IMLebanon

الحريري: العلاقة مع حزب الله صعبة جداً في السياسات الإقليمية

الحريري: العلاقة مع حزب الله صعبة جداً في السياسات الإقليمية

نصر الله: المفاوضات لإخراج ما تبقى من النُصرة وسنسلّم المنطقة للجيش

وصف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون لقاء الرئيس دونالد ترامب والرئيس سعد الحريري بأنه «ودي جداً جداً».

وكشف الوزير الأميركي، في موقف له بعد استقبال الرئيس الحريري يرافقه وزير الخارجية جبران باسيل ومدير مكتبه نادر الحريري والقائم بأعمال السفارة في واشنطن كارلا جزار، والمستشارة آمال مدللي، ان البحث في اللقاء في المكتب البيضاوي اثيرت فيه قضايا يمكن البناء عليها، وستتابع من قبل الوزارة والأجهزة الأميركية المختصة.

وقال تيليرسون ان النقاش تناول الوضع في سوريا ومسائل تتعلق بالأمن في المنطقة.

الحريري

ورأى الرئيس الحريري في حوار مع مشاركين في محاضرة ألقاها في معهد كارينغي ان الإدارة الأميركية تتفهم جيداً الوضع في لبنان، مشيراً إلى تخفيض في موازنة المساعدات الأميركية العسكرية، لكن بالمقابل أقرّت الإدارة الأميركية 140 مليون دولار إضافية للاجئين.

ورداً على سؤال، أجاب رئيس مجلس الوزراء: العلاقة بيننا وبين حزب الله صعبة جداً حيال السياسات الإقليمية، لكن توافقنا على الا نتخاصم حول الاقتصاد والحكم والتشريع.

وقال: هنا في الولايات المتحدة تفهم بأن لبنان يُشكّل معجزة إزاء ما تمكنا من تحقيقه والجميع يريد استقرار لبنان، وليس عدم استقراره.

وأعلن الرئيس الحريري انه سيزور الكونغرس اليوم لاجراء محادثات تتعلق بموضوع العقوبات على «حزب الله»، مبدياً خشيته من ان تكون هذه العقوبات واسعة على القطاع المصرفي في لبنان، خاصة وأن هناك ما يكفي من عقوبات، وقال: «نحن بحاجة لأن نشرح للكونغرس أهمية هذا الأمر، واعتقد ان عدم وجود عقوبات محددة أمر مؤذ جداً للقطاع المصرفي، وللاقتصاد ليس فقط للبنان بل للمنطقة كلها».

وبالنسبة لمعركة جرود عرسال، أوضح الحريري انه كان يفضل ان يقوم الجيش اللبناني بما يقوم به حزب الله في عرسال.

اما مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري الذي يرافقه في هذه الزيارة، فلاحظ في حديث إلى المؤسسة اللبنانية للارسال، ان الموقف الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من «حزب الله» يمثل موقف الإدارة الأميركية، وليس الحكومة اللبنانية، مضيفاً بأن هذا الموقف ليس جديداً، وهو موقف مكرر لخطاب ترامب في قمّة الرياض، ونحن ملتزمون بالبيان الوزاري لحكومة استعادة الثقة، وما زلنا مستمرين في السياق ذاته منذ انتخاب الرئيس عون.

وعن الارتدادات السياسية لمعركة جرود عرسال، قال نادر الحريري: «موقفنا واضح وهو ان الجيش اللبناني هو المناط به حفظ الأمن، وموقفنا أيضاً معروف من مشاركة «حزب الله» في الحرب السورية، وهذا لا يمنع من ان تكمل الحكومة بقية اعمالها».

الى ذلك، كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الرئيس عون سيتراس وفد لبنان إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقالت إن هناك اقتراحين جرى التداول بهما الأول أن يترأس الرئيس عون الوفد فيما أشار الأقتراح الثاني الى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، لكن تقرر السير بالاقتراح الأول. وعلمت اللواء أن رئيس الجمهورية لا يذهب بدلا من الحريري كما يسرب، قائلة إن الوفد لم يكن قد تشكل. وأشارت إلى أن الرئيس عون سيلقي كلمة لبنان في الأمم المتحدة، على أن يتم تشكيل الوفد الرسمي إلى المنظمة الدولية بعد عودة الحريري من زيارته إلى واشنطن.

نصر الله

وفي السياق أيضاً، لوحظ ان الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، لم يشأ في اطلالته التلفزيونية مساء أمس، الرد على تصريحات الرئيس ترامب «تسهيلاً لعمل الوفد اللبناني الذي يزور واشنطن حالياً، ولعدم احراجه»، حسبما قال، لكنه أشار إلى انه سيعلق على هذه التصريحات في مناسبات أخرى ستأتي، وعندما يعود الوفد، في إشارة إلى الاحتفال الذي سيقيمه الحزب في 14 آب بذكرى الانتصار في حرب تموز 2006.

كذلك رفض السيّد نصر الله الدخول في نقاش عقيم أو سجال مع أحد، لافتاً إلى انه سيعرض القضايا بشكل إيجابي وهادئ، ومن دون ان «يفش خلق أحد»، موضحاً ان حديثه عن معركة جرود عرسال سيكون من «باب التوصيف والتعليق والتوضيح ورسم المسار، وإلى أين نحن ماضون وإلى أين سنصل وما هي الخيارات الفعلية، وماذا بعد».

وأكّد نصر الله على أن ما تحقق خلال المعركة في جرود عرسال وفليطة هو «انتصار عسكري وميداني كبير جداً»، وهو «تحقق فعلياً في اليومين الأوّلين من المعركة بأقل كلفة، وأهدى هذا الانتصار إلى كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وإلى كل شعوب المنطقة التي تعاني من الارهاب، مثلما فعل في انتصار عام 2000 وانتصار العام 2006»، وقال: «نحن في معركة الإرهاب نقوم بواجبنا، ولا نتوقع شكراً من أحد، وإذا جلدنا ببعض السياط نحسبها عند الله».

ولفت إلى انه كان للجيش اللبناني دور في تشكيل السد المنيع والحماية لأهالي المنطقة في محيط عرسال وجرودها وعلى خط الأساس، كان أساسياً في صنع هذا الإنجاز، مؤكداً ان الحزب جاهز عندما تنتهي المعركة، لتسليم كل الأرض التي حررها من مسلحي جبهة «النصرة» إلى الجيش، آملاً من قياد الجيش أن تتحمل هذه المسؤولية، كي يتسنى لأهالي عرسال العودة الى أراضيهم واشغالهم، وعدم اقتراب أحد من مخيمات النازحين، وأن لا يتعرضوا لأي سوء تحت أي عنوان، مشيراً إلى ان مسلحي جبهة «النصرة» باتوا خارج جرود فليطة وانحسروا في جرود عرسال ولم يبقوا الا في مكان ضيق محاصرين من ثلاث جهات، الجيش والحزب وتنظيم «داعش».

وكشف ان العمل جار حالياً على خطين: ميدانياً، يستمر التقدم بشكل مدروس مع الاحتياط في استخدام بعض الأسلحة من أجل عدم حصول أي خطأ باتجاه النازحين والمدنيين، والثاني هو خط المفاوضات، وهي بدأت جدياً وتتولاها جهة رسمية لم يكشف عنها، لكنه قال ان هذه الجهة تتصل بنا مباشرة وتتصل بمن تبقى من مسؤولي «النصرة»، وفي نهاية المطاف هناك أمور يجب أن تقبلها الدولة اللبنانية وكذلك الدولة السورية، الا انه لم يعط تفاصيل، مكتفياً بأن هناك جدية في هذه المفاوضات وهناك نوع من التقدم وإن كان هناك شيء من البعد عن الواقع، مؤكداً ان الوقت ضيّق، و«النصرة» لا تستطيع أن تفرض الشروط، بعدما أضاعت الفرصة يوم الجمعة الماضي، يوم رفضت الاستسلام ووقف القتال مثلما فعلت «سرايا الشام» الذين سهلنا لهم الانسحاب إلى مخيمات النازحين والبقاء إلى جانب عائلاتهم.

وفي تقدير مصادر عسكرية ان معركة القاع ورأس بعلبك ستكون منوطة بالجيش اللبناني، الذي أرسل أمس تعزيزات من وحدات النخبة وفوج التدخل الأول الذي انتقل من الشمال، وتوقعت أن تكون في وقت قريب جداً، عبارة عن أيام قليلة.