IMLebanon

برّي يصف لقاء عون «بالمعايدة».. والنفط بند سجالي

السعودية تجدّد الإلتزام بلبنان.. وأجندة حافلة لإيرولت الإثنين

برّي يصف لقاء عون «بالمعايدة».. والنفط بند سجالي

مر قطوع عيد الفطر السعيد، بسلام وخير، من الناحية الأمنية، ونجحت الإجراءات التي اتخذت في توفير مناخات من الثقة سمحت للمواطنين بقضاء عطلة العيد بحيوية، نغصتها ضيق الظروف المعيشية، وأفق البطالة المستشرية، لكنها حفلت بحركة انفتاح لم تشهدها السنوات الماضية، فشاهد اللبنانيون في العيد رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون في عين التينة ودار الفتوى معايداً وداعماً للاتفاق النفطي، وباعثاً برسالة تقارب وانفتاح على تيّار «المستقبل»، في وقت كان رئيسه الرئيس سعد الحريري يمضي عطلة العيد في المملكة العربية السعودية، ويؤدي الصلاة إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الحرم الملكي.

والأبرز كان مشاركة الرئيس تمام سلام في صلاة العيد في الحرم الملكي في أوّل أيام العيد إلى جانب الملك سلمان.

وكان الرئيس سلام الذي غادر بيروت بعد ظهر الثلاثاء الماضي، تناول طعام الفطور إلى مأدبة الملك السعودي، وقدم التعازي إليه بضحايا الاعتداءات الإرهابية التي وقعت في المدينة المنورة وجدة والقطيف.

وقال رئيس الحكومة ان المملكة ستبقى قبلة المسلمين ورائدة الاعتدال والوسطية وحاملة لواء التضامن العربي والإسلامي.

وأكد ان المملكة العربية السعودية ستنتصر بوحدة أبنائها وقوتها على الإرهاب الظلامي والذي لا يمت للاسلام ولا للمسلمين بأية صلة.

وقرأت مصادر مطلعة، في لفتة الملك سلمان تجاه الرئيسين سلام والحريري، ان المملكة لن تتخلى عن لبنان، وهي لن تسمح بإضعاف مؤسساته أو إلحاقه بأي محور، وهي متمسكة ايضا بدعم القوى اللبنانية التي تعمل من أجل انتصار مشروع الدولة وحماية انتماء لبنان العربي، والتمسك بالدستور المنبثق عن اتفاق الطائف، وأن دعم قوى الاعتدال في لبنان من شأنه ان يُعزّز الاستقرار، ويمنع العاملين ضمن محاور معروفة من تحقيق مآربهم.

وتوقعت مصادر قريبة من السراي الكبير ان يعود الرئيس سلام إلى بيروت في غضون الساعات القليلة المقبلة، إذ من المتوقع ان يشهد الأسبوع الطالع برنامجاً دبلوماسياً وحكومياً حافلاً:

1- فالاثنين سيستقبل الرئيس سلام رئيس الدبلوماسية الفرنسية جان مارك ايرولت الذي ينقل رسالة تضامن واهتمام مع لبنان من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سواء في ما خص مواجهة أزمة النزوح السوري المتفاقمة ومتابعة الاجراءات المالية اللبنانية في ما خص قانون العقوبات الأميركي، فضلاً عمّا آلت إليه الاتصالات الدبلوماسية على صعيد الملف الرئاسي المترنح.

وعليه، فإن محادثات أيرولت التي تستمر يومين ستشمل رسمياً الرئيسين نبيه برّي وسلام ووزير الخارجية جبران باسيل، وروحياً البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يلتقيه الثلاثاء في إطار العلاقة التقليدية بين بكري وباريس.

وقال مصدر كنسي لـ«اللواء» ان أهمية اللقاء تنبع من ان الملف الرئاسي سيكون الأبرز، حيث سيضع أيرولت البطريرك الماروني في ما آلت إليه اتصالات الاليزيه لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، كما ان الراعي سيضعه في أجواء ما توفّر لديه من معطيات أثناء زيارته الحالية للولايات المتحدة، إضافة إلى الجهود التي يبذلها الكرسي الرسولي في روما.

وسياسياً، سيكون للوزير أيرولت لقاءات في قصر الصنوبر مع رؤساء وممثلي الأحزاب اللبنانية.

والملفت، وفقاً لزيارة الضيف الفرنسي اللقاء مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والذي وفقاً لدبلوماسي فرنسي يبعث برسالة اهتمام للاستقرار المالي والنقدي في لبنان، في ضوء التقارير التي تتحدث عن ضغط التباطؤ النمو الاقتصادي على الليرة اللبنانية، مع الأخذ بعين الاعتبار التداعيات غير السليمة للعقوبات الأميركية على «حزب الله» والتي تنعكس بشكل أبو بآخر على مجمل الوضع اللبناني.

وفي ضوء الصورة التي نقلها وفد جمعية المصارف إلى وزراء المال في دول الاتحاد الأوروبي.

2 – ويرأس الرئيس سلام، حكومياً، جلستين لمجلس الوزراء، الأولى استثنائية الثلاثاء وتتعلق بالملف المالي، والثانية عادية يوم الخميس تتعلق بجدول أعمال وزّع على الوزراء ويتضمن نقل اعتمادات وشؤوناً إدارية وتسويات وظيفية ومعالجات.

تجدر الإشارة إلى أن التمديد لشركتي الخليوي لم يبت في الجلسة الماضية، ومن الممكن أن يدرج على جدول الأعمال مجدداً.

التفاهم النفطي

3 – وفي ما خص الاستحقاق النفطي، فان الملف المطروح يستدعي أولاً جلسة للجنة الوزارية المكلفة بهذا الموضوع قبل ادراجه على مجلس الوزراء، وفي ضوء بروز معالم تجاذبات محلية، فضلاً عن متابعة دبلوماسية دولية صامتة لتقصي الخلفيات والمسببات الفعلية لبروز الاتفاق بين الرئيس بري والنائب عون على هذا الموضوع.

وطمأن رئيس لجنة الاشغال والطاقة النيابية محمّد قباني إلى أن الملف يسير بخطى ثابتة وإيجابية، مشيراً إلى أن هذا الملف كبير والخير الذي سينتج عنه أكبر من اي محاصصة، فلبنان بلد صغير وطول شاطئه نحو 220 كيلومتراً، وبالتالي أينما تم التنقيب عن النفط والغاز فان خيره سيعم كل لبنان، ولا داعي للافراط في الكلام عن محاصصات وتقاسم الجبنة، فهذا صيد في غير موقعه.

وكشف قباني أن الدراسات التي قامت بها شركة أميركية تدعى «تي.جي.اس» والتي كانت تعمل سراً على مسح المنطقة الجنوبية، أثبتت أن هناك احواضاً مشتركة مع إسرائيل، وقد تبين لنا في اجتماع اللجنة الذي انعقد في 28 حزيران الماضي أن خط الأنابيب بين قبرص واليونان غير عملي، وبالتالي فإن الممر الإلزامي للتصدير هو تركيا، وهذا ما يفسّر اسراع الإسرائيليين الى الاتفاق مع الأتراك على أعلى المستويات.

ولفت إلى أن الرئيس برّي كلفه تقديم اقتراح قانون للتنقيب عن النفط في البر، وهو ما اعمل عليه، وآمل أن يكون جاهزاً بعد أسبوعين.

وأعلن قباني أن الأمر الطبيعي المنتظر هو أن يدعو الرئيس سلام اللجنة التي يرأسها وتضم عدداً من الوزراء الى اجتماع لتحضير المناخ لجلسة مجلس الوزراء والاتفاق على تفاصيل المرسومين قبل طرحهما على الطاولة مع القانون الضريبي الذي أعده وزير المال علي حسن خليل، على أن يحال المشروع الى مجلس النواب، متوقعاً ان يدعو بري الى اجتماع طارئ للهيئة العامة لإقراره، وربما يكون اقتراح قانون التنقيب عن النفط في البر قد جهز، فيدرج على  جدول الاعمال ايضا.

تجدر الإشارة إلى أن المرسوم الأوّل يعنى بتقسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان إلى عشرة بلوكات، فيما المرسوم الثاني يتعلق بملف التلزيم ودفتر الشروط الذي سيعطى للشركات الراغبة في تقديم عروضها للمشاركة في التنقيب واستخراج النفط والغاز.

عون في عين التينة ودار الفتوى

ولا يمكن فصل زيارة التهنئة التي قام بها عون إلى كل من عين التينة ودار الفتوى بحلول عيد الفطر، عن المشهد المستجد في البلاد، الذي شكل علامة من علامات المناسبة.

ومن الملفت لاهتمام القوى السياسية، ما قاله رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» «اننا جربنا عواقب عدم إنجاز اتفاق، فكان لدينا وضع سيء، ورأينا تداعيات الوضع الاقتصادي، إضافة إلى العجز في الموازنة»، مضيفاً: «اذا كان لا بدّ من ان نعطي دفعة جديدة للخروج من هذه الأزمة، وهذه امنيتنا»، متمنياً انتخاب الرئيس في وقت قريب.

كما اتصل النائب عون بسفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري مهنئاً بالعيد ومستنكراً التفجيرات الإرهابية التي استهدفت المملكة، معلناً عن التضامن معها في مواجهة الإرهاب.

وفي ما خص زيارة عون إلى عين التينة، فقد تقاطعت مصادر المعلومات على انه أثناء وجود النائب عون في دار الفتوى لتقديم التهاني للمفتي عبداللطيف دريان بالفطر السعيد، أجرى اتصالاً بمكتب الرئيس برّي في عين التينة الذي سبق وأعلن عن اعتذاره بعدم تقبل التهاني، معربا عن رغبته بزيارة الرئيس برّي الذي رحب بمجيء عون، واصفاً الزيارة بأنها كانت للمعايدة أكثر من كونها سياسية مع انها حظيت بمباركة الاتفاق النفطي وتناولت قانون الانتخاب الذي يجري الاعداد له.

وأوضحت مصادر نيابية في تكتل «الاصلاح والتغيير» لـ«اللواء»، ان حصر اللقاء بين عون والرئيس برّي بالملف النفطي فقط يقلل من أهميته، مشيرة إلى ان البحث بينهما تناول سلسلة مواضيع سياسية واقتصادية وإنمائية، من دون تحديد، لكنها أوضحت انه بالنسبة إلى الملف الاقتصادي، فقد جرى التأكيد على أهمية تمرير مراسيم النفط وكيفية تحويلها إلى مجلس الوزراء، كما جرى البحث في اقتراح قانون يتعلق بموضوع الكهرباء، وأن الرجلين اتفقا على السير بخطة الكهرباء التي أقرّتها الحكومة سابقاً وحالت عراقيل دون تنفيذها بما تتضمن من إنشاء معمل جديد في الذوق ومعمل دير عمار الثاني.

ولاحظت المصادر ان ما يحصل من خطوات داخلية تقرب رئاسة الجمهورية من العماد عون، لكن المسألة لم تبت بعد، إذ ان هناك حاجة للمزيد من الأخذ والرد، مشيرة إلى ان تحرك عون مستمر، لكن ما من لقاء محدد بينه وبين الرئيس الحريري، وإن كان هناك من يعمل على قيام تواصل بينهما.

وفي تقدير مصدر نيابي من كتلة «المستقبل» لـ«اللواء» ان زيارة عون لدار الفتوى صبيحة أوّل أيام العيد، كانت للتهنئة فقط، وإن كان الهدف منها تسويق نفسه اسلامياً للرئاسة الأولى، لكن المصدر توقع ان لا تكون للزيارة أية نتائج عملية، أقله على صعيد فتح أبواب «المستقبل» امامه، مشيراً الي ان النائب سليمان فرنجية ما يزال مرشّح «المستقبل» للرئاسة الأولى.

ووصف عضو الكتلة النائب عمار حوري أمل عون بالوصول إلى رئاسة الجمهورية «بالاحلام»، مشيراً إلى ان الطموح حق للجميع، لا سيما المسيحيين، لكن الوصول إلى الرئاسة موضوع آخر.

ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب محمّد الحجار في تصريح لـ«اللواء» ان حركة عون بلا بركة لسببين، الأوّل ان حليف الجنرال أي «حزب الله» لن يحرك ساكناً في موضوع الرئاسة طالما ان إيران لم تعطه الاذن لذلك. مؤكداً انها ترفض إطلاق سراح الرئاسة، والثاني هو ان «حزب الله» لم يتحرك بإتجاه أي من المرشحين أي العماد عون والنائب فرنجية للاتفاق على واحد منهما، وبالتالي لم يؤمن النصاب.

وأشار إلى ان حزب الله ربط إنجاز الاستحقاق الرئاسي بالمصلحة الإيرانية.

وذكر الحجار بمبادرات «المستقبل» للبننة الاستحقاق واستخدام كل وسيلة ومحاولة لتأمين الوصول إلى انتخابات رئاسية، معلناً ان حزب الله يملك مصلحة في إبقاء الوضع على ما هو عليه بغية الوصول إلى عقد جديد بدلاً من العقد الحالي الذي لم يعد يناسبه.

جبهة القلمون

ميدانياً، شهدت جبهة القلمون السورية اشتباكات بين جبهة «النصرة» و«احرار الشام» من جهة والجيش السوري و«حزب الله» من جهة ثانية.

وفيما نفت أوساط حزب الله ان يكون لدى جبهة «النصرة» اسرى من الحزب، كذلك نفى الجيش السوري، فإن جبهة «النصرة» نشرت فيديو لمراسل القلمون يظهر صوراً لما وصفته «عناصر حزب الله اللبناني وقوات رئيس النظام السوري».

ووفقاً لما نشره المراسل، وهو الناطق باسم «النصرة» على موقع «تويتر»، فإن الصور تتضمن أيضاً «عملية اقتحام لحاجز الصفا»، وهو أكبر حاجز عسكري في القلمون الغربي، ووصف المراسل الهجوم الذي شُنَّ فجر الخميس على الحاجز بـ«غزوة حاجز الصفا»، حيث تمّ أسر 14 مقاتلاً بينهم لبناني واحد.

لكن «حزب الله» أكّد استعادة الموقع الذي لم يكن للحزب أي تواجد فيه، وهو يخص الجيش السوري.