Site icon IMLebanon

بلديات جبل لبنان: الكتائب تحتفل وجونية تسقط خرافة المرشح الرئاسي القوي

بلديات جبل لبنان: الكتائب تحتفل وجونية تسقط خرافة المرشح الرئاسي القوي

برودة انتخابية في الضاحية والمرّ بيضة القبان في المتن والحريري في الأليزيه غداً

 أرضت النتائج الأوّلية والنهائية، لعدد من البلديات الكبرى في جبل لبنان، القوى السياسة المعنية بها مباشرة، سواء في الشوف، حيث كرّس الحزب التقدمي الاشتراكي حضوره، وتمكن شارل غفري (الكتائب) من الحفاظ على رئاسة بلدية الدامور، فيما اللائحة المدعومة من النائب دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرار واجهت صعوبات في دير القمر، في مواجهة اللائحة التي يدعمها تحالف التيار العوني و«القوات اللبنانية» مع حزبي الكتائب والتقدمي الاشتراكي بعنوان : «دير القمر بلدتي».

وفي الضاحية الجنوبية (قضاء بعبدا) حيث سجلت النسبة الأقل من المقترعين (بين 32 و36 في المائة) فوزاً غير مفاجئ للوائح حزب الله وحركة «أمل» و«التيار العوني»، في حين احتفظ الكتائبي المحسوب على النائب نديم الجميّل جان أسمر برئاسة البلدية في مواجهة خصومه من التحالف العوني – القواتي، كما احتفظ رئيس بلدية الحدث الحالي جورج أدوار عون بالرئاسة وخسارة خصمه أنطوان كرم المدعوم من «القوات اللبنانية» والكتائب والأحرار.

وفي الشويفات، سجل الفريق الأرسلاني تقدماً على صعيد المخاتير، من دون أن تكون قد توضحت ليلاً قدرته على حسم التنافس البلدي لمصلحته.

وإذا كانت عاليه المدينة فازت بالتزكية، فإن وزير الزراعة أكرم شهيّب اعترف بأن الحزب الاشتراكي أخفق في كسب عدد من البلديات على خلفية طغيان الاعتبارات العائلية على الاعتبارات الحزبية.

وكشف النائب مروان حمادة عن فوز اللائحة المدعومة منه في بعقلين بـ14 عضواً من أصل 15.

والأهم أن النائب ميشال المرّ ثبّت قوته الانتخابية والسياسية في ساحل المتن الشمالي من الدكوانة إلى سن الفيل، وصولاً إلى أنطلياس وضبية وجل الديب والزلقا، صعوداً إلى بتغرين وبسكنتا وبكفيا التي فازت برئاسة بلديتها إبنة الرئيس إمين الجميّل السيدة نيكول.

أما بالنسبة لجونية التي وصفت بأنها «أم المعارك»، والتي امتحنت قوة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون على الاحتفاظ برئاسة بلديتها لمرشحه جوان حبيش، في مواجهة خصمه فؤاد البواري الذي ترأس لائحة «التجدّد» مدعوماً من رئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام والنائبين السابقين فريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون مع «القوات اللبنانية» التي واجهت أزمة يتوقع محللون أن لا تمر بخير مع التيار العوني إذا ما أسفرت نتائج الفرز والنتائج الرسمية عن سقوط لائحة حبيش التي تعتبر هزيمة للتيار العوني في عقر داره، ومن شأن ذلك أن تترتب عليه نتائج سياسية تتصل بالانتخابات النيابية ورئاسة الجمهورية وسقوط نظرية المرشح القوي.

وأشارت ماكينات اللائحتين والأحزاب إلى «حبس أنفاس» وترقب وانتظارات مع إعلان نتائج فرز الصنادق، سواء للائحة حبيش أو بواري.

قراءة أولية

وبانتظار إعلان النتائج الرسمية والنهائية، فرضت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في أقضية جبل لبنان الستة، عمليات تقييم لا سيما لدى الأحزاب التي واجهت العائلات والزعامات التقليدية على امتداد مراكز الأقضية والبلدات الكبرى في منطقة مترامية قدّر عدد الناخبين فيها بأكثر من 400 ألف ناخب، وبنسبة اقتراع تخطت انتخابات العام 2010 التي تجاوزت الـ55 في المائة, من أصل 834،768 ناخباً:

1 – تمكن حزب الكتائب بالتحالف مع النائب ميشال المرّ من مواجهة تفاهم معراب في المتن، ساحلاً وجبلاً، واثبت النائب المرّ قدرته على الإمساك بقاعدة انتخابية على مدى العقود الأربعة بالتحالف مع حزب «الطاشناق» الذي آثر العمل ضمن اللوائح المدعومة من المرّ وفريقه.

2 – أثبت رؤساء البلديات من جبيل إلى سن الفيل والدكوانة والحدث والدامور وبلدات أخرى في جبيل وكسروان انهم يتمتعون بقدرات شعبية وانتخابية لا تحتاج إلى دعم الأحزاب بل تتفوق عليها.

3 – تختلف التفسيرات لحجم المشاركة الكثيفة في الانتخابات، حيث تجاوزت في جونية وكسروان الـ 62 في المائة، في حين تراوحت بين الضاحية الجنوبية والحدث والشوف بين 32 و55 في المائة.

ولعل من أبرز الأسباب حجم المنافسة والتدخل الحزبي والسياسي الناشط باعتبار ان رؤساء والأحزاب المسيحية كلهم اما مرشحون أو داعمون للبلديات، لا سيما في مراكز الأقضية مثل: دير القمر وبيت الدين والشويفات وجونية وجبيل الذي وصف رئيس بلديتها الحالي زياد حواط الانتخابات التي فرضتها مرشحة منفردة من حركة «مواطنون ومواطنات في دولة»، بأنها كانت استفتاء رفع نسبة مؤيديه إلى ما لا يتجاوز الـ90 في المائة.

والعامل الثاني في هذه المعركة كان عامل المال، حيث تمّ العثور على حالات محددة وأحيل المتورطون بها إلى القضاء المختص.

4 – على أن الحدث الانتخابي الكبير كان في بلدية جونيه التي زارها النائب عون السبت داعماً لائحة مرشحه حبيش، وعازفاً على وتر إنفاق مال من شخصية جاءت من افريقيا (وهو يقصد الداعم للنائب سليمان فرنجية في معركة الرئاسة جيلبير شاغوري)، في محاولة منه لإثارة مشاعر الناخب وتحريضه على لائحة التجدد.

وبكل المعايير، وقبل إعلان النتيجة الرسمية، سواء فاز حبيش أم خصمه البواري، فان التقارب في الأصوات وتوزع أصوات الناخب الكسرواني في ما يمكن وصفه بالمناصفة، من شأنه في رأي مراقبين سقوط خرافة المرشح المسيحي القوي للرئاسة الأولى.

وكان من أهم النتائج أن لا نواب ولا زعماء مسيحيين أقوياء، كما دلت نتائج انتخابات البلديات في جبل لبنان المسيحي، من الشوف إلى جبيل وصولاً إلى كسروان والمتن وجرده.

5 – ليس حدثاً أن تتقدّم أو تفوز لوائح «حزب الله» في الضاحية الجنوبية، لكن الحدث حجم الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها معارضو المحادل البلدية في قرى وبلدات المتن الجنوبي من الضاحية إلى بعبدا.

6 – أما في الإقليم فسجلت الانتخابات حضور العائلات، في وقت كان الدعم الحزبي يتراجع، لا سيما في شحيم وبرجا التي واجهت لائحة «الجماعة الاسلامية» اللائحة المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي.

7 – يسجل لوزير الداخلية نهاد المشنوق والعاملين في الوزارة من أجهزة أمنية إدارة متقدمة للعملية الانتخابية، حيث انتقل الوزير من الاقليم والضاحية فبعبدا وجونيه للاشراف ميدانياً على سير العمليات الانتخابية، وإعطاء ما يلزم من توجهات للمحافظ والقائمقامين لمعالجة الشكاوى، وملاحقة الذين تسببوا ببعض الإشكالات، سواء الأمنية أو الإدارية أو المالية، مع التأكيد على فوز 474 بلدية بالتزكية و310 مخاتير، في محافظة جبل لبنان.

وليلاً، احتفلت البلديات الفائزة بنجاحها، وكان من اللافت مشاركة رئيس الكتائب النائب سامي الجميل باحتفال لائحة نبيل كحالة الفائزة ببلدية سن الفيل.

سياسياً، تابع الرئيس تمام سلام سير العملية الديمقراطية، على حدّ تعبيره، مشيداً بجهود الوزير المشنوق. وقال سلام لـ«اللواء» أن أهم ما يمكن النظر إليه رغم بعض الشكاوى والانتقادات حصول هذه الانتخابات وبنسبة نجاح مرتفعة جداً، آملاً ان تنسحب هذه الانتخابات على اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية، وأن تتبع بالدعوة لاجراء الانتخابات النيابية بأسرع وقت ممكن.

(راجع ص2)

الحريري في الأليزيه

وهذه العملية الكبيرة التي يمكن اعتبارها انها انجزت انتخاب نصف بلديات ومخاتير لبنان بديمقراطية وبأجواء أمنية جيدة، ستكون على جدول اللقاء بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس سعد الحريري الذي انتقل من اسطنبول ليل السبت، حيث حضر عقد قران ابنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى باريس، وانضم اليه لاحقاً مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره النائب السابق غطاس خوري.