IMLebanon

توقيف ضابط كبير من الجيش الحُرّ في جرود عرسال

توقيف ضابط كبير من الجيش الحُرّ في جرود عرسال

صُفارة الرئاسة: بكركي تفوِّض الفاتيكان .. و«حزب الله» لن يضغط على عون

  تقدّم الملف الرئاسي، أقلّه سياسياً وإعلامياً، على ما عداه، في وقت أدى اعتقال الجيش اللبناني لقيادي كبير في «الجيش السوري الحر» هو العقيد عبد الله الرفاعي، الى خلط الأوراق بقوة على جبهة  التفاوض لاستعادة العسكريين والأمنيين المعتقلين لدى «النصرة» و«داعش»، على الرغم من التباعد الحاصل بين «الحر» والتنظيمين المتطرّفين.

ويأتي هذا التطوّر في الوقت الذي يستعد مجلس الوزراء لعقد جلسة مثقلة بالمواضيع الخلافية يوم الخميس المقبل، من الخليوي الى سوكلين وتزويد مؤسسة كهرباء لبنان بالفيول، وذلك من ضمن 46 بنداً يغلب على معظمها الطابع الإداري.

ولم يستبعد مصدر وزاري أن يطلب وزير الدفاع سمير مقبل إدراج موضوع الهبة الإيرانية على جدول الأعمال لاتخاذ ما يلزم من قرار تجاهها.

وبانتظار أن يصدر قانون التمديد للمجلس النيابي في الجريدة الرسمية والمتوقّع غداً، جهّز عشرة من نواب تكتل «الاصلاح والتغيير» مذكرة طعن بالقانون طالبين وقف تنفيذه فوراً بقرار تمهيدي قبل البت بأساس دعوى الإبطال التي قد تستغرق وقتاً.

ووصف نائب بارز في قوى 14 آذار، الوضع بأنه دخل مرحلة من التهدئة، مفتوحة الى ما بعد نهاية هذا العام، كاشفاً في تصريح لـ «اللواء»، أن دعوة الرئيس نبيه بري الى اجتماع اللجنة السباعية لقانون الانتخاب في 17 الشهر الحالي لا تعني في حال من الأحوال، أن الأولوية أعطيت لإنجاز قانون الانتخاب على حساب انتخاب رئيس الجمهورية.

ونقل عن الرئيس بري قوله في الجلسة الأخيرة للمجلس التي أقرّت قانون التمديد أن المجلس لن يقرّ أي قانون للانتخاب قبل انتخاب رئيس الجمهورية، وذلك من أجل حفظ حق الرئيس في رد القانون أو التصديق عليه، مشيراً الى أن هذا الكلام أعلنه رئيس المجلس بعد مداخلة من النائب إيلي عون.

وشدد النائب المذكور أنه في كل الأحوال، فإن لا شيء يتوقع أن يحصل قبل انتخاب الرئيس.

وأوضح أنه لم يطرأ أي شيء جديد على صعيد دعوة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله لحوار مع «المستقبل»، مشيراً الى أن «الحال على حاله».

الرئاسة

 على صعيد انتخابات الرئاسة، وفيما ترتقب قيادات مسيحية المفاوضات الجارية حول الملف النووي الإيراني على الرغم من إعلان المفاوض الأميركي أنه من غير المتوقع حسم الخلافات قبل 24 تشرين ثاني، كما كان متوقعاً، كشفت مصادر كنسية لـ «اللواء» أن البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يشارك اليوم في اجتماع مجلس البطاركة الكاثوليك اليوم والذي يستمر ستة أيام، يغادر بعدها الى الفاتيكان، طلب من الكرسي الرسولي إيلاء ما يلزم من اهتمام لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في فترة زمنية لا تتعدى 25 كانون الأول المقبل، أي قبل عيد الميلاد، وحكماً قبل نهاية هذا العام.

وكشفت المصادر أن سيّد بكركي الذي رفع الصوت عالياً في سيدني لا ينطلق من مبادرة يمتلكها، وإنما من ثقة بأن الفاتيكان بحكم علاقاته الجيدة بكل من الولايات المتحدة وإيران ودول الخليج بامكانها الضغط ليتمكن اللبنانيون من التفاهم على رئيس لا يكون لا النائب ميشال عون ولا الدكتور سمير جعجع.

وتضيف الأوساط الكنسية، أن بكركي لا فيتو لديها على أي رئيس توافقي خارج الاصطفاف الحاصل وهي معنية بأمر واحد وهو إطلاق ماكينة الانتخاب وعدم السماح بتوقيفها قبل إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

لكن مصدراً قريباً من «حزب الله» استبعد دخول الحزب في بازار المقايضة، أو حتى مكاشفة النائب عون بسحب ترشيحه على نحو ما قد يفعل جعجع بالتنسيق مع حلفائه في 14 آذار وتيار «المستقبل».

واعرب المصدر عن اعتقاده أن ساعة الصفر للاستحقاق الرئاسي في لبنان تتوقف في الدرجة الاولى على تفاهم إيراني سعودي حول هذا الموضوع بكل حيثياته، بما في ذلك شخصية الرئيس ومرحلة ما بعد الانتخاب، ضمن صفقة متكاملة، على غرار صفقة ملء الفراغ في الرئاسيات العراقية.

سليمان في الفاتيكان

 وبالتزامن مع وجود البطريرك الراعي، يتوقع أن يتسلم الرئيس ميشال سليمان في 24 تشرين الحالي الوسام البابوي الذي سبق ومنحه إياه البابا بنديكتوس السادس  عشر خلال زيارته للبنان في منتصف ايلول من العام 2012، وهو ارفع وسام يمنح عادة لرؤساء الدول.

وكان سليمان الذي يتجه لانشاء جبهة سياسية لمواجهة عون وحليفه النائب سليمان فرنجية في الشارع المسيحي والماروني قد زار مدينة طرابلس أمس، وأمضى يوماً طويلاً بين لقاء عقد في منزل المفتي الشيخ مالك الشعار والمشاركة في قدّاس في كنيسة مار مخايل، وجولة في أسواق المدينة القديمة، مطلقاً سلسلة من المواقف تتعلق بطرابلس التي وصفها بمدينة الاعتدال، معتبراً أن مواقف قياداتها كانت سنداً قوياً للجيش في حسم المعركة، فضلاً عن مطالبته بأن يكون ما حصل في طرابلس يحتذى في كل المناطق لجهة حصر السلاح بيد الجيش، واعتبار معركة طرابلس مدخلاً للاسراع بانتخاب رئيس الجمهورية.

الحدود الشرقية

 ميدانياً، وبعد المواجهات التي حدثت ليل الجمعة السبت، في سفح سلسلة جبال لبنان الشرقية المفتوحة على بلدة شبعا وقرى العرقوب اللبناني، واضطرار الجيش إلى رفض إدخال 11 جريحاً من «النصرة» أصيبوا في الاقتتال الجاري في منطقة درعا السورية، صدرت دعوات، أمس، من جانب قيادات في قوى 8 آذار دعت إلى إبقاء منطقة راشيا وحاصبيا والعرقوب بعيدة عن الصراع، خوفاً من تسلل ارهابيين، على غرار ما حصل في عرسال.

وسجل أمس، على هذا الصعيد، توقيف الجيش اللبناني على حاجز وادي حميد في عرسال مسؤول جبهة القلمون السورية رئيس المجلس العسكري في «الجيش السوري الحر» العقيد عبد الله الرفاعي أثناء مروره على الحاجز في سيّارة رباعية الدفع من نوع «جي أم سي»، وهو متخف، وكان يحمل هوية لبنانية مزورة.

غير أن قيادة الجيش أوردت في بيان تفاصيل أخرى مؤداها أن الحاجز أوقف في منطقة عرسال اللبناني خالد حيدر الحجيري الذي كان يقود سيّارة بيك آب نوع شيفروليه، من دون أوراق قانونية وبرفقته السوري عبد الله حسين الرفاعي (حسب ادعائه) وذلك لمحاولة المدعو الحجيري تهريب المدعو الرفاعي باتجاه جرود المنطقة، وقد ضبطت بحوزة الأخير هوية لبنانية مزورة، وصح بأنه ينتمي  إلى أحد التنظيمات السورية المسلحة. كما أوقفت قوى الجيش في منطقتي عرسال وحربتا كلاً من السوريين جمرك طعان جمرك وعبد الرحيم ديب أبو زيد للإشتباه بهما.

وأفادت معلومات عن فقدان الاتصال مع عبد الكريم أحمد حميد في بلدة عرسال منذ مساء أمس الأول في منطقة وادي حميد، ورجحت أن يكون قد خطف إلى جرود عرسال من قبل المجموعات المتطرفة السورية.

ودهم الجيش مساء أمس منزل الإرهابي خالد حبلص وعدد من أفربائه في التبانة في طرابلس، من دون أن تسفر العملية عن توقيف أي شخص أو مصادرة أي شيء.

وجاءت هذه المداهمة في عقب اعتقال معاون الإرهابي الموقوف أحمد سليم الميقاتي في طرابلس، في إطار التوقيفات شبه اليومية التي تطال مطلوبين، فيما سلم الجندي الفار عمر خالد شمطية نفسه إلى فرع مخابرات الجيش في الشمال بعد تواريه منذ أحداث طرابلس من الخدمة العسكرية.