طرابلس تكسب معركة الإنماء.. وتنورين والقبيات تخذلان «تحالف معراب»
سلام يؤكّد على انتخاب رئيس ومجلس نواب جديد.. والحريري يلتقي أمير الكويت اليوم
في الأحد الانتخابي الرابع من أيار 2016 طويت صفحة الانتخابات البلدية والاختيارية، على مستوى الاقتراع، وانضمت محافظات طرابلس والشمال إلى العاصمة وسائر المحافظات اللبنانية التي سبقتها، مسجلة مستوى مرموقاً من النضوج البلدي والوطني، بصرف النظر عن إشكالات من هنا أو هناك، ويمكن للدولة، ممثلة بوزارة الداخلية وأجهزتها الإدارية والأمنية، أن تحتفل بنجاح هذه العملية، التي إن دلت على شيء فإنما تدل عن تعلق اللبنانيين بالخيار الديموقراطي والتمسك بالسلم الأهلي كبديل من القصف والقتل والحسم بالحديد والنار.
وهذه النتيجة الوطنية، ستكون مدار تعليق الرئيس تمام سلام الذي يقرأ اليوم دلالات نجاحها إيجاباً على مسيرة الاستقرار وفتح الباب أمام الانتخابات النيابية، في حين يعقد الوزير نهاد المشنوق مؤتمراً صحفياً يعلن خلاله التقييم لنجاح هذه التجربة في الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية المعروفة، وذلك، على بعد كيلومترات قليلة من دوي المعارك والسيارات المفخخة في دمشق وبغداد وغيرها من محافظات هذين البلدين، في ظل تعثّر المفاوضات أو التوصّل إلى تسويات سياسية توقف الحرب.
وسط هذه الأجواء، وصل الرئيس سعد الحريري منتصف الليلة الماضية إلى دولة الكويت، في زيارة يلتقي خلالها أمير الدولة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وعدداً من كبار المسؤولين، ويعرض معهم آخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
ويرافق الرئيس الحريري النائبان السابقان باسم السبع وغطاس خوري ومدير مكتبه نادر الحريري.
شكّلت طرابلس عاصمة الشمال، تجربة فريدة من لمّ الشمل الإسلامي والوطني، بعد نجاح الخطة الأمنية وإنهاء حرب المحاور بين باب التبانة وجبل محسن، حيث عبّرت «لائحة لطرابلس» عن توق سكان المدينة لمباشرة ورشة إنمائية أكدت القيادات المؤتلفة على ضرورة انطلاقها بأسرع وقت، بعد قلب صفحة التنافس، واعتبار أن مدينة طرابلس هي لكل أبنائها مسلمين ومسيحيين وعلويين، وأن اللائحة الفائزة معنية بتوفير الخدمات وتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في المدينة لمصلحة سائر أبناء الفيحاء.
ومن الثابت، برأي مراقبين للمزاج الشعبي والانتخابي لعاصمة الشمال، أن نسبة الاقتراع التي بلغت 27 في المائة، حافظت على النسبة التي حدثت في دورة الـ2010، ولم يؤثر الوضع المستجد سواء في ما خصّ اللائحة التي دعمها وزير العدل أشرف ريفي، والتي جمهورها هو نفس جمهور «المستقبل»، أو اللائحة الثالثة التي ترأسها النائب السابق مصباح الأحدب، على طبيعة القوى التي تشكّل الثقل السياسي والانتخابي في طرابلس.
وتميزت الانتخابات في طرابلس، ليس فقط بهدوئها والحفاظ على روح المنافسة، ولو داخل البيت الواحد، بأن كثافة الاقتراع جرت في الساعة الأخيرة، قبل إقفال صناديق الاقتراع، ليس في أحياء المدينة، بل في جبل محسن، في ظل المعلومات إلى الحاجة للتصويت من الجبل، إما لدعم المرشحين العلويين، أو لمنع حصول خرق من اللائحة المدعومة من الوزير ريفي للائحة التوافقية.
ونامت طرابلس على مفاجأة أنه من الممكن أن تتكرس بنتائج الفرز البطيء، أو تتلاشى، وتتمثل هذه المفاجأة بخرق بعدد من المرشحين في لائحة «قرار طرابلس» للائحة «لطرابلس» التي يرأسها الدكتور عزام عويضة.
القبيات.. تنورين
وإذا كانت نسبة الاقتراع في القبيات تجاوزت الـ55 في المائة وفي تنورين 60 في المائة، فان دلالة المواجهة في هاتين المدينتين في قضاءي البترون وعكار، حملت خذلاناً لتحالف معراب المكون من «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية».
وفي رأي مصدر انتخابي شمالي أن الهزيمة التي مني بها التحالف في القبيات يمكن اعتبارها هزيمة مباشرة لرئيس حزب «القوات» سمير جعجع الذي تولى شخصياً إدارة معركة القبيات في وجه خصمه التاريخي النائب السابق مخايل ضاهر والخصم المستجد النائب الحالي هادي حبيش اللذين تحالفا مع حزب الكتائب والعائلات في القبيات فضلاً عن رئيس البلدية الحالي عبدو عبدو.
وفي تنورين، وصف هذا المصدر، كسب وزير الاتصالات بطرس حرب للمعركة البلدية، عبر فوز اللائحة التي دعمها برئاسة بهاء حرب، بأنها هزيمة «للتيار الوطني الحر» ولرئيسه جبران باسيل الذي أيقن مع حلول الساعات الأولى لبدء العملية الانتخابية أن فرص معركته بالتحالف مع القوات ضعيفة، معتبراً أن الوقت سيأتي لمراجعة السلبيات والخروقات، وعدم التزام أعضاء التيار باللوائح المسماة من القيادة، مشيراً إلى ان الخرق في تياره هو اقل من الخرق في احزاب وتيارات أخرى.
زغرتا
ومن زغرتا، حيث اقترع المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية مرتاحاً إلى وضع لائحته الائتلافية مع رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، لم تتجاوز نسبة الاقتراع 36.68 في المائة، كانت رسائل سياسية على لسان رئيس تيّار المردة تكشف ما يمكن وصفه بطلاق سياسي وانتخابي مع التيار العوني، وهو غمز من قناة الوزير باسيل وكشف انه أجرى اتصالاً مع الرئيس الحريري بعد دعوته الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، بأن يجمع المرشحين ميشال عون وفرنجية لينسحب أحدهما للآخر، تمهيداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشيراً إلى انه في حال أيد الرئيس الحريري عون فهو ينسحب لصالحه.
وما لبثت هذه الرسائل أن ألهبت الحماس الانتخابي في البترون والكورة، وحسمت دعم تيّار «المردة» لمعركة الوزير حرب في تنورين.
وكانت الانتخابات البلدية في مرحلتها الأخيرة انطلقت مع ساعات الصباح الأولى، حيث فتحت أقلام الاقتراع امام 580 ألف شخص في طرابلس ومحافظة الشمال و270 ألف ناخب في عكار، لانتخاب 274 بلدية.
وعلى الرغم من حوادث متفرقة رافقت الانتخابات سواء في أقلام الاقتراع، أو إصابة مواطنين برصاص الابتهاج، أو ما حدث في قلم منيارة من قطع التيار الكهربائي ومحاصرة مسلحين لقلم الاقتراع هناك وما سجلته الجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات من رشاوى مالية محدودة ومخالفات تجاوزت 350 مخالفة، فان الوزير المشنوق جال على أقضية الاقتراع، بدءاً من طرابلس إلى البترون وصولاً إلى حلبا في عكار، والذي تحدث بشفافية عمّا رافق العملية الانتخابية، مؤكداً ان عمليات تشطيب المسيحيين والعلويين اذا صحّت المعلومات حولها فهي خطيئة ولا تتفق مع مناخ العيش المشترك بين اللبنانيين.
وكانت له محطة في دارة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار.