IMLebanon

الخلاف على الرئيس أول تحدٍ أمام حوار عين التينة وعون – جعجع

الخلاف على الرئيس أول تحدٍ أمام حوار عين التينة وعون – جعجع

«حزب الله» ينهي القطيعة مع بكركي … وقضية العسكريين تدخل مرحلة البحث عن «الثمن»

حضر ملف انتخابات رئاسة الجمهورية بقوة في عيد الميلاد، سواء عبرعظة البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، في حضور مرشحين للرئاسة هما الرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون، حيث توقف عند ما وصفه بالاستهتار لدورالرئيس، متسائلاً: «لماذا التمادي منذ ثمانية أشهر بالاستغناء عنه واقناع النّاس بإمكان تسيير البلاد من دون رئيس؟، أو سواء عبر لقاءات المعايدات أو الاتصالات الهاتفية، حيث كررت الأطراف مواقفها من الاستحقاق استعجالاً وترشيحاً، كما فعل «حزب الله» بعد معايدة البطريرك الراعي، إذ أعاد رئيس المجلس السياسي في الحزب إبراهيم أمين السيّد، على مسامع الرأي العام ان المرشح التمثيلي هو النائب عون لغاية تاريخيه.

ولئن كان هذا الموقف شكل عقبة امام الحوار الدائر بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» وفقاً لما أعلنه وزير الداخلية نهاد المشنوق «انهم يبحثون في بند واحد في الرئاسة يقول انه حان الوقت لتخلي 8 آذار التي يمثلها حزب الله عن مرشحها، وتخلي 14 آذار التي نمثلها نحن عن مرشحنا، وندخل في منطق يُحدّد الطبيعة الوفاقية للرئيس وليس اسمه»، فإن اوساطاً سياسية مواكبة للحدث قللت من أهمية كلام السيّد عن تمسك الحزب بعون، على اعتبار انه موقف قد يكون مبرراً، طالما ان الحوار مع «المستقبل» لم يتوصل بعد إلى تحديد مواصفات الرئيس التوافقي، وبالتالي لم يكن متوقعاً أن يتخلى الحزب عن ترشيح عون قبل بلورة اتجاهات الحوار حول الاستحقاق الرئاسي في الجلسات المقبلة.

وتوقعت هذه الأوساط أن يأخذ الاستحقاق الرئاسي فترة أطول من الحوار نظراً لتعقيداته المحلية والخارجية، وفي ظل غياب التوافق السعودي – الإيراني حول هذا الملف بالذات، على النحو الذي حصل في تشكيل «حكومة المصلحة الوطنية» برئاسة الرئيس تمام سلام.

وفي سياق وضع البطريرك في أجواء الحوار، زار مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري بكركي مساء الأربعاء، حيث نقل إليه معايدة الرئيس الحريري، وأطلعه على أجواء ما طرح في الجلسة الأولى من حوار المستقبل – حزب الله، وأن «المستقبل» و14 آذار مصرّة على إنهاء الشغور الرئاسي في أسرع وقت ممكن.

الخلاف على الرئيس

 إلا أن ذلك لم يحجب المخاوف من أن يؤدي الخلاف على إسم الرئيس الى إيجاد عقبات كأداء أمام الحوار الدائر، واللقاء المتوقع بين العماد عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

وفي معلومات «اللواء» أن الجلسة الثانية التي ستعقد الاثنين في 5 أو الثلاثاء في 6 كانون الثاني في عين التينة، ستتطرق الى الملف الرئاسي بقوة، باعتبار أن هذا الملف هو المفتاح لسائر الملفات الأخرى، وسيتجدد النقاش، وفقاً للمعلومات، انطلاقاً مما انتهى إليه الثلاثاء الماضي في 23 كانون أول الحالي، حيث اقترح فريق «المستقبل» أن يتولى «حزب الله» إجراء حوار مع عون لإقناعه بالعزوف عن الرئاسة، نظراً لعدم توفّر الشروط المناسبة التي تؤدي إلى انتخابه، فضلاً عن أن ترك الأمور على ما هي عليه يجعل من المتعذر الاتفاق على رئيس.

إلا أن، وفقاً للمعلومات، اعتذر وفد الحزب عن القيام بهذه المهمة لأسباب وصفها بالمبدئية والأدبية، مقترحاً أن يستأنف «المستقبل» حواره مع التيار العوني ويفاتحه بهذا الموضوع، وعند هذه النقطة انتهى النقاش حول هذا الموضوع.

اما مسيحياً، فمعلومات «اللواء» تُشير إلى أن عون أبلغ الوسطاء الذين يتحركون على خط التحضير للقاء جعجع انه يريد من خصمه المسيحي موقفاً يحصر الرئاسة بينهما، أو أن يدعم جعجع ترشيح عون ما دام ابدى استعداده للخروج من المعترك الرئاسي.

وإذا كان التيار العوني يروّج، على هامش المساعي لعقد اللقاء، إلى ما يسميه «بحقوق المسيحيين» فان الإصرار العوني على التمسك بترشيح رئيس التيار الوطني الحر، والطلب من «القوات» أن تسلفه موقفاً يمكن أن يرده التيار في مرحلة مقبلة، من شأن ذلك ان يضعف فرص استعجال اللقاء الذي يحرص العاملون على خط انعقاده في ان يعقد قبل نهاية هذا العام، او على الأقل، بالتزامن مع الجلسة الثانية من حوار عين التينة.

وأكدت مصادر نيابية في تكتل «الاصلاح والتغيير» لـ «اللواء» أن الاجتماع أضحى قريباً، من دون ان يكون هناك موعد دقيق لانعقاده.

ولفتت إلى أن ما يُحكى عن موعد معين في الإعلام ليس سوى تكهنات، مشيرة إلى انعدام وجود أي عرقلة في حصوله، وأن عون أبلغ التكتل في اجتماعه الأخير انه سيجتمع مع جعجع، معقباً على ذلك قائلاً: «بس طولوا بالكن علينا شوية».

واستبعدت المصادر الاعلان المسبق عن موعده لضرورات أمنية تتصل بكل منهما، مؤكدة بأن هناك تكتماً يحيط بهذا الموضوع، وأن ثمة تفاصيل يصار إلى دراستها على ان تؤدي لاحقا إلى تحديد الموعد.

من جهته، كشف رئيس قسم الإعلام والتواصل في حزب القوات ملحم رياشي لـ «اللواء» بأن هناك محادثات تجري في العمق مع التيار العوني، مشيراً إلى انه بقدر ما تتقدّم هذه المحادثات بقدر ما يكون لقاء جعجع – عون ناضجاً ومنتجاً أكثر، خاصة واننا لا نسعى إلى «لقاء فولكلوري» لافتاً إلى انه من الأفضل ان تأخذ الاتصالات وقتها حتى يأتي اللقاء بنتيجة إيجابية.

وأوضح رياشي أن المحادثات تجري حول اعداد جدول أعمال اللقاء، سيما وأن هناك نقاطاً كثيرة موضع خلاف في مقابل وجود ملفات أخرى قريبة من بعضها، مشدداً على أن العمل يتركز على إيجاد مساحة مشتركة، سيما وأن التواصل يجري بشفافية وبشكل صريح للغاية وبنوايا مصالحة جدية».

قضية العسكريين

 في غضون ذلك، انعكست عطلة الأعياد الميلادية مراوحة في مفاوضات تحرير العسكريين المحتجزين لدى «داعش» و«جبهة النصرة»، من دون أن تحمل الأيام الماضية أي جديد، باستثناء سقوط الطائرة الأردنية في الرقة السورية، وسقوط طيارها في قبضة تنظيم «الدولة الاسلامية»، ومعرفة المسار الذي ستسلكه الحكومة الأردنية لتحرير الطيار، سواء بالمفاوضات غير المباشرة التي دخلت على أطرافها كل من تركيا وقطر والولايات المتحدة، أو في مفاوضات مباشرة.

وفي تقدير مصادر مطلعة أن معرفة المسار الذي ستسلكه السلطات الأردنية وكيفية ادارتها لهذا الملف، والثمن الذي ستدفعه سيعطي الجانب اللبناني صورة عن كيفية إدارة «داعش» لمسار المفاوضات، على الجبهتين الأردنية واللبنانية، خصوصاً وأن ثمة نساء معتقلات لدى الطرفين الأردني واللبناني.

اما على خط وساطة نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي، فقد لاحظ الأخير أن المطالب التي نقلها من «داعش» وصلت إلى الحكومة وأن خلية الأزمة هي التي ستبت بالأمر، مشيراً إلى انه فور تبلغه جواب الحكومة سينقله إلى تنظيم «الدولة الاسلامية»، وأن لا جديد في الملف، ربما لأننا في فترة اعياد.

تجدر الإشارة إلى أن وفداً من أهالي العسكريين المحتجزين زار أمس معراب، حيث التقى جعجع، الذي دعا الحكومة إلى إيجاد حل لقضية العسكريين اليوم قبل الغد مهما كان الثمن والمقاربة والمقايضة.

وكان الأهالي قد زاروا أمس الأوّل عرسال والتقوا الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) الذي أشار إلى انه سيتابع جهده لاطلاق العسكريين بمبادرة شخصية على رغم أن جبهة «النصرة» لم تكلفه بذلك رسمياً، وكانت مناسبة هنأ فيها الأهالي  الحجيري على إطلاق سراح ابنه براء الذي كان موقوفاً منذ أشهر لدى السلطات اللبنانية، فيما شرح «ابو طاقية» للأهالي تفاصيل عملية خطف العسكريين إبان معركة عرسال.