Site icon IMLebanon

إلغاء احتفالات الإستقلال .. والحريري يُطلق الخميس آلية الحوار حول الرئيس

إلغاء احتفالات الإستقلال .. والحريري يُطلق الخميس آلية الحوار حول الرئيس

8 آذار تصف اقتراح عون «بالقنبلة الدخانية» وصواريخ «فاتح» إيرانية لـ «حزب الله»

اليوم الذكرى 71 لاستقلال لبنان: الحدث إلغاء الاحتفالات في المناسبة للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف، لكن الحدث الأهم هو حرص الرئيس تمام سلام على ان تبقى الجمهورية اللبنانية سيّدة حرة مستقلة بانتظار عودة الوعي إلى القيادات اللبنانية وإلى الساسة الموارنة «الاقوياء»، وحتى «الوسطيين»، إلى ان لبنان الدولة، وأول جمهورية مستقلة في هذه المنطقة لا يمكن ان يحمى أو يدوم إذا ما ظنت بعض القيادات انها اقوى من الجمهورية، وأن المضي في الشغور الرئاسي يساوي فراغاً لا فرق بينه ورئيس ضعيف.

ويأتي قرار إلغاء الاحتفالات، بعد إلغاء احتفالات عيد الجيش في الأوّل من آب، بسبب شغور منصب رئيس الجمهورية.

ونسبت وكالة «فرانس برس» إلى مصدر أمني قوله ان «جزءاً من قرار إلغاء الاحتفال يعود أيضاً إلى قضية الجنود وعناصر الأمن المخطوفين لدى الجماعات المتطرفة السورية في جرود عرسال، بعدما تناقص عدد هؤلاء بالاعلان ان الجندي علي قاسم كان سقط شهيداً في المواجهات التي جرت في 2 آب الماضي.

وبقدر ما عبرت كلمات رئيس الحكومة والوزراء والنواب الذين وضعوا اكاليل الزهور على اضرحة رجالات الاستقلال عن مرارة مرور المناسبة على هذا النحو، كان اللبنانيون على اختلاف مناطقهم وطوائفهم وتياراتهم وطبقاتهم الاجتماعية يشعرون بالمرارة نفسها، في غمرة قلق متزايد من ضغوطات تطال كل شيء في الأمن والغذاء والدواء والقلق على المصير، على مرأى من مشاهد دامية ومفتوحة على حروب عبثية تقطع أوصال المنطقة من بغداد إلى دمشق.

وحده الرئيس الأميركي باراك أوباما قدم ما يشبه برقية تأسف على مرور الذكرى من وجود رئيس منتخب للجمهورية، هو رمز وحدة الدولة اللبنانية، وسيادة واستقلال لبنان.

وأكّد أوباما في رسالته لمناسبة الاستقلال انه «يثق ان اللبنانيين سيستطيعون التغلب على الصعوبات، وأن الولايات المتحدة مع شركائها اللبنانيين ستقف بوجه التهديدات التي يشكلها المتطرفون لبلدينا وللعالم»، معرباً عن فخره «بعلاقتنا الطويلة الأمد مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي»، ومساهمة بلاده في تطوير مؤسسات الدولة التي لها الشرعية والمسؤولية في الدفاع عن حدود لبنان وحماية مواطنيها».

ومع توقف الأوساط اللبنانية عند دلالات الرسالة الأميركية التي هي تقليد في مثل هذه المناسبات، اعتبرت هذه الأوساط ان تعيين السيدة كاثيلين كوستيلو مسؤولة عن الملف اللبناني في الإدارة الأميركية، بما لديها من المام بالمسائل الدفاعية والتركيبة الطوائفية في المنطقة ولبنان، وباطلاعها عن كثب على الأوضاع في بيروت، يعكس جدية الاهتمام الأميركي بدعم الجيش اللبناني، وتقديم ما يلزم لمكافحة التطرف والإرهاب، كما يعكس رغبة الإدارة الأميركية، باعتبار ان الأولوية الآن هي للملف الأمني.

الاستحقاق الرئاسي:

طبخة على النار

 وعلى هذا الصعيد، وفيما يرى الرئيس سعد الحريري ان عيد الاستقلال مناسبة لتجديد الدعم إلى خارطة الطريق التي تحمي لبنان من العواصف المحيطة، مطالباً بالمبادرة دون أي تأخير للتوافق على انتخاب رئيس الجمهورية يحيي الحوار الوطني ويعطل ألغام الفتنة ويفك الاشتباك الأمني والعسكري على الحرب السورية، كشف مصدر متابع لطبخة الرئاسة الأولى ان المخاوف من تعثر مفاوضات إيران مع مجموعة 5+1 ستنعكس سلباً على الاستحقاق الرئاسي في ظل تقاطع مصالح إقليمية ودولية على الساحة اللبنانية، معرباً عن تخوفه من تبادل تصعيد المواقف بين 8 و14 آذار، في ضوء التعتيم السلبي للاقتراح الذي تقدّم به النائب ميشال عون لحصر المنافسة في جلسة الانتخاب بينه وبين الدكتور سمير جعجع، والالتقاء على انه مجاف للديمقراطية ويتجاوز الأصول الدستورية وللأعراف اللبنانية كذلك.

ووفقاً لمصدر في التيار العوني، فان رئيس تكتل الإصلاح والتغيير ميشال عون ألمح في الاجتماع للتكتل انه في صدد إطلاق مبادرة من دون أن يفصح عن تفاصيلها، الا أن مصادر في 8 آذار رأت فيها مجرد «قنبلة دخانية اعلامية» ليتمكن عون من إبعاد تهمة التعطيل عن نفسه.

واعتبر مصدر في 14 آذار أن الاقتراح العوني لا يعدو كونه هرطقة قد تفتح الباب امام هرطقات أخرى، مثل الاقتراح الجديد لبعض قوى 8 آذار، باجراء الانتخابات الرئاسية على دورتين يقترع النواب خلالها للمرشحين الخمسة المعلنين، على أن تنحصر الدورة الثانية على الاثنين اللذين نالا أعلى الأصوات وينتخب من بينهما الرئيس.

ونفى مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» أن تكون الكتلة تبلغت بأي شيء بخصوص ما قيل بأن الرئيس نبيه برّي يعكف على وضع جدول أعمال لحوار «حزب الله» و«المستقبل»، على اساس الاكتفاء بالأمور التي يمكن الاتفاق عليها، وقال لـ «اللواء» أن الرئيس برّي يضخ حالياً أجواء إيجابية على هذا الصعيد وصعيد انتخاب رئيس للجمهورية، لكن عملياً، ومنذ الاجتماع الأخير بينه وبين الرئيس فؤاد السنيورة والسيّد نادر الحريري منذ أسبوعين، لم يحدث شيء، مبدياً اعتقاده بأن الرئيس بري يعمل على شيء ما، ولكن إلى الآن ليس لدينا معطيات، أو بالأحرى لم يضعنا في الجو.

تجدر الإشارة هنا، إلى أن الرئيس الحريري ستكون له إطلالة يوم الخميس المقبل مع الزميل مارسيل غانم ضمن برنامج «كلام الناس» من على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال، سيتناول فيها كل المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية وفي المنطقة، بما فيها الحوار مع «حزب الله» وضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والظروف التي أملت التمديد للمجلس النيابي، إضافة إلى الأوضاع في المنطقة، ووجوب تحصين لبنان من مخاطر التداعيات المستمرة للحرب في سوريا، ومكافحة الإرهاب.

الطعن أمام الدستوري

 وعلى صعيد آخر، أوضحت مصادر التكتل العوني لـ «اللواء» ان التكتل ينتظر ما سيخرج من الاجتماع المقبل للمجلس الدستوري من قرار في ما خص الطعن بالتمديد للمجلس النيابي لتحديد الخطوة التالية، وبالتالي اتخاذ القرارات اللازمة، مبدية اسفها لعدم تمكن المجلس الدستوري من إصدار تقريره النهائى في هذا الشأن.

ولفتت إلى أن تأجيل اتخاذ القرار اتى ربما افساحاً في المجال امام تمرير ذكرى الاستقلال، واتهمت من اسمتهم بـ «رجالات الاستقلال» الممدد لهم الذين لا يريدون نجاح الطعن في هذا الموضوع.

وكشفت بأن قرار المجلس الدستوري سيناقش في الاجتماع المقبل للتكتل، رافضة الدخول في أية تفاصيل بانتظار ما ستفضي إليه الجلسة المقبلة للدستوري في الاسبوع المقبل.

وفي وقت انتهت فيه جلسة الدستوري المغلقة أمس برئاسة القاضي عصام سليمان وحضور كامل أعضائه العشرة، من دون ان يتوصل إلى قرار في الطعن، أفادت معلومات رشحت من بعض المصادر المواكبة ان بعض أعضائه يعتبرون أن مجلس النواب رمى بكرة نار التمديد عنده، وأن المناقشات كما اظهرتها الجلسة الأولى مفتوحة على كل الاحتمالات، ووصفوا التقرير الذي وضعه احد الأعضاء «بالأكاديمي»، وإن ما ورد فيه غير ملزم للأعضاء الآخرين.

وأشارت المعلومات إلى رغبة لدى الأعضاء العشرة بأن يصدر عنهم في نهاية مهلة الـ15 يوماً قرار بالإجماع، الا أن ذلك يستلزم استكمال المناقشات، التي لا تزال في بداياتها، ورجحت أن يعقد المجلس جلسة أخرى الثلاثاء المقبل.

  قضية العسكريين

 في غضون ذلك، طرأت أمس تطورات على قضية العسكريين المحتجزين لدى تنظيمي «النصرة» و«داعش» في جرود عرسال، من شأنها ان تترك مضاعفات على صعيد التهدئة الحاصلة لدى أهالي هؤلاء العسكريين، وتعيد حركتهم إلى الشارع.

ومن أبرز هذه التطورات الإعلان عن ان الجندي علي قاسم علي قد استشهد بعد حوادث عرسال مباشرة، خلال محاولته إلقاء قنبلة على الخاطفين.

وقالت عائلة الجندي الشهيد انها تبلغت بهذه المعلومات من المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي ابلغها بأن قاسم استشهد في 3 آب الماضي، وأن الأمر تبين من خلال تبادل اللوائح، وأن مفاوضات تجري حالياً لتسليم الجثة.

وتزامن هذا التطور مع الكشف أيضاً عن ان عائلة الجندي الأسير إبراهيم مغيط زارته مؤخراً وعادت بأجواء سلبية جداً عن ظروف احتجازه في جرود عرسال، وأن الخاطفين يريدون مبادلة العسكريين بسجناء في سجن رومية.

ولاحظت معلومات أهالي العسكريين ان الوسيط القطري يتحرك ببطء شديد في هذه القضية، وانه انقطع عن التعاطي مع جبهة «النصرة» منذ ثلاثة أسابيع، مما يُؤكّد معلومات المصدر الوزاري الذي كشف لـ«اللواء» أمس الأوّل بأن قضية العسكريين تراوح من دون تحقيق أي تقدّم أو اختراق.

وكانت هذه القضية بالذات أحد أبرز مفاصل «امر اليوم» الذي وجهه قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى العسكريين لمناسبة ذكرى الاستقلال حيث تعهد ان القيادة ستواصل بذل أقصى الجهود، ولن تدخر وسيلة في سبيل تحرير العسكريين المخطوفين لدى الإرهاب وعودتهم إلى مؤسستهم وإلى عائلاتهم.

وأعلن ان الجيش احبط حلم إقامة امارة ظلامية من الحدود الشرقية للوطن إلى البحر، التي لو حصلت لادت إلى حوادث مذهبية مدمرة تشمل لبنان باسره، مؤكداً بأن الحرب ضد التنظيمات الإرهابية مستمرة فلا هوادة ولا استكانة في قتال الارهابيين حتى اقتلاع جذورهم من لبنان».

صواريخ «الفاتح»

إلى ذلك، كشفت مصادر إيرانية لشبكة «CNN» الأميركية عن حصول «حزب الله» على طراز جديد من الصواريخ المتوسطة المدى، وذات قدرات تدميرية كبيرة، ويصل مداها إلى مفاعل «ديمونا» جنوب إسرائيل.

وذكرت وكالة «فارس» للأنباء، المقرّبة من «الحرس الثوري الإيراني»، أنّ «الصاروخ الجديد هو من نوع فاتح، يتراوح مداه بين 250 و350 كيلومتراً، ويمكن تزويده بحمولة من المواد شديدة الإنفجار، تبلغ زنتها 500 كيلوغرام، كما أنّ سرعته تبلغ 1.5 كيلومتر في الثانية الواحدة».

ونقلت عن نائب القائد العام للقوات «الجوفضائية»، اللواء سيد مجيد موسوي، قوله: «بإمكان المقاومين إصابة جميع الأهداف، سواء كانت تلك الأهداف في جنوب الأراضي المحتلة، أم في شمالها. المقاومة الإسلامية تمتلك صواريخ فاتح، وبإمكانها إطلاقها في أيّ وقت.»

كما أشارت الوكالة الإيرانية إلى أنّ «إحدى أهم استراتيجيات الجمهورية الإسلامية هي تقديم الدعم التسليحي للمقاومة الإسلامية، لاسيّما حزب الله في لبنان، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، وذلك بغية حماية المستضعفين والتصدي لأعتى كيان سفّاك للدماء على الكرة الأرضية، ألا وهو الكيان الصهيوني، الذي يُعدّ العدو اللدود لجميع شعوب المنطقة، والعالم الإسلامي بأسره.»

ولم تفصح المصادر الإيرانية عن كيفية حصول «حزب الله» على هذه الصواريخ، التي ذكرت «فارس» أنّه «يمكنها إصابة أهدافها بدقة متناهية»، ولفتت إلى أنّ «صاروخ فاتح مجهز بمنظومة توجيه متطورة، تسيره حتى يصيب هدفه بدقة، ودرجة الخطأ في الإصابة منخفضة جدّاً».