Site icon IMLebanon

أجندة رمضان: مصير حوار المستقبل – حزب الله وقانون الإنتخاب

أجندة رمضان: مصير حوار المستقبل – حزب الله وقانون الإنتخاب       

جنبلاط يتخوف علی الأمن والنقد.. عسيري: نرفض أن تكون المملكة شمّاعة لأحد

اليوم أوّل أيام شهر رمضان المبارك.

من المفترض ان تدخل البلاد في أجواء تبعد التشنج عن الأداء السياسي، وتخفف من ازيز الخطابات التعبوية، رأفة بهذا البلد التي تحدق به المخاطر من كل اتجاه، من «تعريض النقد الوطني للخطر، أو بروز مؤشرات سلبية عن وضع امني»، من جرّاء معلومات الأجهزة الأمنية عن عمليات «داعش» أو إعادة طرابلس إلى أجواء التوتير السياسي بعد التوتير العسكري، وفقاً بما كشف عنه النائب وليد جنبلاط في مقابلة تلفزيونية مع L.B.C.I، جرى تقديمها من الخميس إلى الأحد بسبب توقف البرامج السياسية في شهر رمضان.

ولم يخف جنبلاط من ان يكون النظام السوري في معرض البحث عن فتنة «لانو بعد بيلعب فينا»، داعياً الرئيس سعد الحريري إلى عدم الانجرار إلى تشنج، وأن يبقى صوت الاعتدال والاستمرار في الحوار مع «حزب الله»، متوقفاً عند مواقف إقليمية متشددة لتركيا وبعض الدول كان لها دور في ما وصفه بـ«مؤامرة على الحريري داخلية وخارجية»، موجهاً نصيحة إليه بأن «يحترس من أقرب النّاس إليه في داره»، ملاحظاً ان لا فرق بين الوزيرين نهاد المشنوق واشرف ريفي، رافضاً ان يذهب لبنان إلى «ساحة صراع عربي – ايراني»، داعياً كلاً من الرئيس الحريري والسيّد نصر الله (الأمين العام لحزب الله) عدم الوقوع بالخطأ، مخاطباً نصر الله بالقول: «لبنان أهم من اليمن وسوريا»، رافضاً السير بالتمديد للمجلس النيابي أو اجراء الانتخابات على أساس قانون الستين، منتقداً الموقف المسيحي (القوات والكتائب) من تعطيل المجلس النيابي، ملمحاً إلى إمكان تعديل موقفه من ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة الأولى بعد إعلان «تفاهم معراب»، مدافعاً عن قناعته بأن «التنازل أهم من الفتنة».

وفي الشأن البلدي، وصف جنبلاط تعاطفه مع لائحة «بيروت مدينتي» بأنها «أهضم» مدافعاً عن عدم تقاسمه الحصص مع الأمير طلال أرسلان، معرباً عن اهتمامه بما حصل في كفرنبرخ بين الاشتراكيين و«القوات»، كاشفاً انه بصدد معاقبة حتى مرافقيه إذا تجاوزوا، وانه استبعد كلا من الوزير اكرم شهيب والنائبين علاء الدين ترو وغازي العريضي، وأمين السر العام ظافر ناصر في إطار المساءلة والمحاسبة.

ولم يتأخر الرئيس الحريري في الرد على دعوة جنبلاط، فغرد عبر «تويتر» قائلاً: «يا صديقي وليد بك خط الاعتدال مش موقف اخذناه، هو فعل قمنا به، الحسرة على يلي عم يقاتل في سوريا واليمن، نحن مشوارنا طويل وليد بك بدها صبر وحكمة».

ومع هذه الصورة التي تعكس السباق بين الاعتدال والجنوح إلى التطرف، تعود اللجان النيابية في بحر الأسبوع الطالع إلى عقد جلستين غداً والخميس لبحث قانون الانتخاب من أجل التوصّل إلى قانون حل وسط يسمح باجراء الانتخابات النيابية، سواء المبكرة أو في موعدها لمنع الانزلاق إلى خيارات التمديد أو المقاطعة، ولانقاذ النظام السياسي الذي يتآكل تحت ضربات الفساد والعجز والعقوبات الأميركية والتهديدات الأمنية.

ومن المؤكد من المواقف التي سيعلنها كل من الرئيس الحريري والسيّد نصر الله في اطلالات رمضان ستؤثر على المنحى الذي يمكن ان تسلكه التطورات، لا سيما في ما خص الحوار الثنائي، وسط أجواء لدى «حزب الله» ان تيّار «المستقبل قد ينسحب منها، وما هو مصير الاستحقاق الرئاسي مع تزايد القناعات السياسية والدبلوماسية بأن فرصة النائب سليمان فرنجية قد تراجعت إلى ما دون 50 في المائة.

لكن مصدراً في تيّار «المستقبل» نفى أن يكون هناك اتجاه لدى التيار بإعادة النظر في حواره الثنائي مع «حزب الله»، داعياً إلى انتظار ما سيعلنه الرئيس الحريري في إفطار غروب يوم الخميس المقبل من مواقف في شأن المستجدات السياسية.

في هذا الإطار، رأت مصادر سياسية أن كلام وزير الداخلية حول ترشيح فرنجية وظروفه قد يكون الضربة التي أطاحت به بعدما كشف النائب جنبلاط أن فرنجية ذهب بعيداً عندما زار باريس للاجتماع مع الرئيس الحريري، وهذا الأمر لم يرح السوري.

وتساءلت المصادر عمّا إذا كان النائب عون يقبل في البحث عن بديل له كمرشح للرئاسة كالعميد شامل روكز أو أي شخص آخر يسميه هو، باعتبار أن حزب الله لا يزال متمسكاً بترشيح عون، أو اعتباره الممر الإلزامي للرئاسة الأولى.

وفيما لوحظ في هذا الإطار انتقاد صحيفة «عكاظ» السعودية للوزير نهاد المشنوق على تصريحاته الأخيرة واصفة إياها بأنها كانت بمثابة «دعسة ناقصة» لسياسي يمتلك طموحاً لمناصب أعلى، جدد السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري استغرابه لتصريحات الوزير المشنوق وتحميله مسؤولية الفشل السياسي للمملكة والقيادة السابقة لها، كاشفاً بأن تأكيدات تبلغها بأن لا علاقة للرئيس الحريري ولا لتيار المستقبل بها، رافضاً أن تكون المملكة «شمّاعة» لمن يريد أن يلومها على شيء لم يوفق على إنجازه في بلده.

سد جنّة

وفي ما خص مجلس الوزراء، كشف النقاب عن أن متابعة البحث في سد جنة ستنطلق من دراسات وتقارير لخبراء مثل مدير معهد البحوث العلمية الدكتور معين حمزة الذي وضع بين يدي الرئيس تمام سلام تقريراً منذ ستة أشهر توقف فيه عند مخاطر بيئية على تنفيذ السد في منطقة نهر إبراهيم، وانه بناء على ذلك فان وزير الزراعة سينسحب من تأييد تنفيذ مشروع السد بعد المعلومات والتقارير التي وصلت إلى قيادة الحزب الاشتراكي.

وقال مصدر وزاري مطلع أن الرئيس سلام متمسك بمقاربة هذا الموضوع من زاوية فنية – علمية – تقنية وليس من زاوية سياسية باعتبار أن لا خلاف على سياسة بناء السدود، وأن مائة مليون دولار التي انفقت ربما تكون موضع مساءلة، مع العلم أن تكلفة المشروع لا تقل عن 300 مليون دولار.

غير أن مصادر وزارية لم تشأ أن تؤكد أو أن تنفي إمكان بحث الملف داخل الحكومة مرّة ثانية في مجلس الوزراء الخميس المقبل، بانتظار استكمال كل النقاط حوله، مشيرة إلى أن أي بحث في الملف مجدداً من دون رغبة في معالجته يعني أن بنود جدول الأعمال الذي لا يزال قيد البحث قد لا تشق طريقها نحو الإقرار.

وقالت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني لـ«اللواء» أن الحلول يجب أن تكون فنية، وإذا بقي الملف يناقش سياسياً فان الأزمة ستطول، لافتة إلى إمكان استدعاء خبراء ومسؤولين لسؤالهم عن الملف وآثاره البيئية.

اما بالنسبة إلى ملف جهاز أمن الدولة، فقد علمت «اللواء» أن الوزراء لم يتسلموا أي تُصوّر جديد حوله، علماً أن الوزير ميشال فرعون الذي يلاحق هذا الملف عقد اجتماعا في الأسبوع الماضي مع الرئيس سلام بعيداً من الإعلام تركز حوله، استناداً إلى العديد من الملفات القانونية والإدارية والتنظيمية المختصة بهذا الجهاز.

وأشارت مصادر متابعة إلى أن الرئيس سلام أصبح على اطلاع كامل على تفاصيل الملف، لافتة إلى أن الأجواء بدأت تأخذ منحى ايجابياً مع بروز معلومات عن حل موضوع «داتا» الاتصالات التي يطلبها الجهاز، بالإضافة إلى اقتراب موعد إحالة نائب مديره العميد محمّد الطفيلي على التقاعد في 27 الشهر الحالي.

وأعرب الوزير فرعون لـ«اللواء» عن اعتقاده بأن يطرح الرئيس سلام حل هذا الموضوع على جلسة الحكومة الخميس في حال أصبحت لديه كل المعطيات المتعلقة به والتي كان ينتظرها، إلا أنه أشار إلى انه في حال لم يتم طرح الملف هذا الأسبوع فسننتظر اسبوعاً آخر لنثير هذا الأمر مع رئيس الحكومة.

يوم التجاوزات

في غضون هذه التطورات السياسية، سجلت أمس، مجموعة حوادث أمنية كانت لافتة إلى حدّ انها شكلت ظاهرة ملفتة، من بينها حوادث سير ذهب ضحيتها قتلى في زحلة والبترون، بالإضافة إلى جرائم قتل وحوادث متفرقة، فيما دهمت قوة من الجيش منزل في مجدل عنجر، وأوقفت صاحبه مع سوري كان برفقته بعد ان ضبطت من المنزل حزاماً ناسفاً وبندقية حربية وكمية من الذخائر وقنابل يدوية.