محادثات الحريري في واشنطن تبدأ اليوم .. وعرسال تلتف حول الجيش في وداع الفليطي
في اليوم الرابع للحرب الدائرة في جرود عرسال اللبنانية، وفليطا السورية، تتوضح معطيات الموقفين السياسي والعسكري، ضمن سياق جملة أهداف استراتيجية، ذات صلة بالوقائع الميدانية والقتالية والتفاوضية في عموم المنطقة، من الموصل إلى درعا، فالرقة، والشمال السوري، والجنوب السوري وصولاً إلى الغوطة الشرقية، وتفاهمات وقف النار في سوريا بتفاهم أميركي – روسي.
وفي غمرة هذه المعطيات، يبدأ الرئيس سعد الحريري على رأس وفد يضم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومدير مكتب الرئيس الحريري السيّد نادر الحريري زيارة رسمية للولايات المتحدة، يلتقي خلالها مسؤولين في الكونغرس والخزانة الأميركية ومسؤولين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وغداً، يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئيس الحريري، في أوّل لقاء رفيع من نوعه بين الإدارة الأميركية الجديدة ولبنان، بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل الحكومة الحالية.
ومن المؤكد ان مشاريع قوانين العقوبات الأميركية التي تمّ تحضيرها قبل وصول الوفد اللبناني ستكون على طاولة المحادثات، فضلاً عن الجهود الجارية لمحاصرة «الارهاب» ومواجهته، وقضية النازحين السوريين التي بدأ لبنان ينوء تحت اثقالها، وهو ما أكّده الرئيس ميشال عون، داعياً لإيلاء عودة هؤلاء إلى بلادهم الأهمية اللازمة.
ووصل الرئيس الحريري إلى واشنطن، ومن هناك تابع الوضع السياسي والميداني في عرسال، وأجرى اتصالاً لهذه الغاية بوزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، وكشف الوزير المرعبي ان الاتصال كان للاطمئنان على أوضاع أهالي عرسال والنازحين السوريين فيها، ناقلاً تعازيه لذوي الشهيد أحمد فليطي.
واستبعد مصدر وزاري عوني لـ«اللواء» ان يكون لمعارك الجرود تداعيات سلبية، لا سيما على زيارة الرئيس الحريري إلى واشنطن أو على الوضع الداخلي، والتماسك الحكومي.
وفي تقديره انه أصبحت لدى الرئيس الحريري أوراق تفاوضية في المجالات الأمنية والاقتصادية وحماية الوضع المالي، عدا عن انه يذهب إلى واشنطن محصناً بإجماع سياسي وشعبي على مكافحة الارهاب ودعم الجيش وحماية الاقتصاد، وبقرار حكومي بإعطاء الضوء الأخضر للجيش للتصرف بما يراه مناسباً في جرود عرسال لحماية البلدة وأهلها وحماية النازحين.
وعلق باسيل على ما تشهده منطقة عرسال فقال: «نغادر إلى واشنطن وعرسال تعود إلى أهلها».
وعن أجواء التشكيلات الدبلوماسية الأخيرة، قال: «ان وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس طالب بسفيرين في الجلسة الحكومية، وكان له ما طلب».
الى ذلك، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الرئيس عون يتابع اول باول تفاصيل التطورات الأمنية في عرسال ويتلقى التقارير عنها.
وتحدثت المصادر عن إجراءات كاملة يتخذها الجيش على الحدود وعن تنسيق يتم مع أهالي عرسال في هذا الشأن،مذكرة أن القتال يجري خارج الأراضي اللبنانية. وأكدت أن الجيش يتسلح بالوعي الكامل ويقوم بمهامه كاملة وهو ليس بطرف إلا إذا تعرضت الحدود لأي تهديد.
من ناحية ثانية، توقع مصدر حكومي ان لا تعقد الحكومة جلسة لها هذا الأسبوع على الارجح بسبب سفر الرئيس الحريري إلى واشنطن، حيث من المتوقع ان يعود الجمعة، لكن المصدر اشار إلى ان الرئيس نبيه برّي قد يدعو إلى جلسة نيابية عامة هذا الأسبوع أو الذي يليه لاستكمال مناقشة وإقرار باقي البنود التي كانت واردة على جدول أعمال الجلسة الأخيرة.
وفي مجال اخر، اكد وزير العدل سليم جريصاتي لـ«اللواء» ان اعتكاف القضاة عن العمل بسبب احتجاجهم على ماطالهم في سلسلة الرتب والرواتب هوعلى طريق الحل، كذلك التشكيلات القضائية، ونحن نعمل بإيجابية على الموضوعين، عملا بالمثل القائل: اشتدي ازمة تنفرجي.
معركة الجرود
ميدانياً، اتسمت وقائع اليوم الثالث من معركة الجرود، بسيطرة «حزب الله» ومعه الجيش السوري، على نحو 70 في المائة من جرود القلمون الغربي مع كامل جرود وادي فليطة السورية، وباتت مواقع جبهة «النصرة» محصورة في وادي حميد والملاهي في جرود عرسال، بالإضافة إلى وادي الخيل الذي يتحصن فيه أمير هذه الجبهة أبو مالك التلي، على الرغم من معلومات أفادت ان وادي الخيل ومنطقة الكسارات، أكبر معاقل «النصرة» اصبحتا ساقطتين عسكرياً، بعد التقدم السريع الذي احرزه «حزب الله» داخل الأراضي اللبنانية من جرود عرسال بعد سيطرته الاستراتيجية المحيطة بالوادي الذي يفصل بين جرود عرسال وعرسال البلدة.
وتستمر المعارك في هذه الاثناء، بين مقاتلي الحزب ومسلحي «النصرة» مترافقة بغزارة من نيران المدفعية والقذائف الصاروخية، في وقت أعلنت فيه مجموعة «سرايا أهل الشام» المنشقة سابقاً عن «داعش» و«النصرة» انسحابها من ميدان القتال، ووقف النار، وافساح المجال امام مفاوضات أوكلت إلى التلي أمر ادارتها عن المسلحين.
وفي هذا السياق، تجددت الاستعدادات للتفاوض، وترددت معلومات ان أمير النصرة مالك التلي أقرب إلى القبول بالانسحاب من جرود عرسال نحو أدلب السورية، على وقع التطورات الميدانية والعسكرية، وتبدل المواقع في هذه الجرود، وبعدما باتت جرود فليطة خالية تماماً من المسلحين، ومباشرة «حزب الله» والجيش السوري باجراء عمليات تمشيط لهذه المنطقة.
ولاحظت المعلومات، ان الحزب الذي دفع بفائض قوة إلى الجبهة، يتحاشى الدخول في حرب استنزاف طويلة مع المسلحين ويسعى إلى إحراز نصر قريب، ليتفرغ لاحقاً إلى قتال تنظيم «داعش» في المحور الشمالي للجبهة مقابل رأس بعلبك، والذي ما يزال هادئاً نسبياً حتى الساعة.
وكان «حزب الله» أحكم سيطرته العسكرية والميدانية على وادي العويني بجرود عرسال، وهو أحد النقاط الاستراتيجية لجبهة «النصرة» واحد خطوط الامداد الرئيسية الذي يربط الأراضي السورية بجرود عرسال، كما تمت السيطرة على مرتفعات شعبة القلعة الجبلية التي تشرف على وادي الدب والريحان.
وأفاد الإعلام الحزبي للمقاومة عن انسحاب أحد مسؤولي «النصرة» «أبو طلحة الانصاري» مع حوالى 30 من مسلحيه باتجاه قلعة الحصن في جرود عرسال.
أم حصيلة المعارك، فقد بلغت وفق تنسيقيات المسلحين سقوط 46 قتيلا من «النصرة» في جرود عرسال و23 قتيلاً في جرود فليطة، كما اعترفت التنسيقيات بسقوط عدد كبير من الجرحى نقلوا إلى مستشفيات ميدانية في واد حميد، في حين سقط لحزب الله 17 شيع معظمهم في الضاحية الجنوبية والبقاع.
ومن جهته، احكم الجيش اللبناني سيطرته على عرسال البلدة والجرود، وضبط محيط البلدة من اتجاهاتها الأربعة، فيما تصدى لأكثر من محاولة قام بها مسلحون للتسلل إلى داخل عرسال التي شيّعت شهيدها نائب رئيس البلدية السابق أحمد فليطي، الذي استشهد السبت بقذيفة صاروخية أصابت سيارته في وادي حميد أثناء محاولته التوسط لوقف النار مع جبهة «النصرة».
وأصدرت قيادة الجيش بياناً اتهمت فيه «النصرة» باستهداف الفليطي بقذيفة صاروخية، في حين طالبت عائلة الفليطي وأهالي عرسال بتحقيق شفاف وبكشف ملابسات اغتياله وتركه ينزف حتى وصوله إلى المستشفى حيث فارق الحياة.
وأعلن الحزب ليلا انه استعاد من جبهة «النصرة آلية للواء الثامن في الجيش اللبناني كان استولى عليها المسلحون في العام 2014.
لن نموّل فسادكم نقابياً وسياسياً
تحت عناوين «منرفض نموّل فسادكم»، «سكوتنا ضريبة»، «مش دافع»، نفّذت مجموعات الحراك المدني ونقابات وأحزاب، وقفة احتجاجية قرب مجلس النوّاب لجهة مبنى بلدية بيروت، رفضاً لفرض ضرائب مباشرة وغير مباشرة تطال الطبقات الفقيرة والوسطى، شارك فيها قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني، الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، وحزب الكتائب وحملات «جايي التغيير» و»بدنا نحاسب» و»طلعت ريحتكم» وغيرها.
وانطلقت التظاهرة من أمام مبنى بلدية بيروت، ثم سار المشاركون الى شارع المصارف، حيث مدخل مجلس النواب، وهتفوا مطالبين بعدم فرض الضرائب على الفقراء، ودعوا أعضاء المجلس الى عدم تغطية السرقة والسارقين وكرروا تأكيدهم على عدم دفع الضرائب والفواتير الجديدة، ثم اتجه المتظاهرون الى رياض الصلح حيث توقفوا لفترة وجيزة أمام مجلس النواب من جهة رياض الصلح وهتفوا بوقف الضرائب والهدر والسرقة. بعد ذلك أكملت المسيرة طريقها الى ساحة الشهداء وصولا الى أمام مبنى بلدية بيروت.