IMLebanon

إجراءات الأمن ووحدة الفطر تعزِّزان الإنفراج في العيد

إجراءات الأمن ووحدة الفطر تعزِّزان الإنفراج في العيد

سلام إلى السعودية مرتاحاً للتدابير الأمنية.. وإيرولت يتجاوز إرجاءً ثانياً لزيارته

وسط موجة مميتة من العمليات الإنتحارية والإرهابية التي حطت في الحسكة السورية في يوم الصوم الأخير من شهر رمضان المبارك، في سياق سلسلة من الهجمات، ضربت المسجد النبوي الشريف في المدينة المنوّرة وأهدافاً مدنية أخرى في القطيف وجدة، بعد عملية إجرامية كبرى في الكراده، أحد الأسواق الشعبية المقصودة على مدار السنة في بغداد، ولا سيّما في شهر رمضان، سمحت الخطة الأمنية التي نفّذتها وحدات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي التي نشرت أفراداً في غير منطقة بثياب مدنية، للمواطنين التجوّل في الشوارع التجارية من الحمرا إلى مار الياس وبربور، فضلاً عن أسواق الوسط التجاري، لإيصال رسالة أن إرادة الحياة والتمسّك بالإستقرار الأمني والإستقرار العام، أقوى من أي محاولة لإعادة عقارب الساعة أمنياً إلى الوراء، وربط لبنان بدوامة العنف الجارية في معظم عواصم المنطقة العربية، وصولاً إلى دول آسيا الإسلامية، من باكستان إلى أندونيسيا.

وأكّدت قيادة الجيش في بيان لها أن وحدات الجيش تنفّذ تدابير أمنية استثنائية حول المساجد والحسينيات وأماكن التسوّق والمرافق السياحية، وتقاطع الطرقات العامة والمصارف.

وتشمل هذه التدابير إنتشار وحدات الجيش وتسيير دوريات راجلة ومؤللة وإقامة حواجز ثابتة ومتحرّكة ونقاط مراقبة.

ودعا الجيش المواطنين، سواء في السيّارات أو الأسواق إلى الالتزام بالإجراءات والتدابير الأمنية، حفاظاً على أمنهم وسلامتهم.

أما خارج العاصمة، فتمكنت دوريات الجيش من توقيف مطلوبين في الشويفات ومحلّتي ضهر الرمل والزاهرية في طرابلس، وضبطت بنادق كلاشينكوف ومسدسات حربية وقنابل يدوية وأجهزة لاسلكية.

وفي الزهراني اعتقلت دورية من الجيش 4 نازحين سوريين ليس في حوزتهم أوراقاً ثبوتية، كما أوقفت وحدات الجيش في محلّتي الشراونة وتل الأبيض في بعلبك مطلوباً للعدالة، كما صادرت قذائف آر بي جي من مخزن أسلحة، فضلاً عن 70 ألف طلقة عائدة لبنادق حربية.

ونسب زوّار الرئيس تمام سلام عنه قوله أن الدولة أخذت أقصى ما يمكن من تدابير وفقاً لقدراتها الحالية، وأشاروا إلى أنه مرتاح لهذه التدابير، لكنه قلق من الوضع الذي يعصف في المنطقة، ويؤشر إلى ارتفاع منسوب العنف والإرهاب، مستبعداً، في ضوء ذلك وفقاً للزوار، أن تشهد البلاد بداية حلحلة تسرّع إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وساهمت هذه الإجراءات، بالإضافة إلى تزامن يوم العيد واحداً عند كل المسلمين، بعد بيان دار الفتوى أمس الأول، وبيان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مساء أمس، في إضفاء أجواء من الاطمئنان، مع العلم أن معظم المراجع الروحية والقيادات السياسية الإسلامية اعتذرت عن تقبّل التهاني في المناسبة.

وأعرب الرئيس سعد الحريري في بيانه وجّهه إلى اللبنانيين والمسلمين في مناسبة عيد الفطر، عن أمله في تعزيز أواصر التقارب والتلاقي بين كل الأطراف اللبنانية بما يؤدي إلى حل الأزمة السياسية، وإعادة تحريك دورة الحياة السياسية والاقتصادية. وعزا الاعتذار عن قبول التهاني إلى وجوده خارج لبنان.

سلام في مكة

ومساء أمس، غادر الرئيس سلام بيروت إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة ونقل تضامن لبنان إلى المسؤولين في المملكة ضد الاعتداءات الإرهابية التي ضربت المملكة عشية عيد الفطر، انطلاقاً من الروابط بين لبنان والسعودية والمكانة التي تحتلها في ضمير اللبنانيين الذين لم ينسوا ما قدّمته للحفاظ على الاستقرارين الاقتصادي والسياسي، ووقوفها على مسافة واحدة من جميع الأطراف اللبنانية.

وفيما أبرق الرئيس نبيه برّي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مستنكراً التفجيرات، وأكد الرئيس الحريري أن كل المسلمين يقفون إلى جانب المملكة في مواجهة الإرهاب، أعربت القيادات والفعاليات اللبنانية عن إدانتها للتفجيرات الإرهابية، معتبرة أنها تستهدف دور المملكة في الدفاع عن القضايا العربية والمعنى الحقيقي للإسلام (راجع ص3).

وقبيل مغادرته بيروت، التقى الرئيس سلام في السراي الكبير رئيس خلية الأزمات في الخارجية الفرنسية السفير باتريس باولي، في إطار التحضيرات الجارية لزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إلى بيروت يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع المقبل.

كما كانت للرئيس سلام جولة لاستعراض الوضعين الأمني والسياسي مع القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة في لبنان داني هيل.

ايرولت والنفط

وعلمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية أن عودة الملف الرئاسي اللبناني إلى المربع الأوّل كادت ترجئ زيارة ايرولت للمرة الثانية.

وعزت هذه المصادر فكرة ايرولت إلى أن كبار المسؤولين الفرنسيين باتوا على قناعة أن لا إمكانية الآن لخرق جدار الأزمة الرئاسية في الوقت الراهن، بسبب ما وصفته المصادر بالتصلب الإيراني.

لكن مصادر في «التيار الوطني الحر» لفتت إلى أن الهدف الرئيسي من زيارة ايرولت قد يكون نقل تطمينات فرنسا بأنها لا تزال معنية بإنهاء الشغور الرئاسي وعدم توطين النازحين السوريين في لبنان.

وأشار مصدر في «القوات اللبنانية» إلى أن مهمة رئيس الدبلوماسية الفرنسية دونها عقبات، لكن الجانب الفرنسي أبلغ من يعنيه الأمر أن الجهود ستستمر ولا مكان لليأس.

وفي ما خص موضوع النفط، أشار وزير العمل سجعان قزي بعد زيارة السراي إلى أن هناك ملابسات تحيط بهذا الملف، في ضوء الاتفاق الثنائي بين «امل» و«التيار الوطني الحر»، مؤكداً أن القرار الأخير هو لمجلس الوزراء بوصفه صاحب سلطة القرار.

الا أن مصدراً في هيئة قطاع النفط أوضح أن مسألة تحديد البلوكات النفطية وآلية تلزيمها «لا تعود إلى رغبة الأفرقاء السياسيين، إنما هناك دفتر شروط واضح يتضمن معايير مالية واقتصادية وبيئية، ثم يتم تلزيم الشركة التي تقدّم أفضل العروض إضافة إلى اعتبارات عديدة أخرى، وبالتالي فان المؤكد في الأمر أن الموضوع تقني بحت، برغم الحاجة إلى قرار مجلس الوزراء في إطار جو سياسي ملائم، وإن الانطلاقة ستكون تقنية، فالوضع في لبنان لا يختلف عمّا هو في قبرص في ما يتعلق بآلية التلزيم وغيرها.

ولفت المصدر إلى أن الهيئة تستطيع ضمن مهلة عشرة أشهر تلزيم الملف، عبر الاعتماد على التلزيم التدريجي للبلوكات العشرة، مؤكداً أن الخطة منجزة، وننتظر إقرار المرسومين لندخل حيز التنفيذ.

أمن الدولة

وعود على بدء

وفي مجال اقتصادي آخر، يواصل وفد جمعية المصارف تحركه في العواصم الأوروبية لشرح الإجراءات اللبنانية في ما خص سلامة الوضع المالي والالتزام بالقرارات الدولية المالية، بما في ذلك العقوبات الأميركية، في حين تتجه الأنظار إلى وضعية جهاز أمن الدولة الذي اتخذ طابعاً طائفياً في الظاهر، بينما المشكلة إدارية تجسدت في حصول اشكالات في التعاطي من قبل مدير أمن الدولة مع رئيسه المباشر الذي هو رئيس الحكومة.

وفيما ستبقى هذه القضية في واجهة الاهتمام بعد الأعياد لإيجاد حل لها، تعود إلى الواجهة مجدداً قضية التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي بعد أن يكون مفعول التمديد السابق انتهى في آب المقبل.

وأعاد مصدر مسيحي التأكيد أن لا إمكانية لتعيين قائد جديد للجيش في ظل الشغور الرئاسي، مشيراً إلى أن أي تفكير آخر خصوصاً إذا أتى من طرف مسيحي نكون كمن نعطي مثالاً عاطلاً للعالم بأن لبنان لا يحتاج إلى رئيس للجمهورية.