Site icon IMLebanon

أزمة في التيار العوني.. وعون يتمسك بالإستفتاء على الرئيس

أزمة في التيار العوني.. وعون يتمسك بالإستفتاء على الرئيس

تضامن لبناني مع فرنسا.. و«المستقبل» يرحب بتصريحات برّي

أقفل الأسبوع على صحوة سياسية أنه من غير الجائز العبث بثوابت الوفاق اللبناني، وفي مقدمها إتفاق الطائف.

وجاء الاعتداء الارهابي الذي تعرّضت له مدينة نيس السياحية الفرنسية، وهي تحتفل بالعيد الوطني الفرنسي، الذي أرسي حقوق المواطن وأقام نظام المساواة بين النّاس أمام القانون، وأطلق العنان للنظام الليبرالي القائم على الفصل بين السلطات ليعزّز من اليقظة اللبنانية، من أن تصعيد الخلافات في هذه المرحلة واللعب على حافة الهاوية، من شأنه أن يُضعف تماسك الجبهة الداخلية، ويشرّع الأبواب أمام الجهات العابثة بالأمن، أو العناصر المسلحة التي تعتمد العمليات الانتحارية ضد الآمنين أسلوباً للتعبير عن مشروعها، سواء أكان إنتحارياً أو أي توصيف آخر.

وهكذا تعامل لبنان من أقصاه إلى أقصاه برسمييه وسياسييه وفعالياته مع الاعتداء الارهابي في فرنسا، وكأنه اعتداء في بيروت أو أي مدينة لبنانية، كما تعاملت سائر العواصم والدول التي تتعرض لاعتداءات مشابهة، لا سيما الدول الآمنة في المنطقة العربية، وصولاً إلى أوروبا ودول غربية وأجنبية أخرى.

وعبّر الرئيس تمام سلام في رسالة بعث بها إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن تضامن لبنان بأكمله ووقوفه إلى جانب فرنسا، مندّداً بالاعتداء في يوم 14 تموز الذي هو يوم الحرية، ومعرباً عن الحزن العميق إزاء الجريمة التي وصفها بالدنيئة.

وفي السياق نفسه أدان الرئيس سعد الحريري «الجريمة البربرية بحق أبرياء كانوا يحتفلون بقيم الديموقراطية للجمهورية».

وطالب الرئيس نبيه برّي في برقيته إلى هولاند باستنفار دولي وإعلان حرب عالمية على الإرهاب وقواعده وتجفيف موارده ومصادره وهزيمته.

ماذا يجري داخل التيار العوني؟

في هذا الوقت، انشغلت الأوساط السياسية بمتابعة الأجواء التي تبثّها الشخصيات والدوائر العونية، والتي تُظهر تفاؤلاً، استناداً إلى تصريحات من هنا وهناك، والتي كان آخرها ما أدلى به رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، من أن هناك فرصاً رئاسية تتحسّن لمصلحة النائب ميشال عون.

وإذ أقرّ عضو تكتل الإصلاح والتغيير النائب الدكتور سليم سلهب بتفاؤل «يظهر على الأرض ويسمح بارتفاع حظوظ العماد عون لرئاسة الجمهورية»، لكن النائب نفسه لاحظ أن هذا التفاؤل «غير مكتمل بفعل وجود عراقيل تجري محاولات لتذليلها».

وربطت مصادر سياسية بين تكبير مناخ التصريحات التي تدعو لعدم ممانعة انتخاب النائب عون، والنقاشات الدائرة لهذا الموضوع لدى بعض الكتل، والأزمة البنيوية الحاصلة داخل «التيار الوطني الحر»، في ضوء الإجراءات التأديبية التي أقدم عليها رئيس التيار الوزير جبران باسيل، وقضت بفصل مجموعة من الكوادر والناشطين والأعضاء، في مقدمهم الناشط زياد عبس على خلفية الانتخابات البلدية الأخيرة، الذي قضى قرار باسيل بتعليق عضويته في التيار مُـدّة أربعة أشهر، إلى جانب كل من جان كلود غصن وجورج طشادجيان، بالإضافة إلى إقالة هيئة التيار في بيروت.

وفيما قرّر إبن شقيق النائب عون نعيم عون تناول هذا الملف عبر إطلالة تلفزيونية قريبة جداً، انطلاقاً من عدم السكوت عمّا يحصل، وكبداية لسلسلة إطلالات إعلامية لكل من عبس ورفيقيه، كشفت مصادر مطلعة على الأوضاع الداخلية للتيار أن الاجراء بحق عبس ومجموعته له علاقة بقطع الطريق على هؤلاء من تبنّي ترشيحه في الانتخابات النيابية المقبلة.

ويأتي هذا التطوّر في وقت أعلن فيه العميد شامل روكز في لقاء نظّم في جبيل أنه لا يمانع من ترشيحه لرئاسة الجمهورية، لكن القرار في هذا الموضوع يبقى للعماد عون الذي هو المرشح لرئاسة الجمهورية اليوم.

ولم يستبعد روكز أن تكون هناك تباينات وخلافات داخل التيار لكنه قال أنه بعيد عنها، وهو ليس معنياً بهذا الموضوع.

وفي السياق نفسه، علّق رئيس «التيار المستقل» نائب رئيس التيار السابق اللواء عصام أبو جمرة على فصل عبس بالقول لـ«اللواء»: «ليس جديداً على العماد اتخاذ قرارات تخالف المبادئ التي تأسّس عليها التيار»، مضيفاً: «لقد حاربت انحرافه لهذا «Ego» (الأنا) ليتقيّد بالنظام، ونحن في فرنسا وكذلك بعد العودة».

وقال أبو جمرة: «كان همّه إزالة أي عقبة من أمام جبران وهذا ما حصل، حيث أدّى تعيينه رئيساً للتيار خلافاً للنظام، إلى انقسام أطاح بكل من نعيم عون وزياد عبس وكمال اليازجي وأنطوان حرب ولوسيان عون وناجي أمهز، وإبعاد العميد شامل روكز».

«المستقبل» يُشيد بموقف برّي

أما في التطورات السياسية، فكان الأبرز الصدى الذي قابلت به أوساط في تيّار «المستقبل» موقف الرئيس نبيه برّي من التمسّك بالطائف ورفض مجرّد البحث بالمؤتمر التأسيسي.

وفي هذا الإطار، وصف عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري موقف برّي «بالإيجابي والطيّب»، فهو تمسّك بالكتاب الذي هو بالنسبة لنا الدستور واتفاق الطائف.

وقال حوري: «نحن متفقون مع الرئيس برّي في موضوع المحافظة على اتفاق الطائف، لكننا لا نعتبر أن كلامه موجّه لفريقنا، باعتبار أنه موضوع وطني».

ونفى رداً على سؤال أن تكون بنود السلّة الكاملة قد أُعلنت، مشيراً إلى أن هناك جدول أعمال لهيئة الحوار الوطني، وهو الذي يتم بحثه».

وفيما بدأت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية الجديدة في بيروت اليزابيت ريتشارد نشاطها بلقاء مع الوزير باسيل في قصر بسترس، وزار السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري كلاً من الرئيسين برّي وتمام سلام في إطار المساعي الجارية للتقريب بين اللبنانيين، نفى العماد عون ما يردده حليفه «حزب الله» عن وجود «فيتو» سعودي ضد انتخابه، مما يعطّل عملية الانتخاب، وقال أن السعودية قالت مراراً وتكراراً للبنانيين اتفقوا ونحن معكم»، كما نفى أن يكون ضد الطائف، مذكراً بالرسالة التي بعث بها الى اللجنة الثلاثية العربية، التي كانت واكبت اتفاق الطائف، عازياً التفاؤل الذي يبثه التيار الى ان هناك محادثات داخل الكتل النيابية، وان الجميع يشعر بالحاجة الى رئيس للجمهورية، لكنه كشف انه سيدعو الى استفتاء شعبي علی رئيس الجمهورية بعد انتهاء الانتخابات النيابية، ولو جرت على أساس قانون الستين.

مطمر «الكوستابرافا»

في هذا الوقت، رجحت مصادر مطلعة، ان تفوز شركة خوري للمقاولات بمناقصة مشروع انشاء مركز مؤقت للمطمر الصحي قرب مصب نهر الغدير (الكوستا برافا) مكان شركة الجهاد للتجارة والتعهدات التي كانت فازت بالمناقصة ذاتها، وألغيت من قبل مجلس الإنماء والإعمار.

وكان المجلس أعلن في بيان له أمس عن جلسة عامة عقدت في مقره، جرى خلالها فض العروض المقدمة للمناقصة، والتي تعود الى ست شركات، وبقيت الملفات المالية مختومة بانتظار اعداد لجنة فض العروض لتقرير بتوصياتها وعرضه على مجلس إدارة مجلس الإنماء والإعمار للبت بها، تمهيداً لفتح العروض المالية خلال فترة وجيزة (أسبوع) للشركات التي تستوفي الشروط الادارية والفنية المطلوبة في ملف التلزيم.