IMLebanon

عون: الجيش ينظِّف لبنان من الإرهاب وأمننا أفضل من الآخرين

عون: الجيش ينظِّف لبنان من الإرهاب وأمننا أفضل من الآخرين

مرتاح للتعاون مع الحريري وورشة إنمائية من عرسال إلى عكار ولا تراجع عن الإصلاح

أشاد الرئيس العماد ميشال عون بشجاعة الجيش، قيادة وضباطاً وجنوداً في المعركة التي يخوضونها في جرود رأس بعلبك والقاع، للقضاء على آخر جيب إرهابي على الأراضي اللبنانية، متوقعاً تحقيق الانتصار الحاسم على الجماعات الإرهابية المسلحة.

واعتبر الرئيس عون ان الحالة الأمنية في لبنان جيدة، وهي أفضل من بلدان أوروبية أخرى، مثنياً على جهود الأجهزة الأمنية اللبنانية في كشف العديد من الخلايا الإرهابية، ومشدداً على أهمية التنسيق والتعاون الحالي بين أجهزة المخابرات والأمن العام والمعلومات.

وأشار رئيس الجمهورية، خلال استقباله وفد العائلة وأسرة «اللواء» لشكره على التعزية بعميد «اللواء» المرحوم عبد الغني سلام، إلى ان إنجاز العملية العسكرية في الجرود، والتخلص من الوجود الارهابي فيها، سيعزز الوضع الأمني في البلاد، ويتيح المجال للانصراف إلى معالجة الملفات الاقتصادية والمعيشية التي تمس حياة اللبنانيين.

وأكّد الرئيس عون ان لا تراجع عن محاربة الفساد في الدولة وتحقيق الإصلاحات المطلوبة، تمهيداً لاطلاق خطة النهوض الاقتصادي وتحقيق الانتعاش اللازم للحركة الاقتصادية، وإخراج البلد من الجمود المهيمن على العديد من القطاعات الاقتصادية.

ولكن ذلك لن يتم بكبسة زر، بل نتيجة خطوات مدروسة تراكم النتائج، وتحقق المكاسب.

ولفت في هذا الإطار، إلى ان المؤسسات الرقابية بدأت تأخذ دورها في الحد من واقع التسيب الذي كان سائداً، وإدارة المناقصات عادت تمارس صلاحياتها القانونية، وكما عادت هيئة التفتيش إلى العمل بجدية في تحمل مسؤولياتها.

وأبدى رئيس الجمهورية ارتياحه العميق للتعاون مع الرئيس سعد الحريري، معتبراً ان نجاح تجربة الانسجام بينهما هو نجاح للبنان ولكل اللبنانيين.

وحول استقباله وفد كبير من بلدة عرسال، اعرب الرئيس عون عن غبطته لما سمعه من أعضاء الوفد الذي ضم أعضاء البلدية ومخاتير ووجهاء البلدة وفاعلياتها من تمسكهم بالولاء للدولة والجيش الوطني، ومطالبتهم بتعزيز مهمات الجيش والقوى الأمنية في عرسال وجرودها، والعمل على تلبية بعض الحاجات الملحة.

ووعد الرئيس بالعمل على إطلاق ورشة إنمائية تشمل عرسال وعكار والمناطق المحرومة، والتي أثبتت انها لا تشكّل حاضنة للارهاب، لتأمين العيش الكريم لعائلاتها وشبابها، مذكراً بأنه كان دائماً من المطالبين بإنماء هذه المناطق.

توقيع قانون السلسلة

الى ذلك، أوضحت مصادر رئاسة الجمهورية لـ«اللواء» أن «توقيع الرئيس عون أمس لقانوني سلسلة الرتب والرواتب وتمويلها جاء قبل نفاذ المهلة الدستورية في 23 آب الجاري، وأشارت إلى أن التوقيع لا علاقة له بجلسة مجلس النواب اليوم كما أن ما من اعتبارات أخرى وراء ذلك، سوى ان الرئيس وقع القانونين عندما وجد ذلك مناسبا».

وأكدت أن الرئيس عون ينتقل إلى المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في قصر بيت الدين بعد غد الخميس حيث تقام له مراسم استقبال رسمية ويستانف نشاطه صباحا بعقده سلسلة لقاءات على أن يترأس جلسة مجلس الوزراء عند الثانية عشرة ظهرا.

ولفتت إلى أن وجود برنامج لهذا الانتقال لا يزال قيد الإنجاز بصيغته النهائية. وعما اذا كان النائب وليد جنبلاط من أوائل الزوار الى قصر بيت الدين قالت إن برنامج اللقاءات لم ينجز بعد.

وأكد رئيس مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا أن تسهيلات ستقدم إلى الصحافيين الذين سيتولون تغطية النشاط في ما خص النقل المباشر لمحطات التلفزة كما لمراسلي الصحافة المكتوبة والاذاعات من انترنت وفاكسات ووسائل اتصال.

مجلس الوزراء

وعلمت «اللواء» أن جدول أعمال مجلس الوزراء وزع أمس ويتضمن 47 بندا أبرزها نقل اعتمادات وسفر وهبات ودفتر الشروط بشأن ملف الكهرباء انطلاقا من الملاحظات التي أدخلت إلى هذا الملف من الجلسة السابقة. وأكدت مصادر وزارية أن الجدول خلا من بند التعيينات كما لأي تحضيرات تتصل بالانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس.

وقال وزير شؤون مجلس النواب علي قانصو لـ«اللواء» أن هذا الموضوع غير مدرج على الجدول ومن غير المعروف ما إذا كان سيطرح من خارجه، ملاحظا أن ما من حماسة لإجرائها ومؤكدا أن زيارة الوزراء الثلاثة إلى سوريا أصبحت وراءنا.

وأشار إلى أن المجلس سيتوقف عند معركة الجيش في الجرود مشددا على أن الحكومة والأحزاب والقيادات يقفون إلى جانب الجيش في معركته ضد الإرهابيين. وأكد أن الثغرات التي يطالب الرئيس عون بتصحيحها يفترض بها أن تتم على أن يقرها مجلس النواب وفق اقتراحات قوانين.

من ناحيته أكد وزير الإعلام ملحم رياشي لـ«اللواء» أن ما من شيء جديد يتصل بتعيينات تلفزيون لبنان.

وفي المعلومات عن بنود جدول اعمال مجلس الوزراء أن المجلس يناقش عرض وزير الطاقة والمياه دفتر الشروط حول استقدام معامل توليد الكهرباء وعرض وزارة الطاقة لمشروع استقدام محطات استيراد الغاز الطبيعي المسال إلى لبنان ومستخرجات المخطط التوجيهي لنقل الكهرباء والموافقة على مشروع قانون البرنامج المقترح الممتد من 2017 إلى 2023.فضلا عن بند روتيني حول تعيين رئيسين بالوكالة لمجلس الخدمة المدنية ولإدارة التفتيش المركزي، كما يتضمن بندا عن طلب مجلس الإنماء والأعمار اعتمادا بقيمة 108مليون دولار لشبكات الصرف الصحي.

جلسة المناقشة

اما بالنسبة لجلسة المناقشة العامة للحكومة اليوم وغداً، فقد حرصت مصادر عين التينة على نفي وجود أي توجه لتحويل اليوم الثاني إلى جلسة تشريعية، مشيرة إلى ان الرئيس عون وقع قانوني السلسلة في وقت متأخر من يوم أمس، وبالتالي لم يكن بالإمكان ادراج الاقتراحات المعجلة المكررة المتعلقة بتعديل الثغرات في قانون الموارد المالية للسلسلة على جدول أعمال جلسة سريعة، وبالتالي فلا مفر من تعيين جلسة ربما في الأسبوع المقبل لإقرار هذه الاقتراحات، بما بختص بتعويضات العسكريين والمتقاعدين والشهداء والمعوقين، وصندوق تعاضد القضاة، وتعديل الازدواجية الضريبية لأصحاب المهن الحرة، والضرائب على الكحول التي أثارت إشكالية مع الاتحاد الأوروبي بفعل تناقضها مع اتفاق التجارة الأوروبية.

ورفضت مصادر نيابية، توقع ان تكون جلسة مساءلة الحكومة اليوم حامية أو صاخبة، وقالت انه طالما ليس هناك من جدول أعمال فلا نستطيع توقع طبيعة النقاش الذي سيكون، باعتبار ان هذا الأمر مرهون بطبيعة الملفات التي سيطرحها النواب، والتي لا نستطيع أيضاً ان نحصرها، إذ يمكن ان تكون محط تباين وخلافات، مثل ملف بواخر الكهرباء في ضوء تقرير إدارة المناقصات الذي اشار إلى شواذات تعتري هذا الملف، حيث سيشكل ورقة قوية في يد المعارضين للحكومة، وكذلك قضية زيارات الوزراء إلى سوريا التي أثارت انقساما بين الوزراء واللبنانيين عموما، رغم ان الموقف الحكومي كان واضحا من هذه الزيارات، سبق أن عبر عنه الرئيس سعد الحريري، وحتى رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، ناهيك عن واقع الطرقات والبنى التحتية والمياه والاتصالات والانترنيت والتنقيب عن النفط، وصولا إلى موضوع النازحين السوريين.

ولفتت المصادر النيابية، إلى ان جلسة المناقشة لا تتعارض مع المعارك التي يخوضها الجيش اللبناني مع الارهابيين في جرود رأس بعلبك والقاع، مشيرة إلى ان الجلسة ستكون فرصة منبر للنواب للاشادة بالجيش ودعمه، وأن كان البعض قد يعتبر ان إنجازات المؤسسة العسكرية دليل إضافي إلى قدرة الجيش على تحرير أراضيه وفرض الأمن والاستقرار فيها وحيدا، ولان يكون سلاحه هو السلاح الوحيد الشرعي، بخلاف نواب فريق الثامن من آذار، الذين سيتمسكون بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وأن كانوا لا يمانعون باضافة معادلة رابعة وهي الدولة.

ويفترض ان تبدأ الجلسة بكلمة للرئيس الحريري يعدد فيها إنجازات حكومته، على ان تنطلق بعد ذلك مداخلات النواب الذين يتوقع ان يتعاقبوا بكثرة على اعتلاء المنبر، خصوصا وأن الجلسة ستنقل وقائعها مباشرة على الهواء، وتأتي عشية انتخابات نيابية منتظرة في أيّار المقبل.

مخصصات قوى الأمن

في غضون ذلك، انفجرت أمس، أزمة المخصصات السرية لقوى الأمن الداخلي بين عين التينة ووزير الداخلية نهاد المشنوق، على هامش كشف الوزير المشنوق عن مساهمة شعبة المعلومات في إحباط عملية إرهابية كبيرة بالتنسيق مع أجهزة الأمن الاوسترالية، من خلال الكشف عن شبكة من 4 اخوة من آل الخياط يتحدرون من شمال لبنان، كانوا يخططون لتفجير انتحاري في طائرة اماراتية تابعة لطيران «الاتحاد» متوجهة من سيدني في اوستراليا إلى أبوظبي في دولة الإمارات، بواسطة الشقيق الرابع طارق الخياط، وكان على متن الطائرة 400 راكب بينهم 120 لبنانياً و280 من جنسيات مختلفة.

وأكّد المشنوق في مؤتمر صحافي عقده في المديرية العامة لقوى الأمن في حضور المدير العام لقوى الأمن اللواء عماد عثمان ورئيس شعبة المعلومات العقيد خالد حمود ان «دور شعبة المعلومات كان مد جهاز الأمن في اوستراليا بالمعلومات الضرورية والمشاركة في مراقبة الأخوة الثلاثة: عامر وخالد ومحمود الذين كانت ترصدهم الشعبة منذ أكثر من عام، بعدما ثبت تواصلهم مع شقيقهم طارق الذي انتقل إلى الرقة في سوريا، حيث بات قيادياً في تنظيم «داعش».

على ان اللافت في مؤتمر المشنوق كانت اشارته إلى ما وصفه «بالحصار المالي غير المبرر وغير المنطقي وغير العقلاني على قوى الأمن الداخلي، مع انها مستمرة في تحمل مسؤولياتها الوطنية في إنجاز العمليات الاستباقية وكشف الشبكات الارهابية»، وهو كان يقصد بذلك، وربما للمرة الأولى، أزمة المخصصات المالية التي تمتنع وزارة المال عن تسديدها لقوى الأمن منذ أكثر من ستة أشهر بسبب الخلاف مع عين التينة على تعيين اللواء عثمان للعقيد علي سكيني في قيادة منطقة الشمال من دون التشاور مسبقاً معها.

وسارعت عين التينة إلى الرد على الوزير المشنوق، إذ نفى الرئيس نبيه برّي، وفق ما نقل عنه زواره وجود أي مشكلة مع قوى الأمن وشعبة المعلومات، وقال ان «جل ما في الأمر انه كانت هناك تسوية في ما خص التشكيلات ولم تنفذ»، في إشارة إلى قد تقبل بالابقاء على الرائد ربيع فقيه في شعبة المعلومات، إذا ما سمت هي البديل عن سكيني، علماً ان تعيين فقيه في فرع الأمن العسكري في شعبة المعلومات اجراء داخلي بحت لا يحتاج إلى قرار من مجلس القيادة».

«فجر الجرود»

وعلى إيقاع اشادتين أميركية وفرنسية، بأداء الجيش في معركة تحرير الجرود، والاعراب عن فخر واعجاب السفارتين بالجيش اللبناني بأعتباره المدافع الوحيد عن لبنان وشريكاً في معركتنا المشتركة ضد تنظيم «داعش»، على حدّ تعبير السفارة الأميركية في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، واصل الجيش معركته البطولية ضد مسلحي هذا التنظيم، لليوم الثالث على التوالي، محققا تقدما نوعيا في جرود القاع ورأس بعلبك، ومسجلا انتصارات إضافية فاقت التقديرات، حيث تمكن من تحرير 80 كيلومتراً مربعاً من مساحة المنطقة التي يحتلها المسلحون والتي تبلغ 120 كيلومتراً مربعاً، الا ان اليوم الثالث اتسم بهدوء نسبي بسبب قيام وحدات الهندسة في الجيش بتنظيف المناطق المحررة من الألغام والعبوات والاجسام المشبوهة، التي زرعها الارهابيون لمنع تقدّم الجيش، بالإضافة إلى فتح ثغرات في حقول الألغام امام الوحدات الامامية، استعداداً لتنفيذ المرحلة الأخيرة والاشد صعوبة من عملية «فجر الجرود».

وأوضح مصدر عسكري ان لا وقت محدداً لانتهاء المعركة، فالميدان هو الذي يتحكم بظروفها وتوقيتها، مشيرا إلى ان الجيش سيطر على ثلاثة أرباع الجرود، ولم يبق امامنا سوى الربع الأخير الممتد لنحو 40 كيلومتراً، حيث بات «الدواعش» محصورين في بقعتين هما وادي ميرا في رأس بعلبك الذي يمتد نحو 20 كيلومترا، والذي يتحصن فيه «امير» التنظيم أبو أحمد المعروف بالجرباني، ومغارة الكهف في جرود القاع، كاشفا بأن الجيش يتقدّم تدريجياً ويضيق الخناق عليهم بعد ان قطع عليهم كل طرق الامداد، ويضيق عليهم جوا وبرا من الجانبين اللبناني والسوري، لافتا إلى انه لا يوجد امام الارهابيين سوى سيناريوهين لا ثالث لهما: الاستسلام أو المواجهة المباشرة في المربع الأخير.

وكان قائد الجيش العماد جوزف عون تفقد أمس جرحى المؤسسة العسكرية في مستشفى الروم والجعيتاوي، في وقت شيّعت بلدات برقايل والكويخات ورعيت شهداء الشهداء الثلاثة: الرقيب باسم موسى والجندي عثمان الشديد والجندي ايلي فريجة.

واوقفت مديرية المخابرات في وادي الارنب في عرسال احد المسؤولين الأمنيين في «داعش» وهو السوري باسل محمّد عبد القادر الملقب بأبو انس السحلي وعمره 25 سنة.