Site icon IMLebanon

حوار ما قبل الحوار: المستقبل يتمسَّك بأولوية الرئاسة ودستور الطائف

حوار ما قبل الحوار: المستقبل يتمسَّك بأولوية الرئاسة ودستور الطائف

رسالة من جنبلاط للحريري.. والإنتخابات التمهيدية تكشف ضحايا «الديمقراطية العونية»

تأخر اللقاء الذي جمع الرئيس نبيه برّي مع الرئيس سعد الحريري في عين التينة، في حضور وزير المال علي حسن خليل ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، إلى ما قبل منتصف الليل، وتخللته مأدبة عشاء، استكمل خلالها النقاش حول المواضيع التي أثيرت بين الرئيسين، و«التي دارت رسمياً حول التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة والأجواء المتصلة بخلوة الحوار الوطني التي ستبدأ غداً الثلاثاء وتستمر ثلاثة أيام».

وتوقعت مصادر أن يكون البحث تطرق إلى جدول عمل الطاولة.

ومضت هذه المصادر إلى التأكيد أن الرئيس الحريري حرص خلال الاجتماع على تأكيد ثوابت تيّار «المستقبل» من النقاط المطروحة، وهي تتلخص محلياً بالآتي:

1 – أن الأولوية الآن هي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، من منطلق أن هذا الانتخاب يُشكّل المدخل لمعالجة سائر النقاط المطروحة.

2 – أن تيّار «المستقبل» متمسك أكثر من أي وقت مضى باتفاق الطائف والدستور، وانه لن يقبل تحت أي شكل من الاشكال بالبحث لا بمؤتمر تأسيسي ولا بأي تعديلات أخرى.

3 – أن تيّار «المستقبل» على موقفه المؤيد لقانون الانتخاب على أساس المختلط، وضمن الصيغة التي تمّ التفاهم عليها مع كل من «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي، وأن تيّار «المستقبل» لم ينسحب من هذا المشروع الذي يراه الأنسب لوضعية لبنان، وهو يراعي مطلب الداعين للأخذ بالنسبية وفي الوقت نفسه يتناسب مع ما نص عليه اتفاق الطائف لجهة اجراء الانتخاب على أساس المحافظة، وأن اقتضى الأمر أن يعاد النظر بتقسيم المحافظات مع إضافة 3 محافظات هي النبطية وبعلبك الهرمل وعكار.

ويرأس الرئيس الحريري اجتماعاً اليوم لكتلة «المستقبل» النيابية في حضور الرئيس فؤاد السنيورة لاطلاعها على ما دار في الاجتماع مع الرئيس برّي.

وكان الرئيس الحريري استقبل قبل لقاء عين التينة وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي نقل إليه موقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط من الحوار، فضلاً عن مناقشة بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ولم يشأ مصدر اشتراكي الربط بين زيارة أبو فاعور وزيارة الرئيس الحريري إلى عين التينة، لكنه ذكّر بموقف النائب جنبلاط من ضرورة استمرار الحوار والتعاون مع الرئيس برّي، لأن لا بديل عن طاولة الحوار في هذه المرحلة.

ولاحظ مصدر نيابي قريب من الاتصالات الجارية أن لا شيء يدل على حصول محاولات للتفاهم على انتخاب رئيس، لا عبر اتصالات مباشرة ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، ولا عبر اقتراح أي فكرة توافقية تحظى باتفاق أو توافق معظم الكتل الفاعلة.

وتوقع هذا المصدر أن تنعكس التطورات الإقليمية المحتدمة على صعيد الجبهات المشتعلة في اليمن وحلب والموصل مزيداً من التوتر السياسي الداخلي الذي تجهد طاولة الحوار التي يرعاها رئيس المجلس بأن تخفف من وطأته، أو من تداعياتها، لكن من الممكن ان تُهدّد الاستقرار العام.

في المقابل، وفي تفسير جديد لتجاهل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله لموضوع الرئاسة في خطاب يوم الجمعة الماضي، قالت مصادر عونية أن السيّد نصر الله ربما أراد من وراء تجاهله توجيه رسالة ضمنية لطاولة الحوار، أن عدم انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمورية يعني أن البلاد مشرّعة على تطورات قد لا تكون لمصلحة الرافضين لمثل هذا الانتخاب.

وإزاء هذا الضغط على طاولة الحوار، ومع أن لقاء عين التينة، اتسم بالصراحة والإيجابية التي تسود العلاقة بين حركة «أمل» وتيار «المستقبل»، أعرب مصدر مطلع عن مخاوفه من ارتدادات سلبية للتشنج الذي شهدته نهاية الأسبوع، بعد حملة نصر الله على المملكة العربية السعودية، والردود العنيفة للرئيس الحريري على نصر الله شخصياً وعلى حزبه.

وامتداداً إلى الحوار الثنائي الذي حدّد موعد مبدئي له في 16 آب الحالي، أعرب المصدر نفسه عن خشيته من تعرّض هذا الحوار إلى انتكاسة.

وفي هذا السياق، كشف وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ«اللواء» أن لا معطيات جديدة حول إنهاء الفراغ الرئاسي، معتبراً أن كل ما يُعلن ويُقال في هذا المجال يبقى في إطار الأمنيات والتحاليل، مشيراً إلى عدم إمكانية حصول انتخابات رئاسية إلا إذا تمّ التوافق على رئيس تسوية لست سنوات.

واعتبر حناوي أن السبب الأساسي لتعطيل الاستحقاق الرئاسي هو ارتباط الأطراف اللبنانية بجهات خارجية، لافتاً إلى أن الموضوع مرتبط بانتهاء الأزمة السورية أو وضع خارطة طريق لها.

وتوقع حناوي تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي ما يزال لديه سنة خدمة، من أجل استمرار عمل المؤسسة العسكرية، لكنه أشار إلى أنه من المبكر طرح الموضوع في مجلس الوزراء في وقت قريب باعتبار أنه لا يزال هناك وقت لانتهاء خدمة العماد قهوجي.

وأمل حناوي أن يتم خلال جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد بعد ظهر الخميس المقبل الخروج باتفاق إيجابي من ملف الاتصالات، وأن تكون النقاشات تقنية وفنية وأن لا تكون سياسية كيدية، باعتبار أن الجلسة ستستكمل بحث ما تبقى من جدول الجلسة الماضية، وسيكون البند الأول على جدول الأعمال الذي وزّع على الوزراء أمس الأول السبت ويتضمن 57 بنداً، هو ملف الاتصالات، حيث من المقرّر أن يجيب الوزير بطرس حرب على ملاحظات الوزراء، بحسب ما تمّ التوافق عليه لدى رفع الجلسة الماضية.

عيد الجيش

ويتزامن موعد الحوار الثلاثي مع مناسبة عزيزة على قلب اللبنانيين هي عيد الجيش اللبناني، وتشكّل حسرة في قلوبهم، فللسنة الثالثة على التوالي لا تجري الاحتفالات التي يرعاها رئيس الدولة في هذه المناسبة وطنياً، لا عبر العرض العسكري المعتاد، ولا عبر تخريج الضباط حملة السيوف المدافعين عن الوطن.

وما زاد من المرارة أن مصير تسعة عسكريين مخطوفين لدى تنظيم «داعش»، ما يزال غامضاً، فلا معلومات، وربما لا مفاوضات، وأن الدولة اللبنانية لا حول لها ولا قوة.

ولم يُخف الرئيس تمام سلام الذي يعود غداً من إجازة إلى الخارج، مشاركته ذوي العسكريين المعاناة من وضعهم الحالي، مؤكداً أن الدولة بكل مؤسساتها لم ولن تدخر جهداً لإنهاء هذه المأساة، وهي سبق ونجحت في تحرير الدفعة الأولى من العسكريين الذين كانت تحتجزهم جبهة «النصرة».

وكانت للرئيس سلام في مناسبة عيد الجيش تحية حارة للجيش وقيادته، فيما حجبت ذكرى اختطاف العسكريين وعدم انتخاب الرئيس الاحتفالات بالمناسبة، ونظم أهالي هؤلاء اعتصاماً في ساحة رياض الصلح شارك فيه أهالي العسكريين المحررين ونشطاء الحراك المدني.

إنتخابات التيار

وفي شأن محلي آخر، شكلت الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحين محتملين للانتخابات النيابية من الأعضاء المحازبين، صدمة سواء في أوساط العونيين أو المتابعين لما وصفه الإعلام العوني بمصطلح دخل إلى قاموس الحزب اللبناني، وهذا المصطلح يتعلق بالانتخابات على أساس النسبية:

1- أزمة ديموقراطية في ما يتعلق بالممارسات التي أصابت الناشط العوني المفصول زياد عبس الذي بشطبة قلم طار مجموع ما حصل عليه من أصوات في الأشرفية تعادل ما حصل عليه نائب رئيس التيار الوزيرالسابق نقولا صحناوي (180-184)، أو ما كشفه نائب المتن نبيل نقولا من أن عناصر كانت تقف عند مركز الاقتراع في الزلقا حاولت أن تعتدي عليه.

وقال: يفتعلون مشكلة غير موجودة في الأساس، ولا علم لي بمن يقف وراء ما حدث، وما إذا كان مرتبطاً بمسار الانتخابات التمهيدية داخل التيار، وذلك في معرض الكشف عمّا قال له أحد حراس المركز: ممنوع أن يدخل مرافقوك معك، فادخل وحدك، كاشفاً أن أحد الحرس قام بتعنيف أحد مرافقيه ومزق له ثيابه، وكانت النتيجة أن جاء ترتيب نقولا من بين ما حصلوا على أصوات المتن الدرجة السابعة، أي أنه رسب، وهو ما كانت أشارت إليه «اللواء» قبل أيام.

2- تمكن عدد من النواب من شد عصبية أقاربهم ومناصريهم، لا سيما في جبيل وجزين حيث تمكن النائب سيمون أبي رميا من تثبيت أقدامه في السباق إلى مجلس 2017 (إذا ما جرت الانتخابات)، وحافظ النائب زياد أسود على وضعه، مشيراً إلى رفضه إلى عدد من الممارسات منها: الطلب إلى بعض الناشطين في جزّين بشطب إسمه في الانتخابات التمهيدية على خلفية تصريحه بأنه لا يجوز في الانتخابات الحزبية في التيار أن تذهب إلى المجهول وتطيح بكل ما أنجز في كل المناطق قائلاً: لا يجوز أن يترشح شخص في المتن ويقوم 10 أشخاص بطعنه من الخلف.

3- وصفت كوادر عونية الانتخابات التمهيدية بأنها سيف مسلّط فوق رؤوس كادرات التيار التي لا تدين بالولاء الشخصي لرئيسه الحالي الوزير جبران باسيل، وأن انتخابات الأحد لم تحفظ وحدة حزب «التيار الوطني الحر»، بل أسست لانقسامات جديدة، وعززت مكانة الكادرات المفصولة، لا سيما وأن الاتهامات التي سيقت ضد إدارة باسيل للتيار تكرّست في انتخابات الأحد.

ومن المتوقع أن يتجه نعيم عون وأنطوان نصر الله وزياد عبس وبول أبي حيدر إلى تشكيل نواة يرفضون أن تسمى بحركة تصحيحية لكنها توازن بين تاريخهم داخل التيار وحرصهم على عدم الخروج عن عباءة النائب ميشال عون بوصفه الرئيس المؤسّس.