IMLebanon

صدمة إنقلابية في طرابلس.. وريفي يتعهد بحماية العيش المشترك

صدمة إنقلابية في طرابلس.. وريفي يتعهد بحماية العيش المشترك

أمير الكويت يبحث مع الحريري إنتخاب الرئيس.. وروبير فاضل يستقيل من المجلس إحتجاجاً

تتالت المفاجآت البلدية شمالاً مع ساعات فجر أمس، وطوال النهار، ليصبح الحدث الطرابلسي المتمثل بفوز لائحة «قرار طرابلس» التي دعمها بقوة وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي على كل شفة ولسان، وعلى المستويات كافة، في محاولة لسبر أغوار النتائج المدوية التي استقرت قبيل منتصف الليل على أن «لائحة ريفي» حصدت 23 عضواً من المقاعد، ما خلا فوز رئيس لائحة «لطرابلس» الدكتور عزام عويضة الذي سرت أنباء بأنه في صدد الاستقالة إذا أعلن فوزه رسمياً، وهذا يعني أن اللائحة ستفوز بالمقاعد الـ24.

وإذا كان من التداعيات الفورية تقديم نائب طرابلس عن المقعد الأرثوذكسي روبير فاضل استقالته من المجلس، مضمّناً كتاب الاستقالة حيثيات القرار المرتبط بما كشفته معركة الانتخابات البلدية في طرابلس من أنها غيّبت وهمشت أكثر من مكوّن أساسي في المجلس البلدي الجديد، وأخلّت بالأعراف وبالجوهر، (في إشارة إلى عدم فوز أي مرشّح مسيحي أو علوي) فإن راعي اللائحة الفائزة اللواء ريفي كشف في المؤتمر الصحفي الذي عقده في منزله في طرابلس أنه كان لديه منذ البداية هاجس الإخلال بالتوازن والعيش المشترك، كاشفاً عن مبادرة سبق أن طرحها على مطارنة طرابلس بأن تكون الأسماء المسيحية والعلوية واحدة في اللائحتين، وأنه أكد على هذا الموقف قبل يوم واحد من إجراء الانتخابات، لكن المبادرة قوبلت بالرفض والتجاهل، مشيراً إلى ثغرة بأن لائحته كان عليها علوي واحد وليس اثنين، مؤكداً أن طرابلس مدينة للعيش المشترك، ونحن نصرّ على العيش معاً مسلمين ومسيحيين، مادّاً يده للرئيس سعد الحريري مهدياً فوزه لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مؤكداً بأنه لن يسمح بأن يكون لبنان ولاية إيرانية، لافتاً إلى أن من بين نقاط الاختلاف معه ترشيح رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية (راجع ص 5).

وبقدر ما كانت نتائج انتخابات بلدية طرابلس مدوّية، ويمكن وصفها «بالإنقلاب البلدي» الذي يحتفظ بكل خصائصه، فإن المفاجآت على ساحة البلديات المسيحية، لا سيما في القبيات والكورة حتى بشرّي، فضلاً عن جرود البترون وتنورين، وإن كانت أقل دوياً، إلا أنها كشفت عن نتائج سياسية بالغة الحدة لجهة سقوط خطط الثنائي الماروني بقولبة الرأي العام المسيحي وإدخاله في شرنقة الرأي الواحد، مما يعني أن ما كان يخطط من حسابات سياسية على ظهر البلديات باء بالفشل.

والمتفق عليه أن الانتخابات البلدية فتحت الطريق واسعاً أمام الانتخابات النيابية التي أكد الرئيس تمام سلام وجوب التهيّؤ لإجرائها في موعدها، والسعي لانتشال الوطن من حالة الغيبوبة السياسية، مهنئاً وزير الداخلية نهاد المشنوق على نجاحه في إدارة هذه العملية الدقيقة.

والمتفق عليه أيضاً أن الوزير المشنوق بوصفه «الفائز» بنجاح رهانه على إجراء الانتخابات والالتزام بها، والذي رفض في مؤتمره التقييمي الدخول في زواريب القراءات السياسية والحزبية للنتائج، متوقفاً عند ما وصفه بالرسائل التي وصلت إلى القوى السياسية، داعياً هذه القوى إلى تفكيكها وإجراء مراجعة لأدائها.

على الساحة الطرابلسية، سارعت قوى الائتلاف البلدي من الرئيسين الحريري ونجيب ميقاتي والنواب إلى تهنئة الفائزين «وتجاوز الاصطفافات وتسهيل مهمة المجلس المنتخب من أجل إنماء المدينة وحل مشاكلها»، على حدّ تعبير الرئيس الحريري الذي شدّد بأن طرابلس تستحق منّا الجهد والدعم مهما كانت الظروف وسنبقى حاملين همومها وقضاياها في كل وقت.

الحريري في الكويت

وحضر الوضع في لبنان والظروف المحيطة به خلال استقبال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لرئيس تيّار «المستقبل» في الديوان الأميري في قصر بيان قبل ظهر أمس.

ومن أبرز المواضيع التي بحثت الفراغ الرئاسي، حيث كشف الرئيس الحريري أنه «شرح بالتفصيل المبادرات التي قام بها لانتخاب رئيس للجمهورية»، معتبراً أن هذا الفراغ يؤثر سلباً على مجمل الأوضاع، وأن الوضع الاقتصادي والاجتماعي لم يعد مقبولاً، واصفاً التدخلات الإيرانية في المنطقة بأنها غير مقبولة، ومؤكداً في الوقت نفسه على أن تكون لدى العرب علاقة جيدة جداً مع إيران (راجع ص2).

وفي شأن داخلي متصل، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أننا «ملتزمون تنفيذ قانون العقوبات الأميركية، ليس لخدمة الأميركيين بل لأن مصلحة لبنان تقتضي ذلك»، مطمئناً إلى أن التدابير التي اتخذها مصرف لبنان مع المصارف ستؤمّن الاستقرار التسليفي للبلد، معرباً عن تفاؤله بالمستقبل.

أجندة الأسبوع

ومن المؤكد أنه مع اكتمال الشهر البلدي مما له وعليه، فإن نتائجه ستكون عنوان مرحلة طويلة تمتد إلى حين إجراء الاستحقاق المقبل، سواء كان رئاسياً أو نيابياً:

1- فاليوم تعقد لجنة الاتصالات النيابية جلسة لمواصلة البحث في ملف الإنترنيت غير الشرعي، كما أنه من الممكن عقد الجلسة رقم 29 في سياق الحوار الثنائي بين «المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة.

2- وغداً الأربعاء، وفي السياق البلدي لنتائجه وتداعياته، تعقد اللجان المشتركة جلسة جديدة تواصل فيها البحث في قانون الانتخاب انطلاقاً من صيغة القانون المختلط (أكثري – نسبي)، حيث ستحضر في الذهنية صورة مقترحة لمستقبل المجلس النيابي، في ضوء تغيّر المزاج الشعبي في اتجاه التغيير وتسجيل أوسع مروحة اعتراض على الطبقة السياسية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال.

3 – اما الخميس في 2 حزيران، يعقد المجلس النيابي الذي عاد إلى الرقم 127 مع استقالة فاضل، جلسة رقم 40 والمخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية في إطار تمرير الوقت ليس إلا.

4 – وعلى صعيد مجلس الوزراء، الذي يعقد جلسة عصراً وعلى جدول أعماله 61 بنداً أبرزها معالجة جبل النفايات في برج حمود وسد جنّة، وهما بندان مؤجلان من الجلسة السابقة، بالإضافة إلى تعيين مدير عام للشؤون الاجتماعية (منى فواز).

وفي السياق، طلب وزير الاتصالات بطرس حرب في اتصال مع الرئيس سلام ادراج التقرير الذي رفعه إلى مجلس الوزراء بتاريخ 19 شباط حول هيئة أوجيرو على جدول أعمال جلسة الخميس.

الجولة الرابعة

وبانتظار أن تعلن وزارة الداخلية والبلديات النتائج الرسمية للفائزين والخاسرين في بلديات محافظتي الشمال وعكار، استمرت عمليات فرز أقلام الاقتراع في طرابلس إلى ما بعد منتصف الليلة الماضية لمعرفة كيف ستكون الصورة النهائية لمجلس بلدية طرابلس الجديد، أعادت مصادر إلى الذاكرة أن غياب الأعضاء المسيحيين والعلويين عن المجلس البلدي الجديد، يحدث للمرة الثانية، حيث فازت عام 1998 لائحة الرئيس عمر كرامي برئاسة العميد المتقاعد سمير شعراني بعدما تقاسمت المقاعد مع اللائحة المنافسة التي دعمها الرئيس الشهيد رفيق الحريري برئاسة احمد قمر الدين، والذي يتوقع ان يكون رئيساً للمجلس الجديد لولاية 2016 – 2022، رغم فوز خالد عمر تدمري بأغلبية أصوات هذه الدورة.

وفي مطلق الأحوال، يمكن التوقف عند الآتي:

1 – أن القوى السياسية بدأت منذ الثامن من الشهر الحالي تقيّم طبيعة العلاقة مع القاعدة الشعبية من بيروت إلى جبل لبنان، حيث بدا أن هناك شرخاً واقعياً ما بين أحزاب الطبقة السياسية وكتلها والمنتفعين منها، وبين عامة الجمهور الذي ينوء كل يوم تحت وطأة الأزمات المتفاقمة.

2 – أن غالبية مقومات الطبقة السياسية ومستوياتها في السلطة وخارجها تعاني أزمة مع جمهورها ومع الشعب ككل.

3 – أن التكتلات الحزبية الكبرى فاقمت من مزاج التمرد لدى المواطنين. وكشفت الانتخابات أن عمق الهوة الحاصلة في البلاد تفاقم إلى درجة ليس من السهل ردمها. وعلى الصعيد المسيحي دلت صناديق الاقتراع أن جمهور «التيار الوطني الحر» الذي يقيّم النتائج اليوم و«القوات اللبنانية» التي كادت تواجه مشكلة فعلية في بشري رغم فوز لوائحها، هو اقل من نصف التمثيل المسيحي الوسطي، وهذا ما يطرح مسألة التمثيل على الطاولة من باب المعطيات الواقعية وليس من باب التهويل أو الخداع الإعلامي.

4 – ومهما تشاطر السياسيون بأن المعركة إنمائية، وانها معركة عائلات، فان جرس إنذار دق في صالوناتهم وعلى مسامعهم قبل الانتخابات النيابية وربما سيكون بعدها.

ومن ضمن هذا المعطى الجديد يمكن القول أن الديمقراطية اللبنانية دخلت في عهد جديد مفتوح على شتى الاحتمالات.