برّي وعسيري لدعم قوى الإعتدال.. ودرء الفتنة
الحملة السعودية على المشنوق تتواصل.. ورهان عوني على إستدارة جنبلاط
ما تزال مفاعيل النقاشات التلفزيونية والمقابلات تتصدر مواضيع الاهتمام السياسي، نظراً لما ترتب عليها من تداعيات سياسية لم تقتصر على طرف أو فريق.
وبقدر ما ساهمت هذه التداعيات في خلط الأوراق، رفعت من منسوب المخاوف، خشية من تراخي السقف السياسي الذي يحمي الاستقرار، ويجعل من الوحدة الوطنية الداخلية سداً قوياً في مواجهة نقل الفتنة، حيث من الممكن للقوى المتربصة بالبلد واستقراره أن تنفذ إلى الداخل، أو تحجز أمكنة قريبة لها عند الحدود.
وهذه الوقائع، حضرت لدى زيارة السفير السعودي علي عواض عسيري إلى عين التينة، انطلاقاً من الحرص السعودي – اللبناني المشترك على الحفاظ على الاستقرار العام في البلاد، وفي ضوء الدعم الذي يتلقاه رئيس تيّار المستقبل الرئيس سعد الحريري من كل من رئيس المجلس نبيه برّي ورئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط، بالنظر إلى الموقع الذي يمثله رئيس تيّار «المستقبل» من قوة اعتدال من الضروري أن لا تتعرّض إلى أي وهن أو ضعف، نظراً لدور تيّار «المستقبل» في ترسيخ الاستقرار، سواء عبر المشاركة في حكومة «المصلحة الوطنية» أو الحوار الثنائي مع حزب الله، أو المشاركة بفعالية في طاولة الحوار الوطني من أجل إنتاج قانون جديد للإنتخابات، تعمل اللجان النيابية المشتركة بعد انتهاء الدورة العادية للمجلس على تكثيف الاجتماعات بهدف التوصّل إلى نقاط مشتركة من أجل إقرار قانون جديد والذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة لإعادة تكوين السلطة وإظهار الأحجام الحقيقية للقوى السياسية، بعيداً عن المزايدات والحسابات الخاطئة غير الواقعية والموهومة.
ونقل زوّار الرئيس برّي عنه أن الانتخابات البلدية أفرزت إتجاهات واضحة لدى قطاعات واسعة من الشعب اللبناني للتغيير، يصبح معه من غير الممكن الذهاب إلى تمديد ثالث للمجلس أيّاً كانت الاعتبارات.
وحسب أوساط رئيس المجلس، في معرض تقييم الانتخابات البلدية في طرابلس والضجة التي أثارتها التصريحات الأخيرة للوزير نهاد المشنوق، أن اعتدال الحريري هو مطلب لبناني يتجاوز الطوائف والمناطق في هذه اللحظة الإقليمية والدولية الصعبة التي تمر بها المنطقة ويتأثر بها لبنان.
ووصفت هذه الأوساط إعتدال الحريري بأنه ساعد كثيراً على إقامة الحوار مع «حزب الله» وأن رئيس تيّار «المستقبل» ليس في وارد الانجرار إلى مواقف تصعيدية أو التراجع عن الإنفتاح.
وفي قراءة رقمية للخروقات بين الأصوات التي نالها الفائزون على لائحة وزير العدل أشرف ريفي وتلك التي نالتها اللائحة الخاسرة، فإن خروقات ضئيلة بين اللائحتين، الأمر الذي ينفي أن تكون طرابلس محطة للتطرّف، وأن الطرابلسيين بغالبيتهم الساحقة هم مع العيش المشترك والاعتدال، ولا يرغبون بالعودة إلى أيام الحرب السوداء بين التبانة وجبل محسن.
حملة الإعلام السعودي
في هذا الوقت، واصلت الصحافة السعودية التعبير عن الاستياء المباشر من تصريحات الوزير المشنوق التي بقدر «ما أساءت إلى الرئيس سعد الحريري أساءت أيضاً إلى المملكة العربية السعودية» على حدّ وصف أحد كتّاب المقالات في جريدة «العرب» اللندنية والقريبة من دوائر القرار السعودي.
ونسبت «العرب» إلى مسؤول مقرّب من الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل، وصفه الكاتب بأنه من «نجوم تلك المرحلة، قوله «أن المشنوق يعيرنا بزيارة الملك عبد الله إلى سوريا من دون تذكر ظروفها ونتيجتها المباشرة، في تلك الفترة حيث برزت رهانات دولية على تحسين سلوك نظام الأسد كمقدمة لفك ارتباطه عن إيران.. ولم يتزحزح الملك عبد الله في مباحثات س – س الشهيرة قيد إنملة عن مصالح بلاده وعن سيادة لبنان».
وتابع المسؤول الرفيع أن «إنتقاد زيارة دمشق في هذا الزمن سهل، لكن قراءة الظرف الدولي في لحظتها هو المنطلق السليم للحكم الموضوعي عليها، والمملكة تستحق الشكر لأنها أوقفت المباحثات ورفضت التنازل مطلقاً لإيران والأسد».
وأشار المسؤول الرفيع في كلامه «للعرب» اللندنية: «لولا مواقف الملك عبد الله بعيد اغتيال الرئيس الحريري لكان نهاد المشنوق في منفاه الأوروبي أو في سجن تدمر لا عضوا في الحكومة اللبنانية».
وعلّقت الصحيفة على كلام المشنوق من أن الحريري لا يفعل شيئاً من دون توجيه السعودية بأنه «اقترف
أكبر إساءة في حق سعد الحريري قبل المملكة، إذ يتطابق كلامه مع اتهامات أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله للحريري، فالشيخ سعد في نظر المملكة زعيم وحليف».
ولاحظت الصحيفة أن المشنوق «فقد توازنه بسبب انتصار الوزير ريفي الطرابلسي، كما أن صعود ريفي أثبت أن الخوف من تشرذم السنة لن يحصل»، معتبرة أن «تصريحات المشنوق الأخيرة أطلقها عمداً لإغراق سعد الحريري أكثر وتمهيداً لانشقاقه عن تيّار «المستقبل»، واستفتاحاً لارتباطه الاقليمي الجديد بعيداً عن المملكة».
وأردف الكاتب قائلاً: «يذكرني المشنوق بمشروع حزب الله «سرايا المقاومة»، أي الطابور السني الخامس»، متسائلاً: «بعد كل هذا كيف دخل المشنوق إلى دائرة الحريري الضيقة والمؤثرة؟».
(راجع المقال في ص3)
مواقف جنبلاط
سياسياً، التقط «التيار الوطني الحر» تصريحات النائب جنبلاط حول إمكانية قبول النائب ميشال عون مرشحاً لرئاسة الجمهورية والسير به، واعتبرها تقدماً في الاتجاه الصحيح.
وكشف مصدر نيابي عوني أن تكتل «التغيير والاصلاح» في اجتماعه بعد ظهر اليوم سيدرس الموقف بعد تصريحات جنبلاط، فيما اشارت معلومات إلى أن وزير الصحة وائل أبو فاعور ستكون له زيارة اليوم إلى الخارج موفداً من النائب جنبلاط من دون ان يُحدّد الوجهة التي يقصدها.
ولفتت مصادر في «التيار الوطني الحر» لـ«اللواء» إلى أن تصريحات جنبلاط، وقبلها تصريحات النائب سليمان فرنجية أظهرت وكأن هناك كلمة سر للوصول إلى اتفاق حول شخص المرشح لرئاسة الجمهورية، ملاحظة بأن الأمور بدأت تتسارع بعد نتائج الانتخابات البلدية، والتي أكدت ضرورة الوصول الى حلول في ما خص قانون الانتخاب والانتخابات النيابية ورئاسة الجمهورية.
وكشف القيادي في التيار الوزير السابق ماريو عون في هذا السياق بأن العماد عون متفائل بالوصول إلى انتخابات رئاسية في هذا الصيف.
مجلس الوزراء
في هذا الوقت، علمت «اللواء» أن الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس ستوجه اليوم، وأن تأخير توجيه الدعوة للوزراء مرده أن الجلسة مخصصة فقط لمناقشة جدول الأعمال الذي لم يناقشه الوزراء في الجلسة السابقة، بسبب انهماكهم في بحث ملف سد جنة.
وفي هذا الخصوص، كشف مصدر وزاري لـ«اللواء» أن معلوماته تُشير إلى أن النقاش حول سد جنة عند إعادة إثارة الموضوع في جلسة من جلسات مجلس الوزراء المقبلة، سيكون التيار العوني أقل تشدداً من زاوية مقاربة الموضوع بيئياً فقط، لكن المصدر نفسه تحدث عن عقدة أخرى برزت حيال جهاز أمن الدولة وتتعلق باقتراح يمكن ان يحمله إلى المجلس أحد الوزراء ويقضي بعدم تسريح العميد محمّد الطفيلي نائب مدير الجهاز، كما حدث أكثر من مرّة بالنسبة لمدير المخابرات السابق ادمون فاضل، الا ان هذا الاقتراح سيجابه بمعارضة وزراء حزب الكتائب وزراء اخرين، بحسب ما أكّد وزير الاقتصاد آلان حكيم لـ«اللواء» بأنه بعد إجراء الانتخابات البلدية بشكل ناجح أصبح التمديد ممنوعاً منعاً باتاً من الآن فصاعداً وفي مختلف المجالات، لكن حكيم أبدى تفاؤلاً بإيجاد الحل الناجح لملف جهاز أمن الدولة طالما أن الملف في أيدي الرئيس تمام سلام الذي سيعاود نشاطه في السراي اليوم والذي «لنا ملء الثقة به»، مشدداً على موقفه الثابت بعدم السماح بمرور أي قرار يتعلق باعتمادات مالية لأي مؤسسة أمنية قبل حل الموضوع المالي للجهاز (راجع ص2).
وفي جانب وزاري متصل، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر بعد اجتماع عقده أمس للجنة الإدارية الأمنية المعنية بشؤون مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، أن منظمة الطيران الدولي (ICAO) قررت رفع إسم لبنان عن هواجس السلامة العامة (SSe) في مجال إصدار شهادات الاستثمار الجوي، متحدثاً عن الخطوات الجارية والمخصصة لمتابعة أمور تعود إلى قطاع الطيران والنقل الجوي وإجراءات إدارية تتعلق بملفي سور المطار وجرارات الحقائب وملف رفع مستوى الحماية الأمنية بهدف تعزيز أمن المطار.