وقائع جديدة في انتخابات طرابلس.. وانفجار السجال المسيحي شمالاً
عقبات عونية أمام قانون الإنتخاب ومجلس الوزراء.. والإنترنت غير الشرعي في الواجهة
استبق التيار العوني، جلسة اللجان النيابية اليوم وجلسة مجلس الوزراء غداً، بوضع شرطين يجعلان من النقاش في كلا الجلستين عديم الإنتاجية: فمن جهة أعلن رفضاً قاطعاً لقانون الستين متمسكاً بإجراء الانتخابات النيابية ضمن المعزوفة المعروفة، ومن جهة ثانية، اعتبر سدّ جنّة قضية حيوية لا يمكن التنازل عن السير بها في مجلس الوزراء بمعزل عن تقارير المهندسين وخبراء الجيولوجيا، والتقارير التي أعدّها مختصون من ألمان وأجانب، والتي تُشير إلى مخاطر جدّية من الممكن أن تترتب عن تنفيذ السدّ.
وإذا كان القانون الانتخابي الجديد تقدّم على ما عداه، بصرف النظر عن مآل مبادرة الرئيس نبيه برّي، والتي ما تزال تراوح مكانها في انتظار موعد جلسة الحوار الوطني في 21 حزيران الحالي، فإن ما أسفرت عنه النتائج الرسمية لانتخابات بلدية طرابلس، أعادت الوقائع الانتخابية إلى حجمها، وكشفت سلسلة من المعطيات أبرزها:
1- أن لائحة وزير العدل المستقيل أشرف ريفي تمكّنت من الفوز بـ16 عضواً أولهم خالد عمر تدمري (19144 صوتاً) وآخرهم أحمد عبد الحميد قصير (15982 صوتاً) في حين حصل أحمد مصطفى حمزة وهو التاسع من حيث ترتيب نتائج الأصوات على 17162 صوتاً وهو من لائحة الائتلاف، وباسم عبد الوهاب بخاش ويحمل الترتيب 24 حصل على 15914 صوتاً، فيكون الفارق بين قصير وبخاش 68 صوتاً، وبين القصير وعبد الحميد وليد كريمة الذي يحمل الترتيب 23 من لائحة التحالف يكون الفارق 39 صوتاً، وهذه الأرقام إن دلّت على شيء فهي تدل على أن التضخيم الإعلامي الذي رافق إعلان النتائج كان مبالغاً فيه.
2- من قراءة أصوات الخاسرين يتبيّن أن المرشحين المسيحيين الخمسة على اللائحتين نالوا أصواتاً عالية على الرغم من خسارتهم، فالمرشح الأرثوذكسي فرح إبراهيم عيسى من لائحة ريفي نال 15793 صوتاً، أي بفارق 151 صوتاً عن الفائز الأخير في لائحة «لطرابلس»، كما أن الدكتور وليد إبراهيم مبيض، وهو على لائحة لطرابلس نال 15105 أصوات، في حين نال جورج سمعان زبليط 14700 صوت والياس جاك خلاط 14489 صوتاً ونقولا أنطوان سليمان (من لائحة ريفي) 13953 صوتاً.
3- أما العلويون الثلاثة على اللائحتين، فتقدمهم زين وهيب الديب على «لائحة لطرابلس» ونال 15532 صوتاً، ونال العلوي الثاني على لائحة «قرار طرابلس» عرين محمّد حسن 13980 صوتاً، في حين نال ربيع محمود جحجاح على لائحة «لطرابلس» 13102 صوت.
وهذه الأرقام، إن دلّت على شيء فهي تدلّ أيضاً على أن المرشحين المسيحيين والعلويين لم يخضعوا لتشطيب، وإلا من أين أتت أصواتهم، ولم يكن هناك قرار بإسقاطهم، وربما تكون المشكلة علوياً بأن أهل جبل محسن أخطأوا الحسابات عندما انتظروا إلى ما بعد الساعة السادسة للتوجه إلى صناديق الاقتراع، ولو صوّتوا أو رموا بثقلهم الانتخابي لكان بالإمكان تدارك ما حصل بالنسبة للمرشحين الثلاثة حيث تقدّر الأصوات التي كانوا يحتاجون إليها بالمئات أو العشرات للفوز، والأمر نفسه يقال بالنسبة للمرشحين المسيحيين الذين نالوا ما يفوق على 15 ألف صوت، وهذا يدلّ على أن أبناء طرابلس صوّتوا للمسيحيين والعلويين، وهم من أبناء المدينة أيضاً، إلا أن حسابات البيدر لم تتفق مع حسابات الحقل بالنسبة لهذا النوع من الحسابات البلدية في مدينة عانت ما عانت من تقاتل واقتتال، وكانت وما تزال عُرضة للإهمال المزمن والوعود العرقوبية بالخدمات والمشاريع والتوظيف.
4- خارج المزايدات السياسية الحادّة على مذبح التشفّي والإصطياد في الماء العكر، كانت الكلمة من المجلس البلدي الجديد، ومن القوى السياسية أن الوقت الآن للعمل والنهوض بالمدينة، وليس لنكء الجراح أو بناء حسابات في السياسة تتجاوز مساحة البلدية، حتى ولو كانت بحجم مدينة طرابلس.
كتلة المستقبل
ورأت كتلة «المستقبل» التي ناقشت بإمعان نتائج ما حصل في اجتماعها أمس، أن مدينة طرابلس اختارت مجلساً بلدياً بإرادة حرة، موجهة التحية للفائزين في محافظتي الشمال وعكار، وخاصة في مدينة طرابلس، مشددة على أن طرابلس كانت وستبقى مدينة الوسطية والعيش المشترك الذي يتعيّن أن يساهم في دعمه وتطويره جميع مكوّنات المدينة، في حين حمّل رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل القوى السياسية التي شكّلت الائتلاف مسؤولية عدم فوز المسيحيين والعلويين.
وكشف مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» لـ«اللواء» أن المجتمعين اتفقوا على استكمال قراءة النتائج في اجتماع آخر، مشيراً إلى أن شعارات الوزير ريفي في المعركة هي شعارات 14 آذار و«المستقبل»، وأن الجمهور الذي اقترع إلى جانبه هو جمهور «المستقبل»، معتبراً أن ما دلّت عليه الانتخابات هو أن النّاس لم تكن راضية على التحالف العريض الذي تشكّل قبل الانتخابات، من دون أن يعني هذا التهرب من المسؤولية.
وفي سياق التداعيات السياسية لانتخابات الشمال مسيحياً، انفجر سجال غير مباشر بين الوزير باسيل ورئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية، على خلفية غمز الأوّل أكثر من مرّة على الثاني، فغرد فرنجية بعد مؤتمر باسيل: «الأقزام عندما تغيب الشمس ترى خيالاتها اكبر».
وانضم وزير الاتصالات بطرس حرب إلى الرد على باسيل آسفاً لما وصفه بخروج وزير الخارجية عن قواعد التهذيب والحقيقة، وقال: «للحديث صلة».
الحوار الثنائي
والبارز كان أمس ترحيب الجلسة 29 للحوار الثنائي بين «المستقبل» و«حزب الله» باجراء الانتخابات البلدية، والتنويه بجهود وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والعسكرية على ما قامت به لإنجاز الاستحقاق الانتخابي.
ورأى البيان الذي صدر عن المجتمعين أن ما رافق الانتخابات من أجواء إيجابية عزّز الثقة بالدولة ومؤسساتها، وجعل الحاجة ملحة لإنجاز قانون جديد للانتخابات تمهيداً لإجرائها.
وكشف مصدر مطلع لـ«اللواء» أن المجتمعين مروا مرور الكرام على الاستحقاق الرئاسي، وأن لا تقارب بين الطرفين في هذا المجال، في وقت كشفت فيه أوساط عونية عن أن «المرشح الميثاقي الوحيد لرئاسة الجمهورية هو النائب ميشال عون».
مجلس الوزراء
في هذه الأجواء ينعقد مجلس الوزراء غداً لمناقشة جدول أعمال من 61 بنداً يتقدمه موضوع سد جنة وجبل النفايات في برج حمود.
ولم يبد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«اللواء» تفاؤلاً بمسار الجلسة على أساس ان الجلسة تتضمن نقاطاً خلافية، ورأى انه إذا كان ملف سد جنة فنياً، فنحتكم إلى ما هو من نقاط فنية، اما إذا كان سياسياً، فلن نتفق على شيء.
واعتبر الوزير درباس أن هناك عناداً وفشلاً وابتعاداً عن العقلانية بشكل يومي ما يستدعي من الطبقة السياسية اجراء تغيير في النهج المتبع.
إلى ذلك، توقعت مصادر وزارية أن تكون جلسة الخميس متشنجة في ضوء التباين حول ملف سد جنة بعدما بدا واضحاً أن معركة وزراء «التيار الوطني الحر» تقوم على العمل على استكمال الاشغال فيه، متوقعة أن يتمسك هؤلاء الوزراء بأهميته، ولم تجزم المصادر ما إذا كان سيُصار إلى نقل الموقع او تكليف شركة جديدة بدراسة الأثر البيئي للسد أم لا.
وأعلن وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم الموجود في باريس لـ«اللواء» أن شركة «بي.جي.آر» الالمانية ومركز الأبحاث الجيوفيزيائية في بحنس يؤكدان أن موقع السد شديد الخطورة جيولوجياً ويستوجب عدم بنائه، كما أن دراسة الأثر البيئي المنجزة بناء على دراسة وزارة الطاقة تُشير إلى ان اضرار السد تفوق حسناته، مستبعداً ان يقوم أي اشكال بين وزراء التيار والكتائب داخل جلسة الحكومة على خلفية هذا الموضوع.
وفي ملف النفايات، ذكّر حكيم بأنه سيثير مسألة النفايات التي تتكدس في برج حمود و«الكوستابرافا» من دون معالجة والتمهيد لطمرها في البحر، وسيسأل وزير الداخلية عن السبب الذي سيمنعه من تشكيل الفريق الفني المكلف مساعدة البلديات لفرز النفايات مما يُخفّف الطمر تدريجياً، كما سيسأل من عدم إطلاق مجلس الإنماء والإعمار المناقصة مكرراً أحقية الحكومة في الاطلاع على دفاتر شروط المناقصات.
ملف الانترنت
ولم تخرج لجنة الإعلام والاتصالات النيابية في ملف الانترنت غير الشرعي عن وجوب ملاحظة المسؤولين والمتورطين في القضية، بعدما أطلع المدعي العام القاضي سمير حمود المجتمعين بأن القضاء استجوب حتى الآن 22 شخصاً، وتبنت اللجنة اقتراح قيام لجنة خبراء حياديين لكشف الملابسات.
mفيما اصرت اللجنة على المتابعة، اكد وزير الإتصالات بطرس حرب انه لن يغطي اي متورط في حال ثبت عليه ذلك بالأدلة والبراهين. وكان هناك اجماع على ضرورة إعادة الثقة لمؤسسات الدولة من خلال المساءلة والمحاسبة، وقررت الإجتماع مجدداً في 14 حزيران.
ولاحقاً صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي شعبة العلاقات العامة ، بلاغً اشارت فيه انه بناء لاستنابة قضائية من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، كلف المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص شعبة المعلومات التي أجرت تحقيقا دقيقا ومفصلا بهذا الشأن، كما استمعت بموجبه الى عدد من الضباط والرتباء التي تم تركيب الاجهزة غير الشرعية في اعالي الجبال ضمن نطاقهم الاقليمي، ولم يتم توقيف أيا منهم وأكتفي بهذا القدر من التحقيق.
واعتبرت ان المؤسسة تكاد تكون المؤسسة الوحيدة التي تطبق مبدأ الثواب والعقاب بفعالية، وتمنت اعادة مسألة الملاحقة لمخالفات البناء، الى البلديات».