زحمة خلافات أمام مجلس الوزراء غداً.. وهيل ينتقد الرابية
تحضيرات بطيئة لحوار المستقبل – حزب الله.. والكتلة تدعوه لوقف تفريخ «السرايا»
الإنجاز الوحيد الذي خرجت به خلية الأزمة، يتلخص بتواري أعضاء الخلية عن الأنظار، ابتعاداً عن الاحراج، والتزاماً بطلب الرئيس تمام سلام منهم الحفاظ على السرية المطلقة، لكن أهالي العسكريين كشفوا ما دار في الاجتماع الذي استمر أكثر من ثلاث ساعات في سياق الاجتماعات الأسبوعية، و«لمتابعة البحث في موضوع العسكريين المخطوفين»، باقدامهم على إشعال النار في اطارات السيّارات عند مدخل السراي، لمحاصرة المجتمعين الذين تنبهوا لما يضمر لهم فخرجوا قبل تحرك الأهالي الذين قطعوا الأمل من «المعالجات الخاوية»، فقرروا التوجه إلى المملكة العربية السعودية للاجتماع مع الرئيس سعد الحريري باعتباره «الامل الاخير» للاهالي، على حدّ ما أعلن الناطق بلسان الأهالي حسين يوسف.
اما المعلومات التي حصلت عليها «اللواء» من مصادر متطابقة قبل جلسة اللجنة وبعدها فتتلخص بالآتي:
1- التمسك بأن الخلية هي الآلية الرسمية الأمنية التي ليس بمقدور الدولة الاستغناء عنها، وبالتالي، فالخلية رغم التباينات داخلها ليست هي المسؤولة عن تعثر إطلاق آليات محكمة للتفاوض لأسباب متعددة، منها: انسحاب الوسيط القطري وعدم التزام المجموعات الخاطفة بأي تعهد تقطعه، أو أي عهد تعلن التقيّد به.
2- اعتبار المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم المسؤول المباشر عن الاتصالات مع الخاطفين، عبر وسطاء أو من دون وسطاء، فضلاً عن اشرافه على الفريق الأمني الذي يتابع هذه القضية.
3- أعادت الخلية على مسامع القادة الأمنيين المشاركين انه على الرغم من سرية التحركات، فلا بدّ من التنسيق بين الأجهزة التي تعود مرجعيتها جميعاً إلى الدولة اللبنانية، ممثلة برئيس الحكومة ووزير الداخلية.
4- قيمت الخلية الوساطة التي عرضتها هيئة العلماء المسلمين وما تعرض له الشيخ حسام الغالي بسبب غياب أو ضعف التنسيق بين الأجهزة الأمنية، وأن الخلية تقدر المبادرات الرامية للمساهمة في تحرير العسكريين، لكن الانتقال إلى أية خطوة أخرى لبحث التكليف أو عدمه يتطلب أولاً ان تعلن «النصرة» و«داعش» صراحة، أو تبعث بتعهد بوقف قتل العسكريين كشرط ضروري لاطلاق عملية التفاوض من جديد، مع العلم ان ليس هناك من مانع بأن تقوم الهيئة بتحرك يصب في خدمة القضية، وأن مبادرة الهيئة تحظى بتقدير رئيس الحكومة تمام سلام.
5 – والأهم أن الخلية تمكنت من لملمة الوضع، وأعادت مسك الملف بطريقة تنهي ذيول التباينات، بانتظار خطوات من شأنها أن ترغم المسلحين بوقف التلاعب بأعصاب العسكريين واهاليهم.
ولم يستبعد مصدر وزاري أن تضع الخلية مجلس الوزراء في أجواء الصورة الجديدة التي رست عليها المساعي لاطلاق سراح العسكريين المخطوفين في جرود عرسال، انطلاقاً من التوجه الذي يقضي باستمرار عملها، حتى لا يتسبب اي قرار بعكس ذلك بضرر بالغ على الملف.
وأكّد المصدر أن ما عزّز توجه الخلية ما نقلته وكالة انباء الأناضول التركية عن قائد ميداني وصفته بالبارز قوله أن «لا صحة لأي بيان باسم «النصرة» عن توكيل الشيخ وسام المصري أو تفويض وسيط للتفاوض في شأن العسكريين اللبنانيين».
مجلس الوزراء
وبالاضافة إلى ملف العسكريين فان مجلس الوزراء في جلسته غداً سيناقش عدا عن المواضيع المالية والترخيص لجامعات وكليات واستحداث كليات صيدلة أو دراسات عليا، المدرجة على جدول أعماله، موضوع النفايات الصلبة، بعد اعتراض اهالي برجا والاقليم على إنشاء مطمر في نطاق بلديتهم، بدلاً عن مطمر الناعمة الذي تقرر اقفاله مع مطلع العام الجديد.
وسيقدم وزير البيئة محمّد المشنوق تقريراً اعده لهذه الغاية، ينتهي بالطلب باجراء المناقصات الخاصة والتلزيمات.
ولم يستبعد مصدر وزاري أن يتجدد النقاش داخل الحكومة، لا سيما بين المشنوق والوزير بو صعب، في ضوء التوجيهات التي اعطاها اياه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون.
وكان بوصعب لاحظ انه إذا لم يتم التوافق على ملف النفايات الصلبة في جلسة مجلس الوزراء فان شوارع بيروت وكسروان والمتن والضاحية ستمتلئ بالنفايات، داعياً الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم، علماً أن اللجنة الوزارية التي يرأسها الرئيس سلام اجتمعت صباحاً في السراي، وأقرت الخطة الوطنية التي ستعرض على مجلس الوزراء غداً الخميس، بحسب ما أعلن الوزير المشنوق، بما فيها ضرورة اجراء المناقصات الخاصة لكل مرحلة في أسرع وقت ممكن.
جعجع في السعودية
سياسياً، واصل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لقاءاته في المملكة العربية السعودية، إذ استقبله وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، كما استقبله رئيس الاستخبارات العامة السعودية الفريق أوّل الامير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، وعقد اجتماعاً مع رئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري في دارته في الرياض، وتم خلال اللقاء، وفقاً لبيان المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، التشديد على اهمية تهدئة الاجواء السياسية والحفاظ على الامن والاستقرار ومواصلة التشاور للخروج من المأزق السياسي الراهن، والاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وفي السياق نفسه، كان لافتاً للانتباه موقفان.
الأول للسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري رأى فيه أن الوضع المسيحي في لبنان يحتاج الى تقارب ووحدة صف لاتخاذ قرار لمن تراه الأقطاب المسيحية مناسباً لموقع الرئاسة، مشيراً الى أن المملكة تؤيد وتشجع كل القيادات لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت، مشدداً على ضرورة أن يكون الحراك في ملف الرئاسة لبنانياً وليس إقليمياً أو دولياً.
والثاني من السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل الذي أشار بعد زيارته الرئيس سلام الى أن خيار انتخاب رئيس يجب أن يكون للبنانيين وحدهم، وأن المجتمع الدولي سوف يدعم هذا القرار الذي يتخذه اللبنانيون، لافتاً الى أنه لا يوجد أي سبب لتأخير عملية الانتخاب التي من شأنها أن تؤثر سلباً على الاستقرار في هذا البلد، في إشارة الى حزب الله.
حوار «المستقبل» – حزب الله
في هذا الوقت، بقي موضوع الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» في صدارة الاهتمام أيضاً، على الرغم من أن كتلة «المستقبل» التي اجتمعت أمس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، لم تتطرق في بيانها الى هذا الموضوع، مع أنها طالبت الحزب بأن يتوقف عن تفريخ المجموعات المسلحة تحت مسمى «سرايا المقاومة».
وعزا مصدر نيابي في الكتلة سبب ذلك الى أن الكتلة سبق أن ناقشت موضوع الحوار في أكثر من جلسة، وأنجزت المواضيع التي يفترض أن تُطرح، كجدول أعمال، انطلاقاً مما أعلنه الرئيس الحريري، وهي: إنتخابات رئاسة الجمهورية وتخفيف التوتر المذهبي، وما يمكن أن يتشعب عن هذين الموضوعين من نقاط، مثل الخطة الأمنية وقانون الانتخاب.
وكشف المصدر أن مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري اجتمع أمس بوزير المال علي حسن خليل في إطار التحضير للحوار مع «حزب الله»، في حين كشف مستشار الرئيس الحريري ا لنائب السابق غطاس خوري عن اجتماع قريب لتيار «المستقبل» من أجل بلورة المواضيع التي ستناقش في الحوار ولتحديد مكان وزمان ومن هو الوفد الذي سيشارك في الحوار، متوقعاً أن يحصل اتصال خلال هذا الأسبوع، ويمكن عقد جلسة تمهيدية برئاسة الرئيس نبيه بري في عين التينة، خلال فترة الأعياد لإعلان النوايا الحسنة.