ترامب يحرج الوفد اللبناني: حزب الله يُشكّل تهديداً للبنان والشرق الأوسط
الحريري مطمئن لاستمرار الدعم للجيش والقوى الأمنية.. واتصالات مع الكونغرس حول العقوبات
في موقف شكل مفاجأة للوفد اللبناني، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوجه حزب الله، الذي رأى فيه تهديداً للدولة اللبنانية والشعب اللبناني والمنطقة بأكملها.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الحريري، بعد اجتماع بين الرئيسين عقد عند التاسعة ليلاً بتوقيت بيروت (الساعة الثانية من بعد الظهر بتوقيت واشنطن)، تلاه اجتماع موسع حضره عن الجانب اللبناني وزير الخارجية جبران باسيل والسفيرة كارلا جزار وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والسيّد نادر الحريري والمستشارة آمال مدللي، وعن الجانب الأميركي وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوشين ومستشار الأمن القومي الجنرال ماك ماستر والسفيرة الأميركية في بيروت اليزابيث ريتشارد، ان هذه المجموعة تستمر في زيادة عتادها العسكري مما يُعزّز خطة النزاع مع إسرائيل، مضيفا: حزب الله يظهر نفسه على انه مدافع عن مصالح اللبنانيين لكن من الواضح انه ينفذ مصلحته الشخصية ومصلحة داعمه إيران.
وأكد الرئيس الحريري تمسك الحكومة اللبنانية بالقرار 1701 وجميع قرارات مجلس الأمن الدولي.
وكشف انه جري بحث «الضغوط التي يتعرّض لها لبنان نتيجة وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على الأراضي اللبنانية، مشيراً إلى ان البحث تطرق إلى الآفاق الاقتصادية في لبنان وجهود الحكومة لدفع النمو الاقتصادي الشامل مع التركيز على خلق فرص عمل.
ورداً على سؤال، اعتبر الرئيس الحريري ان الطريق لتحسين وتطوير العلاقة بين المملكة العربية السعودية وقطر هو عبر الحوار، معرباً عن اعتقاده ان الولايات المتحدة تستطيع ان تساعد في حل المسألة في الخليج.
ووصف الرئيس الأميركي لبنان بأنه «على الخط الامامي في محاربة «داعش» والقاعدة و«حزب الله»، معتبراً الحزب بأنه يمثل تهديداً للدولة اللبنانية والشعب اللبناني والمنطقة بأكملها.
وإذ أشاد ترامب بالانجازات العظيمة التي حققها الجيش اللبناني في السنوات الأخيرة، قال ان الولايات المتحدة فخورة بمساعدة الجيش في حربه ضد الإرهاب، وانه بمساعدة أميركا نستطيع ان نضمن ان الجيش اللبناني سيكون المدافع الوحيد الذي يحتاجه لبنان.
ووجه الرئيس الأميركي الشكر للرئيس الحريري وللشعب اللبناني لاستضافته كل هذا العدد من النازحين السوريين، داعياً الشرق الأوسط ان يتحمل مسؤوليته في مساعدة هؤلاء النازحين حتى عودتهم إلى ديارهم وإعادة بناء بلدهم.
في هذا الوقت، بقيت التطورات العسكرية، في معركة جرود عرسال محور الاهتمام السياسي الوحيد، مخلفة تداعيات سياسية تعكس عمق الانقسام السياسي في الداخل اللبناني.
وفيما من المقرّر ان يطل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الثامنة من مساء اليوم للحديث عن سير تطورات المعركة والحدود التي بلغتها، والاحتمالات التي ستكون عليها في المرحلة المقبلة على صعيد الحرب على «داعش» بعد الانتهاء من «جبهة النصرة».
وبرز في هذا السياق بيان كتلة «المستقبل» النيابية الذي رفض إعطاء شرعية لقتال «حزب الله» في جرود عرسال، وخوضه المعركة بقرار متفرد منه خارج إطار الدولة اللبنانية وشرعيتها، وطالب بنشر قوات الأمم المتحدة «اليونيفل» بمؤازرة الجيش اللبناني على الحدود الشرقية والشمالية في سياق تنفيذ القرار 1701، وهذا الموقف استقطب حملة على تيّار «المستقبل» وتحديداً الرئيس فؤاد السنيورة قادها الوزير السابق وئام وهّاب الذي اتهم «المستقبل» بتخريب لبنان اقتصادياً وامنياً.
اما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع فرأى خلال لقاء مع وفد رابطة خريجي الإعلام ان معارك الجرود إيجابية، لأن لبنان سيرتاح بعدها من التنظيمات، لكنه شدّد على ان هدفنا يبقى قيام دولة فعلية لا يكون على جوانبها مجموعات مسلحة في إشارة إلى حزب الله الذي قال عنه ان مشروعه أكبر من لبنان وهو يفكر بمشروع على صعيد الأمة (راجع ص 3).
معركة الجرود
ميدانياً، في اليوم الخامس من معركة الجرود، بات «حزب الله» قاب قوسين أو أدنى من حسم المعركة ضد جبهة «النصرة» في مناطق تواجدها في الجرود، وسط ترقب للمنازلة المقبلة ضد تنظيم «داعش» الذي يتمركز في مناطق ذات خصائص جغرافية صعبة، وقد واصلت مدفعية «حزب الله» استهداف ما تبقى من مواقع الجبهة حيث يتمركز اميرها في القلمون أبو مالك التلي، بعد تقلص المساحة التي يحتلها التنظيم إلى بقعة لا تتجاوز الـ10 كيلومترات من أصل 80 كيلومتراً مربعاً، بفعل التقدم الواسع للحزب، ومساندة الجيش السوري له جواً، من خلال غارات نفذها على مواقع المسلحين في اطراف وادي الخيل وباتجاه وادي حميد والملاهي التي لجأ إليها التلي ومسلحيه.
وأفاد الإعلام الحربي التابع للحزب ان مقاتليه سيطروا في فترة بعد الظهر على مرتفع سرج الخربة وطلعة النصاب في جرود عرسال، كما سيطروا على عقبة نوح الأولى في محيط وادي حميد.
ونفى الإعلام الحربي في بيان صحة الاخبار الإعلامية التي تحدثت عن استهداف مدفعي مركز وكثيف لوادي حميد ومدينة الملاهي، في إشارة إلى ان الحزب يتفادى استهداف المدنيين الذين يتواجدون في مخيمات تضم نحو 10 آلاف نازح في هذا الوادي، لكنه لحظ استمرار العمليات العسكرية في المرتفعات جنوب وادي حميد.
وفي موازاة التقدم العسكري، استمرت المفاوضات بين الحزب والتلي حول إمكان استسلام عناصر «النصرة» بعدما أصبحوا داخل فكي كماشة بين مواقع حزب الله ومواقع الجيش اللبناني، لكن المعلومات اشارت إلى فشل المفاوضات التي تتولاها سرايا أهل الشام، ما دفع الحزب إلى شن هجوم واسع على كل المحاور على مواقع النصرة في وادي حميد.
وأفادت المعلومات ان نحو 120 قتيلاً سقطوا «للنصرة» في معركة الجرود، وأن عدداً من الجثث بينهم سوريون وعرب موجود لدى «حزب الله» الذي رفع العلمين اللبناني والحزب على تلة القرية بعد تحريرها من مسلحي النصرة.
في المقابل، بثت هيئة تحرير الشام شريط فيديو على «يوتيوب» لثلاثة اسرى من حزب الله كانوا أسروا في العام 2014، ناشدوا فيه الحزب وقف الحرب، فيما نشر الإعلام الحربي صوراً لضبط شاحنة محملة بالاسلحة والذخائر كانت متجهة إلى مواقع النصرة في القلمون الغربي.
ومن جهته، أكّد قائد الجيش العماد جوزف عون أثناء تفقده قيادة القوات الجوية في عين الرمانة، ان وحدات الجيش تستهدف دائماً مواقع المجموعات الإرهابية وتحركاتها وخطوط تسللها الأمر الذي أدى إلى محاصرتها وتضييق الخناق عليها، ولفت إلى ان هناك 50 ارهابياً خطيراً من بين الموقوفين في المداهمات الأخيرة، بعضهم من الرؤوس المدبرة والمشاركين في اختطاف العسكريين واحداث آب 2014.
مطالب القضاة
في مجال آخر، حضر ملف سلسلة الرتب والرواتب وما تضمنه من نصوص قانونية تؤثر على نظام الحماية الاجتماعية التي يستفيد منها القاضي العامل والمتقاعد من خلال صندوق تعاضد القضاة والذي أدى إلى توقف القضاة عن العمل، منذ إقرار قانون السلسلة في مجلس النواب، في لقاء الرئيس ميشال عون مع مجلس القضاء الأعلى برئاسة القاضي جان فهد، الذي لفت إلى ان القضاة لا يخضعون لنظام الموظفين في الملاك الإداري والمؤسسات العامة، ما يجعلهم مستقلين برواتبهم ومخصصاتهم وتعويضاتهم، لأنهم أعضاء في سلطة دستورية مستقلة.
وألمح الرئيس عون لوفد القضاة إلى إمكانية معالجة أي اجراء يمكن ان يؤثر على استقلالية السلطة القضائية، وفقاً للأصول القانونية التي تضمن تعزيزها وفهم الوفد ان موقف عون يؤشر إلى انه بالإمكان تقديم اقتراح أو مشروع قانون معجل مكرر يعالج مطالب القضاة، وهو ما كان بحثه الوفد مع رئيس المجلس نبيه برّي قبل أيام، علماً ان هذه الخطوة يمكن ان تفتح الباب لمعالجة باقي أصحاب المطالب المتضررين من السلسلة، مثل الأساتذة والعسكريين المتقاعدين.
على ان اللافت، في خضم المطالب المتعاظمة من السلسلة، تأكيد وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني ان الرئيس عون ليس في أجواء ردّ قانون السلسلة الذي وقعه الرئيس برّي قبل يومين واحاله إلى رئاسة الحكومة تمهيداً لاحالته إلى رئاسة الجمهورية لتوقيعه ونشره، بل هو في أجواء تخفيف الضرائب على النّاس، مشيراً إلى ان أكثر الضرائب اليوم مباشرة، ما عدا الـTVA والتي من الممكن ان تشكّل عبئاً على أصحاب الدخل المحدود، رغم انها لا تطال السلع الاستهلاكية، بل التجارية.
بواخر الكهرباء
من جهة ثانية، توقع مصدر وزاري ان يثار ملف استئجار بواخر الكهرباء مجدداً، في مجلس الوزراء عندما يعود إلى الانعقاد في الأسبوع المقبل، في ضوء ما تكشف لدى إدارة المناقصات في هيئة التفتيش المركزي من ملابسات رافقت صفقة استدراج عروض بواخر الكهرباء التي اعدتها مؤسسة الكهرباء، خلافاً للأصول.
ومع ان الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ردّت على ما ورد في الإعلام أمس، موضحة ان الملف لا يزال في سياق استكمال إجراءات تنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي بفض العروض المالية ووضع تقريرعن كامل الملف، الا ان اللافت ان تقرير إدارة المناقصات، كان موضع تعليقات ومواقف سياسية، أبرزها من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي أبلغ «اللواء» ان مؤسسة الكهرباء لم تلتزم بالنظام المالي لقانون المحاسبة العمومية، كما ان التقرير كشف عن مخالفات قانونية، ولذلك تمّ رفض فتح المناقصة الخاصة بها، واعتبر ان ردّ مناقصة شركة الكهرباء انتصار كبير للعهد والحكومة، وانه بهكذا خطوات تعاد الثقة المفقودة إلى الدولة.
اما النائب بطرس حرب فقد كشف ان إدارة المناقصات قررت رفض المناقصة لمخالفتها الإجراءات القانونية للمناقصات ولا تنطبق على نظام المناقصات العام أو على نظام مؤسّسة الكهرباء، ولأن تعديلات إضافية ادخلت إلى دفتر الشروط في الوقت الذي كان يجري فيه تقييم العروض، بالإضافة إلى ان المناقصة انحصرت بالشركة التركية المعروفة، وهي الشركة التي فصلت المناقصة على قياسها سلفاً.