IMLebanon

ترشيح عون يترنّح.. وحزب الله لحوار مبادئ بين «أمـل» و«التيار الوطني»

ترشيح عون يترنّح.. وحزب الله لحوار مبادئ بين «أمـل» و«التيار الوطني»

موفد برّي في بكركي: السلة تحوّلت إلى تفاهمات و«المستقبل» ينفي «الإتفاق السري» مع الرابية

نأى حزب الله بنفسه عن أي دور وساطة بين حليفيه: حركة «أمل» برئاسة الرئيس نبيه برّي و«التيار الوطني الحر» برئاسة النائب ميشال عون، فيما بدا ان التوجه لتبني ترشيح النائب عون للرئاسة الأولى دونه عقبات وحسابات، الأمر الذي جعل قياديين من نواب وكادرات عونية تحاول الضرب في الرمل، وتبحث عن أي إنجاز سواء كان قانون الانتخاب أو الرئاسة الأولى.

ولم تشأ مصادر سياسية تبني الاستنتاج بأن حركة الاتصالات لانضاج تبني خيار عون قد علقت، لكنها رأت في الأجواء المحيطة لتوجهات «حزب الله» ربط انتخاب عون بحوار ينضج تفاهماً بين عين التينة والرابية من دون ان يكون حزب الله وسيطاً على هذا الخط.

وفي السياق عينه، كشف مصدر دبلوماسي أوروبي لـ«اللواء» ان ظروف انتخاب رئيس جديد للجمهورية إقليمياً ودولياً لم تنضج بعد.

ووصف جولة الاتصالات التي قامت بها سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن على كل من الرؤساء برّي وميشال سليمان وسعد الحريري بأنها تهدف إلى الوقوف على الأجواء المحيطة للحراك اللبناني لوضع تقرير ترفعه لدول الاتحاد عشية توجه الرئيس الحريري إلى فرنسا وبعض الدول العربية والإقليمية للوقوف على موقفهم من المتغيّرات المتصلة بانتخاب الرئاسة اللبنانية.

وأشار هذا المصدر إلى ان المواجهة الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الروسي في ذروتها، وأن الرئاسة اللبنانية مرتبطة بالملف السوري في مقايضات إقليمية لم يحن اوانها بعد.

المشهد المتعدد

وفي الإطار المحلي، انتهى الأسبوع الثاني على عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، والنيات الحسنة التي حملها معه في ما يتعلق  بإنجاز الاستحقاق الرئاسي، على مشهد سياسي متعدد الجوانب لا يكاد يتقاطع سوى على الاستقرار ومقاربة هادئة للملفات العالقة، وعدم العودة إلى الوراء في ما خص جلسات مجلس الوزراء.

1- ففي «بيت الوسط»، نفت مصادر تيّار «المستقبل» ان يكون مدير مكتب الرئيس الحريري السيّد نادر الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل توصلا إلى «سلة تفاهمات»، ان لجهة تأجيل الانتخابات النيابية لسنة، أو إسناد رئاسة الحكومة للرئيس الحريري على مدى دورتين متتاليتين الخ..

وفي السياق نفسه أعلن عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري ان لا صحة لما جرى تداوله من اخبار عن بنود اتفاق سري بين الحريري وعون، واصفاً تلك الاخبار بأنها تهدف إلى التخريب على مشاورات الرئيس الحريري.

وعليه، تخشى أوساط في «بيت الوسط» ان يطغى مسار «حزب الله» في إبقاء موقع الرئاسة الأولى في دائرة الفراغ، متهمة الحزب بأنه ينكث كالعادة تعهداته، لا سيما مع النائب عون.

2- وفي الرابية، لم تسقط الرهانات على احتمال ان تكون جلسة 31 تشرين أوّل مثمرة لجهة انتخاب رئيس للجمهورية هو النائب عون.

وقللت دوائر الرابية من ما وصفته سيناريوهات وشائعات تملأ الساحة السياسية، مجددة الثقة بتوجه الرئيس الحريري، ومشيرة إلى لقاءات خارجية سيعقدها في بحر الأسبوع الطالع في كل من باريس وانقرة والرياض.

ولاحظت أوساط مراقبة انه بعد سقف المواقف الذي وضعه عون في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، فإن حركة التصريحات العونية غابت عن الأضواء، واصفة بيان كتلة «المستقبل» أمس الأوّل بأنه لا يختلف عن توجه الرئيس الحريري.

وفي خط مواز، احيت ماكينة التحشيد العوني محركاتها لمهرجان 13 تشرين أقام قصر بعبدا، فإذا كانت الأيام الفاصلة مكرسة للايجابيات اتخذ الاحتفال الجماهيري منحى، وإذا تراجعت الأجواء الإيجابية يتخذ عندها منحى آخر، وذلك في 16 تشرين أوّل.

وفي هذا السياق، لم يستبعد النائب السابق فارس سعيد ان يقدم عون على استقالة إعلامية لنوابه من المجلس النيابي، والامتناع عن المشاركة في جلسات الحكومة، إذا لم تكن صورة الاستحقاق الرئاسي تبلورت نهاية الأسبوع المقبل.

عين التينة – بكركي

3- أما عين التينة، التي استقبلت أمس موفداً كتائبياً هو نائب رئيس الحزب سليم الصايغ، وأوفدت وزير المال علي حسن خليل إلى بكركي، فتبدو أنها ليست على عجلة من أمرها، وإن كانت الجلسة النيابية التي يستعد لها الرئيس برّي بعد اجتماع مكتب المجلس بعد غد الاثنن تتقدّم على ما عداها.

وبالنسبة لزيارة الوزير خليل و«لقائه الودّي» مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، تحدثت أوساط عين التينة عن حصول تقدّم في ما خصّ إعادة إحياء خط التشاور بين الصرح البطريركي ومقر الرئاسة الثانية.

وكشفت هذه الأوساط أن وزير المال شرح بإسهاب خلفية سلّة الرئيس برّي، وقالت أن البطريرك الراعي ناقش في تفاصيل بنود السلة أو بنود طاولة الحوار.

وأشارت إلى أن الوضع الاقتصادي استأثر بتبادل المعلومات بين البطريرك وخليل بصفته وزيراً للمال، وأكدت أن حدود مشاعات جبل لبنان لم تغب عن اللقاء الذي بدأ بسلام وانتهى بسلام، وهو ما عبّر عنه الوزير خليل عندما أعلن بأن «أي شيء يريح البطريرك نحن جاهزون لأن ننفذه».

وقال: «نحن والبطريرك متفقان على معظم الأمور المرتبطة بملف الاستحقاق الرئاسي وغيره من الملفات، ولم أشعر على الإطلاق أن هناك تبايناًً»، مشيراً إلى «أن ما يقيّد الرئيس نحن ضده، وبالتالي نحن نلتقي مع بكركي حول هذا الموضوع»، لافتاً إلى أن «تعبير «السلة» أصبح مستخدماً إعلامياً، ولكن من طرحه هو التفاهم على أمور تسهل عمل رئيس الجمهورية المقبل ولا تقيّده على الإطلاق».

ورداً على سؤال بأن حزب الله يدفع بالرئيس برّي لوضع سلّة تعجيزية لقطع الطريق على العماد عون، قال خليل: «هذا رأي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي نختلف معه في هذا الشأن، وبالتأكيد هو يدل على أنه لا يزال لا يعرف تماماً الرئيس بري».

أضاف: «لا فيتو على أحد ومن حق كل طرف أن يعبّر عن رأيه، والأهم أن ننزل جميعاً إلى المجلس ونمارس الانتخاب».

«حزب الله»

4- حزب الله: في المجالس العاشورائية، وبانتظار إطلالة أمينه العام السيّد حسن نصر الله الأربعاء، تقدمت لدى الحزب صيغة الدعوة إلى حوار وتفاهم بين برّي وعون على خلفية الحوارات والتفاهمات الجارية بين الحزب والمستقبل وبين المستقبل و«التيار الوطني الحر»، وبين التيار و«القوات اللبنانية».

ووصف النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» نواف الموسوي الحوار الذي يتعيّن على حليفيه الشروع به بأنه مهم لتحقيق تفاهم.

وفيما لم تتأكد المعلومات عن أن الرئيس برّي رفض تحديد موعد لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، غمزت مصادر قيادية في «حزب الله» – لم تشأ الكشف عن هويتها – من قناة التفاهمات بين «المستقبل» والتيار العوني.

وقالت هذه المصادر: «نحن لسنا مستعجلين لإتمام أي استحقاق دون ضمانات»، من دون أن تخفي امتعاضها من ما وصفته «التصرّف الآحادي» للوزي باسيل، ولا سيما بالنسبة لقانون الانتخاب.

ونقلت عن قطب بارز في قوى 8 آذار قوله أن «إقرار قانون انتخابي جديد هو أولوية بالنسبة إلينا، ويتقدّم على الانتخابات الرئاسية بأشواط لأنه يُشكّل المدخل المناسب لإعادة إنتاج السلطة السياسية في البلد، وبالتالي فإن سعينا لإتمام الاستحقاق الرئاسي لا يعني أبداً قبولنا بالعودة إلى قانون الستين»، لكن هذا القطب استدرك بأن التأجيل التقني للانتخابات لمدة سنة أو أكثر أو أقل يدخل في إطار التفاهمات التي قد نوافق عليها إذا ترافق مع قانون جديد.

ولفتت المصادر إلى أن مسألة الحكومة وتركيبتها تحتاج إلى تفاهم كل القوى السياسية في البلد، ولا سيما بالنسبة إلى توزيع الحقائب الوزارية السيادية ومسألة الثلث الضامن (المعطِّل)، والبيان الوزاري والتي تعتبر من أهم أسس النظام، ومن أصعب الإشكاليات التي رافقت تشكيل كل الحكومات، وبالتالي لا يستطيع طرف البت بهذه المسائل وتفصيلهما على قياسه في خضم كل الأزمات والتسويات التي تجري في المنطقة.