، مما أدى إلى سقوط جرحى إصاباتهم طفيفة تمت معالجتهم من قبل الصليب الأحمر.
موغريني
وكانت الأجندات المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية وتفعيل مجلس النواب والتعاون مع الحكومة ودعم الاستقرار اللبناني والجيش في مواجهة التحديات، حضرت في محادثات الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديركا موغريني مع كل من الرئيسين برّي وتمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل، فيما حضر اهتمامها بأوضاع النازحين السوريين، خلال جولتها في مخيّم بر الياس ومتوسطة المدرسة الرسمية فيها.
وأوضحت موغريني في مؤتمر صحفي عقدته في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في الصيفي في ختام الزيارة أن الهدف من مجيئها إلى لبنان هو تقويم العلاقات بين الاتحاد الاوروبي ولبنان على مختلف المستويات»، لافتة إلى «أن اللاجئين السوريين شكلوا الموضوع الوحيد لمحادثاتها مع المسؤولين اللبنانيين».
وأشارت الى «قيام حوار عالمي حول مكافحة الارهاب وهناك اتفاق مع لبنان في هذا المجال»، لافتة في سياق آخر، إلى «تعاون وثيق بين لبنان والاتحاد الاوروبي في مجال التنمية الاقتصادية، بهدف ايجاد فرص عمل للشباب اللبناني»، مشددة على وجوب «تعزيز المؤسسات الدستورية اللبنانية وزيادة فاعليتها لتتمكن من مواجهة التحديات، ومن المهم بالنسبة إلينا ان يسير لبنان قدما في مجال انتخاب رئيس للجمهورية، وهذه خطوة مهمة يرحب بها المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي».
وبعدما أشارت الى «تأكيدات المسؤولين اللبنانيين بأن التحضيرات للانتخابات البلدية تسير في الاتجاه الصحيح»، أكدت «أن الاتحاد الاوروبي يزيد مساعدته لدعم الجيش والقوى الامنية كونها تحافظ على الامن والاستقرار».
ورأت ان موضوع اللاجئين السوريين «هو مسؤولية سياسية تقع على عاتقنا جميعا وعلينا وضع حد لهذه المأساة»، مشيدة بــ«جهود لبنان الذي يستضيف اعدادا كبيرة منهم، لمساعدتهم»، لافتة الى ان هؤلاء اللاجئين «يريدون الاستمرار في حياة طبيعية وعلينا بذل الجهود السياسية والدبلوماسية لمساعدتهم لتحقيق هذا الهدف»، لافتة إلى «أن الاتحاد الاوروبي يساعد اللاجئين مباشرة كما يساعد المجتمعات المضيفة لان الخدمات العامة في لبنان تعاني ضغطا كبيرا بسبب هذا اللجوء».
واوضحت «أن المساعدات التي قدمها الاتحاد لمساعدة لبنان على تحمل عبء اللاجئين بلغت الى الان ملياراً و500 مليون دولار»، مؤكدة «رغبة الاوروبيين في تأمين مدارس لكل الطلاب من اللاجئين السوريين وفي ايجاد فرص عمل لهؤلاء اللاجئين وتعزيز القدرة الاقتصادية للبلد ليتمكن من استيعابهم».
نصر الله
وخلافاً لمعلومات كانت روّجت صباحاً بأن نصر الله لن يتطرق إلى الشأن الداخلي اللبناني في حواره مع قناة «الميادين» مساءً، وانه سيركز فقط على احتمالات الحرب مع إسرائيل وتصنيف «حزب الله» بالارهاب من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، ووزراء الخارجية والداخلية العرب، وطرح هذا الموضوع على القمة العربية المقبلة، لكن نصر الله تطرق بالتفصيل إلى العلاقة مع تيّار المستقبل وإلى اتهامه بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، ولفت إلى ان الرئيس سعد الحريري من اليوم الأوّل لعودته إلى لبنان شن هجوماً على «حزب الله» سواء في خطابه في احتفال «البيال» أو بخطاب نوابه ووسائل اعلامه.
لكنه قال ان الحوار مع «المستقبل» مستمر وقائم، لكن لا حاجة إلى لقاء فعلي مع الرئيس الحريري طالما ان هذا الحوار لم يصل إلى أماكن معينة تحتاج إلى استثمار معين أو إلى نتيجة سياسية، وحدد هذه النتيجة بحل مشاكل البلد المعروفة، مشيراً إلى ان هذه المشاكل ما تزال مقفلة، وهي انتخاب رئيس الجمهورية وقانون الانتخاب وإعادة تكوين السلطة، وإلى ان الحل العادل والمنطقي لمراحل تكوين السلطة تكون بالنسبية، لكن هذه النسبية هي خط أحمر بالنسبة إلى تيّار «المستقبل» غير قابلة للنقاش.
ونفى نصر الله ان يكون حزبه من يعطل انتخاب رئيس الجمهورية، مكرراً تأكيد التزامه وتأييده للعماد ميشال عون، متهماً «حزب القوات اللبنانية» بأنه «يدق اسفين» بين حزب الله و«التيار الوطني الحر».
وقال: كل النّاس تتهمنا بالتعطيل، ولكن حتى لو نزلنا إلى مجلس النواب فلن يتم انتخاب عون، معتبراً عدم النزول إلى المجلس هو حق دستوري لنا، لافتاً إلى ان أحداً ما يجلس في الوسط يحاول خلق مشكلة بيننا وبين النائب سليمان فرنجية وبيننا وبين الرئيس برّي وبيننا وبين العماد عون، مشيراً إلى ان العلاقة مع برّي علاقة احترام، ونحن لن نضغط عليه، ونحن متفاهمان على ان ما نختلف عليه يبقى في إطار تدوير الزوايا.
ووصف فرنجية بأنه مؤهل لأن يكون رئيساً، لكن طالما ان عون مرشّح فنحن ندعمه، ونحن نريد رئيساً قوياً ثابتاً لا يشترى بالمال ولا يخاف من الإعلام.
ورداً على سؤال حول احتمال قيام حوار مع القوات اللبنانية، قال: هذا الأمر يحتاج إلى نقاش ولا اعتقد ان الأمور ناضجة لذلك.