كشف «شبكة إرهابية» في المطار.. وسلام للفصل بين التجهيزات ومخصصات الأجهزة
المشنوق يحذّر المسيحيين من معركة «الأحلام الصغيرة».. ولا نتائج عملية لإجتماع باسيل – فرنجية – الشاغو
حسم الرئيس تمام سلام خياره، قبل سفره مساء الأربعاء إلى اسطنبول لترؤس وفد لبنان إلى القمة الإسلامية الثالثة عشرة، حيث سيؤكد، كما أبلغ «اللواء» أمس، «على مكانة لبنان وحمل همومه وفي مقدمها شجون الرئاسة»، وذلك في خطوتين متلازمتين:
الاولى: دعوة مجلس الوزراء ظهر السبت الماضي إلى جلسة الثلاثاء، وفقاً لما أعلنه في الجلسة الأخيرة الخميس الماضي، بالرغم من ان وزير الاتصالات بطرس حرب قال عبر «تويتر» انه لم يتلق دعوة، مرجحاً عدم انعقاد الجلسة.
والثانية: فصل تثبيت موعد الجلسة عن التوصّل إلى بت موضوع المخصصات المالية لجهاز «أمن الدولة»، بما في ذلك إيجاد معالجة دائمة لازمة الجهاز المتمادية منذ سنة عن جدول الأعمال، حيث اعتبر بناء على حيثية الدعوة للجلسة، ان هذا البند هو بند كسائر البنود المدرجة على جدول الاعمال، وانه ما دام هناك مجلس وزراء، وما دام هذا المجلس تمكن من إيجاد حلول لمشكلات معقدة وصعبة، عبر آلية انتهجتها الحكومة، فإن إمكانية التوصّل لحل، انطلاقاً من مسلمات قانونية وإدارية وسياسية متوافرة لأزمة الجهاز، لا سيما وأن مرجعيات تسعى لمعالجة هذا الموضوع، ولا بدّ «من إيجاد الحلول التي تواجهنا بعيداً عن كل المزايدات» وفقاً لما أكده الرئيس سلام لـ«اللواء».
وبإنتظار المؤتمر الصحفي الذي سيعقده وزير السياحة ميشال فرعون اليوم، ويتناول فيه أزمة الجهاز والمساعي القائمة لمعالجتها، والموقف من المشاركة في جلسة مجلس الوزراء غداً، فإن وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم كشف لـ«اللواء» ان الوزير فرعون بحث هذا الموضوع في اجتماع مطوّل مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، مؤكداً انه (أي حكيم) يرفض تمرير اعتمادات إلى أي جهاز أمني أو عسكري من دون تمرير حصة جهاز أمن الدولة، فضلاً عن تأكيد الموقف الكتائبي لجهة عدم المس بصلاحيات المدير العام للجهاز، مشيراً إلى ان وزراء حزب الكتائب الثلاثة سيشاركون في الجلسة، وسيتمسكون بالموقف التضامني المسيحي الذي عبر عنه الوزراء المسيحيون حيال قضية الجهاز في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء.
وأوضح حكيم انه حتى مساء أمس، لم يكن أي شيء جديد قد حصل بالنسبة للاتفاق بين الوزير فرعون ووزير المال علي حسن خليل على مخصصات الجهاز.
أمن المطار
وفي تطوّر بالغ الأهمية يُؤكّد المعلومات التي كشفتها «اللواء» يوم الجمعة الماضي حول المخاوف من عمليات ذات بعد إرهابي، وانذارات تلقاها لبنان من مطارات حول العالم بعدم التعاون مع مطار بيروت، اوقف جهاز أمن المطار يوم الجمعة الماضي شخصين يعملان في إحدى شركات الخدمات العاملة في المطار بتهمتين, الاولى: إدخال أسلحة إلى الحرم بطريقة غير مشروعة، والثانية: اجراء اتصالات مع «جهات ارهابية».
وكشف مصدر أمني ان التوصّل إلى التقاط مكالمات مع جهات إرهابية من قبل هذين الموظفين، كان بعد عملية تحقق روتينية لأمن الموظفين واتصالاتهم.
ومع ان التحقيقات تتابع لكشف المزيد من المعلومات وسط تكتم شديد، فإن معلومات كشفت ان احد الموقوفين يدعى أ. الأحمد الذي يعمل في الشركة في المطار منذ أكثر من ست سنوات، وهو شقيق للمتهم الفار بتفجيرات الرويس عام 2011 م. الأحمد الذي ينتمي إلى «كتائب عبد الله عزام»، ويعتقد انه موجود في مخيم عين الحلوة، اما الموقوف الثاني فهو من مواليد تركيا، ويسكن في حيّ الجورة في منطقة برج البراجنة، وقد عثر في خزانة الأوّل على مسدس وفي سيّارة الثاني على أثار لمادة متفجرة.
وفي سياق متصل، يترأس الرئيس سلام قبل ظهر اليوم اجتماعاً امنياً لبحث ملف أمن المطار، في ضوء التحقيقات الجارية مع «الخلية الارهابية» الجديدة في المطار، خاصة وأن رئيس الحكومة يولي اهتماماً خاصاً بأمن المطار وضرورة إنهاء التجهيزات العائدة له، بعيداً عن ربطها بأي أمر آخر.
وكشف مصدر وزاري ان هذا الموضوع سيحضر بقوة على جلسة مجلس الوزراء غداً، بصرف النظر عمّا سيؤدي وضع المناقشات بشأن أمن الدولة، لأن أمن المطار مسألة بالغة الحيوية.
ورفض هذا المصدر المحاولة العونية لربط الاستحقاقات المالية للمطار بملف جهاز أمن الدولة، وقال لـ«اللواء» ان هذين الموضوعين مختلفان تماماً، وأن محاولة الربط أو التقليل من أهمية كشف ما يمكن وصفه بالشبكة الخطيرة، يبدو انها محاولة فاشلة لحجب الأنظار عن ضرورة إنهاء ملف التلزيمات وتمويلها في مطار رفيق الحريري الدولي.
وأعرب الرئيس سلام عن أمله بإقرار بند التجهيزات المرتبط بمهل بناءً للتحذيرات التي وصلت الى لبنان من عدد من الدول التي تحثنا على ضرورة العمل للقيام بانجازات ذات مستوى أمني رفيع بالنسبة لأمن المطار في أسرع وقت ممكن، كي لا ينعكس هذا الموضوع سلبا على علاقاتنا مع المطارات الدولية، مشددا على ان هذا الامر ملح جدا ولا يمكن التغاضي عنه.
قمّة اسطنبول
وفي مفكرة زيارات الرؤساء الاجانب الى لبنان علمت «اللواء» ان رئيس جمهورية سيراليون سيزور لبنان ويلتقي الرئيس سلام عصر غد الثلاثاء، كما سيزور لبنان ايضا رئيس وزراء مالطا الذي سيجري محادثات مع رئيس الحكومة يوم الاربعاء المقبل قبل مغادرة سلام الى اسطنبول مساءً، حاملاً معه هموم لبنان وهموم المنطقة، وفي المقدمة ملف الشغور الرئاسي، والذي من عادة لبنان التاريخية أن يمثله ويحضر هذه القمة رئيس الجمهورية اللبناني المسيحي الوحيد والاستثنائي والمميز بين جميع قادة الدول الإسلامية، مبدياً أسفه لأن هذ التمثيل غير متوفر حالياً.
ولم يشأ الرئيس سلام ان يستبق التوصيات التي ستصدر عن قمّة اسطنبول، داعياً إلى ضرور انتظار ما يمكن أن يصدر عن الدول الإسلامية من مواقف متضامنة تعزز الحضور والوجود والدور الاسلامي في العالم الذي يستهدف فيه الاسلام على خلفية الارهاب الذي يأخذ مع الأسف ثوبا مزيفاً إسلامياً، آملاً ان يتم معالجة هذا الامر لاعادة اظهار الاسلام والمسلمين بأنهم في طليعة من يرغب أن تعم العدالة وان ينتشر الأمن والأمان في العالم بعيدا عن الارهاب والارهابيين معتبرا ان هذا هو التحدي الكبير الذي ينُتظر من هذا المؤتمر.
الحريري
وفي موقف يعكس الاهتمام اللبناني بالقمة الإسلامية رأى الرئيس سعد الحريري أن القمة التاريخية التي عقدت في القاهرة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤشر على قدرة العرب على قيادة الأمة والمنطقة العربية والإسلامية في حمايتها، ومنع سقوطها في مخططات الطامعين بأرضها وسيادتها والعابثين بأمنها.
ورأى الرئيس الحريري ان العالم العربي بخير، وانه لن يكون في مقدور أحد زعزعة أمن الأمة أو إثارة الفتن بين مقوماتها، معرباً عن اطمئنان اللبنانيين لانعكاس التعاون الاستراتيجي بين قطبي الأمة على منعتها وقوتها.
وفي سياق متصل، ومن القاهرة، اعتبر الرئيس نبيه برّي ان ترؤس لبنان لأعمال الاتحاد البرلماني العربي يشكل دعماً ملموساً لاستمرار الثقة العربية في هذا البلد.
وأكد دعم لبنان لدعوة الملك سلمان وشيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب لتوحيد الأمة العربية ونبذ الإرهاب والتطرف والدعوة إلى الاعتدال والوسطية. (راجع ص 4)
المشنوق
رئاسياً، أيد وزير الداخلية نهاد المشنوق انتخاب رئيس الجمهورية بمواصفات الكنيسة المارونية، يلملم الشمل، وينتخب رئيساً وفقاً لسيرته بناء على ماضيه وحاضره ومستقبله، منتقداً المبالغة المسيحية في التعبير عن المظلومية، بما يجعل موظفاً في وزارة عنواناً للوجود المسيحي في بلد أو منطقة، داعياً المسلمين إلى عدم المبالغة في القفز فوق موجبات الحد الطبيعي الذي يشعر معه المسيحيون بشراكة عادلة، متسائلاً: هل الآن توقيت صائب لمعركة الأحلام الصغيرة؟ رافضاً الحملات على وزارة الداخلية بشخص وزيرها وفريقه عبر سوق الاتهامات الكاذبة، واصفاً الرئيس الأقوى «بالخرافة» والتوطين «بالفزاعة»، معتبراً التوطين يهددني انا المسلم لو كان واقعاً، وخطورته الآن انه مجرّد نسج من الخيال ربطاً بمعركة سياسية، مؤيداً ما جاء في القمة الروحية المسيحية قبل أيام والتي كان دعا إليها البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي رعى بحضوره افتتاح مبنى القصر البلدي في جعيتا، حيث كانت كلمة الوزير المشنوق، منوهاً بالكلمة معتبراً انها تصلح لأن تكون «وثيقة وطنية». (راجع ص 4)
لقاء ثلاثي
وفي تطوّر يتصل بالخلاف بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المردة» ورجل الأعمال جيلبير شاغوري، كشفت مصادر إعلامية عونية عن اجتماع عقد بين الوزير جبران باسيل ورئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية في حضور شاغوري تناول العلاقة بين الطرفين المسيحيين، بعد إصرار النائب ميشال عون على المضي في المعركة الرئاسية واتفاق معراب الذي قضى بدعم القوات اللبنانية له، وتمسك النائب فرنجية بالخطة ب، باعتباره مرشحاً من الخط نفسه أي 8 آذار، في حال لم يكن هناك فرصة لرئيس تكتل الإصلاح والتغيير في الوصول إلى قصر بعبدا.
وبجسب مراقبين، فإن الاجتماع جاء حصيلة سلسلة من اللقاءات على مستوى ممثلين للحد من التأثيرات السلبية على التباعد بين الطرفين والتوتر بين قاعدتي الجانبين، والخشية من ذلك مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية.