مرحلة ما بعد إعلان «نصر الجرود»: دعم الجيش وإنماء المناطق المحرَّرة
الحريري من الخطوط الأمامية إلى عرسال.. والسبهان في بيروت تحضيراً لإجتماعات اللجنة العليا
بانتظار جلاء مصير الجنود اللبنانيين المختطفين لدى داعش، بات بحكم المؤكد ان معركة جرود رأس بعلبك التي يخوضها الجيش اللبناني ببسالة وإرادة قوية لإنهاء بؤر الإرهاب المسلّح، شارفت على نهايتها، حيث ما تزال بقعة لا تتجاوز الـ10٪ من الجرود تحت سيطرة ما يسمى «تنظيم الدولة الاسلامية» (داعش).. وهي قيد المعالجة.
ومسألة الاحتفال الرسمي والشعبي باتت قاب قوسين أو أدنى.. على ان ينظم هذا الاحتفال في ساحة الشهداء على وقع الالتفاف حول الجيش اللبناني الذي وصفه الرئيس سعد الحريري من غرفة العمليات في ثكنة الجيش في رأس بعلبك «بالبطل» مؤكدا ان الحكومة تقف خلف الجيش الذي يقوم بمهمة صعبة.. واتكالنا على الله والجيش لحماية لبنان، مؤكدا ان الانتصار قريب، مخاطبا الجنود: أنت تحمون الحدود التي يحاول ان يتسلل منها الارهابيون، معتبرا ان موضوع المخطوفين (العسكريين) أولوية.. ولا الجيش أو الحكومة أو أي لبناني سيتخلى عن أي مخطوف، ولذلك الموضوع حسّاس بالنسبة لنا.
وأكد الرئيس الحريري، قبل استقبال وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان مساء أمس في بيت الوسط، ان الدعم الدولي للجيش اللبناني يظهر في مدى التقدم الذي يحرزه «ونحن بحاجة لدعم أكثر والحكومة ستقدم الدعم، وكل المجتمع الدولي لتأمين المساعدات للجيش، لأن هذا الأمر مهم لحماية لبنان..».
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة انه جرى خلال اللقاء عرض المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وعلمت «اللواء» ان الوزير السعودي الذي وصل إلى بيروت أمس، واستهل لقاءاته بلقاء رئيس الكتائب النائب سامي الجميل، يحمل رسالة دعم من خادم الحرمين الشريفين وقيادة المملكة للبنان، ولا سيما للجيش اللبناني في عملياته ضد الإرهاب ولضمان الاستقرار والأمن في الداخل وعند الحدود.
وقال مصدر مطلع ان الوزير الزائر يبحث في ضرورة انعقاد اللجنة اللبنانية – السعودية العليا على مستوى رئيسي مجلس الوزراء في البلدين، والتي كان اتفق على إحياء اجتماعاتها في الزيارة الأخيرة للرئيس الحريري إلى المملكة.
واللافت ان زيارة السبهان تزامنت مع إعلان مجلس الوزراء السعودي في جلسة ترأسها أمس الأوّل ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان في قصر السلام بجدة، ترقية القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت المستشار وليد عبدالله بخاري إلى وظيفة وزير مفوض في وزارة الخارجية، رجحت مصادر لبنانية ان تكون بمثابة تمهيد لتعيين بخاري سفيرا للمملكة في لبنان.
ونظراً، لزيارة الخطوط الامامية في جرود رأس بعلبك واللقاء مع أهالي عرسال. لم تجتمع اللجنة الوزارية لتطبيق قانون الانتخاب برئاسة الرئيس الحريري امس في السراي الكبير، وأرجأت اجتماعها إلى ظهر اليوم في بيت الدين، بعد جلسة مجلس الوزراء، على ان يترأس الرئيس الحريري عند السادسة في السراي الكبير اجتماع اللجنة المكلفة بوضع استراتيجية وطنية للنهوض الاقتصادي.
الحريري في الجرود
وفي خطوة لافتة، تحمل كثيراً من الدلالات السياسية والرسمية، للدعم السياسي والرسمي الذي يحظى به الجيش في معركته ضد الإرهاب، وتحرير ما تبقى من الأرض من قبضة تنظيم «داعش» الارهابي، فاجأ الرئيس الحريري الجميع بالزيارة التي قام بها ظهر أمس لغرفة عمليات جبهة جرود رأس بعلبك والقاع في ثكنة الجيش في رأس بعلبك، ومن ثم جولته مع قائد الجيش العماد جوزف عون في مرتفعات رأس الحمرا في الجرود، حيث تفقدا محاور القتال والمناطق التي حررها الجيش من تنظيم «داعش»، ثم خص بلدة عرسال بزيارة تفقدية اشاعت الاطمئنان لدى الأهالي الذين التقاهم، مؤكدا بأن كل لبنان يقف مع الجيش، مقدرا ما يقوم به، مؤمنا بأن الانتصار قريب.
وأكّد الرئيس الحريري، في مؤتمرين صحافيين عقدهما في كل من غرفة العمليات وبلدية عرسال، على ان الجيش هو المسؤول عن كل الحدود وعن حمايتها، «ونحن نعمل على هذا الأساس من أجل تدعيمه بكل الوسائل التي يحتاجها لحماية استقرار لبنان وحدوده»، لافتاً إلى انه لولا الجيش والدور الذي قام به في معركة جرود عرسال لحماية لبنان والنازحين لكانت هناك كارثة.
وتوقعت بعض المصادر ان يتناول الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، في الكلمة التي سيلقيها عند الثامنة والنصف من مساء اليوم الخميس، إلى هذه القضية بالذات، في سياق تفاؤله لتطورات معركة الجرود، سواء من الجانب السوري أو من الجانب اللبناني، علماً ان «الاعلام الحربي» التابع للحزب أعلن أمس السيطرة على وادي مسيرا، حيث يقع مركز قيادة «داعش».
عون في بيت الدين
إلى ذلك، اكتملت التحضيرات الأمنية واللوجستية لانتقال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في قصر بيت الدين إيذانا ببدء مزاولة النشاط الرسمي مع العلم أن ما من معلومات حول مواصلة مكوثه هناك أم عودته إلى قصر بعبدا فور انتهاء النشاط.
وكما هو معلوم فإنه فور وصول الرئيس عون إلى قصر بيت الدين يقام له مراسم استقبال من قبل حرس التشريفات في لواء الحرس الجمهوري، وقبل ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في قاعة أمير حليم تقي الدين المخصصة لجلسات الحكومة والاجتماعات الكبيرة يعقد لقاءات ويستكملها بعد انتهاء الجلسة.
وافيد أن التحضيرات طاولت جميع أجنحة القصر بما في ذلك مكتب الرئيس وقاعات الاستقبال للضيوف. وبعد مرحلة الشغور الرئاسي تعود الحياة السياسية إليه مع العلم أن القصر ظل مقصدا للسياح العرب والأجانب.
ويتوقع أن تفتتح الجلسة الحكومية بمداخلتين للرئيسين عون والحريري عن معركة الجيش ضد الإرهابيين والإشادة بما تحقق والتطرق إلى مرحلة ما بعد تنظيف الجرود من الإرهابيين، ولم يعرف ما إذا كان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق سيطرح ملف الانتخابات الفرعية أم لا. وتوقعت مصادر وزارية أن يشق دفتر الشروط بشأن بواخر الكهرباء طريقه بعد ما تم الأخذ بالملاحظات التي عرضت.
جنبلاط في «بيت الوسط»
ووفقاً لما كانت أشارت إليه «اللواء» أمس، نجحت الاتصالات في رأب الصدع الذي شاب العلاقات بين «بيت الوسط» و«المختارة»، بسبب خلافات على قانون الانتخاب، في شهر رمضان الماضي، تزامنت مع سجال على «تويتر» طاولت أموراً شخصية، مثل «المفلسين الجدد» و«تبليط البحر» أدخل هذه العلاقات في جمود وانقطاع طويلين.
وحرص رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليدجنبلاط، بعد زيارته الرئيس الحريري في «بيت الوسط« والتي تخللها مأدبة عشاء أقامها رئيس الحكومة على شرف جنبلاط في حضور نجله تيمورجنبلاط والنائب وائل أبوفاعور والوزير غطاس خوري، على التأكيد على انه ليس هناك في السياسة اشكال وإنما وجهات نظر مختلفة، لافتاً إلى ضرورة «دوزنة التوقيت».
عين الحلوة
وفي مجال أمني، يتجه الوضع في مخيم عين الحلوة نحو المزيد من التأزم في ظل عدم حسم كافة القوى الفلسطينية لمواقفها بالمشاركة الفعالة في «القوة المشتركة»، التي كان قد جرى الإعلان عنها بمشاركة جميع هذه القوى، وفي ظل إصرار «مجموعة بلال بدر» وعدد من المناصرين والمجموعات الإسلامية المتشددة على خرق قرار وقف إطلاق النار، كلما تم التوصّل إليه.
وأمس، تباينت المعلومات بشأن انتشار «القوة المشتركة» في حيّ الطيري، داخل الشارع الفوقاني للمخيم، والذي يُعتبر المعقل الأساسي لـ «مجموعة بدر»، وشهد اشتباكات ضارية بعد انكفائه عنه، وأخرى لجهة عدم نشر هذه القوة، وهو ما أكده قائدها العقيد بسّام السعد، الذي أعلن عن عقبات من القوى الإسلامية تمنع انتشار «القوة المشتركة» في حي الطري، داخل المخيم.
وكانت الاشتباكات العنيفة تركزت في حيّ الطيري، ما أدى إلى مقتل العنصر الفتحاوي «ابو حسين» السوري، الذي نُقلت جثته إلى براد «مستشفى الهمشري» – المية ومية – صيدا. (راجع ص 5)