Site icon IMLebanon

المستقبل وحزب الله يدافعان عن الحوار .. والرئاسة تنتظر الحوار السوري

المستقبل وحزب الله يدافعان عن الحوار .. والرئاسة تنتظر الحوار السوري

الراعي يردّ التحية «لمعايدة الميلاد» من البقاع .. و«إبعاد ملتبس» لأبو زينب عن الملف المسيحي

 ثلاثة أيام وينقضي عام 2014، لكن الأزمات الكبيرة التي حفل بها لم تنقض، بل انتقلت حكماً الى العام الجديد:

 {{ قضية العسكريين أقفلت على انتظار ثقيل، فالأهالي ينتظرون قراراً رسمياً بتفويض أحمد الفليطي أو غيره، قبل العودة إلى الشارع، وتنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» يلعبان أوراق الابتزاز، في وقت تجدد الاشتباك في بلدة عرسال حول الاجراءات المستحدثة على الطرق المؤدية الى الجرود، حيث أقفل الجيش عدداً من المعابر غير الشرعية، والتي يجري التواصل عبرها مع المسلحين الخاطفين للجنود، في إطار أوراق القوة التي يلعبها الجانب اللبناني، وفي خطوة أدرجتها قيادة الجيش بأنها «لحماية أهل عرسال من تنقل الارهابيين».

وفي معلومات «اللواء» أن خلية الأزمة لن تلتئم في ما تبقى من ساعات قليلة هذه السنة، لأسباب منها غياب أي معطيات جديدة من جانب الجهات الخاطفة، أو لوجود بعض أعضاء الخلية خارج لبنان، لكن الملف سيكون حتماً في أولويات أجندة الحكومة في السنة الجديدة، وفق الطريقة التي بدأت تعتمدها بقوة، وهي السرية المطلقة.

وأوضحت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن الاجراءات الجديدة التي اتخذها الجيش لا تحتاج الى قرار أو تفويض من مجلس الوزراء وهي تتعلق بقيادة الجيش، كون الأمر يتصل بسلامة الأراضي اللبنانية والحفاظ على الاستقرار.

وأكد عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي لـ «اللواء» أن هذه الاجراءات تهدف الى حماية البلد، ومنع دخول المسلحين الى عرسال، متمنياً في الوقت نفسه حصول بعض الاستثناءات لأهالي المنطقة في ما خص أرزاقهم وحياتهم اليومية.

 {{ قضية الملفات العالقة في مجلس الوزراء، لا سيما منها النفايات الصلبة، والتي تهدد بأزمة في الشهرين المقبلين من العام المقبل ما لم ينجح مجلس الوزراء مجتمعاً في الأخذ بورقة العمل التي قدمها وزير البيئة محمد المشنوق، سواء في ما يتعلق بمطمر الناعمة، أو مصير عقد شركة «سوكلين»، بالإضافة الى عقدي الهاتف الخليوي والترخيص لكليات جديدة، لا سيما في الصيدلة، والتي يصرّ عليها وزير التربية الياس بو صعب، ويطالب بإقرارها حتى يسهل تمرير الملفات الأخرى.

وعرض الرئيس تمام سلام مع الرئيس نبيه بري هذا الموضوع من زاوية التصريحات التي أدلى بها الرئيس سلام من بكركي لدى معايدة البطريرك الماروني بشارة الراعي.

وطلب سلام من الرئيس بري التعاون لمعالجة هذا الموضوع نظراً للخطورة التي يمثلها على صعيد انتظام إنتاجية الوزراء.

وكشف مصدر مقرب من السراي الكبير أن اتصالات الرئيس سلام تصب في سياق التحضير لبت ملف النفايات الصلبة في جلسة مجلس الوزراء الخميس في8 كانون الثاني المقبل.

ملف النفط

{{ النفط: ولم يغب ملف النفط عن الاجتماع بين بري وسلام الذي استمر ساعة كاملة، إذ ناقش الرئيسان قضية المراسيم التطبيقية والجلسة التشريعية التي يعتزم الرئيس بري الدعوة إليها لإقرار القوانين الضريبية المتصلة بالملف.

وتطرق الرئيسان الى العراقيل التي تمنع إقرار المراسيم وتلزيم البلوكات العشرة وآلية هذا التلزيم.

وكشف مصدر متابع لهذا الملف أن الخلافات ما بين الرئيس بري والتيار العوني تجددت على خلفية التلزيم مرة واحدة بحسب بري أو التدريج بحسب الوزير جبران باسيل، والشركات التي يمكن أن تلتزم عمليات التنقيب، أو المقبولة للاشتراك في المناقصات التي يتعين الدعوة إليها فور إقرار المرسومين والقوانين الضريبية.

الرئاسة

{{ الرئاسة الأولى: خلافاً لما أوحى به رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني من أن بلاده تضع تأخير انتخاب الرئيس لدى القيادات المسيحية والمارونية تحديداً، فإن مصدراً ديبلوماسياً متابعاً لحركة الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو يشير الى أن طهران ليست مستعجلة على الفراغ من الملف الرئاسي اللبناني، فهي تعطي الأولوية للعمليات الميدانية في العراق، والجهود الديبلوماسية الروسية على صعيد حوار النظام السوري مع المعارضة الداخلية وبعض معارضات الخارج.

وأكد المصدر أن جيرو سيزور إيران للمرة الثالثة الثلاثاء في 5 كانون الثاني في إطار مروحة الاتصالات التي يجريها، والاستماع الى ما استجد من مواقف إيرانية على هذا الصعيد.

أما مسيحياً، فالاتصالات تواصلت على خط الرابية – معراب، لكن مصدراً مقرباً من التيار العوني لا يتوقع أية إمكانية للتفاهم على موضوع الرئاسة، بسبب تمسك النائب ميشال عون بأحقية ترشيحه كحامل بيرق حقوق المسيحيين وذي التمثيل الأقوى نيابياً وشعبياً، في حين أن الدكتور سمير جعجع، وفقاً لأوساطه أيضاً، يري أن الانتخابات الطلابية والنقابية والمزاج في الشارع المسيحي يردم هوة التمثيل مع التيار العوني ويعطيه فرصة متساوية في حظوظ الرئاسة الأولى، وفقاً للمعايير العونية، لذا سيجدد الدكتور جعجع، حالما يلتقي النائب عون، دعوته لحسم الموقف في البرلمان، أو التفاهم على مرشح ثالث.

الحوار

{{ الحوار: لا تخفي الأوساط النيابية في تيّار «المستقبل»، أن الحوار الذي بدأ الثلاثاء في 23 كانون الأوّل في عين التينة، أحدث نقاشاً في العمق داخل التيار، كذلك الحال بالنسبة لحزب الله الذي يعتبر أن سياسته في المرحلة المقبلة تتركز على ردم الخلافات والحملات مع مختلف القوى السياسية اللبنانية.

وتؤكد هذه الأوساط أن الحذر من الحوار مرده مرارة التجارب السابقة ونتائجها الكارثية على جمهور التيار، وفي الوقت نفسه على الوضع الوطني ككل، الا أن ذلك، وفقاً لهذه الأوساط، لا يحول دون العودة إلى الحوار الذي لا بديل له في مقاربة المسائل الحيوية للمواطن والوطن، وتبريد الملفات الخلافية بابعاد انعكاساتها عن الشارع، وهذا هو المقصود بتخفيف الاحتقان.

وأكدت هذه الأوساط لـ «اللواء» أن قيادة تيّار «المستقبل» تقف وراء القرار بالحوار وتدعم هذا الخيار، على أمل أن يترجم «حزب الله» النوايا التي ابداها في الجلسة الأولى إلى وقائع على الأرض، لا سيما في الشق الامني وتوزيع السلاح على ما يعرف بسرايا المقاومة.

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس فؤاد السنيورة، في الذكرى الأولى لاستشهاد الوزير السابق محمّد شطح، انه «على الرغم من أن التجارب السابقة كانت مخيبة للامال، فان الأمر لا يُبرّر الامتناع عن المحاولة والسعي الحثيث والصادق والمثابر من أجل التقدم على مسار الحوار بهدف تحقيق مكتسبات وطنية يستفيد منها جميع اللبنانيين (راجع ص4)، آملاً ان تكون التجربة المقبلة صادقة وملتزمة ومشجعة وناجحة، على عكس ما يحاول البعض ترويجه، معلناً أن التيار بسط يده للشريك الاخر على قاعدة المبادئ التي تستند إليها وحدانية سلطة الدولة، التي لا ينافسها أحد.

ولم يكن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بعيداً عن هذا الموقف عندما رأى أن الحوار بين حزبه و«المستقبل» مفيد للبنان، «وهو المسار الصحيح في هذا البلد، وأن لم يؤد إلى فض الاشتباكات والخلاف في ما بيننا، فهو لا يعني أن تنعدم الخلافات، ولكن على أقل تقدير الا نخرجها توتيراً واحتقاناً، لأن لا فائدة فيها لأحد» (راجع ص4)، من دون ان يستبعد امكانية التضحية من أجل إنجاز الاستحقاقات بشكلها المناسب والصحيح، ولا سيما الاستحقاق الرئاسي.

على أن الأمر الذي اثار الكثير من التساؤلات هو عن معنى توقيت كشف المعلومات عن أن المحكمة الدولية تدرس استدعاء النائب علي عمار للإفادة بشهادته أو كمتهم سادس في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وتخوف مصدر مطلع من أن يكون وراء هذا التسريب محاولة للتشويش على حوار «المستقبل» – حزب الله، لا سيما وأن المحكمة الدولية هي في رأس الخلافات بين الفريقين المتحاورين.

الراعي في البقاع

 وسط هذه الأجواء، وفي ما عاد التهويش بقطع الطرقات في البقاع، سواء على خلفية مقتل الشاب حسن العريبي من شمسطار، من دون سابق تصميم، وعلى خلفية إطلاق النار والتجمعات الاعتراضية على آل فتوش لبناء معمل الاسمنت في زحلة، او بسبب اعتراض اهالي عرسال على إجراءات الجيش المستحدثة بين بلدتهم والجرود، التي أدّت أيضاً إلى توقيف عمر محمد الحجيري ومحمّد خالد العبد (سوري الجنسية) للاشتباه بعلاقتهما بالمجموعات المتطرفة في جرود عرسال، شكلت زيارة البطريرك الراعي إلى البقاع الشمالي محطة ذات دلالات، فهي من جهة تعتبر بمثابة ردّ التحية لحزب الله الذي أنهى المقاطعة معه في معايدة الميلاد، وفي الوقت نفسه تحمل رسالة دعم للاجراءات المتخذة في ما خص التعاون بين القرى المختلطة او آلموزعة بين المسلمين والمسيحيين لمواجهة الإرهاب. وثالث الرسائل اشعار مسيحيي دير الاحمر ان بكركي هي مرجعيتهم لجهة مطالبة آل جعفر بتسليم قتلة عائلة فخري في بتدعي.

وبين حسينية البزالية وعوائل الشهداء علي البزال وعباس مدلج ومحمّد حمية وكنيسة بتدعي رسم الراعي صورة لبكركي تجمع بين المسلمين والمسيحيين في نطاق التعايش وتوزيع التحيات بين الجيش اللبناني والمقاومة.

 (راجع 3)

أبو زينب

 وفي إطار متصل، استأثرت استقالة عضو المجلس السياسي لحزب الله غالب أبو زينب من الحوار مع الفريق المسيحي، باهتمام حزبي وسياسي، سواء في ما يتعلق بأسبابها الحقيقية، أو نتائجها على هذا الصعيد.

وقد ربطت بعض المصادر بين الاستقالة وتعرض موكب إبراهيم أمين السيّد في الأشرفية لمواطن عادي لم يمتثل لتعليمات عناصر المواكبة الحزبية، حيث كان في عداد الموكب أبو زينب نفسه، حيث تردّد أيضاً ان بعض مرافقيه هم الذين تعرضوا للمواطن من دون ان يتأكد شيء من ذلك.