الحريري يُطلِق المشاورات لإنجاز لائحة بلدية بيروت
هولاند يخاطب اللبنانيين من مجلس النواب.. وعسيري يؤكّد حرص السعودية على إنجاز الإستحقاق الرئاسي
مع وصول الرئيس تمام سلام والوفد الوزاري المرافق له إلى اسطنبول لترؤس وفد لبنان إلى القمة 13 لمنظمة التعاون الإسلامي التي تبدأ أعمالها اليوم، ويلقي كلمة امام المؤتمر يُحدّد فيها الموقف من التضامن العربي والإسلامي، والترحيب بأي تقارب عربي – إسلامي، ورفض التدخل في شؤون الدول الإسلامية من أي جهة أتت، تكون الأنظار اتجهت إلى هناك، وسط معلومات متزايدة عن ان لقاءات مهمة سيعقدها رئيس مجلس الوزراء مع ملوك ورؤساء الدول المشاركة في القمة، وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، علماً ان أي مواعيد ثابتة لم تحدد بعد، باستثناء موعدين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داوود أوغلو غداً الجمعة، فيما حدّدت له اليوم مواعيد مع اميري الكويت وقطر ورئيسي ماليزيا واندونيسيا.
وفي ما خص «حزب الله» سيكرر الرئيس سلام الموقف الواضح والمعروف من ادراج الحزب على لائحة الإرهاب.
ووفقاً لمعلومات موفدة «اللواء» فإن لبنان تحفظ على ما جاء في البيان الختامي على ما وصف بأعمال «حزب الله» الإرهابية في كل من سوريا والكويت واليمن ودول أخرى، وعلى ثلاثة بنود أخرى تتعلق بكوسوفو، اذربيجان والأقلية المسلمة في اليونان وانطاكيا الغربية، فيما وافق على سائر البنود الأخرى الباقية وعددها 170 بنداً. (راجع تفاصيل أخرى في مكان آخر).
هولاند في بيروت
ومن المفترض ان يعود الرئيس سلام إلى بيروت فور انتهاء أعمال القمة لاستقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يوم السبت والمشاركة في اللقاءات التي سيعقدها خلال زيارته الرسمية، لا سيما وانه سيمكث يومين في لبنان، بينها لقاءان مع الرئيس سلام ومع الرئيس نبيه برّي الذي أفادت اوساطه انه سيستقبل الرئيس الفرنسي عند الثالثة من بعد ظهر السبت في ساحة النجمة، وليس في عين التينة مقر الرئاسة الثانية، بعد ان استكملت التحضيرات للاستقبال في المجلس.
وشددت هذه الأوساط على ان اللقاء سيتطرق إلى مجموعة من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمها ما رست عليه الاتصالات والمساعي والجلسات في ما خص انتخاب رئيس للجمهورية، حيث ان الرئيسين هولاند وبري يتفقان على ضرورة الإسراع في إنهاء هذا الملف، بالإضافة إلى المساعدة الفرنسية في ما خص النازحين وتوفير ما يلزم من مساعدات للجيش والقوى الأمنية.
وأشارت هذه الأوساط إلى ان مؤتمراً صحفياً مشتركاً سيعقد بعد المحادثات.
لقاءات الحريري
سياسياً، وفي ظل الذكرى 41 للحرب الأهلية 75-76 التي استذكرها لبنان في المتحف على طريقة: «تنذكر وما تنعاد» و«اقلب الصفحة»، بقي الحدث السياسي أمس في «بيت الوسط»، حيث أكّد الرئيس سعد الحريري في بيان للمناسبة ان إنهاء الفراغ الرئاسي بأسرع وقت يحصّن سلمنا الأهلي من مخاطر امتداد نيران الحروب المحيطة إليه.
واستقبل الرئيس الحريري مساءً رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في حضور وزير الصحة وائل أبو فاعور ومدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره الدكتور غطاس خوري، بعدما كان استقبل صباحاً رئيس الكتائب النائب سامي الجميل والنائب نديم الجميل، حيث جرى التطرق إلى الحصة المسيحية في انتخابات بلدية بيروت.
وبعد الظهر التقى الرئيس الحريري سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري الذي كان زار الرئيس نجيب ميقاتي، حيث شدّد على حرص المملكة على لبنان ووحدة الصف فيه، والحوار اللبناني «كي يصل إلى الحلول البنّاءة في ظل مرحلة إقليمية ودولية صعبة».
وأشار السفير عسيري إلى أن المملكة شجّعت ولا تزال أي مبادرة وأي تحرك جدّي يؤدي إلى تعجيل انتخاب رئيس للجمهورية، لافتاًَ إلى أن «الحرارة موجودة في العلاقات اللبنانية – السعودية، وحكومة المملكة تؤكد على عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين».
وانتهى يوم «بيت الوسط» باستقبال الرئيس الحريري لأعضاء مؤتمر إنماء بيروت، حيث شدّد على أنه ما يزال على ثقة أنه في لحظة انتخاب رئيس للجمهورية وتولي حكومة جديدة ستكون بيروت قادرة على استرجاع موقعها بين عواصم العالم.
وفي ما خصّ إنتخابات البلدية أكد الرئيس الحريري على المناصفة بين المسلمين والمسيحين، مشيراً إلى «أننا جادّون في الانتخابات البلدية والتحضيرات قائمة ونطلب من المواطنين النزول إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلهم في بيروت والمناطق الأخرى».
المحكمة الدولية
وعلى صعيد متصل، كان لافتاً للإنتباه ما نقلته صحيفة «روز اليوسف» المصرية عن مصادر لبنانية من أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إنتهت قبل أيام من صيغة قرار ينتظر إعلانه قريباً بضم كل من الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله وبعض رموز النظام السوري الحاكم إلى لائحة المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ونقلت الصحيفة عن المصادر اللبنانية أن المدعي العام للمحكمة نورمان فاريل بدأ في بحث إجراءات طلب تسليم كل من نصر الله من الحكومة اللبنانية ومسؤولين سوريين، على أعلى مستوى – حسب وصفه – من النظام السوري خلال فترة وجيزة.
لكن وزير العدل أشرف ريفي، عندما سئل ليل أمس عن هذا الموضوع، أوضح أنه لا يملك معلومات، لافتاً إلى أنه عندما زارته رئيسة المحكمة قبل ثلاثة أيام لم تخبره شيئاً عن هذا الموضوع.
ونفى ريفي، في سياق مقابلة تلفزيونية مع برنامج «بموضوعية» على محطة M.T.V، أن يكون في وارد العودة عن استقالته، مؤكداً إصراره عليها، مشيراً إلى أنه لا يشبه هذه الحكومة، ولن يُشارك في جلسات الحكومة لأسباب أمنية سبق أن كشفها، لكنه أكد أنه سيبقى يمارس صلاحياته كوزير عدل حتى صدور مرسوم قبول الإستقالة عندما ينتخب رئيس للجمهورية.
أمن الدولة
من جهة ثانية، أوضحت مصادر وزارية مواكبة لملف جهاز أمن الدولة لـ«اللواء» أن لا معطيات جديدة أو اقتراحات نهائية لمعالجة هذا الملف المطروح على جلسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل.
وقال وزير السياحة ميشال فرعون لـ«اللواء» أنه سينتظر ما سيقدمه الرئيس سلام من أجوبة على الأسئلة التي سبق وتقدمنا بها، مذكّراً بأحقية المطالب التي أشار إليها مع وزراء الكتائب و«التيار الوطني الحر» لجهة صرف المخصصات السرّية للجهاز والسماح له بتسيير المعاملات المتوقفة والتي تصل إلى 250 معاملة وهي مجمّدة لدى رئاسة مجلس الوزراء وتتصل بداتا الاتصالات وعمله في مكافحة الإرهاب.
ورأى فرعون أن طرح إقالة أو تغيير المدير العام للجهاز ونائبه لا يُشكّل حلاً للمشكلة، متسائلاً: ما هي علاقة إجراء التغيير بوقف المخصصات السرّية والمعاملات لجهاز اتخذ بحقه إجراء غير قانوني في ظل غياب المجلس الأعلى للدفاع؟