مانشيت اليوم: قمة الأزمات والتحديات: حلّ الدولتين ومكافحة الإرهاب وكبح التدخل الإيراني
صدمة رسمية من رسالة الرؤساء الخمسة إعتراضاً على سلاح حزب الله.. وتفاهم بين عون والحريري على كلمة لبنان
البحر الميت – كارول سلوم وربيع شاهين:
تفتتح عند العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم، القمة العربية الدورية الـ28 في الأردن، على ضفاف البحر الميت (55 كلم غرب عمان) بمشاركة 17 من القادة العرب، في مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والعاهل المغربي محمد السادس وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والرؤساء المصري عبدالفتاح السيسي واليمني عبد ربه منصور هادي، والفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج.
ويتمثل لبنان لأول مرّة بوفد موحد يرأسه الرئيس ميشال عون بمشاركة الرئيس سعد الحريري والوزيرين جبران باسيل ورائد خوري وعدد من السفراء.
وسيغيب عن المؤتمر خمس دول لاعتبارات صحية خاصة بقادتها إلى جانب سوريا المجمدة عضويتها.
وكان القادة العرب بدأوا بالتوافد إلى القمة منذ أمس الأوّل، وكان في مقدمة مستقبليهم العاهل الأردني عبدالله الثاني محاطاً برئيس الوزراء هاني الملقى والامير هاشم بن الحسين.
ويشارك في القمة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس والممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي السيدة فيديريكا موغريني ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فكي والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن احمد العثيمين ورئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي والامين العام للجامعة احمد أبو الغيط الذين ستكون لهم كلمات في افتتاح اعمال القمة.
وحسب برنامج القمة، ستكون الجلسة الافتتاحية علنية، تتخللها كلمة للرئيس الموريتاني باعتباره رئيس القمة السابقة التي عقدت في نواكشوط في العام الماضي، ثم يسلم القمة إلى الملك الأردني الذي ستكون له كلمة تليها كلمات لممثلي المنظمات الدولية والعربية.
اما جلسة العمل الأولى فستتضمن كلمات للقادة العرب المشاركين، قبل أن تتحوّل من جلسة علنية إلى جلسة مغلقة، وتستمر حتى الساعة الثانية بعد الظهر، تليها استراحة.
وستناقش هذه الجلسة مشاريع القرارات وإعلان عمان، ثم تعقد جلسة ثانية عند الرابعة والنصف بعد الظهر تستكمل فيها كلمات القادة العرب، تليها جلسة ختامية علنية يذاع فيها «اعلان عمان» وتحديد موعد القمة المقبلة في دورتها الـ29، ثم كلمة ختامية للملك عبدالله، فمؤتمر صحفي لوزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي وامين عام الجامعة ابو الغيط يعلنان فيه القرارات الرسمية.
وتنعقد قمّة الأردن على حدّ ما لاحظ الأمين العام للأمم المتحدة من مخيم الزعتري للنازحين السوريين وسط أجواء بالغة التعقيد نتيجة الأزمات في سوريا والعراق واليمن وليبيا، إضافة إلى النزاع العربي – الإسرائيلي.
وقالت مصدر عربي واسع الاطلاع لـ«اللواء» آثر عدم الكشف عن اسمه ان القادة العرب المجتمعين في قمّة الأردن سيركزون جهودهم على توحيد الرؤية العربية من ثلاثة تحديات تواجه العرب:
1- الصراع العربي – الإسرائيلي، وتنكر حكومة بنيامين نتنياهو لمستلزمات السلام بعد وصول إدارة أميركية جديدة إلى البيت الأبيض.
وأكّد هذا المصدر ان القمة ستتمسك بحل الدولتين وستعيد التأكيد على مبادرة السلام العربية، رافضة محاولات الاستيطان في الضفة الغربية، أو ضم الجولان السوري، إضافة إلى دعم لبنان لاستعادة ما تبقّى من أرضه المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
2- وفي ما خص الإرهاب سيؤكد القادة العرب على توحيد الجهود العربية والدولية للتخلص من هذه الآفة التي مزقت أوصال المشرق العربي، سواء في العراق أو سوريا أو فلسطين، وصولاً إلى شمال افريقيا.
3- رفض التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية سواء في اليمن أو البحرين أو العراق وسوريا ولبنان، واعتبار ان شرط تحسن العلاقات مع الجانب الإيراني يتوقف على اقتناع المسؤولين في إيران بأن علاقات حسن الجوار لا يمكن ان تستقيم مع التهديدات وزعزعة استقرار الأمن القومي العربي.
وأشار هذا المصدر إلى ان القمة ستؤكد التمسك بوحدة الأراضي العراقية والسورية وعودة النازحين السوريين والعراقيين إلى مدنهم وقراهم، مع دعم الجهود الآيلة إلى إنهاء الأزمة السورية من خلال المفاوضات والمرحلة الانتقالية، فضلاً عن دعم جهود الحكومة العراقية لمكافحة الإرهاب.
واتخذت اجرادات أمنية غيرمسبوقة لحماية المؤتمر من قبل قوى الأمن الأردنية، كما وفرت الحكومة الأردنية باصات لتنقل الوفود يومياً بين المدينة الرياضية في عمان ومقر المركز الصحفي، إلى جانب توفير التسهيلات للبث الفضائي عبر إقامة محطات في بهو الفندق مقر الإقامة على شاطئ البحر الميت.
لبنان في القمة
قبل أن يغادر وفد لبنان إلى القمة العربية، شكلت رسالة الرؤساء الخمسة: ميشال سليمان، أمين الجميل، تمام سلام وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي صدمة رسمية، حضرت في مجلس الوزراء، وفي موقف للرئيس سعد الحريري، وهو على متن الطائرة التي اقلته الى عمان، ووزير الداخلية نهاد المشنوق من أبو ظبي.
وقد علمت «اللواء» أن فحوى رسالة رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين اثيرت في جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها الرئيس عون في قصر بعبدا، قبل المغادرة إلى القمة والتي كانت مخصصة اصلاً لمناقشة واقرار خطة الكهرباء (راجع ص2).
وذكرت مصادر وزارية أن وزير المال علي حسن خليل هو أوّل من اثار هذا الموضوع، من زاوية انها اضعاف للموقف اللبناني، وتناوب على تأييده كل من الوزيرين علي قانصو ومحمّد فنيش الذي ارتأى في كلامه انه ما دام هناك رئيس للجمهورية، فالرسالة كان يجب ان توجه إلى الرئيس وليس إلى القمة.
ولم يشأ الرئيس عون الخوض في الموضوع، وقال: «ليأخذ هذا الموضوع حجمه ولا يجوز تكبيره واعطائه اكثر مما يستأهل».
على أن الرئيس الحريري، وفي دردشة مع الصحافيين الذين كانوا على متن الطائرة، علق على رسالة الرؤساء الخمسة بالقول: «هناك قطار سائر في لبنان إلى الامام، ومن يريد ان يستقله فليتفضل والا فليبقى مكانه»، واصفاً مشاركته إلى جانب رئيس الجمهورية في وفد موحد، بأنه يعكس مدى التفاهم بينه وبين الرئيس عون، لافتاً الى أن هذا التفاهم سينعكس على قانون الانتخاب قريباً جداً، وينتهي هذا الموضوع. مطمئناً الى سلسلة الرتب والرواتب والى بقاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في موقعه لأنه يشكل ضمانة لاستقرار الليرة، متوقعاً ان يبدأ تحسن الكهرباء بدءاً من شهر ايار المقبل.
ووصف الوزير المشنوق الرسالة «بالخطيئة الوطنية» لتجاوزها حدود الوطن وخروجها عن الوحدة الوطنية، لكنه أقرّ بحق الرؤساء بارسال الرسالة إلى رئيس الجمهورية والحكومة قبل إرسالها إلى القمة.
ورداً على الحملة التي استهدفت رسالة الرؤساء الخمسة رسمياً واعلامياً من قبل مكونات الحكم والحكومة، أوضح الرئيس السنيورة، وهو أحد الموقعين عليها، بأنها تهدف إلى تعزيز موقف لبنان، وهي لا تهدف لتخريب العهد، ولا هي تلبية لطلب أحد لا في الداخل ولا في الخارج، وكل ما في الأمر انها تشير الى ان هناك وجهات نظر ترفض السكوت عن السلاح غير الشرعي.
وتقول أوساط الرؤساء الموقعين أن المذكرة تدعم موقف الرئيس عون في القمة ومضامينها سيادية تتعلق بسيادة لبنان وحفظ امنه وتحييده عن صراعات المحاور، واحترام الشرعية الدولية وتطبيق الطائف واعلان بعبدا، متسائلة: اين هي الإساءة إلى لبنان والعهد؟ رافضة في الوقت عينه أن تكون المذكرة التفافاً على الرئيس عون في وقت ارسل فيه المجتمعون نسخاً عن الرسالة الى الرؤساء الثلاثة.
وكانت الرسالة المؤرخة في 24 آذار الحالي، ووقعها الرؤساء الخمسة قد تضمنت خمسة نقاط، أكدت الالتزام الكامل باتفاق الطائف واستكمال تنفيذ بنوده كافة وبالدستور واعلان بعبدا، والالتزام أيضاً بانتماء لبنان العربي وكذلك بالإجماع العربي وبقرارات الجامعة العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وفي مقدمها القرار 1701.
ودعت الرسالة إلى ضرورة الاهتمام العربي بالتضامن مع لبنان في تحرير أرضه وفي رفض السلاح غير الشرعي، وكذلك في دعم لبنان لتمكينه من مواجهة تحديات أزمة النازحين السوريين ومساعدته سياسياً ومادياً حتى عودتهم السريعة إلى ديارهم. (راجع ص 3)
ويلقي الرئيس عون اليوم كلمة لبنان امام القمة والتي تعكس تفاهماً مع الرئيس الحريري حول مضمونها وخطوطها العريضة، ينطلق من خطاب القسم والبيان الوزاري.
وكشف الرئيس عون في مجلس الوزراء ان كلمته في القمة ستكون رسالة سلام باسم لبنان واللبنانيين، ودعوة إلى تطبيق ميثاق الجامعة العربية المرجعية الأفضل لتوحيد الرؤى العربية.
وفي ما خص لبنان استبعدت مصادر دبلوماسية حصول معجزة بعد إقرار بند التضامن مع لبنان، كاشفة بأن ما سيعلنه البيان الختامي هو عبارة عن رسالة سياسية تصدر عن القادة العرب لدعم لبنان، وهي بمثابة مؤشر لعودة الأمور إلى مجاريها مع الدول العربية، مشيرة إلى التحفظ على الفقرتين 6 و7 المتعلقتين بادراج عبارة «حزب الله الارهابي» في البيان الختامي.
وكان الرئيسان عون والحريري والوفد المرافق حطوا في مطار الملكة علياء بعد ظهر أمس، وكان الملك الأردني عبد الله الثاني في مقدمة المستقبلين، قبل ان يتوجه الرئيسان إلى مقر الإقامة في فندق «ماريوت» على البحر الأحمر.
وعلى الفور باشر الرئيس عون استقبالاته مع الموفد الروسي إلى القمة ميخائيل بوغدانوف الذي لم يشأ ان يكشف عمّا إذا كان نقل دعوة للرئيس عون لزيارة موسكو.
ثم استقبل عون رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في حضور الرئيس الحريري والوفد المرافق وجرى التأكيد على العلاقات اللبنانية – العراقية وعودة الأمن إلى الربوع العراقية.
واثار الرئيسان عون والحريري مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبي فايز السراج ملابسات تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه.
ونقل مصدر لبناني ان الجانب الليبي أبدى تجاوباً مع جهود كشف هذه القضية.
ويلتقي عون اليوم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس.