Site icon IMLebanon

حراك سياسي يخرق عطلة الفطر: النفط وقانون الإنتخاب

حراك سياسي يخرق عطلة الفطر: النفط وقانون الإنتخاب

الحريري يدعو حزب الله لصحوة ضمير بعد التفجيرات ضد المملكة

بدءاً من اليوم، وعلى امتداد أيام الاسبوع: غداً الأربعاء أوّل أيام عيد الفطر السعيد، وبعده الخميس ثاني ايام العيد، وحتى مطلع الأسبوع المقبل، تكون البلاد والعباد في عطلة الفطر السعيد، تواصل وتراحم ومعايدات، فيما اعتذرت مراجع رسمية وروحية عن عدم استقبال المهنئين، وإن كانت المناسبة فرصة لتحدي «موجة الإرهاب والتفجيرات الانتحارية» والتي وصفها الرئيس تمام سلام «بالظلامية»، إن على مستوى الاجراءات الأمنية التي رفع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص درجتها إلى 100 في المائة، مع استمرار الدوريات الراجلة والمؤللة والحواجز الطيارة والثابتة للجيش والقوى الأمنية الأخرى.

وفي الجانب الاقتصادي الحركة في الأسواق، رغم الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة، فضلاً عن الجانب السياحي، حيث يتوافد المغتربون اللبنانيون إلى بلدهم وكذلك السيّاح الأجانب، في رهان على الأمن اللبناني وتحد لإرادة التخريب والتوتير والتفجير التي تنتقل من عاصمة عربية إلى أخرى، حيث حطت، أمس، في المملكة العربية السعودية، وسط أوسع إدانة وتضامن مع المملكة ضد الأيدي الآثمة التي حاولت ان تعبث بأمنها وبأمن الأماكن المقدسة في هذه المرحلة العصيبة من حياة الأمتين العربية والإسلامية.

ومثلما اجتمع اللبنانيون على إدانة التفجيرات التي استهدفت بلدة القاع الجريحة، وبعدها في اسطنبول والكرادة في بغداد، كان إجماعهم واسعاً أمس في إدانة التفجيرات والهجمات الإرهابية الجبانة التي شهدتها المملكة العربية السعودية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، والتي استهدفت المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وأحد المساجد في منطقة القطيف، بعد محاولة التفجير في جدّة.

وقال الرئيس سعد الحريري في بيان أن استهدف الحرم النبوي الشريف يثبت لمن لا يزال بحاجة إلى إثبات أن من يقومون بهذه الأعمال الجبانة لا يمتون للاسلام ورسوله بصلة، بل إنهم في حرب مفتوحة ضد ديننا الحنيف وعلى أرض حرميه الشريفين.

وشدّد الرئيس الحريري على أن كل المسلمين يقفون إلى جانب المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في هذه المواجهة المفتوحة بينها وبين فئة الضلال والإرهاب والفتنة، معرباً عن قناعته بأن المملكة ستنتصر في هذه المواجهة.

وفي تغريدة له على «تويتر» دعا الرئيس الحريري «حزب الله» من دون أن يسميه إلى صحوة ضمير، وقال «إن الذين أمضوا رمضان يكذبون على النّاس زاعمين أن السعودية تمول وتدعم «داعش» مدعوون لصحوة ضمير بعد هجمات «داعش» الانتحارية الإرهابية على المملكة.

كذلك دان الرئيس نجيب ميقاتي الاعتداء الآثم الذي طال المدينة المنورة، مؤكداً هو والوزير أشرف ريفي أن المسلمين يقفون صفاً واحداً في الدفاع عن أمن المملكة في مواجهة التطرف والإرهاب.

وفي موقف لافت، دان «حزب الله» أيضاً التفجيرات في المملكة، معتبراً انها «مؤشر آخر على استخفاف الارهابيين بكل مقدسات المسلمين، وبكل ما اجمعوا على احترامه من أيام وأماكن، بما يُؤكّد انسلاخهم عن الأمة والدين الحنيف، مشيراً إلى أن «هذا الوباء الخطير بات بحاجة إلى معالجة جدية ومختلفة وتضامن سياسي وشعبي واضح لاجتثاث هذا الورم الخبيث من جذوره».

وكان الرئيس تمام سلام لفت في بيان اعتذاره عن عدم تقبل التهاني بعيد الفطر، إلى أن المعركة مع الإرهاب طويلة ومن شروط الانتصار فيها عدم الاستسلام للهلع الذي يريد الارهابيون زرعه في نفوس اللبنانيين أو الانقياد للفتنة، وتستدعي تحصين الاستقرار بمناخ سياسي وطني ملائم يشكل انتخاب رئيس الجمهورية ركيزته الأولى.

حركة في اتجاهات

ورغم انهماك اللبنانيين بالتحضير لتمرير أيام العيد باطمئنان وأمان، تكشف مصادر المعلومات عن حركة لم تهدأ منذ ما قبل نهاية الشهر الماضي، وتسير في اتجاهات عدة ابرزها:

1 – حركة الاتصالات الجارية بين فريق تقني سياسي يمثل «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي، ويحتل قانون الانتخاب حجر الزاوية في البحث بين الجانبين في ضوء المنطلقات التي أرساها اللقاء المطوّل بين رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير  جعجع، وفي مقدمها القانون المختلط الذي يجمع بين الأكثري والنسبي، والذي تشارك الجانبين فيه كتلة «المستقبل»، إضافة إلى التأكيد على أهمية إجراء الانتخابات بصرف النظر عن التوصّل أو عدم التوصّل إلى قانون انتخابي جديد، ولكن على أساس لا تمديد مرّة ثالثة للمجلس النيابي الحالي.

2- التحضيرات الجارية، إذا صحّت أوساط «التيار الوطني الحر» لعقد اجتماع بين الرئيس نبيه برّي ورئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون، للبحث في مرحلة ما بعد التفاهم النفطي بين حركة «أمل» و«التيار الحر» والذي من شأنه أن يضع ملف النفط على جدول أعمال أول أو ثاني جلسة نظامية لمجلس الوزراء، وذلك بعد عودة الرئيس سلام من قمّة نواكشوط العربية، التي تعقد في العاصمة الموريتانية في 24 تموز الحالي.

وأذا صحّت التوقعات العونية أيضاً، فإن البحث سيتطرق إلى مبادرة الرئيس برّي حول السلة المتكاملة، والتي مُنيت بانتكاسة، في ضوء ما نشرته «اللواء» عن شروط إيرانية ربطت التسوية في لبنان ببقاء الأسد في سوريا، الأمر الذي ترفضه عواصم عربية معنية وقوى وازنة في الداخل اللبناني.

3- وعلى الخط السياسي، كشفت مصادر في «القوات اللبنانية» عن أن هناك وسطاء يعملون بين عين التينة ومعراب في إطار تحرك جعجع من أجل قانون انتخاب جديد، وبعد اللقاءين مع كل من الرئيس سعد الحريري والنائب جنبلاط.

لكن هذه المصادر لم تجزم بأن لقاءً سيعقد بين برّي وجعجع، مضيفة: «رمينا الشبكة وحصيلة الصيد قد تستغرق وقتاً».

ملف النفط

4- وفيما خصّ موضوع النفط، أوضح وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج لـ«اللواء» أن لا مشكلات في مرسومي النفط ودفتر الشروط، وأن ما أعاق إقرارهما كانت الخلافات السياسية وليست التقنية.

وفي المقابل، قالت مصادر وزارية أن وصول المرسومين كما أعدّا إلى مجلس الوزراء سيتيح تمريرهما داخله.

وأشارت هذه المصادر إلى أن أي دعوة لاجتماع اللجنة الوزارية لم توجّه إلى الوزراء الأعضاء بعد، متوقعة أن تتم بعد عيد الفطر مباشرة.

5- وفي الأجندة الحكومية، تتجه الأنظار إلى الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء في الثلاثاء المقبل، إذ من المقرّر أن يستمع الوزراء إلى التقرير المالي الذي بات جاهزاً، والذي سيعرضه وزير المال علي حسن خليل بعشرات الصفحات، معززاً إيّاه بأرقام وإحصاءات وبيانات، وآراء خبراء وخبرات.

ولم تستبعد هذه المصادر إستيعاب مدير عام المالية آلان بيفاني إلى الجلسة ليشرح، ربما بواسطة لوح إلكتروني الواقع المالي، والمخاطر التي تتهدد المالية العامة، والإجراءات المطلوبة، سواء عبر إقرار الموازنة أو ترشيد الإنفاق، أو وضع قانون ضريبي للنفط.

زيارة ايرولت

6- ديبلوماسياً، يبدأ الأسبوع الأول ما بعد الأعياد بزيارة وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت والذي يحمل في حقيبته ثلاثة ملفات تشترك بلاده مع لبنان فيها: أوضاع النازحين السوريين، والاقتراحات المتداولة في الاجتماعات الدولية بشأن مصيرهم، وما يمكن أن يقدّم إلى لبنان من مساعدات مالية وعينية، وأخرى تتعلق بالمدارس والحصص الغذائية التي تساهم فيها فرنسا والاتحاد الأوروبي ضمن خطة إيواء اللاجئين ورعايتهم، والذي ترعاه الأمم المتحدة.

أما الملف الثاني فيتعلق بالإرهاب والمساعدة التي تقدمها فرنسا للجيش وقوىالأمن الداخلي في إطار برنامج التدريب والتسليح المعمول به بين الدولتين، وفي إطار التقدير الأوروبي والدولي لدور الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية في مواجهة الإرهاب وإحباط مخططاته قبل وقوعها، والاطلاع على الخبرة اللبنانية على هذا الصعيد.

أما الملف الحيوي الثالث فيتعلق بانتخابات الرئاسة وإنهاء الشغور الرئاسي، والدور الفرنسي في هذا المجال، حيث تؤكد الأوساط الفرنسية للقيادات اللبنانية التي تلتقيها، أن باريس ما تنفك تعمل مع واشنطن والفاتيكان والرياض وطهران لإيجاد تسوية تتيح انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وكشف مصدر مطّلع لـ«اللواء» أن ايرولت الذي تستمر زيارته إلى بيروت يومين، سيلتقي الرئيس سلام يوم الثلاثاء في السراي الكبير.

ولم يستبعد المصدر أن يتطرق البحث إلى عزم لبنان على البدء بتلزيم بلوكات النفط والغاز في مياهه الإقليمية.

6- وفي ما خصّ القمة العربية، فإن الرئيس سلام هو الذي سيرأس الوفد اللبناني إلى القمة العربية الدورية، يرافقه وزير الخارجية جبران باسيل.

ويعلّق لبنان أهمية على هذه القمة التي يفترض أن تلمّ شمل العرب، وتسعى لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لكبح جماح العمليات الإرهابية والإجرامية التي تطال العواصم العربية من مشرقها إلى مغربها، والبحث في خطة عربية لمواجهة هذا الداء السرطاني الذي لا يمتّ بصلة للإسلام ولا للمسلمين.

تدابير العيد

أمنياً، وعشية العيد، أعلنت قيادة الجيش ان وحداتها باشرت تنفيذ تدابير أمنية استثنائية حول دور العبادة ومحيطها والطرق الرئيسية وأماكن التسوّق والمرافق السياحية، وتشمل هذه التدابير انتشاراً للعناصر وتسيير دوريات راجلة ومؤللة، وإقامة حواجز ثابتة ومتحركة وتركيز نقاط مراقبة.

وكان الجيش أنهى أمس عمليات المداهمة التي أطلقها صباحاً في منطقة مشاريع القاع، حيث تمت مصادرة عدد من الدراجات النارية، فيما تمّ توقيف 35 من المخالفين أفرج عن 25 وأبقى على 10 منهم رهن التحقيق.

وجاءت هذه العملية، وسط معلومات عن تجدد الاشتباكات بين تنظيمي «داعش» و«النصرة» في جرود عرسال ورأس بعلبك حيث أفيد عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.