IMLebanon

رافعة الحوار: تبريد الشارع بإزالة الشعارات والحدّ من ضعضعة الحكومة

رافعة الحوار: تبريد الشارع بإزالة الشعارات والحدّ من ضعضعة الحكومة

حصيلة متشائمة لمهمة جيرو .. وإنتقادات عنيفة لتعيينات رئيس الجامعة

 تركت خطوة إزالة الشعارات والأعلام الحزبية من بيروت وصيدا وطرابلس صدى إيجابياً في الأوساط السياسية والشعبية لاعتبارات أولها: إنتقال الحوار الدائر في عين التينة بين «المستقبل» و«حزب الله» من المناقشات والتفاهمات الكلامية إلى التطبيق على أرض الواقع، وثانيها: بالنظر للانعكاسات المباشرة على تنفيس الاحتقان المذهبي الذي برّده الحوار، وتساهم الخطوات التنفيذية في تكريس عناصر تنفيسه، وثالثها: تفعيل عمل الحكومة، واعتبار أن التفاهم بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» ركيزة من ركائز حماية لبنان وسدّ النوافذ أمام الرياح الهوجاء الآتية من الحرب السورية، والحرب الدائرة مع «داعش»، فضلاً عن المخاطر الاسرائيلية المحدقة، على خلفية التقارب الأميركي – الإيراني، ورابعها: الحد من انبعاث الروح الطائفية في البلاد، نتيجة تأخر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو ما سمعته القيادات اللبنانية من الموفد الرئاسي الفرنسي جان فرنسوا جيرو الذي طالبهم «بالتحلي بحس المسؤولية، واحترام سيادة الدولة اللبنانية وصلاحياتها».

وكشف مصدر وزاري معني لـ«اللواء» أن الجلسة المقبلة للحوار، في ضوء ما أسفرت عنه الجلسة الخامسة سياسياً وأمنياً ستتطرق إلى نزع الشعارات من الضاحية الجنوبية أو مداخلها، واعتبار أن تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع الشمالي لم تعد تحتمل التأخير.

ولم يخف المصدر اعتقاده أن الوقت حان لمقاربة الملفات السياسية العالقة، في ضوء تنامي النزعات الطائفية وتحوّل المرجعيات لمتابعة المطالب الاجتماعية والحياتية وإيجاد الحلول لها على حساب المؤسسات وعملها، سواء في ما يتعلق بأزمة الكازينو والحوض الرابع، وحتى التعيينات في الجامعة اللبنانية التي تحوّلت إلى قضية جديدة من القضايا التي تشغل الرأي العام والقيادات السياسية والرسمية.

وفي اعتقاد مصدر نيابي، أن الحوار يساهم في الحفاظ على حد أدنى من التماسك الحكومي في ظل تجدد السجالات والخلافات بين الوزراء، وتعذر إحداث تغيير في آلية اتخاذ القرار داخل مجلس الوزراء.

وعلمت «اللواء» أنه بعد عودة الرئيس تمام سلام من ميونيخ التي وصلها أمس للمشاركة في المؤتمر الدولي للأمن، سيعاد البحث في موضوع تعديل آلية العمل الحكومي لتسهيل اتخاذ القرار، والخروج من مخاطر استمرار الضغط على الحكومة، وتحويل طاولة المجلس إلى حلبة مباراة بين الوزراء.

وبحسب مصادر وزارية، فإن معظم الوزراء غير راضين عما يحصل في المجلس، الأمر الذي يعزز التوجه نحو تعديل الآلية المتبعة، لكنها شددت على ضرورة دراسة شكل التعديل والتأكد من نجاحه كي لا يصبه الإخفاق فتدخل الحكومة في دوامة جديدة.

وفي كل الأحوال، لا ترى المصادر خسارة في وضع هذه التجربة قيد التداول لإفساح المجال أمام جعلها تسلك مسارها الصحيح بهدف الاقلاع عن المناكفات ووقف العرقلة، والتي دفع بوزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج إلى وصف الحكومة، بأنها أصبحت «حكومة تصريف أعمال».

أما بصدد خطوة إزالة الشعارات والصور، فقد أجمعت مواقف نواب «المستقبل» على وصفها «بالخطوة الصغيرة لكنها ليست عاطلة» على حدّ تعبير النائب عمار حوري لـ«اللواء» مشيراً إلى أنه من شأنها «إراحة الشارع».

وفيما رأى حوري أن الخطوة يجب أن تشمل سائر المناطق اللبنانية، في ضوء الجواب الإيجابي من قبل «حزب الله»، أكد النائب أحمد فتفت لـ«اللواء» أن الخطوة التالية بعد إزالة الصور والشعارات يجب أن تشمل «سرايا المقاومة» إذا كانت هناك جدية في التعاطي، مشيراً إلى ضرورة أن نرى ما إذا كانت الخطوة الأولى ستنفّذ على كل الأراضي اللبناني، وتحديداً منطقة الضاحية الجنوبية.

وإذ رأى أنه ما من تعاطي جدي في ملف رئاسة الجمهورية على رغم أنه العنوان الثاني في جدول أعمال حوار حزب الله و«المستقبل»، أبدى قناعته بأن هذا الملف هو قرار إيراني مرتبط بالمفاوضات الإيرانية – الأميركية حول الملف النووي الإيراني، لافتاً النظر إلى أن «حزب الله» ينفذ الاجندة الايرانية ويضغط على العماد ميشال عون لعرقلة إنجاز الانتخابات الرئاسية.

جيرو

 وعلى صعيد مهمة جيرو، علمت «اللواء» أن نائباً بارزاً في 14 آذار التقى المسؤول الفرنسي، وأن الديبلوماسي المجرّب تكونت لديه نظرة متشائمة إزاء انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الأشهر أو الأسابيع المقبلة، وهو سينقل هذه النظرة الى أمانة سر الفاتيكان التي تنسق مع الاليزيه في موضوع الرئاسة اللبنانية، كما سيطلع البطريرك الماروني بشارة الراعي على الأجواء التي لمسها خلال لقاءاته في الرياض وطهران وبيروت.

1- أثار جيرو مع المسؤول الإيراني حسين عبد اللهيان رغبة فرنسا والفاتيكان أن تساعد طهران بما لديها من نفوذ على حزب الله وحليفه النائب ميشال عون في تسهيل انتخاب الرئيس، فكان الجواب أن إيران لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني وتحترم المؤسسات اللبنانية ولا تمارس أي ضغط على أي طرف على هذا الصعيد. والقناعة التي تكونت لدى الدبلوماسي الفرنسي أن إيران ليست جاهزة الآن لتسهيل انتخابات الرئاسة، فهي نشطة بموضوعين ملحّين:رعاية ترتيبات تعزيز وضع الحوثيين في اليمن وحماية ما بلغته المفاوضات في ما خص الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة من أي ضغوطات أو تشويش اسرائيلي.

2- في الرياض ينقل عن جيرو أن الانطباع الذي تكوّن لديه أن لا حماس بأن يتولى رئاسة الجمهورية شخصية تذكّر بدور رئيس وزراء العراق الأسبق نوري المالكي.

3- لم يلمس الموفد الفرنسي في بيروت أي رغبة من النائب عون في تليين موقفه في ما خص سحب ترشيحه لمصلحة شخصية ثالثة مسيحية. واستنتج جيرو من محادثاته مع عون أن الرجل الذي اقترب من الثمانين عاماً من عمره يشعر أن الفرصة الحالية لانتخابه رئيساً هي الأخيرة، وأن التقارب الحاصل في الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» قد يوفّر غطاء له ليكون رئيس الجمهورية المقبل، حتى لو تأخرت الانتخابات.

وعلى الرغم من أن الموفد الفرنسي لم يدل خلال زيارته للبنان والتي أنهاها أمس بلقاء رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، بأي تصريح أو موقف يشتمّ منه التوجه التي يسير فيه المسعى الفرنسي، فإن السفارة الفرنسية في بيروت أصدرت ليلاً بياناً، وضعت المساعي الفرنسية في إطار «تحفيز المسؤولين اللبنانيين التوصل إلى توافق في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية»، مشيراً إلى أن جيرو أبلغ محاوريه المؤسساتيين والسياسين أن فرنسا وفقاً لالتزاماتها دعم سيادة لبنان، ليس لديها أي مرشح ولا تضع أي فيتو.

وبالنسبة إلى الأحداث الخطيرة التي وقعت، منطقة مزارع شبعا، بحسب تعبير بيان السفارة، فإن جيرو أشار إلى ان فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن والموجودة في إطار «اليونيفيل» منذ انتشارها ملتزمة العمل بشكل دؤوب من أجل تطبيق القرار 1701 وتتجنب أي استئناف للعمليات العدائية، وانه شدّد أمام الأطراف المعنية بأنه ينبغي على الجميع التحلي بحسّ المسؤولية مع احترام سيادة الدولة وصلاحياتها.

أزمة تعيينات الجامعة

 على صعيد آخر لم يستبعد وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب أن تتفاعل أزمة التراجع عن تعيين الدكتور انطوان طنوس مديراً لكلية إدارة الأعمال في طرابلس، وأن تقابل الخطوات برفض التيارات المسيحية للقرار 333 الذي قضى بوقف العمل في تعيينه وتكليف مجلس الفرع الثالث تسيير لعمل إلى حين تعيين مدير أصيل للفرع.

والمعروف ان طنوس ينتمي إلى تيّار «المردة» وتدعمه الأحزاب المسيحية الأخرى، وتعارضه المكاتب التربوية لتيار «المستقبل» و«العزم» (الرئيس نجيب ميقاتي) و(حزب التحرر العربي لـ كرامي).

وجرت اتصالات على أرفع المستويات لاحتواء التصعيد الكلامي بين الأطراف، وشارك فيها الرئيس نبيه برّي كما جرت اتصالات بين «المردة» و«العزم»، في حين صدر بيان غير مسبوق باسم «لجنة الأساتذة السنة المستقلون في الجامعة اللبنانية، موجه إلى الرئيس سلام ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان تحدث عن سياسة أقصاء وتهميش تمارسها رئاسة الجامعة اللبنانية ضد موظفين من السنة والتعامل في تعيينات المدراء من أبناء الطائفة وكأنهم من أهل الذمة، ودعت اللجنة المدراء المعنيين إلى وضع استقالتهم بتصرف رئيس الحكومة لحين تصحيح الخلل في تعيين المديريين.

وتوقع الوزير بوصعب الذي اعتبر ان قرارات رئيس الجامعة غير مدروسة أن يتفاقم الوضع ما لم تعلق كل التعيينات لإعادة دراستها من جديد، فيما شنت حملة عبر مواقع التواصل على رئيس الجامعة عدنان السيّد حسين متهمة اياه بتكريس الطائفية بقراره التراجع عن تعيين طنوس.