برّي يلوِّح بالناس لوقف الإنقلاب على الدستور وتعطيل المؤسسات
نفايات المتن تهدِّد ملف الرابية -الطاشناق.. وموفد أميركي في بيروت
السؤال: بعد كلام الرئيس نبيه برّي في مهرجان الذكرى الـ38 لتغييب الإمام السيّد موسى الصدر والمواقف التي أطلقها، هل يتوقف «الجدل البيزنطي» (والكلام لرئيس حركة أمل) حول كل شيء، حتى على الزبالة؟
في ساحة النجمة، حيث عقدت لجنة المال والموازنة إجتماعاً ثانياً بحضور رؤساء بلديات المتن، وممثلي الأحزاب المعنية، ورئيس مجلس الإنماء والاعمار نبيل الجسر انهارت التسوية التي اشارت إليها «اللواء» في عددها أمس، وخرج رئيس حزب «الطاشناق» آغوب بقرادونيان من الجلسة، محتجاً وليعبّر عن رفض مطلق لأن تكون منطقة برج حمود مكباً للنفايات أو جبلاً لتخزينها، داعياً إلى كل بلدية أو نائب لتحمل المسؤولية، تحوّل الجدل حول النفايات إلى بيزنطي، أي بلا نتيجة عملية..
لكن رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، بدا متفائلاً بإمكان التوصّل إلى «تسوية» انتقالية خلال سنة تكون فيها البلديات أصبحت أكثر جاهزية لتولي معالجة النفايات المرتبطة بنطاقها البلدي.
اما سياسياً، فمن المؤكد ان كلمة الرئيس برّي في صور، سوف لن توقف الجدل السياسي البيزنطي أيضاً، الدائر في البلاد في ظل تطاير شظايا الأزمات السياسية في كل اتجاه، الأمر الذي من شأنه ان يشل البلاد وأن يجعل من لبنان دولة فاشلة، وإعلان الإفلاس السياسي والمالي، على حدّ تعبير الرئيس برّي.
وأعاد الرئيس برّي التذكير بخارطة الطريق التي طرحها العام الماضي، في المناسبة نفسها لإنهاء الأزمة السياسية:
1- أكّد رئيس المجلس، سأواصل التمسك بالحوار الثنائي والوطني، اللذين أدّيا إلى إغلاق أبواب الفتنة والتوترات الطائفية والمذهبية.
2- أعلن الرئيس برّي «انه تسهيلاً للعقبات التي تؤخّر انتخاب رئيس جمهورية لا بدّ من التفاهم على قانون الانتخابات وعلى تشكيل الحكومة مما يتيح لنا انتخاب الرئيس حتماً، ومن دون ذلك عبثاً».
3- حذر الرئيس برّي من التمادي «في لعبة حرق الوقت، وبناء الأوهام في المراهنة على الخارج في حل القضايا الوطنية»، لكنه أكّد في المقابل «ما زلت أرى ان بناء الثقة في العلاقات السعودية – الإيرانية تقدّم اسهاماً ضرورياً في إنتاج سلام لبنان وسائر الأقطار العربية المضطربة».
4- على ان الأهم تأكيده «ان العبور إلى الدولة يستدعي وقف الدلع السياسي، واعتقاد كل طرف منّا ودون استثناء انه يملك القرار الوطني أو الفيتو على القرار الوطني».
5- وطالب الرئيس برّي «بوقف العبث السياسي والتزام الدستور، ووقف تعطيل المؤسسات»، والأخطر تأكيده «انني بمواجهة القوى التي تواصل الانقلاب على مختلف العناوين السياسية أقول إذا اقتضى الأمر اننا سنواجه كل ذلك بقوة النّاس، ونقول للجميع اتعظوا مما يدور حولنا».
6- وبصرف النظر عن تكرار المواقف بالنسبة لقانون النسبية، والنفط، وتذكير إسرائيل بهزيمتها في لبنان وتأكيده على التزام قضية الإمام الصدر واعتبارها قضية لا يتقدّم عليها شيء، وأن التحقيقات والمعلومات لا رسمياً ولا بشكل غير رسمي لا علاناً ولا سراً ان حياة احد الاحبة قد انتهت، فإن ما أعلنه رئيس المجلس بكل ابعاده سيكون على طاولة النقاش السياسي والمواقف قبل 4 أيام من العودة إلى طاولة الحوار الوطني.
وعلى هذا الصعيد لاحظت مصادر سياسية ان رئيس المجلس وجه رسائل سياسية بغير اتجاه فهو من جهة، وجه انتقاداً «للتيار الوطني والحر»، من دون ان يسميه ويحمله مسؤولية الأزمة.
ومن جهة ثانية، كرّس خلافه مع «تيار المستقبل» فيما يتعلق «بالسلة» أو إعطاء الأولوية لقانون الانتخابات والتفاهم على ما يحصل بعد انتخاب الرئيس ليحصل الانتخاب.
وفيما يتعلق بالحكومة، أكّد دعمه لاستمرار عملها ودعوتها لإقرار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب، وغازل «حزب الله» سواء فيما خص معادلة الجيش والشعب والمقاومة ورفض أي دعوى بسحب سلاح الحزب، مستشهدً بما قاله الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله بما خصّ هزيمة إسرائيل في العام 2006.
لكن مصدراً وزارياً، شارك في مهرجان صور، رأى أن «رسائل الرئيس برّي لن تغيّر من واقع الأمور شيئاً، فالأرمة السياسية رهينة تعقيدات قوية بات من الصعب حلّها على المستوى الداخلي ما دام الانشطار السياسي على ما هو عليه، وأنه بات من المؤكد بأن لبنان سيبقى في دائرة المراوحة والانتظار إلى حين نضوج التسوية التي يعمل عليها في المطابخ الدولية.
واستبعد المصدر حصول حلحلة في الأزمات المستجدة على مستوى الحكومة في وقت قريب كون أنه لم يسجل أي مبادرات في اتجاه إعادة الأمور إلى نصابها في الحكومة، لكنه أكد أن لا تعيينات عسكرية في الجلسة المقبلة التي يبقى موعدها رهن ما سيستجد من مشاورات بعد عودة الرئيس تمام سلام من الخارج، من دون استبعاد إمكانية أن يلجأ حزب الله إلى التمنّي على الرئيس سلام تأجيل هذه الجلسة إفساحاً في المجال أمام إيجاد مخرج لأزمة التعيينات.
ورجّح المصدر الوزاري حصول التمديد لقائد الجيش في اللحظة الأخيرة، لأنه ليس في مقدور أي طرف تحمّل وزر حصول فراغ في المؤسسة العسكرية في هذه الظروف حيث يخوض الجيش اللبناني معركته ضد الإرهاب.
وكشفت مصادر نيابية لـ«اللواء» أن اتصالات جرت في الساعات الماضية، ستستكمل في الساعات المقبلة بين الرابية ومعراب للتشاور في جلسة الحوار في 5 الجاري وجلسة مجلس الوزراء في الثامن منه، مع العلم أن القوات اللبنانية غير مشاركة لا في الحكومة ولا في طاولة الحوار.
وكشفت المصادر أن اتصالات جرت بين المستقبل ومعراب للتباحث في مسار قانون الانتخاب واللامركزية الإدارية.
وعلى وقع هذه الأزمة، وصل مساء أمس، إلى بيروت مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية توماس شانن إلى بيروت، آتياً من عمان، وكان في استقباله في المطار السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيت ريتشارد وعدد من أركان السفارة.
ولم يُعرف تماماً برنامج المسؤول الأميركي، لكن مصدراً دبلوماسياً، اعتبر أن زيارته تتصل بالأزمة السورية، وملف النازحين في ضوء الاجتماعات في نيويورك، خلال الشهر الجاري.
ولم يستبعد المصدر أن يتطرّق الدبلوماسي الأميركي للأزمة السياسية في البلاد لجهة الاستفسار عن التطورات المتصلة بالشغور الرئاسي.
في هذا الوقت، حذّر الرئيس ميشال سليمان خلال اجتماع كتلته الوزارية، من تداعيات فوضى الفراغ، لفرض مفاهيم غير مقبولة، رافضاً التصويب على المؤسسات العسكرية، وبالعودة إلى زمن الفوضى الأمنية.
وفي إطار سياسي متصل، توقّع مصدر في «القوات اللبنانية»، أن تكون لرئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع سلسلة مواقف وصفت بالمهمّة في القدّاس السنوي الذي يقام على روح شهداء القوات.
وبالعودة إلى النفايات، فإن لجنة المال والموازنة لم تتمكن في مناقشاتها التي استمرت قرابة الخمس ساعات من إنتاج الحل المطلوب لمشكلةالنفايات، وبقيت المسألة عالقة بين رفض البعض العودة الى مكب برج حمود، وبين صعوبة تطبيق اللامركزية في معالجة النفايات، بعد ان تبلغت من قبل رؤساء أتحادات المتن وكسروان وبعبدا وبرج حمود، ان الجهوزية المطلوبة تتطلب ما بين 12 و14 شهراً، على ان تمر العملية بمرحلة إنتقالية وهو ما تم التوافق عليه، وإن كانت المشاورات واللقاءات إستمرت حتى ساعة متأخرة مساءً، وقام بها رئيس اللجنة النائب إبراهيم كنعان مع «الكتائب» و»الطاشناق»، بعد إنسحاب الأخير من الجلسة ورفضه أي طمر أو تكديس إلا في حال طبقت خطة الحكومة بحذافيرها، وعلى هذا الأساس تبقى نفايات المتن وكسروان في الشوارع بإنتظار الحل.
وقال كنعان بعد الجلسة: «تم الاتفاق على أن تكون هناك مرحلة انتقالية تدوم لفترة أقصاها سنة لعدم جهوزية البلديات لبدء معالجة النفايات ضمن اطار اللامركزية».
اضاف: «اذا كان الحل هو اللامركزية فالمطلوب توفير الامكانيات اللازمة، والخطة النهائية تبدأ اليوم بتشكيل هيئة تنسيق واشراف تعمل بالتعاون مع السلطات الرسمية والبلديات، يكون دورها متابعة عملية تطوير اللامركزية».
واعلن اننا «قررنا المتابعة مع البلديات والداخلية وتحفيزهم على أن تكون هناك نتائج عملية خلال هذا العام، وقررنا البدء برفع النفايات عن الطرقات فور إقرار الأطر التنفيذية».
من جهته، فجّر أمين عام حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان أزمة النفايات من جديد، بعد انسحابه من اجتماع لجنة المال والموازنة، معترضاً على ما يتم طرحه من اقتراحات تشكّل كلها، برأيه، عبئاً على منطقة برج حمود.
وقال بقرادونيان، الذي بدا غاضباً، بعد انسحابه: «إن برج حمود لا يمكن تحميلها نفايات غير سكانها».
وقال: «على كل كتلة تحمّل مسؤولية نفاياتها وممنوع رمي أي منها في مكب برج حمود».
ولفت بقرادونيان إلى قبول خطة النفايات لتسهيل عمل الحكومة، «لكننا تحمّلنا تخزين النفايات لأشهر عدّة، والحل الأمثل الذي نتكلم عنه لا أحد يبحثه».
ورفض بقرادونيان الرد على أسئلة الصحافيين، مكتفياً بالقول: «إسألوا النواب المجتمعين في الداخل».
وخلال الاجتماع أعلن رئيس بلدية الجديدة أنطوان جبارة أنه «إذا لم يجد المعنيون حلاً لأزمة النفايات سألجأ إلى جمعها من شوارع الجديدة ورميها على الأوتوستراد».
وكشف أنه صارح المعنيين بلجنة المال والموازنة بحقيقة ما يجري في شوارع الجديدة التي امتلأت بالنفايات التي وصلت أيضاً إلى المدارس والمراكز الحكومية والمستشفيات كما حصل قرب مستشفى مار يوسف حيث طالب بوجود عناصر أمنية لمراقبة المكان.
إنفجار زحلة
أمنياً، وعلى وقع الحشود الذاهبة إلى مدينة صور لإحياء ذكرى تغييب الإمام الصدر، انشغلت الأوساط الأمنية والقضائية والسياسية بالإنفجار الذي وقع عند مستديرة كسارة في زحلة، وأدّى إلى استشهاد إمرأة سورية، تبيع ما يسد رمق عيشها مع عائلتها، مع جرح عشرة أشخاص آخرين.
وتحدثت مصادر طبية عن أن 3 من المصابين بحالة حرجة، فيما قال مصدر أمني أن الإنفجار ناجم عن عبوة بزنة 4 كلغ تي إن تي.
وبحسب بيان الجيش، طوّقت قوة من الجيش المكان، وحضر الخبير العسكري الذي قام بالكشف على موقع الانفجار، وتبين بنتيجة الكشف أنه ناجم عن عبوة ناسفة زنتها 4 كلغ من مادة TNT، وبوشر التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص.