«الثأثر» يجمّد قتل العسكريين .. وقرى البقاع في حماية «تانغو10»
سلام ينجح ببناء ثقة مع الإتحاد الأوروبي .. وتشكيل فريق الحوار بين المستقبل و«حزب الله»
مع تلويح جبهة «النصرة» بقتل الدركي علي البزال، عادت قضية العسكريين المخطوفين إلى الواجهة بقوة، ليس فقط بسبب قطع طريق الصيفي، وتصاعد لهيب الاطارات المشتعلة ليلاً في العاصمة بيروت، بل على خلفية البيان الخطير الذي نسب إلى «شباب آل البزال» وفيه «تحميل أهالي عرسال مسؤولية ما يمكن ان يتعرّض له الدركي المخطوف».
وبكلمات قليلة انتصب مشهد ثأري في البقاع عندما اعتبرت عائلة البزال ان الدركي الذي ينتمي إليها «امانة في أعناق أهالي عرسال، وأن التعرّض له سيجعل من أي شيخ أو امرأة أو رجل من عرسال أو سوري الجنسية هدفاً ولن يرحم، فالعين بالعين والسن بالسن، واعذر من انذر»، والذي سرعان ما تحول إلى قطع الطريق الدولية بين البزالية واللبوة، من أجل قطع الطريق على أهل عرسال ثم اعيد فتحها كما قطعت الطريق الدولية بين بيروت وطرابلس عند بلدة القلمون بالاطارات المشتعلة، ولاحقاً اشعل الأهالي النيران في الاطارات في ساحة الشهداء امام مسجد محمّد الأمين، بعدما اعادوا فتح طريق الصيفي بالاتجاهين، لا سيما بعدما تبلغوا ان تهديد «النصرة» شمل أيضاً قتل عسكريين آخرين، وقبيل منتصف الليل اعيد فتح طرقات ساحة الشهداء.
إلا ان «النصرة» أعلنت قرابة الحادية عشرة ليلاً، أي بعد مضي ساعة على الوقت الذي حددته لاعدام البزال العاشرة ليلاً، بأنها قررت تأجيل قتل الجنديين بعد اتصالات اجرتها مع مسؤولين في الحكومة اللبنانية لم تحددهم.
وجاءت هذه التطورات في وقت كان فيه أهالي العسكريين يحاولون التواصل مع أعضاء خلية الأزمة للحصول منهم على تطمينات معينة، في ظل معلومات تلقوها عن خلافات تعصف بالمفاوضات حول العدد المطلوب مقايضتهم بالعسكريين، من دون ان يتسنى لهم الحصول على هذه التطمينات، بسبب الخلافات التي طرأت بين الوزراء على طريقة إدارة الملف، الذي لا يدار بطريقة سليمة، على حد تعبير عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح، الذي شدّد على ضرورة خروج الجميع من حالة المزايدات، مشيراً إلى اننا «امام طريق وحيد وهو التفاوض والمقايضة، والا فإننا نكون نهدد بطريقة مباشرة حياة العسكريين».
لكن مصدراً وزارياً نفى لـ«اللواء» ان يكون مجلس الوزراء قد اثار في جلسته الأخيرة موضوع رفض طلب جبهة «النصرة» مقايضة العسكريين المخطوفين بموقوفين في سجن رومية، وقال ان هذا الأمر لم يطرح مطلقاً، باعتبار ان هذا الملف متروك لخلية الأزمة المكلفة متابعته، مؤكداً ان الوزراء لم يتبلغوا بأي تطوّر جديد بشأنه.
كذلك أكدت مصادر مطلعة ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لن يتخلّى عن المفاوضات التي يتولاها في شأن تحرير العسكريين، مشيرة الى ان الملف بطيء وشائك لكنه لم يتوقف.
وعزت المصادر غياب إبراهيم عن اجتماع خلية الازمة أمس الأوّل إلى وجوده خارج لبنان لمتابعة القضية، وهو لم يتوان لحظة منذ تكليفه معالجتها عن بذل أقصى ما يمكن للوصول إلى النهاية السعيدة التي انتهت إليها سائر ملفات الخطف التي تولاها.
وترددت معلومات ان اللواء إبراهيم أبلغ جبهة «النصرة» بأنه سيتم اعدام جمانة حميد وعمر الأطرش إذا نفذت الإعدام بعلي البزال.
وأعلن الرئيس تمام سلام من بروكسل ان هناك متابعة حثيثة لملف العسكريين المخطوفين، لكن الموضوع ليس بسيطاً وملابساته غير بسيطة أيضاً، آملاً ان نتمكن من تحقيق تقدّم، لكن الأمر صعب، وقال: «نحن لا نوفر سبيلاً للتفاوض ولا نحبذ أيضاً فوضى في التفاوض، ولكن في الوقت نفسه لا ينبغي توفير أي فرصة أو وسيلة داخلياً أو خارجياً للتوصل إلى شيء في هذا الإطار.
سلام في بروكسل
وغطت هذه التطورات أو كادت على المحافظات التي أجراها الرئيس تمام سلام والوفد الوزاري المرافق له في بروكسل مع المسؤولية في الحكومة البلجيكية والاتحاد الأوروبي، حيث أسفرت وفقاً لعضو في الوفد اللبناني عن اتفاق على وضع آلية تنسيق الجهات المانحة للبنان، والذي أكّد لـ«اللواء» ليلاً ان الاتفاق تضمن أيضاً تشجيع لبنان للاستثمارات الأوروبية في مشاريع البنى التحتية من مياه وكهرباء وغاز من خلال البنك الأوروبي للاستثمار، وذلك لدعم لبنان الذي يتحمل أعباء فوق طاقته لتسهيل إقامة النازحين السوريين الوافدين إليه، بالإضافة إلى تطوير المبادرات المطروحة لتسهيل دخول المنتوجات اللبنانية للأسواق الأوروبية ووضع نشاطات ترويجية للتصدير بالتوازي مع المبادرات الاقتصادية والدبلوماسية القائمة.
ولفتت المصادر إلى أن هذه السلة المتكاملة من شأنها أن تساهم في دعم لبنان في شتى المجالات وتفتح افاقاً واسعة للتعاون بين لبنان والاتحاد الأوروبي مشيرة إلى أن المفوض الأوروبي الجديد يملك خبرة اقتصادية واسعة يستفيد منها المسؤولون اللبنانيون لتطبيقها في بلدهم.
يذكر أن الرئيس سلام عقد محادثات في مقر وزارة الخارجية البلجيكية مع رئيس الوزراء شارل ميشال ووزير خارجيته ديدييه رايندرز، كما التقى في دارة السفير رامي مرتضي مفوض السياسة الأوروبية هوهانس هاين ومفوض المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستيلينديس إضافة الى مسؤولين اوروبيين، وهو سيلتقي اليوم رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر والممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني قبل عودته إلى بيروت.
«تانغو 10»
وعلى صعيد آخر استأثرت المعلومات التي نشرتها صحيفة «تلغراف» اللندنية من أن برج المراقبة الذي يدعى «تانغو 10» تمكن من توفير ما يلزم من معلومات للجيش اللبناني للحؤول دون هجوم «داعش» على بلدة رأس بعلبك المسيحية.
وكشفت الصحيفة أن فريق خبراء بريطانياً، انشأ البرج في سهل البقاع بكلفة بلغت 150 ألف جنيه استرليني، باشراف مباشر من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
ونقلت وكالة انباء «الاناضول» عن مصدر عسكري بريطاني وصفته بالرفيع قوله أن الخبراء العسكريين الانكليز بنوا 12 برجاً للمراقبة يستخدمها الجيش اللبناني للدفاع عن الحدود الشرقية، وصولاً إلى بلدة عرسال، وذلك في إطار التعاون بين الجيشين اللبناني والبريطاني، وقد غادر هؤلاء بعد انجاز البناء بسرعة قياسية.
وفي سياق آخر، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تعيين الدبلوماسية الهولندية سيغريدكاغ (53 سنة) منسقة خاصة له في لبنان خلفاً للبريطاني ديريك بلامبلي الذي تولى هذه المهمة منذ العام 2012.
وأوضح المتحدث استيفان دوجريك، أن كاغ ستبدأ في مباشرة مهامها في وقت قريب لم يحدده، مشيراً إلى انها سبق أن تولت مهمة المنسقة المشتركة لبعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا خلال الفترة من تشرين أوّل 2013 وحتى أيلول الماضي.
حوار المستقبل – حزب الله
سياسياً، اتجهت الأنظار إلى الأجواء المحيطة بالتحضير للحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» والتي تتولى تهيئته عين التينة.
وكشف مصدر قريب من هذه التحضيرات انها موضوعة على نار هادئة بسبب تداخلات الانشغالات الإقليمية مع تضارب الاجندات اللبنانية، سواء في ما يتعلق بترتيبات البيت العربي، بدءاً من الخليج إلى ترتيبات التحالفات بين «حزب الله» والتيار العوني في ما خص ابعاد التفاهم على الرئيس عن الجدول لارضاء النائب ميشال عون.
وقال مصدر قيادي في 8 آذار أن «حزب الله» يطالب بادراج بند الارهاب ومواجهته على جدول الأعمال من باب تنفيس الاحتقان المذهبي في البلاد، الا أن مصدراً آخر في قوى 14 آذار اعتبر ان إقحام التجاذبات الإقليمية على طاولة الحوار تُهدّد باضعافه وتحويله الى حوار طرشان.
وكشفت معلومات لـ «اللواء» أن وفد «المستقبل» للحوار سيكون مؤلفاً من مدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيّد نادر الحريري ويعاونه عضو كتلة المستقبل النيابية النائب جمال الجراح، فيما سيضم وفد الحزب معاون الأمين العام الحاج حسين الخليل يعاونه النائب حسن فضل الله.
غير أن النائب الجراح أبلغ «اللواء» انه لم يكلف بعد رسمياً، لكن معلوماته أن النائب فضل الله سيكون إلى جانب الخليل، موضحاً انه حتى الساعة لم يتحدد شيء رسمياً، سواء على صعيد موعد الحوار او على صعيد جدول الأعمال، علماً أن معلومات اشارت لـ «اللواء» إلى أن لقاء يفترض أن يتم بين نادر الحريري ووزير المال علي حسن خليل لتسليمه المسودة التي يقترحها تيّار «المستقبل» لجدول أعمال الحوار، بصفته المعاون السياسي للرئيس نبيه برّي، وبناء على المشاورات والنقاشات التي ستحصل سيحدد موعد الحوار الذي لن يتجاوز الأسبوعين المقبلين.