IMLebanon

وقف الغذاء للنازحين: مؤامرة للتوطين وتفتيت سوريا

وقف الغذاء للنازحين: مؤامرة للتوطين وتفتيت سوريا

بوغدانوف في بيروت «للقاء الحلفاء» والمفاوض اللبناني يطالب القطري بـ«تعهدات جدِّية» من الخاطفين

فتح قرار برنامج الأغذية العالمي وقف تقديماته للنازحين السوريين في لبنان، الباب للبحث عن مخارج للضغط الجديد على لبنان والمتمثل بحرمان مليون ومائتي ألف نازح سوري من الغذاء، الأمر الذي يُهدّد بكارثة حقيقية، على حدّ تعبير وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، الذي أكّد ان «كرة النار هذه ليست بمقدار لبنان ان يتحملها، في ظل مخاوف قائمة من اللعب بالطابع الديموغرافي للبنان وسوريا والمنطقة، سواء لجهة التوطين، أو ترحيل النخب السورية للخارج»، الأمر الذي أضاف هماً وطنياً جديداً، وضع على جدول الاتصالات الدبلوماسية مع المفوضية العليا للاجئين، على ان تسبقه مراجعة للاجراءات التي يمكن الاقدام عليها في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.

على ان البحث عن مخارج لم يقف عند هذا الحد، بل وضع هذا التطور الحكومة امام التفكير جدياً عمّا يمكن القيام به لجهة ما اقترحه الوزير آلان حكيم من انه لا بدّ من التنسيق مع الحكومة السورية لإعادة هؤلاء النازحين إلى بلدهم، وفي ذلك الكلفة الأقل من الترحيل إلى بلدان أوروبية أو التوطين في لبنان.

وكان الوزير درباس، اثار خلال جلسة مجلس الوزراء أمس موضوع توقف الجهات المانحة عن دفع المبالغ اللازمة لتنفيذ برنامج التغذية، بما يعرض النازحين إلى خطر الجوع، فأبدى المجلس استغرابه للأمر منبهاً لانعكاساته على وضع النازحين وعلى الاستقرار.

وقال وزير الإعلام رمزي جريج الذي تلا المقررات الرسمية، ان الرئيس سلام صرّح بأنه سيقوم بالاتصالات اللازمة مع الجهات المعنية لإيجاد حل سريع لهذا الموضوع.

وعلمت «اللواء» انه تقرر الخوض في تفاصيل انعكاسات هذا القرار في الاجتماع المقبل للحكومة، علماً انه تمّ التوافق على تكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية لإيجاد معالجة للوضع الذي يمكن ان يتفاقم في حال لم يُصار إلى إيجاد حال.

وقالت مصادر وزارية ان هناك إجماعاً على الموقف الحكومي من ملف النازحين، انطلاقاً من عدم قدرة لبنان على تحمل أعباء من جرّاء ذلك.

وكشفت المصادر انه في خلال الحديث عن الملف جرت مداخلات عدّة حول إمكانية العمل على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم سواء من خلال اتصالات مع السوريين أو غيرهم، في حين تردّد ان الوزير آلان حكيم أبلغ موقف حزب الكتائب الرافض للتنسيق والتعاون، نفت مصادر ان يكون تحدث داخل الجلسة غير ان الوزير حكيم أبلغ «اللواء» ان الحل الوحيد يكمن في الاتكال على النفس وإعادة اللاجئين من حيث أتوا.

قضية العسكريين

 اما بالنسبة إلى قضية العسكريين المخطوفين، فان خلية الأزمة ستعاود اجتماعها اليوم، بشكل استثنائي، لمناقشة ما عاد به المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من سوريا، وما حمله الوسيط القطري احمد الخطيب من الجهات الخاطفة «داعش» و«النصرة» إلى المفاوض اللبناني، في ما خص الالتزام نهائياً بعدم التهديد بقتل العسكريين، والالتزام بالمطالب الخطية التي سلمتها «النصرة» وحتى «داعش» إلى اللواء إبراهيم بالنسبة للوائح والخروج من لعبة كسب الوقت، ولا سيما ان المفاوض اللبناني بات يمتلك من اوراق القوة ما يجعله يقبل ويرفض ويطرح ما يراه لازماً لتحرير العسكريين بقوة على الطاولة، ولا سيما بعد توقيف سجى الدليمي طليقة زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي وزوجة ابو علي الشيشاني، اضافة إلى صيد ثمين آخر للجيش يتمثل بتوقيف عمر صالح عامر المعروف «بأبو طلحة» في منطقة القاع، وهو أحد قياديي «النصرة» وكان المسؤول العسكري للجبهة قبل ان تعين بديلاً له.

و«أبو طلحة» عامر هو من مدينة القصير، وقد شارك في معارك هذه المدينة مع المجموعات المسلحة في مواجهة «حزب الله» وقد بترت يده نتيجة اصابته في الاشتباكات آنذاك.

ووصف مصدر وزاري واسع الاطلاع لـ «اللواء» امتلاك لبنان اوراقاً قوية بأنه غيّر مجرى التفاوض رأساً على عقب، واخرج هذه العملية من مرحلة الاختبار إلى مرحلة العمل الجدي الممسوك والهادف إلى إطلاق العسكريين.

وبحسب المعلومات الرسمية عن جلسة الحكومة، فان الرئيس سلام تطرق الى موضوع العسكريين المخطوفين في مستهل الجلسة، مشيراً إلى أن خلية الأزمة مستمرة في عملها للتوصل إلى تحرير العسكريين، لافتاً النظر إلى ان الموضوع دقيق ومعقد، ويجب ان يتابع بتكتم ومسؤولية، مشيراً إلى أن التغطية الإعلامية لا تساعد فيما يبذل من جهود للتوصل إلى حل يؤمن الإفراج عن هؤلاء العسكريين.

وتطرق الرئيس سلام أيضاً إلى العدوان الذي تعرض له الجيش والذي استشهد بنتيجته عدد من الجنود وسقوط بعض الجرحى، مشيراً إلى ان الجيش يدفع ضريبة الدم للدفاع عن الوطن، مقدماً التعازي إلى الجيش وأهالي الشهداء.

مجلس الوزراء

 وأوضحت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن جلسة مجلس الوزراء ظلت مضبوطة الايقاع ولم يُعكّر صفو اجتماعها أي ملف باستثناء ما يمكن ادراجه من تبادل للاراء بين عدد من الوزراء على خلفية ما جرى بالنسبة إلى ملف العسكريين المخطوفين، وما توقف عنده وزير العمل سجعان قزي حول كيفية اعلان ان الحكومة باشرت بالتفاوض المباشر، في حين لم يحصل أي تنسيق بين باقي أعضاء الحكومة، مشيرة الى أن المداخلات التي تركزت بشأنها هذه القضية أوضحت ان وزير الصحة وائل أبو فاعور لم يتفرد بأي قرار وأن ما قام به كان بالتنسيق مع الرئيس سلام.

وفي مداخلة له خلال الجلسة أكد الوزير قزي أنه في الوقت الذي يسقط كل يوم شهيد تلو الشهيد من الجيش اللبناني، لا يجوز أن توجه الانتقادات للمؤسسة العسكرية على الانجازات التي تقوم بها، فتارة نسأل لماذا ألقى الجيش القبض على مشتبه به لدى مروره على حاجز، وتارة أخرى نسأل لماذا ألقى القبض على إرهابي اليوم وليس بالأمس أو بعد غد، وطوراً نتهم الجيش بافتعال اعتقالات في منطقة ما، وطوراً آخر بتوقيت اعتقال امرأة إرهابي أو قريبة منه، وكأن كل ما يقوم به الجيش هو خطأ بخطأ لدرجة بتنا نتساءل هل شهداء الجيش هم شهداء مزورون.

أضاف قزي: «إن المرحلة الحالية تقضي الإتفاف حول الجيش ووقف التشكيك بمهامه لحفظ الأمن، لا سيما وأن مثل هذا التشكيك قد يؤثر على قرار الدول المستعدة تسليح الجيش وتزويده بالمعدات الضرورية».

وتناول وزير العمل قضية المخطوفين، فأكد «أن حزب الكتائب ليس ضد التفاوض، فالهدف هو الافراج عن أبنائنا المخطوفين، ولسنا ضد مساهمة أي طرف بهذه العملية، لكننا نحرص بأن نطّلع كوزراء على الخطوط العريضة للمفاوضات دون تفاصيل التفاصيل لأن لدينا الثقة الكاملة برئيس الحكومة، وكذلك بخلية الأزمة، واللواء عباس ابراهيم في إدارة هذا الملف، ونتمنى أن تكون كل المساهمات بالتنسيق مع رئيس الحكومة وبإشرافه».

ملفا النفايات والخليوي

 الى ذلك، نفت المصادر أن يكون المجلس تناول ملفي النفايات والخليوي، باعتبار أنهما سيحضران في اجتماعين للجنتين الوزاريتين المكلفتين بهذين الملفين، الأولى يوم الثلاثاء المقبل، والثانية اليوم برئاسة الرئيس سلام.

وأوضح وزير البيئة محمد المشنوق قبيل الجلسة أن ملف مطمر الناعمة يتحمل بضعة أشهر إضافية إذا كانت هناك إرادة لحل الأزمة، مؤكداً حرصه على عدم ترك موضوع النفايات الصلبة، مشيراً إلى أن المشروع الجديد لملف النفايات جاهز وسيتم الانتهاء من الجزء الثاني من دفتر الشروط ليعرض على اللجنة الثلاثاء.

أما وزير الزراعة أكرم شهيّب فنفي أن يكون هناك تمديد لمطمر الناعمة بعد 17 كانون الثاني.

وأفادت المصادر أن قسماً لا بأس به من الجلسة خصص لنتائج زيارة الرئيس سلام والوفد المرافق إلى بروكسل، حيث برز تأكيد على أنها أعادت لبنان إلى الساحة الأوروبية، واتسمت بالإيجابية في كل المحطات التي تخللتها الزيارة.

وفي إطار سياسة الحكومة لمواكبة ملف سلامة الغذاء علمت «اللواء» أن المجلس اتخذ قراراً بتثبيت تدعيم هيكلية ملاك مصلحة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، وأن الوزير آلان حكيم اتخذ قراراً قضى باستنفار أجهزة وزارته لمراقبة محطات البنزين لناحية التسعير والتكييل وأن هذا الموضوع محور مواكبة أولية للوزارة.

وفي سياق متصل، يفترض أن ينتهي اليوم اعتصام مياومي مؤسسة كهرباء لبنان بعد التوصل إلى اتفاق سياسي برعاية الرئيس نبيه بري، يقضي بتثبيت هؤلاء في ملاك المؤسسة على ثلاث مراحل.

وأكدت مصادر المؤسسة أن الاتفاق أصبح في خواتيمه وينتظر وضع اللمسات الاخيرة عليه لإخراجه إلى النور وإنهاء مرحلة قاتمة من تاريخ كهرباء لبنان ومياوميها.

تجدر الإشارة إلى ان الرئيس برّي بحسب مصدر نيابي في 8 آذار لم يكن مرتاحاً إلى ما ساد جلسة اللجنة النيابية أمس الأول، وانه استغرب موقف النائب مروان حمادة خلال الاجتماع من تأييد لمشروع «المستقبل» و«القوات» الذي يقضي بانتخاب 68 نائباً على أساس النظام الأكثري و60 نائباً على النظام النسبي، وذلك خلافاً لموقف النائب جنبلاط الذي أبلغه المجلس بتأييد مشروع برّي المختلط على أساس المناصفة بين الأكثري والنسبي.

الحوار وقانون الانتخاب

 سياسياً، توقع الرئيس نبيه برّي انطلاق الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» الأسبوع المقبل إذا أنجز جدول الأعمال، والا فإن ذلك سيحصل حكماً قبل نهاية الشهر الحالي، مشدداً على ان هذا الجدول لن يتضمن ملفات خلافية كموضوع سلاح المقاومة والأزمة السورية.

وأعطى الرئيس برّي وفق زواره لجنة التواصل النيابية التي مهلة تنتهي نهاية هذه السنة حول قانون الانتخاب، مشدداً على ان المناقشات التي حصلت في الاجتماعات التي تعقدها قد أفضت إلى اتفاق على الأقضية فيما استمر الخلاف على المحافظة، معرباً عن تفهمه للخصوصية الدرزية في ما خص تقسيم جبل لبنان.

وشدّد برّي بحسب زواره على انه في حال تمّ التفاهم على قانون للانتخاب فإنه سيترك جانباً، اذ ان لا جلسة لإقرار قانون انتخابات قبل انتخاب رئيس للجمهورية.

بوغدانوف في بيروت

 ديبلوماسياً، ولئن كان نائب وزير الخارجية الروسي وموفد الرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط ميخهائيل بوغدانوف وصل ليل أمس إلى بيروت للمشاركة في احتفال يقام اليوم في الأونيسكو لمناسبة مرور 70 سنة على العلاقات اللبنانية – الروسية، إلا أن أوساط السفارة الروسية في بيروت كشفت أن بوغدانوف سيلتقي مع حلفاء موسكو، سواء النائب وليد جنبلاط أو «حزب الله»، فضلاً عن كبار المسؤولين اللبنانيين لتأكيد التزام روسيا الاتحادية بلبنان، بما في ذلك تقديم المساعدات اللازمة للجيش اللبناني ودعم الاستقرار الذي تشهده الساحة اللبنانية، والمضي في دعم التوجه لفصل الوضع اللبناني عن الحريق السوري.

ويزور بوغدانوف برفقة السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبكين في الأولى من بعد ظهر غد، قصر بسترس، حيث سيلتقي وزير الخارجية جبران باسيل. وفي الرابعة والنصف عصرا يلتقي رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. وفي السادسة والنصف مساء يشارك المسؤول الروسي في الاحتفال الذي يقام في قصر الأونيسكو لمناسبة مرور سبعين سنة على العلاقات الديبلوماسية اللبنانية – الروسية، برعاية الوزير باسيل.

وتتزامن زيارة المسؤول الروسي والتي تستمر يومين، مع زيارة لمسؤولة السياسية الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني لبيروت يوم الثلاثاء المقبل، حيث ستجري جولة مشاورات مع المسؤولين اللبنانيين لاستطلاع الأوضاع، علماً ان موغريني لم تتمكن من لقاء الرئيس سلام أثناء زيارته بروكسل مطلع الأسبوع.