4 توجهات لإستعادة العسكريين .. وملفا الإرهاب والنازحين إلى نيويورك مع سلام
خلاف بين أهالي العسكريين ينهي الإعتصام وسط بيروت .. و«حزب الله» يعترف بجرح 3 من عناصره في الخريبة
يغادر الرئيس تمام سلام الى نيويورك اليوم لترؤس وفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمجموعة الدولية لدعم لبنان، على أن ينضم إليه هناك وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس البعثة اللبنانية في نيويورك السفير نواف سلام، في وقت كانت فيه تداعيات ذبح الجنود اللبنانيين الأسرى عند تنظيمي «النصرة» و«داعش» «المتطرّفين»، تتفاعل على كل المستويات السياسية والشعبية والأمنية، في ضوء معلومات أن مساعي المفاوضات انتكست جدياً، وأن التصعيد، سواء عبر عمليات الذبح أو التهديدات المتبادلة أصبح الشغل الشاغل في البقاع والشمال، سواء الأهالي أو الفعاليات السياسية.
قررت الدولة المواجهة مع ما وصفته بالإرهاب والإرهابيين، وأعلن الرئيس سلام، بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي، الذي عقد قبيل سفره الى نيويورك، عن التوجه الرسمي بعد استشهاد الجندي محمد معروف حمية، وهو الثالث بعد رفيقيه علي السيد وعباس مدلج، وقوامه:
1- لا مفاوضات مع استمرار عمليات القتل والشرط باستئناف المفاوضات، سواء عبر الوسيط القطري أو التركي بعد تحرير رعاياها الذين أسروا في الموصل، لا يكون إلا بعد تعهد قاطع من الوسطاء بأن المسلحين لن يحنثوا مرة جديدة بوعودهم بعدم التعرض للجنود الأسرى.
2- إبلاغ القيادة العسكرية أن الحكومة أعطت كل الدعم والتفويض للجيش اللبناني ليقوم بكل ما يراه ضرورياً في منطقة عرسال، سواء بتطبيق الخناق على المسلحين أو بالتصدي لمحاولاتهم العودة الى البلدة، ودراسة كل السبل الممكنة لاستعادة العسكريين المحتجرين، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة أو العمليات الأمنية.
3- رفض أي محاولة للتشكيك بأداء القوى العسكرية والأمنية، ورفض أي ابتزاز أو مساومة على كرامة الجيش اللبناني وضباطه وجنوده.
4- تفويت الفرصة على الجماعات المسلحة التي لا تكتفي بممارسة الارهاب عبر القتل المتعمد للجنود الأسرى، أو ابتزاز الدولة عبر الضغط على أهالي العسكريين المخطوفين والنفاذ من الحالة الإنسانية للأهالي والمسؤولين الى دق إسفين الخلافات داخل مجلس الوزراء.
وكشفت مصادر قضائية لـ «اللواء» أن السير بتسريع المحاكمات للموقوفين الإسلاميين قائم على قدم وساق، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال إطلاق سراح أي موقوف صدر حكم بحقه، وفي مثل هذه الحالة، فإن القانون أناط إطلاق سراح المحكومين بإصدار قانون عفو عنهم تلتزم السلطة القضائية بتنفيذه.
زيارة سلام
وبالعودة الى زيارة الرئيس سلام الى نيويورك، فقد كشفت مصادر مقربة عن برنامج حافل بالمواعيد لرئيس مجلس الوزراء، أبرزها مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وربما التقى مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فضلاً عن ترؤس اجتماع المجموعة الدولية لمساعدة لبنان في ما خص النازحين السوريين، على أن يلقي خلال وجوده في نيويورك خطابين، الأول أمام الجمعية العامة في 25 أيلول الحالي، يتناول فيه الوضع في لبنان ومواجهة الارهاب الذي يعاني منه لبنان بعد خطف الجنود اللبنانيين، بالإضافة الى قضية النازحين السوريين الذي يستضيف لبنان منهم ما يزيد عن مليون و300 ألف نازح، وعن توجه الحكومة اللبنانية للحد من تدفق هؤلاء النازحين إلا للضرورات الإنسانية، والثاني أمام مجموعة الدعم الدولية في اليوم التالي.
وقالت مصادر رسمية أن الرئيس سلام سيسعى الى إثبات الحضور اللبناني، حاملاً معه القضية اللبنانية، خصوصاً في ظل غياب رئيس الجمهورية عن اجتماعات الجمعية العامة للمرة الأولى منذ سنوات، مشددة على أن الجهد سينصبّ لتأتي نتائج الزيارة إيجابية ومثمرة بهدف استثمارها لاحقاً، لا سيما وأن الرئيس سلام حريص على الإضاءة على التحديات الماثلة أمام اللبنانيين وعلى الجهود المبذولة لمكافحة الارهاب التي تشكل نقطة مشتركة مع الدول المشاركة في هذه الاجتماعات.
وحرص الرئيس سلام قبيل سفره، على زيارة عين التينة، وعرض مع الرئيس نبيه برّي للأوضاع والتطورات الراهنة، ولا سيما تداعيات قضية العسكريين الأسرى، مشدداً على أن يكون الجميع صفاً واحداً لمواجهة الإرهاب والارهابيين، باعتبار أن الوحدة الداخلية هي من أهم عناصر القوة في هذه المواجهة.
واستبعدت مصادر مطلعة أن تكون زيارة عين التينة تطرقت إلى الجلسة المحددة غداً الثلاثاء لانتخاب رئيس الجمهورية، على اعتبار انها لن تختلف عن حال سابقاتها في ظل الخلاف المستحكم بين الأفرقاء السياسيين والكتل النيابية على انتخاب الرئيس، وبالتالي سيقتصر الأمر على تحديد موعد جديد.
وأوضحت المصادر، أن موضوع الجلسة التشريعية متروك حالياً للاتصالات التي يقوم بها النائب جورج عدوان الذي زار الرئيس برّي لهذا الغرض، معلناً من عين التينة، أن ما يهمنا الآن أن يفتح باب التشريع للضرورة القصوى والحالات الاستثنائية والقضايا المحددة لعدم اخذ المجلس رهينة، وان تبقى الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، وليس فتح باب المجلس امام التشريع، وهذا ما أكّد عليه أيضاً الرئيس برّي.
وبحسب المعلومات، فان لقاء برّي – عدوان، والذي حضره وزير المال علي حسن خليل سيستكمل بلقاءات بين خليل وعدوان، بالاضافة إلى تكثيف الاجتماعات على محور وزيري المال والصحة وائل أبو فاعور ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري للتفاهم على موضوع سلسلة الرتب والرواتب، والذي سيكون عنوان الجلسة التشريعية إلى جانب سندات اليوروبوند وموازنة العام 2015 وقطع حساب الموازنات السابقة، وتعديل المهل في قانون الانتخاب لما لا يعرض العملية الانتخابية للطعن، في حال حصلت الانتخابات، وهو أمر مستبعد.
وأكدت المصادر أن تحرك النائب عدوان يتم بالتنسيق مع رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة الذي يحرص على أن يكون لقاءه المرتقب مع الرئيس بري عنوانه مبادرة قوى 14 آذار لانتخاب رئيس الجمهورية، فيما عنوان حراك عدوان الشأن المالي.
وتوقعت المصادر أن يشهد الأسبوع الحالي اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس للتداول في جدول أعمال الجلسة التشريعية التي يفترض أن تعقد في الأسبوع الذي يسبق عيد الأضحى المبارك، أو بعد العيد كحد أقصى إذا لم يتم إنجاز التفاهم على الشؤون المالية.
عرسال
في هذا الوقت، استعاد الوضع في منطقة عرسال هدوءه، بعد استهداف إحدى دوريات الجيش يوم الجمعة، وسقوط شهيدين له تمّ تشييعهما السبت في كل من صيدا وعيدمون في عكار، فيما عزّز الجيش مواقعه في البقاع الشمالي وفي محيط عرسال وجرودها وسيّر دوريات مؤللة ونفذ مداهمات طاولت مخيمات اللاجئين السوريين، لا سيما القريبة من موقع التفجير الارهابي واعتقل العشرات من المشتبه بهم، ومن الذين شاركوا في المعارك ضد الجيش، وقصف مواقع تواجد المسلحين في جرود عرسال ليل السبت – الاحد في وادي الرهوة والمنطقة الجردية.
ولم تسجل أمس حوادث خطف، على غرار ما حصل في البقاع وفي الأوزاعي يوم السبت، في وقت استأثر حادث الخريبة الذي استهدف إحدى نقاط التفتيش لحزب الله بالاهتمام، خصوصاً وان الموقع يقع على سفوح السلسلة الشرقية قرب الحدود اللبنانية – السورية.
وجديد الغموض الذي لف الحادث بعيد وقوعه قرابة العاشرة من ليل السبت، أن «حزب الله» فك الطوق الأمني الذي ضربه في مكان التفجير، حيث تفقده الاعلاميون، وقد تبين ان التفجير أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى من عناصر الحزب أثناء محاولتهم تفتيش السيّارة المفخخة بعبوة قدرت زنتها بحوالى 25 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار، بعد ما بادر الانتحاري الى تفجيرها.
وقد بدت في مكان الانفجار سيارتان محروقتان، الأولى كان يقودها الانتحاري وهي من نوع «فولفو ستايشن» بيضاء اللون تحمل لوحة لبنانية ذات الرقم 113735/ز، والأخرى من نوع مرسيدس 300 لونها بني من دون لوحات. وعلى مقربة منهما غرفة صغيرة دمرها التفجير.
إنقسام أهالي العسكريين
في هذا الوقت، أدى انقسام في صفوف أهالي العسكريين، حول تحميل «حزب الله» مسؤولية عرقلة المفاوضات مع المجموعات المسلحة السورية، إلى انهاء الاعتصام في ساحة الشهداء، وفك الخيم من هناك، ونقل الاعتصام إلى بلدة القلمون على الأوتوستراد بين بيروت وطرابلس.
وبرر هؤلاء انهاء الاعتصام في ساحة الشهداء بأن هدفه كان إحتواء غضب الشارع، لكنهم بعد قتل ثلاثة من العسكريين الأسرى لم يستطيعوا تحمل الضغط، لا سيما بعد توقف المفاوضات مع المخاطفين. وأعلنوا ان باب التحرك سيكون مفتوحاً على كل الاحتمالات بما في ذلك القيام بخطوات تصعيدية.
واللافت ان الناطق بلسان الاهالي الشيخ أسامة زكريا حمل الحكومة المسؤولية الكاملة عما يحصل وسيحصل للعسكريين المخطوفين، كما حمل حزب الله كامل المسؤولية عن عرقلة المفاوضات.
بدا ان هذا الموقف يختلف عن موقف أهالي العسكريين من البقاع، الذين يحملّون عرسال، وعائلة الحجيري بالذات مسؤولية استمرار احتجاز أبنائهم العسكريين.
وقال والد الشهيد الجندي محمد حمية معروف الذي أعلنت جبهة «النصرة» إعدامه بالرصاص مرفقاً بتهديد بقتل عسكري آخر علي البزال، ان حقنا عند مصطفى الحجيري «أبوطاقية» ورئيس البلدية علي الحجيري، من دون التعرض لأي سوري ولأي مواطن من بلدة عرسال، أو أي شيء في المنطقة، معرباً عن فخره واعتزازه بشهادة ولده محمد الذي قضى شهيداً كما الشهيدين علي السيد وعباس مدلج.ولاحقاً رد رئيس البلدية علي الحجيري على تحميله مسؤولية إعدام العسكريين، وقال: «هذا اتهام سياسي باطل، وسامح الله الذين يتهموننا، مع العلم ان آل الحجيري قتل منهم العشرات سواء على يد المجموعات السورية أو على يد الجيش، مذكراً بأنه حاول القيام بعدة اتصالات قبل هجوم المسلحين على عرسال، للتحذير من مغبة ما يخطط للبلدة من دون أن يفلح في ذلك.