الفيحاء تودّع عمر كرامي رجل التعايش والإعتدال
حوار عين التينة مطلع الأسبوع .. وتفاؤل عوني – قواتي بلقاء الرابية
ودعت الفيحاء طرابلس، بالأسى والدموع والوفاء والتطلع الىالوحدة والتمسك بمسيرة الدولة، الرئيس عمر كرامي، ابن المدينة والنائب عنها لعدة دورات متتالية، واحد أبرز الشخصيات الشمالية واللبنانية، الإسلامية والوطنية، منذ ان دخل المعترك السياسي غداة استشهاد شقيقه الرئيس رشيد كرامي.
كانت الدولة اللبنانية كلها تسير خلف نعش الرئيس الراحل، وفاء للرجل الكبير، وتأكيداً على المبادئ التي كرسها في مسيرته السياسية، على رأس الحكومة، أو في الندوة البرلمانية، أو كرجل سياسي من طراز رفيع.
فمن مستشفى الجامعة الأميركية، حيث اسلم الروح ليلة رأس السنة الجديدة، إلى منزله في الرملة البيضاء، ومنه إلى مسقط رأسه طرابلس، تسجي الجثمان لبعض الوقت في كرم القلة، حيث كان مكتبه ومكتب العائلة الكرامية منذ أيام المرحوم والده عبد الحميد كرامي، وشقيقه رشيد، اكمل موكب التشييع الحاشد سيدة في اتجاه المسجد المنصوري الكبير، حيث صُلي عليه، وصولاً إلى مدافن العائلة في باب الرمل.
وعبرت المشاركة الكثيفة، سواء على الصعيد الرسمي أو السياسي أو الشعبي، وسط حداد عام يستمر اليوم وغداً، عن مدى التقدير الذي تكنه طرابلس والمجتمع السياسي اللبناني للرئيس كرامي الذي حكم بتجرد على نهج ابيه واخيه، ورؤساء الحكومات الذين سبقوه حفاظاً على الدولة اللبنانية وكرامة مقام رئاسة الحكومة وحماية الدستور واتفاق الطائف، من أية شوائب أو سوء تطبيق.
وعلى الرغم من ان الرئيس كرامي نجح في ربط التكتيك السياسي والممارسة اليومية للعمل السياسي، بالاستراتيجية الوطنية التي قوامها ثوابت التعايش اللبناني من الصيغة إلى الدستور، ومن الدولة إلى مؤسساتها، بعيداً عن الحزبية الضيقة أو النكايات التي لا تقدّم ولا تؤخّر للحفاظ على الدولة كياناً ومؤسسات عامة ومصالح تهم المواطنين في أمنهم وحياتهم واستقراره، فإنه ترك للتاريخ ان ينصفه أين نجح واين أصاب.
وعكست برقيات التعزية، سواء من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وسفراء الدول العربية والأجنبية، مكانة الرئيس الراحل ودوره في تعزيز علاقات لبنان العربية والدولية، في إطار المصالح المتبادلة والتزام مبادئ الأمن والسلام وشرعة الأمم المتحدة وميثاق الجامعة.
في لحظة صعبة، طوى الرئيس عمر كرامي سنوات عمره الحافلة في الكفاح والنضال من أجل الوحدة الوطنية والوحدة الإسلامية واطفاء نار الأزمات، لكن هذه الأزمات بقيت حاضرة تنقل من عام إلى عام، في ظل ضغوطات وتداعيات من الحرب السورية والملفات الساخنة في المنطقة على الدولة والمجتمع في لبنان. (محور خاص عن الرئيس الراحل ص4 و5).
أجندة سياسية
وعلى هذا الصعيد، يحفل الأسبوع الأوّل من السنة بعد عيد الأرمن في السادس من هذا الشهر، بأجندة رسمية وسياسية، المشترك فيها البحث عن تدوير الزوايا لملء الشغور في الرئاسة الأولى باعتبارها المدخل الضروري لإعادة تنشيط عمل المؤسسات وتفعيلها في إطار ما نص عليه الدستور لتكامل السلطات وتعاونها واستقلالها:
1 – فالاربعاء في السابع من هذا الشهر من المفترض أن يتوجه النواب إلى ساحة النجمة لانتخاب رئيس الجمهورية في ضوء الدعوة رقم 17 لانتخاب الرئيس، في ظل توقع أن يتكرر سيناريو عدم الانتخاب، مثلما حصل في الجلسات السابقة، بدءاً من 23 أيار 2014.
2 – انعقاد مجلس الوزراء في أوّل جلسة له في السنة الجديدة، يوم الخميس في الثامن من الشهر الحالي، وعلى جدول أعماله 56 بنداً، أبرزها ملف النفايات الصلبة، ورقمه واحد، في ظل استمرار التباين بين الوزراء، وفي ضوء ما اكده وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ «اللواء» من أن وزراء الكتائب ارسلوا ملاحظات بشأن دفتر الشروط متسائلاً: هل يعقل أن تكون قيمة العقود الواردة في دفتر الشروط أكثر مرتين من قيمة العقد المبرم مع شركة «سوكلين»؟
على أن النشاط الرسمي ستسبقه ثلاث محطات تتضمن مواقف لها تأثير، سواء على جلسة مجلس الوزراء او على جلسة انتخاب الرئيس:
1 – فالاثنين أو الثلاثاء تعقد الجلسة الثانية من الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة.
وعلمت «اللواء» أن اتصالات تجري لتثبيت الموعد بين الوزير علي حسن خليل وكل من السيّد نادر الحريري والحاج حسين الخليل، والتفاهم على جدول الأعمال.
2 – اللقاء بين النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع والذي تستمر التحضيرات له، وسط ارتفاع منسوب التفاؤل العوني والقواتي بقرب انعقاده، ونجاحه في فتح الطريق لانتاج تسوية حول الرئيس كبند جوهري من مجمل المواضيع التي سيبحثها الطرفان، وتخص الوضع المسيحي أولاً وصولاً إلى الوضع اللبناني بشكل عام، في إطار إطلاق «دينامية لبنانية» لإنتاج رئيس للجمهورية، أو «لبننة الاستحقاق» وفقاً لتعبير النائب إبراهيم كنعان، وهو المكلف من قبل النائب عون للتفاهم على الملفات مع المستشار الاعلامي لجعجع ملحم رياشي والمكلف منه شخصياً للتواصل مع النائب كنعان.
وكشفت مصادر نيابية مقربة من «التيار الوطني الحر» لـ «اللواء» أن الحوار يجري بين كنعان والرياشي بإشراف مباشر من النائب عون وفي مكتبه، حرصاً على عدم إضاعة الوقت، ولأن تكون المناقشات موضوعة على السكة الصحيحة، وبعيداً عن «الشوشرة» الإعلامية.
وأضافت المصادر أن الحوار ليس إبن ساعته بين القوات والتيار العوني، بل يمتد الى أربعة أشهر خلت، متوقعة أن يعقد اللقاء في وقت قريب جداً، لكنها لم تشأ أن تجزم عما إذا كان اللقاء قبل أو بعد الإطلالة التلفزيونية لعون عبر محطة «الجديد» غداً الأحد، إلا أنها أكدت أنه سيتم حتماً في النصف الأول من هذا الشهر.
وعزت المصادر هذا التكتم الى مكان الاجتماع، حيث يرجح أن يكون في الرابية، في ظل تكتم حول موعده لأسباب أمنية، مرجحة أن لا يعلن عنه إلا بعد انعقاده.
3- ما يمكن أن يعلنه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، عصر الجمعة في التاسع من هذا الشهر، في كلمة له، خلال الحفل المركزي الذي تقيمه جمعية الإمداد الخيرية الاسلامية، في ذكرى ولادة الرسول الأكرم، وانطلاقة عمل الجمعية.
ولم يشأ مصدر مطلع الخوض في مضمون الكلمة ولا سيما الشق السياسي منها، حيث لم يستبعد أن يتطرق السيّد نصر الله لماماً الى بعض التطورات على الساحة الداخلية، سواء في ما خص الحوار مع «المستقبل»، أو النظرة الى ترسيخ الاستقرار العام.
قضية العسكريين
وعلى صعيد قضية العسكريين المحتجزين لدى جبهة «النصرة» وتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) فقد كشفت الزيارة التي قام بها الشيخ حمزة حمص لإبنه العريف المحتجز وائل لدى «النصرة»، عن توجه الخاطفين الفعلي بعدم الاقدام على قتل العسكريين، بدليل أن حمص كشف عن شروط الجبهة لزيارة أهالي العسكريين لإبنائهم، والسماح بإدخال الأطعمة الجاهزة لهم مع بعض الأموال لسد احتياجاتهم.
وقال إن اللقاء مع إبنه والذي استمر ساعة تقريباً، جاء كبادرة حسن نيّة من قبل أمير «النصرة» في القلمون أبو مالك التلي، على أن تتبعه لقاءات أخرى لأهالي المختطفين الى أبنائهم.