IMLebanon

سلام إلتقى رئيسي الاتحاد الأوروبي والبرلمان واتصل بأمير قطر متمنياً تفعيل الوساطة:

سلام إلتقى رئيسي الاتحاد الأوروبي والبرلمان واتصل بأمير قطر متمنياً تفعيل الوساطة:

أرواح العسكريّين أمانة ولن نخضع للإبتزاز أو أن نكون رهينة للآخرين

اكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، ان «لقاءه مع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر هو لشكره على كل ما يقوم به الإتحاد من اجل لبنان ولتوطيد العلاقات الثنائية». واعلن ان يونكر «اراد ان يكون اول لقاء سياسي له مع لبنان ليؤكد اهتمامه ببلدنا».

زار سلام مقر المفوضية الاوروبية في بروكسل والتقى  يونكر والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فريدريكا موغيرني في حضور الوزيرين نبيل دو فريج والان حكيم وسفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان انجلينا ايخهورست.

واعتبر سلام  ان «اللقاء كان حميما جدا، وشكل لنا فرصة لنعرب عن الأهمية التي نعلقها على دور الإتحاد الأوروبي، إن كان على مستوى السياسة العالمية او على مستوى دوره في سياسة المنطقة او دوره المميز في لبنان».

واوضح  ان «يونكر مدرك جيدا لوضع لبنان، واعلن انه سيزيد اهتمامه بما يساعد لبنان على مواجهة ازمته المتعلقة بالنازحين السوريين، وسيسعى للمساعدة في ايجاد حلول للأزمة في سوريا، بما ينعكس علينا ايجابيا. كما ان الاتحاد الاوروبي سيواصل دعمه الإقتصادي والمالي للبنان».

واكد ان «انتخاب رئيس للجمهورية يبقى أمرا ملحا وضروريا»، مشيرا الى ان «الجانب الاوروبي ابدى رغبته في المساعدة لتحقيق هذا الأمر».

ولفت الى ان «الجانب الأوروبي مدرك جيدا لأهمية دعم المجتمعات الحاضنة، لأن ما يقدمه اللبنانيون على هذا المستوى غير مسبوق».

واشار الى ان «الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فريديريكا موغيريني متحمسة لتعزيز سياسة الجوار الأوروبية»، وقال: «ان الحديث معها تطرق الى «الإستقرار في المنطقة من خلال دعم الإعتدال الذي يتطلب التوصل الى اتفاق سلام للصراع العربي الاسرائيلي، والذي يكون عاملا اساسيا في مواجهة التطرف والإرهاب».

والتقى سلام في مبنى البرلمان الاوروبي في بروكسل، رئيس البرلمان مارتن شولتس، في حضور الوفد اللبناني المرافق.

وقال بعد اللقاء: «عقدت اجتماعا مثمرا مع الرئيس شولتس، بعد جلسة مفيدة لتبادل وجهات النظر اجريتها مع اعضاء لجنة الشؤون الخارجية. وناقشت معه العلاقات اللبنانية – الاوروبية من منظار برلماني. بعد معاهدة لشبونة اصبح للبرلمان الاوروبي دور متزايد في السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، واستمعت الى آرائه في خصوص السياسات الاوروبية تجاه لبنان والمنطقة بشكل عام».

اضاف: «اطلعت الرئيس شولتس من جانبي على آخر التطورات في لبنان، حيث الأولوية الملحة تبقى لعملية انتخاب رئيس للجمهورية، التي نأمل أن تكون فاتحة لمرحلة جديدة من الاستقرار. وأوضحت له ان الحكومة الائتلافية التي أترأسها تعمل على الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد وتواجه تحديات عديدة، خصوصا التحدي المتمثل في انعكاسات الأزمة السورية على لبنان».

وتابع: «ناقشت معه أيضا النتائج القاسية للنزوح السوري الى لبنان الذي يعتبر البلد الأكثر تأثرا بهذه الأزمة. ولقد شكرته على الجهود التي يبذلها الاتحاد الاوروبي عبر المساعدات التي يقدمها لاغراض التنمية او للاغراض الانسانية، وأوضحت له ان مساعدة لبنان في هذا الوقت العصيب، تتخطى مد يد العون الى بلد يواجه تحديات جمة، لتتحول الى دعم نموذج للتعايش والتسامح والتعدد والانفتاح، وهي كلها عناصر ضرورية لمستقبل منطقتنا».

ولفت: «عندما اتينا الى بروكسل، أتينا كشركاء. ان الجوار الذي يجمعنا يتعلق بأن نستكشف معا فرص التعاون ونواجه معا التحديات المشتركة. ومن ضمن هذه الروحية، ناقشنا عملية السلام والوضع في فلسطين، حيث يؤدي الاستمرار في اعمال الاستيطان ومصادرة الاراضي وعدم وجود أي افق لنجاح عملية سلام جدية، الى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة».

وحضر سلام جلسة للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي خصصت لمناقشة الوضع في لبنان من كافة جوانبه.

في بداية الجلسة تلا الرئيس سلام بيانا افتتاحيا تحدث فيه عن الوضع في المنطقة وقال: «ان النزاع العنيف في سوريا انعكس سلبا على لبنان الذي يستضيف عددا هائلا من النازحين مع ما يعنيه ذلك من انعكاسات اجتماعية وأمنية».

وشدد على «ضرورة اتخاذ اجراءات نوعية من قبل الأسرة الدولية لمساعدة لبنان على مواجهة هذا العبء».

ووجه سلام ما سماه «رسالة أمل الى العالم» قائلا: «ان نموذج الاعتدال والتسامح والتعايش اللبناني ما زال يعمل نسبيا بصورة جيدة. وما زال لبنان على رغم الضغط الهائل الذي يتعرض له نسيجه الإجتماعي موئلا للاعتدال الذي يجب الحفاظ عليه من اجل تأمين مستقبل افضل».

وقال: «ان سياسة الإستيطان ومصادرة الاراضي التي تتبعها اسرائيل تقضي على اي امل بالتسوية وتساهم في زيادة التطرف في المنطقة». داعيا الإتحاد الأوروبي الى «استخدام ما يملك من ادوات سياسية وديبلوماسية واقتصادية من اجل الدفع باتجاه حل عادل وشامل للنزاع».

بعد ذلك طرح عدد من النواب الأوروبيين مجموعة من الأسئلة اجاب عنها الرئيس سلام فقال: «لدينا ازمة سياسية ليست خافية على احد. فشلنا حتى الان في انتخاب رئيس للجمهورية ومددنا ولاية المجلس النيابي ونكافح داخل الحكومة الائتلافية من اجل تسيير الوضع». مضيفا: «لكن الديمقراطية في لبنان ما زالت تحمينا وطالما انها ما زالت موجودة فاننا في وقت قريب سوف نحل مشاكلنا بواسطتها».

وردا على سؤال حول تورط «حزب الله» في سوريا قال: «عندما تشكلت الحكومة تمكنا من التوافق على بيان وزاري يتضمن نقطة مهمة وافقت عليها جميع القوى بما فيها «حزب الله» وهي مبدأ النأي بالنفس ولم يتم الإلتزام بهذا المبدأ، ولكننا سوف نستمر في المحاولة لإبعاد كل الأطراف عن الأتون السوري».

واكد ردا على سؤال عن الارهاب ان «حلا جديا سلميا في المنطقة من شأنه ان يعزز الإعتدال».

واشاد سلام بـ«المساعدة التي يقدمها الإتحاد الأوروبي للبنان سواء في موضوع النازحين السوريين او في التعاون مع الجيش»، مشيرا الى ان «الجيش تمكن من فرض القانون والنظام في البلاد ونزع بذور الفتنة التي حاول الارهابيون زرعها».

واكد ان «النظام النقدي والمصرفي في لبنان ناجح على رغم الازمة السياسية الداخلية والوضع في المنطقة».

وانتقد «اللامبالاة الدولية تجاه الأزمة في سوريا وتركها تصل الى ما وصلت اليه»، واكد ان «الحل السياسي هو الحل الوحيد للمشكلة السورية».

لقاء الجالية

 وفي  لقاء مع افراد الجالية اللبنانية في بلجيكا اكد سلام، «ان لبنان لن يخضع للابتزاز في قضية العسكريين المحتجزين»، مشيرا الى «ان الحكومة تنطلق في المفاوضات من قواعد وأصول ولن نتخلى عن قواعدنا لنصبح رهينة للآخرين».

وقال: «أرواح ابطالنا أمانة ولكن لن نخضع للابتزاز. فلا يبتز احد 4 ملايين لبنانيا ولا يبتز احد جيش لبنان, نحن حريصون على حياة 26 مخطوفا ولكننا حريصون في الوقت نفسه على حياة وارواح 4 ملايين لبناني».

وعن الوضع الداخلي في لبنان، قال: « وضعنا ليس مثاليا، فلبنان يعاني من الصراعات السياسية ونحن احيانا نسيء التصرف ونسمح للرياح الخارجية ان تكون لها حصة في صراعاتنا».

واوضح:«من ابرز تعبيرات أزمتنا السياسية الشغور في موقع رئاسة الجمهورية. ومهما حاولت الحكومة ان تقوم بواجباتها للتعويض عن الشغور فلا يمكن ان يستقيم الوضع في لبنان الا عند انتخاب رئيس».

اضاف :«نحن بحاجة لإجراء انتخابات عامة ولسنا بحاجة للتمديد للمجلس لأننا بذلك نمدد الأزمة. صحيح ان هذه الخطوة اتخذت لعدم الوقوع في الفراغ ولكن الثمن الذي دفعناه لتفادي الفراغ سلبي».

وبعدما اشار الى العبء الكبير الذي يشكله النزوح السوري على لبنان، تحدث الرئيس سلام عن الوضع الامني وقال: «تعرض الوضع الأمني في لبنان لإهتزاز كبير. والبعد الأخطر فيه كان محاولة زرع الفتنة. لكننا تمكنا من خلال جيشنا وقوانا الأمنية من المحافظة على الوطن واسقطنا المقولة التي تقول بأن في لبنان بيئة حاضنة للارهاب. تبين ان هذا ليس موجودا وتمكن اللبنانيون من خلال اجماعهم من تحصين وطنهم».

اتصالات

 واجرى الرئيس سلام، وفي اطار متابعته ملف العسكريين المخطوفين ودور الوسيط القطري، اتصالا هاتفيا بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتمنى عليه تفعيل الوساطة القطرية لمساعدة الحكومة اللبنانية على تحرير العسكريين ورفع المعاناة عن اهاليهم .

وقد اعرب امير قطر للرئيس سلام عن «اهتمامه الشديد بمساعدة لبنان واللبنانيين في هذه المحنة. وابلغ الرئيس سلام بانه سيعطي تعليمات فورية للمولجين بهذا الملف بمتابعته واجراء الاتصالات اللازمة» .

وجدد سلام شكره وتقديره لأمير قطر على موقفه الانساني.

وأجرى سلام  اتصالا هاتفيا بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل ، جرى خلاله عرض لتفاصيل العملية الارهابية التي تعرضت لها دورية للجيش في البقاع .

كذلك أجرى اتصالا هاتفيا بقائد الجيش العماد جان قهوجي ،قدم خلاله التعازي بالشهداء من أبناء الجيش الذين سقطوا ضحايا الارهاب في البقاع، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى.

وأعرب سلام عن التضامن الكامل مع الجيش في خسارته هذه، وأكد وقوف جميع اللبنانيين خلف الجيش في معركته مع الارهاب.